فيلم The Secret Life of Walter Mitty: وهل التروس الصغيرة لها دور في الحياة؟

صورة فيلم The Secret Life of Walter Mitty
عليـاء طلعـت
عليـاء طلعـت

4 د

ليس الجميع أبطال ويشار لهم بالبنان، وتعرفهم الجماهير عندما يمرون بالشارع، بل أغلب البشر يمكن ان تمر عليهم العين بسهولة، تحتاج أن تقترب منهم كثيراً حتى تكتشف ما يميزهم بحق، هذه حقيقة يكرهها الإنسان الذي يرغب في أن ينظر لنفسه كفريد من نوعه.

صورة فيلم The Secret Life of Walter Mitty

فيلم  The secret life of walter mitty جاء ليرفع القبعة لكل شخص عادي، قد لا يلتفت له الناس، او يعتبرونه خفي أغلب الوقت، لكن من دونة لا تسير الحياة، فوالتر Ben Stiller، يعمل في مجلة لايف الشهيرة لكن في قسم التحميض، حيث يقبع طوال الوقت في القبو المظلم مع زميل واحد له، يسخر منه باقي العاملين، ناسين دوره الهام في المجلة، فمن دونه لن تظهر تلك الصور المميزة على أغلفة الأعداد الجديدة، بينما على الجانب الاخر مصور المجلة   اوكنيل، الرجل الذي يرفض وسائل الاتصال الحديثة، يتجول حول العالم ليصور أجمل المناظر، يقتحم المخاطر دون خوف، ليصنع مع والتر فريق قوي لكن يحظى هو بكل الشهرة.


حياة مثل الماء بلا طعم او لون

صورة فيلم The Secret Life of Walter Mitty

يبدأ الفيلم بوالتر جالساً أمام الموقع الإلكتروني الخاص بالمواعدة والذي يرفض العمل، فيتصل بالشركة المسئولة عن الموقع، ويكتشف إنه لا يعمل لعدم وجود بيانات كافية عنه، فحتي يتم تفعيل الحساب الشخصي له يجب ان يضع بعض المعلومات المثيرة حوله تجذب انظار الجنس الاخر له، عن أماكن زارها او مغامرات خاضها.

وهنا وقف عاجزاً، فقد أكتشف إنه طوال حياته لم يغادر مدينته بالكاد، يعمل في ذات المجلة لمدة ستة عشر عاماً وفي نفس الوظيفة، حياة بلا طعم او لون، ولم يشعر بأثارة المغامرة ابداً.


عندما تصبح المغامرة اجبار وليس خيار

The Secret Life of Walter Mitty

يعرفنا هنا الفيلم عن ماضي والتر وعائلته، فنجد أنه بعد إنهائه لدراسته الثانوية قرر أن يجوب العالم في رحلة طويلة، وأعد العدة لذلك بما فيها حقيبته وكراس صغير لتدوين تفاصيل مغامرته، ولكن وفاة والدة المفاجئة حطمت كل خططه، ليضطر ان يعمل في وظائف لا تناسبه إلى ان يلتحق بالمجلة، ليتوقف الزمن به، فيجد إنه في الثانية والأربعين بدون حياة اسرية ولا طموح في العمل ولا ذكريات تؤنسه في وحدته.

ولكنه استعان بخياله ليعوض النقص في حياته، فينعزل في لحظات كثيرة عن حاضره، ليعيش في أحلام اليقظة، ويفعل كل ما يعجز عنه، فيحارب مديره الشرير في معركة وهمية وينتصر عليه، ويملك الشجاعة والوسامة والجاذبية وكل ما يفتقده، كانت هذه هي الحياة السرية لوالتر، والتي أعانته على تقبل مرور أيامه.

ولكن كل ذلك يتغير عندما تقرر الإدارة إنهاء النسخة الورقية للمجلة والاكتفاء بأخرى الكترونية، ويتم الاعداد للنسخة الأخيرة، ويرسل اوكنيل نيجاتيف لمجموعة صور مع تحديد ان الصورة رقم 25 هي الخاصة بغلاف العدد الأخير، ولكن الازمة هي ان والتر لم يستطع إيجاد هذه الصورة.

يحاول بكل وسيلة الاتصال بأوكنيل لكن لا يستطيع فالأخير لا يحمل تليفون ويتنقل من مكان لأخر على الدوام، فيجد إنه أمام حل من إثنين، ان يعترف بفقدانه للصورة، مما يعرضه للأذلال والإتهام بالإهمال، او يذهب ليبحث عن اوكنيل بنفسه ليأخذ منه نسخة أخرى من الصورة او يعرف سر اختفائها على الأقل.


رحلة البحث عن الصورة، ام الذات؟

The Secret Life of Walter Mitty

البحث عن أوكنيل لم يكن سهلاً بأي حال من الأحوال، فلا يوجد أحد يستطيع أن يحدد مكانة بدقة، ولا دليل على مكانه سوى الصور الأخيرة التي بعثها للمجلة، وكان هذا خيط البداية لوالتر، الذي قرر أن يفعل في الواقع، ما أعتاد أن يفعله في خياله، ويبدأ مغامرته الخاصة، التي فاقت كل توقعاته.

صورة فيلم The Secret Life of Walter Mitty

الفيلم من بطولة وإخراج بين ستيلر وقد أجاد الدورين بالفعل، سواء في الإخراج حيث اظهر في البداية الحياة المظلمة التي يعيشها والتر، ما بين المشاهد الداخلية القاتمة الألوان في غرفة التحميض، والخيال الجامح الذي يتصوره في مواقفه السيئة، ثم مع بداية المغامرة تغير كل شيء ليظهر لنا براعته في اختيار الأماكن الطبيعية التي ذهب إليها، أما كممثل فقد تماهي مع الشخصية تماماً وأضاف على واقعها البائس لمسة من خفة الظل.

فيلم The Secret Life of Walter Mitty

لكن يعيب الفيلم إنه كان مباراة من لاعب واحد، فكل الشخصيات الأخرى غير رئيسيه او مؤثرة في الاحداث ولا أظهرت براعة الممثلين، ومنهم والدة والتر والتي قامت بدورها العظيمة Shirley MacLaine، ولكن الدور لم يستطع استغلال وموهبتها او حضورها ليجيء باهت دون أي أضافة للفيلم، بينما برع Sean Penn في أداء دور المصور شين اوكنيل، رغم ظهوره في مشهد وحيد ولكن كانت له لمسة مختلفة، أما عن Kristen Wiig والتي لعبت دور شيرلي ميلهوف زميلة والتر الجديدة في العمل، والتي التحق بموقع المواعدة بعدما سمعها تتحدث عنه مع احد زميلاتها، فقد كان دورها صغيراً ومهمشاً للغاية، فظلت شخصيتها غامضة بالنسبة للمشاهد، ولم تكن سوى دافع لوالتر وقت اللزوم ليكمل مشواره.

في النهاية الفيلم تجربة مميزة، رفعت من شأن الشخصيات المهمشة، ولعبت على فكرة أن كل شخص عادي من الممكن أن يعيش مغامرته الخاصة، حتى لو متأخراً.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.