فيلم The Mummy … لم يقدم لمشاهديه سوى الملل والإحباط

فيلم The Mummy لم يكن بالمستوى المطلوب والمتوقع للعديد من الأسباب أهمها: أنّه لم يكن هناك أي طريقة ممكنة لجعله جيدًا، قصة مكررة لا جديد فيها وأحداث غير مشوقة. لكن على أي حال وعلى الرغم من أنّ الفيلم لم يحمل غير الغبار، ولكن هناك بعض الأمور الإيجابية التي يجب ذكرها.

في العام 1127 ميلادي يعثر مجموعة من الفرسان الإنجليز الصليبيين على حجر ياقوتي في مصر القديمة، ينتهي المطاف بهذا الحجر مدفونًا مع أحدهم في قبره.

تدور أحداث الفيلم في لندن الحالية، حيث يعثر طاقم بناء على قبر الفرسان، ويقوم رجل مجهول بعد ذلك الاكتشاف بأخذ مسؤولية التحقيق في تلك الرقعة المكتشفة.

بواسطة نقش في القبر بالهيرغلوفية ياخذنا الفيلم إلى الماضي في رحلة حول حياة الأميرة ’’أمانيت‘‘، التي كان من المتوقع أن تكون الملكة القادمة للحضارة المصرية، ولكن تضيع كل أحلامها وتُجَرد من ذلك الحق بعد ولادة ابن جديد للملك.

صممت الأميرة أمانيت على الوصول للعرش، ولكي تحقق ذلك قامت بعمل عهد مع إله الموت مصرية ’’سيت‘‘، حيث أعطى لها خنجر قتلت به عائلتها.

بعد قتل عائلتها حاولت أمانيت التضحية بعشيقها للحصول على شكله البدني للإله، لكن كهنة أبيها قاموا بالقبض عليها وتحنيطها، وحكم عليها بالدفن وهي على قيد الحياة للأبدية داخل تابوت محاط بالزئبق في منطقة بعيدة.

ثم يعود بنا الفيلم في بدايته للعراق، حيث يكتشف شخص يدعى نك مورتون وشريكه كريس فايل قبر أمانيت عن طريق الخطأ بعد شن غارة جوية على معتقل.

بعد استخراج التابوت، يقوم العقيد غرينواي بوضعه على متن طائرة نقل متوجهة إلى إنكلترا، ومن هنا تبدأ الأحداث بأخذ منحنى آخر.

بعد كمية كبيرة من إعادة إنتاج لمجموعة من الأفلام، لم يكن غريبًا أن نُشاهد إعادة إنتاج فيلم The Mummy، ولكن للأسف لم يصل لمستوى التطلعات التي كنا ننتظرها، وبالأخص للذين شاهدوا النسخة الأصلية (The Mummy (1999.

لكن على أي حال، من الصعب جدًا أن تحكم على الفيلم من دون مشاهدته، فربما عندما تقوم بمشاهدته سوف تجد ما يعجبك، لذلك سأقوم بذكر كل الإيجابيات والسلبيات فيه، ولكن لسوء الحظ فالسلبيات نالت حصة الأسد.

السلبية الأولى والتي كانت سبب فشل الفيلم هي القصة. على الرغم من محاولة ابتكار شيء جديد ولكن القصة وسير الأحداث نفسها من دون تغيير ملحوظ، وهي إيجاد قبر فرعوني قديم فيه مومياء، ثم تستيقظ المومياء وتبدأ مهمة إعادتها إلى قبرها من جديد.

وأيضًا وعلى الرغم من محاولة ملحوظة في تغيير شكل المومياء المصرية، بإضافة الوشوم والشكل المخيف وظهور عين غريبة نتيجة للعهد، ولكن في النهاية لم يقدم هذا الأمر أي شيء للفيلم، ولكن من هذه النقطة نستفاد بذكر أنّ الماكياج السينمائي كان مذهلًا بالإضافة إلى المؤثرات البصرية والتصوير.

