نظرة عن قرب على مسلسل الجريمة والغموض الجديد The Outsider لستيفن كينج

ألا تظن معي أنّ هذه الأجواء الني يعيشها العالم، تتناسب بشدة مع مشاهدة مسلسل جديد، مُقتبس عن قصة كتبها ستيفن كينج، أحد أشهر كتّاب الرعب والتشويق في العالم؟ أرى أنّنا نحتاج جميعًا لمشاهدة الأعمال التي تحتوي على قدر كبير من التشويق والغموض هذه الأيام، حتى يُمكننا التلهّي بها عن مشاهدة قنوات الأخبار ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا بحثت عن الغموض والتشويق، فإنّ اسم ستيفن كينج وحده كافٍ جدًا للشعور بالإثارة من لا شيء.

في هذا المقال سنتحدث عن المسلسل القصير The Outsider أو الدخيل، الذي أذاعته شبكة HBO على قناتها، والمأخوذ عن أحدث روايات ستيفن كينج التي تم تحويلها إلى عمل فنّي على شاشة التليفزيون، فتابع معي القراءة لتأخذ نبذة عن قصة المسلسل وأبطاله وبعض المعلومات الخاصة به بدون حرقٍ للأحداث.

الأعمال المفضلة للكاتب ستيفن كينج على منصة نتفليكس Netflix

كتب ستيفن كينج روايته The Outsider في عام 2018، والتي تتسم بطابع الرعب والتشويق كأغلب أعماله، ولكنّها مُختلفة عمّا اعتدنا على قراءته له، فستشعر للوهلة الأولى وأنت تقرأها، بأنّك أمام رواية درامية بالدرجة الأولى، نعم توجد جريمة مروّعة، ويوجد غموض كبير، ولكن لا وجود لما يُثير الذعر من أرواح شريرة أو مخلوقات فضائية أو وحوش غريبة، على الأقل في البداية.

شاهد إعلان المسلسل

تم عرض المسلسل الذي حمل نفس اسم الرواية على شبكة HBO بدءًا من 12 يناير 2020، وانتهى في 8 من مارس الماضي. عدد حلقات المسلسل 10 حلقات فقط، كل حلقة مدتها حوالي ساعة.

يبدأ المسلسل باكتشاف الشرطة لجريمة بشعة، وهي مقتل طفل في الحادية عشر من عمره وتشويه جثته، ويتبين لاحقًا أنّ الطفل تم الاعتداء عليه جنسيًا أيضًا. سرعان ما تتجه أعين الشرطة نحو شخص بعيد تمامًا عن الشبُهات، وهو تيري ميتلاند (جيسون بيتمان)، المدرب الرياضي، والمدرس الإنجليزي المحبوب، والزوج الرائع، والأب المثالي لفتاتين صغيرتين. يقوم المُحقق رالف أندرسون (بن مندلسون) بالقبض على تيري فورًا، شاعرًا بأنّها قضية في غاية السهولة، وذلك بعد شهادة أكثر من شاهد ضدّ تيري، واكتشاف بصمات يده على جثة الصبي.

بات الأمر واضحًا، لدينا مُغتصب وقاتل أطفال متوحش تنكّر في صورة شخص لطيف يحبه الجميع، اجتمعت ضده الأدلة، وسيلقى جزاءه. ما المشكلة إذًا؟ المشكلة أن تيري ميتلاند لديه حُجّة غياب قويّة جدًا، يصعب عدم تصديقها، لذا يقوم محامي تيري بتقديم هذه الحُجّة إلى المحكمة. بعدها يظهر تقرير الحمض النووي (DNA)، وهو دليل الاتهام الأخير في هذه القضية، والذي يقول بأنّ تيري ميتلاند هو القاتل بالفعل، ليصير الأمر مُحيّرًا حقًا.

تتوسع التحقيقات أكثر، لتظهر معها الكثير من الأمور الغريبة، والذي يُشعرنا بأنّ هناك خطًا ميتافيزيقيًا سيظهر في وسط هذه الأحداث الدرامية الغامضة، وإلا فكيف لتيري أن يكون في مكانين مُختلفين في نفس التوقيت؟ كيف له أن يكون آثمًا بالدلائل الجنائية، وبريئًا بدلائل آخرى لا تقبل الشك؟

لاقى المسلسل عند عرض أول حلقة منه، ردود أفعال جيدة جدًا من الجمهور، الذي وجد المسلسل يليق باسم ستيفن كينج من ناحية الإثارة والتشويق، خاصة مع ثقل الأداء التمثيلي لكلٍ من بن مندلسون وجيسون بيتمان. ساهمت الموسيقى التصويرية والإضاءة في صُنع خلفية مثالية للأحداث الغامضة والمُثيرة للتوتر.

أمّا النّقاد فرأوا أنّ المسلسل مرآة دقيقة للرواية، وأنّ صنّاعه أحسنوا صُنعًا باختيار ممثليه، الذين أجادوا أدوارهم ببراعة، ومن ضمنهم الممثلة الإنجليزية سنثيا إريفو. وعبّر النّقاد عن إعجابهم بالخط الدرامي بالمسلسل، الذي تعامل بعمق مع أفكار الفقد، والوحدة، وانطفاء الرغبة في الحياة.

أمّا سلبيات المسلسل التي اتفق عليها الكثير من الجمهور والنّقاد معًا، فهي أنّه بطيء الإيقاع إلى حدٍ ما، ويُمكن اختصاره في عدد حلقات أقل.

قيّم النّقاد المسلسل على موقع Rotten Tomatoes بـ 82%، بينما قيّمه الجمهور على موقع IMDB بـ 8.0.

ماكولاي كولكين وسارة بولسن وإيفان بيترز ينضمون لطاقم الموسم العاشر من American Horror Story