أجمل أغاني محمد عبده: فنان العرب وسفير الأغنية السعودية ومطورها

محمد عبده -فنان العرب- هو أحد المطربين المخضرمين وأحد أكثر الفنانيين شهرة وشعبية في العالم العربي وفي منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص، تمتد مسيرته الفنية من منتصف ستينات القرن الماضي وحتى اليوم، قدم خلالها عدداً كبيراً من الأغاني الناجحة وأقام حفلاته -التي شهدت حضوراً غفيراً- على كبرى المسارح في الوطن العربي والعالم، ويُعتبره النقاد أبرز مُجددي ومُطوري الأغنية السعودية الحديثة وألهم أسلوبه الفني -كمُغني ومطرب- العديد من الموسيقيين المُعاصرين.

وُلِد محمد عبده في محافظة الدرب عام 1949 وعانى في طفولته من اليُتم والفقر، كان يأمل بأن يسير على درب والده ويصبح بحاراً، لكن في صباه قرر التوجه إلى الغناء والموسيقى وجاءت البداية على يد عباس فائق غزاوي الذي اكتشفه وأتاح له فرصة تقديم موهبته للمرة الأولى في عام 1960 من خلال برنامجه الإذاعي “بابا عباس”، وكانت تلك خطوة محمد عبده الأولى نحو عالم الأضواء.

استهل محمد عبده مسيرته الغنائية الاحترافية خلال الستينيات حين قدم مجموعة من الأغاني الخاصة به بالتعاون مع شعراء بارزين أمثال إبراهيم خفاجي وناصر بن جريد، بينما نقطة التحول الأبرز في مسيرته جاءت من خلال أغنية “هلا يا أبو شعر ثاير” التي تعاون بها مع الأمير عبدالله الفيصل وقدمها من خلال مسرح الإذاعة في 1965 ولاقت نجاحاً كبيراً، وبحلول عقد السبعينيات كان نجم محمد عبده قد سطع في سماء الفن.

حققت أغاني محمد عبده التالية خلال السبعينيات انتشاراً أكبر في المنطقة العربية، للدرجة التي دفعت البعض إلى وصفه بسفير الأغنية السعودية، ثم بلغ ذروة نجاحه وقمة المجد في الثمانينيات وقد اكتسب في تلك الفترة لقب “فنان العرب” الذي تم إطلاقه عليه لأول مرة من قبل الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة.

تتجاوز مسيرة فنان العرب محمد عبده الخمسين عاماً، قدم خلالهم عشرات الأغاني المميزة التي لاقت نجاحاً كبيراً وتحققت من خلالها أسطورته الفنية وساهمت في بلوغه المكانة الرفيعة التي يحظى بها، ولا يزال حتى اليوم أحد أكثر المطربين جماهيرية وشعبية في منطقة الخليج بالأخص والعالم العربي بشكل عام.

“الأماكن كلها مشتاقة لك.. والعيون اللي انرسم فيها خيالك..

والحنين اللى سرى بروحي وجالك”

قدم الفنان محمد عبده أغنية “الأماكن” باللهجة السعودية بالتعاون مع الشاعر منصور الشادي والملحن ناصر الصالح، حققت تلك الأغنية انتشاراً واسعاً ولاقت نجاحاً كبيراً، وقد أُعيد تقديمها من قبل عِدة آخرين أبرزهم المطربتين أنغام وشيرين عبد الوهاب.

“مرت سنة والعين يعشقها السهر.. ومرت سنة والشوق باقي ما انمحى

مرت سنة والقلب ذابحه الهجر.. ومرت سنة والهجر عيّا ما استحى”

تعد أغنية “مرت سنة” من أشهر أغاني محمد عبده وقد قدمها للمرة الأولى في صيف 1998 وحققت آنذاك نجاحاً كبيراً، وفي وقت لاحق أعاد تقديمها بمشاركة المطرب عبد المجيد عبد الله وتم تصويرها فيديو كليب، وهي من كلمات الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم وألحان فايز السعيد.

“ليلة كانت الفرقا.. وقالت ليَ في أمان الله

وليلة ذكرها يبق.. على جرحي ولا انساه”

تعتبر أغنية “الرسايل” واحدة من أفضل أغاني محمد عبده وأكثرها نجاحاً وانتشاراً، وهي تُعرف أيضاً باسم “ليلة كانت الفرقا”، كتب كلماتها بدر بن عبد المحسن وقام محمد عبده بتلحينها بنفسه، وقد تم تضمينها إلى ألبوم “ابعاد” الذي حقق هو الآخر نجاحاً كبيراً.

“أبعتذر عن كل شيء إلا الهوى.. ما للهوى عندي عذر

أبعتذر عن كل شيء إلا الجراح.. ما للجراح إلا الصبر”

تحظى أغنية “أبعتذر” بمكانة خاصة بين أغاني محمد عبده وتعد من أنجح ما قدمه خلال مسيرته الفنية بشكل عام وإحدى أفضل أغنيات الثمانينات بشكل خاص، وهي إحدى الإبداعات التي نتجت عن تعاونه مع الملحن الكبير عبد الرب إدريس والشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود.

“شبيه الريح وش باقي من الآلام والتجريح

وش باقي من الأحلام.. وش باقي من الأوهام

غير إني ألاقي في هجيرك فيّ.. وألاقي في ظلامك ضيّ”

صدرت أغنية “شبيه الريح” في عام 2001 ولاقت نجاحاً كبيراً وقد تعاون محمد عبده في تلك الأغنية مع الشاعر عبد الرحمن بن مساعد والمُلحن صادق الشاعر.

“عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعة السَّحر.. أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر

عيناكِ حين تبسِمان تورِق الكُروم.. وترقص الأضواء كالأقمار في نهر”

طرح محمد عبده أغنية “أنشودة المطر” في أواخر الثمانينات من ألحانه وكلمات الشاعر بدر شاكر السياب الذي كان قد قدمها من خلال ديوانه الذي حَمَل ذات العنوان، وهي تعد آخر أغاني محمد عبده قبل فترة التوقف المؤقت عن الغناء والتي دامت قرابة ثماني سنوات.

“جاني كلام إني معك كنت كذاب وإني محملك الشقا والأسية

وإني أبيع الود وأبيع الأحباب وش باقي ما قلته حبيبي عليّ”

قدم فنان العرب محمد عبده أغنية “جاني كلام” في عام 2012 بالتعاون مع الشاعر منصور الشادي والمُلحن علي بن محمد، وحققت الأغنية نجاحاً كبيراً وكانت من بين الأغنيات الأكثر انتشاراً واستماعاً في ذلك العام.

“خلاص ضاعت أمانينا.. ما دام الحلو ناسينا

يتكبّر ويتأمّر.. ويتناسى ليالينا”

خاض محمد عبده من خلال أغنية “ضاعت أمانينا” أولى تجارب التلحين لنفسه بالنصف الثاني من الستينيات، فقدمها من خلال العزف المُنفرد على آلة العود دون أي توزيع موسيقي، وقد لاقت الأغنية نجاحاً كبيراً آنذاك مما شجعه على تكرار تجربة التلحين الذاتي عِدة مرات لاحقاً.

“أبعاد كنتم ولا قريبين.. المراد أنكم دايم سالمين

ما أقول غير الله.. الله يكون في عون العاشقين”

تصنف أغنية “أبعاد كنتم ولا قريبين” -تعرف أيضاً باسم “أبعاد”- بين أشهر أغاني محمد عبده وقد تعاون بها مع الملحن يوسف مهنا والشاعر فائق عبد الجليل.

“اختلفنا مين يحب الثاني أكثر.. واتفقنا إنك أكثر وأنا أكثر

من عدد رمل الصحاري ومن المطر أكثر وأكثر”

كانت أغنية “اختلفنا” هي الأغنية التي أعلن فنان العرب محمد عبده من خلالها عودته إلى الساحة الغنائية مجدداً بالنصف الثاني والتسعينيات، وقد كانت عودة قوية حيث حققت الأغنية نجاحاً كبيراً وهي من ألحانه وكلمات أسير الشوق.

“مذهلة!.. ماهي بس قصة حسن

رغم أن الحسن فيها بحد ذاته مشكلة.. مذهلة!”

حققت أغنية “مذهلة” نجاحاً كبيراً بالفترة ما بين عامي 2002: 2004 وحتى اليوم تعد من بين أغاني محمد عبده الأكثر استماعاً، وهي من كلمات الشاعر عبد الرحمن بن مساعد وألحان صادق الشاعر.

“إذا التقينا يوم.. ولا عرفتيني.. 

فلا عليك لوم.. شاب الزمن فينيّ”

قدم محمد عبده أغنية “الهوى الغايب” في عام 2008 من خلال ألبومه الغنائي الذي حمل ذات العنوان، وقد كان ذلك أول ألبوم يتعاون به مع شركة روتانا، والأغنية كانت من ألحانه وكلمات الأمير خالد الفيصل.

طالما تغنى محمد عبده بعشق الوطن وهو يُعد من أكثر المطربين السعوديين -والعرب بشكل عام- تقديماً للأغنية الوطنية، بل أنه المطرب السعودي الوحيد الذي قدم ألبوماً غنائياً كاملاً يختص بهذا النوع من الأغاني وقد صدر بعنوان “فوق هام السحاب”، ومن أبرز أغاني محمد عبده الوطنية ما يلي:

أقرأ أيضًا: أفلام ألمانية مصنوعة لتخطف قلبك وتسحر عقلك: نقدمها لك اليوم!