استمتعت جدًا بالفلاش باك، أو أحداث العودة بالزمن، حيث أنّ الجزء الذي يعود فيه الفيلم بنا إلى الماضي ويروي قصة الأميرة ودفنها كان الأفضل، ولكنه لم يدم طويلًا.

ربما سبب ذلك هي الأجواء الفرعونية وتلك الحضارة العظيمة، كان الفيلم لِيحصل على نقطة إيجابية مهمة لو تم تصوير الفيلم في تلك الأجواء بعيدًا عن المدينة الحديثة، بسبب ذلك الأمر لم يخلق الفيلم لي الجو المناسب للتفاعل.

السيناريو كان سيئًا لو تم الاعتناء بالسيناريو لما حصل الفيلم على هذه الكمية الكبيرة من الانتقادات، وبالأخص لا توجد أي حوارات ممتازة أو حتى جيدة بين الشخصيات، حيث كان عامل الحوار مفقودًا في الفيلم.

ربما فقط سوف نجد حوارات كوميدية، وهنا علي القول بأنّ الكوميديا كانت جيدة جدًا أعجبتني وأضحكتني أكثر من مرة، ومتأكد بأنّها سوف تعجبك أيضًا خاصةً في بداية الفيلم، ثم تتلاشى تلك الكوميديا تتدريجيًا مع زيادة إثارة الأحداث.

نأتي الآن إلى عامل الإثارة والتشويق، ولكن للأسف لم يكن هناك أيً منهما لكي أقوم بالكتابة، بالأخص عامل الإثارة حيث لم أتفاعل مع أحداث الفيلم كثيرًا، لأسباب عديدة كالأحداث العادية جدًا، وربما السبب الأهم هو معرفتي للقصة منذ بداية الفيلم فهو سهل التنبؤ.

ولكن هناك نقطة مهمة في عامل التشويق، تركني الفيلم قليلًا في حالة من الترقب لمعرفة ما هو قادم، حدث هذا الأمر لي لأنّني كنت أنتظر شيئًا جديدًا، ولكن للأسف لم أجد أي إضافة جديدة.

كلما كانت الأحداث أكثر تشويقًا يخيب أملي مع مرور الوقت وتدفن تلك الإثارة تحت الرمال، فلو قررت مشاهدة الفيلم فلا تتأمل كثيرًا حيث شعرت بأنّ الفيلم بلا هدف، أمّا في حال كنت لم تشاهد الجزء الأصلي فربما سوف يعجبك.

يمكننا القول بأنّ فيلم The Mummy كان مملًا، وهو أسوأ فيلم لتوم كروز.

ضم الفيلم مجموعة من الممثلين أبرزهم العملاق راسل كرو، وتوم كروز، وجيك جونسون الذي لعب دورًا كوميديًا لطيفًا، أمّا من ناحية أخرى فلم يكن موفقًا، بالإضافة إلى صوفيا بوتيلا، وانابيل والاس.

ومن إخراج اليكس كورتزمان، وبلغت ميزانية الفيلم 125 مليون دولار أمريكي.

توم كروز: الدور لم يكن مناسبًا له على الإطلاق ظهر توم بصورة ضعيفة وركيكة جدًا، وعلى أي حال لا أستطيع لومه أبدًا، فلا أحد ينكر قدرته التمثيلة الكبيرة، ولكن اختياره كان غير موفق إطلاقًا.

راسل كرو: ممثل آخر كبير ولكنه لم يوفق أيضًا باختيار دوره، حيث أجد أنّ دوره كان الأسوأ في الفيلم، لم يكن له أي دور ملحوظ على الرغم من أنّه يعتبر شخصيةً رئيسيةً.

صوفيا بوتيلا: بشخصية الأميرة كانت الأفضل من بين الجميع، على الرغم من أنّها لم تكن مثاليةً، ولكنها كانت جيدةً والشخصية الأكثر إثارة للاهتمام، حيث تعابيرها كانت مشعة بالكراهية والحقد وحب السلطة والثقة.