تريند 🔥

📱هواتف

فيلم The seventh Seal: عندما يعترض الموت مسار المعرفة

فيلم The Seventh Seal
سارة يحيى
سارة يحيى

4 د

ربما قد تجذبك مشاهدة فيلم The seventh Seal الموصوف بأنّه الأكثر سوداويةً وكآبةً في تاريخ السينما العالمية، فيلم يبدأ مع شبح الموت وينتهي به.

حسنًا، هذا ليس كل ما في الأمر، ثنايًا ففي الفيلم أمور تستحق فعلًا المشاهدة والانغماس في معانيها أكثر، دعنا نقدم لك عزيزي القارئ بعضًا منها في هذه المقالة.


القصة

يعود “أنطونيوس” هو و صديقه “جونس” من حملة الحروب الصليبية، ولكن يصادف عودتهم انتشار مرض الطاعون الذي يبسط يده على كل أنحاء البلاد. إلى الآن ليس هذا ما يواجه “أنطونيوس” فهو أمام معضلة أخرى، أنّه ملك الموت الذي يقف له بالمرصاد ليتجلى أمامه وجهًا لوجه طالبًا منه أن يرحل معه فقد انتهى الأمر، وآن الأوان ليخرج من باب الدنيا ويدخل باب حياة أخرى، أو موت آخر لا يعلم عنه “أنطونيوس” شيء للأسف، وهذا ما يشغل باله باستمرار، يحاول “أنطونيوس” أن يتفاوض مع ملك الموت من خلال التباري في لعبه الشطرنج، فإن كان الفوز من نصيب بطلنا الشاب فيصبح من حقه فرصه أخرى للعيش وهكذا، (وكأنّ في هذه التفصيلة الصغيرة إشارة من صُنّاع الفيلم أنّ الحياة بمجملها ماهي إلّا لعبه).

في الحقيقة أنّ “أنطونيوس” لا يطلب تأجيلًا من ملك الموت في سبيل النهم أو الاغتراف من ملذات الحياة؛ لأنّه أصلًا في مكان يحيطه البؤس والشقاء من كل حدب وصوب إلى الحد الذي يصيب به الإنسان العاقل بالجنون، كل ما في الأمر أنّ “أنطونيوس” مازال حائرًا تائِهًا يحلم بأن يحصل على المعرفة يبحث عن إشارة يهتدي بها، قبس يضِئ له في ذلك الظلام الأبدي الذي يتخيله عن حياة ما بعد الموت.


لماذا؟

The Seventh Seal

أهم نقطة يسلط الفيلم الضوء عليها هي: حرية التساؤل

يترك الفيلم مساحةً كبيرةً لحرية التساؤل المشروع من قبل أبطال العمل ومن قبل المشاهد أيضًا، مواقف كثيرة تجعلنا نقف في عجب لنقول لماذا؟! منها التالي:

*في حين أنّ “أنطونيوس” يصارع تلاطم الأسئلة في رأسه بلا شراع، يذهب ليؤدي “الاعتراف” في الكنيسة “طبقًا لمعتقده الديني”، يحاول بأن يسأل ولكن بلا أجوبه حقيقية شافية، على الجانب الآخر ينتظره رفيقه “جونس” بالخارج يقضى وقت انتظاره متحدثًا مع خادم الكنيسة.

فيسأله: – ما هذه الرسوم المخيفة؟

يجيبه: – إنّها رقصة الموت.

– ولماذا كل تلك النقوش؟

– ليتذكر الناس الموت!

– وهذا الذي لن يجعلهم سعداء أبدًا.


هنا لدينا “لماذا؟”  

لماذا يصر البعض على أن يخطفوا منك سعادتك، ويلعبوا على رهافة حسك بذكر أشياء مثل: الموت والعذاب وخلافه لتمرير فلسفة جلد الذات وعذاب الضمير؟ أظن أنّ الجواب المحتمل هو أنّهم يريدون أن يجعلوا منك نسخةً أخرى منهم، لا يهم في نظرهم إن كنت لا تقتل ولا تسرق ولا تكذب ولا تنشر الفتنه. لا، بل لابد أن تكون خائفًا مرتجفًا لا تعرف للحياة أي مذاق لتجد نفسك مرميًا في حصونهم وقلاعهم طالبًا الدخول في أمنهم وأمانهم.

*وصلة فنية استعراضية يؤديها المهرجون في ساحة المدينة لا تكتمل بسبب دخول أفواج من الناس إلى الساحة في شكل مخيف، وقد أكلهم المرض (الطاعون) في مشهد يلتقي فيه مرح الحياه ومُرّها، يقود تلك الأفواج مجموعة من رجال الدين يتوعدون الناس بالموت، وأنّ كل ما يحصل ما هو إلّا عقاب مستحق من الرب يبدأ بعدها أحد رجال الدين ينادي على أفراد بعينهم، ويلقى عليهم أطنانًا من كلمات ما هي إلّا قطعة من جحيم. إنّها نفس أسطوانة فكرة العقاب السماوي التي تبرر كل كوارث العالم.


لماذا؟

لماذا تُمرّر عليّا حياتي حتى وأن كانت في لحظاتها الأخيرة؟ من أعطاك هذا التفويض الإلهي لتحاكمني وتحكم على نهايتي بشكل قطعي لا يقبل النقاش؟ من فوضك لتنطق بحكم الإله في عباده، وتحدد من منهم في نعيم ومن منهم في سعير؟ من خولك لتفرش طريقهم بالتخويف والوعيد في حين أنّ دورك المنوط بك كـ رجل دين هو أن تحمل مشاعل النور والأمل في النفس البشرية حتى في رمقها الأخير.

وغيرها الكثير من التساؤلات التي ستواجهك، وأنت تشاهد هذا الفيلم الممتع الغريب.


فريق التمثيل والإخراج

فيلم The Seventh Seal

عن دور “أنطونيوس” الممثل (ماكس فون سيدو)

عن دور الرفيق “جونس”  الممثل (غونار بجورنستراند)

عن دور ملك الموت الممثل (بنجت اكيروت)

هذا جزء فقط من فريق التمثيل، والذي تم تسليط الضوء على مواقفهم في هذه المقالة، ويوجد غيرهم الكثير ممن أنجحوا هذا العمل بشخصياتهم المميزة، وأدوارهم المختلفة.

الفيلم سويدي أُنتج في العام 1957م، ومن إخراج وسيناريو العملاق (أنغمار بيرغمان).

مغزى الفيلم يتجلى في رحلة الجميع للبحث عن إجابة، الفيلم يشجع على التنقيب والبحث وطرح الأسئلة، ولكنه أيضًا يحث وبقوة على الأيمان، وقد ظهر هذا واضحًا على لسان “أنطونيوس” في الأجزاء الأخيرة من الفيلم.

ذو صلة

التريلر الرسمي للفيلم

فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة