فيلم The Woman in The Window: على خُطى فتاة القطار لكن أقل جودة
6 د
امرأة تمر بحالة نفسية سيئة، وحيدة، مضطربة، تتعلق بمشاهدة حياة الآخرين حتى تشاهد شيئًا يقلب حياتها رأسًا على عقب. هذا الوصف قد ينطبق على فيلمي The Girl on the Train أو فيلمنا هذا The Woman in The Window -كلاهما مبنيان على روايات- لكن شتان بين الاثنين بالرغم أنني لم أكن شديدة الإعجاب بفتاة القطار لكن مقارنة بهذا الفيلم سأنشئ مجموعة لمحبيه.
يدور الفيلم حول الدكتورة النفسية آنا فوكس التي تُعاني من رهاب الخلاء (أجروفوبيا Agoraphobia) أي لا تخرج من شقتها وتأخذ عددًا كبيرًا من الأدوية لتساعد في حالتها ويسكن لديها مستأجر شاب اسمه دايفيد. تقضي آنا يومها في مشاهدة الأفلام والتحدث مع ابنتها وزوجها من خلال الهاتف المحمول وأخيرًا مراقبة جيرانها -التي يرى طبيبها النفسي أنها مؤشر جيد- حتى شاهدت جريمة قتل عند جيرانها الجُدد آل راسل في البيت المقابل.
أقرأ أيضًا: فيلم Dead Poets Society: رحلة كيتنج من مجتمع الأحياء العنيف إلى مجتمع الشعراء الموتى
المقال يحتوي على حرق لبعض الأحداث
آل راسل
لنعد إلى الوراء قليلًا، قابلت آنا 3 من أفراد عائلة راسل في بيتها في مناسبات مختلفة، الأولى قابلت الابن المراهق إيثان حين جلب لها شمعة هدية من والدته ولأنها طبيبة نفسية تعمل مع الأطفال خصيصًا اعتقدت أنه يعاني من سوء معاملة وربما بإمكانها مساعدته وتردد عليها بعد ذلك.
واللقاء الثاني كان مع جاين راسل الأم التي جاءت لنجدتها بعد حادث سقوط أمام الباب، وحين استيقظت وجدت امرأة شقراء فافترضت أنها جاين راسل وقضيا الليلة سويًا يتحدثا عن أبنائهم وعلاقاتهم حتى أخبرتها جاين أن زوجها متحكم وشكاك بعض الشيء أما اللقاء الثالث والأخير فكان في نفس اليوم مع الأب أليستير راسل الذي جاء ليسأل هل زارها أحد من عائلته هذا المساء لتكذب عليه وتخبره لا.
وفي إحدى المرات التي تنظر فيها آنا من النافذة عبر عدسة الكاميرا -كما يفعل البعض- ترى جاين تُقتل بواسطة مطرقة، لكنها لم تلتقط صورة -بدون إبداء أسباب- واتصلت بالشرطة ثم حاولت الذهاب لنجدتها لكن عندما خرجت إلى الشارع بواسطة مظلة، يُقطع المشهد على استيقاظها في البيت ووجود عدد من ضباط الشرطة والمحققين ليسألوها عن الحادث، في وجود أليستير راسل وكان غاضبًا من هذه التهمة لتظهر امرأة لم ترها آنا من قبل وتُعرف نفسها بأنها جاين راسل لترتبك آنا وتطلب رؤية إيثان الذي يخبرها أنها لم تقابل والدته أبدًا.
مفاجأة جديدة وراء الأخرى
ومن هنا يبدأ هوس آنا في البحث وراء هذه العائلة وتكتشف أن المساعدة السابقة لأليستير قد وقعت من النافذة وبعدها انتقلوا إلى بوسطن، وعلى صعيد آخر بالصدفة تعرف أن دايفيد كان في السجن بتهمة الاعتداء ويعاني من مشكلة في إطلاق السراح المشروط، وتجد قرط السيدة التي اعتقدت أنها جاين راسل على الطاولة بجانب سريره وتجد رسمة كانت رسمتها لها وبتوقيع جاين راسل وترى أيضًا أليستير يضرب ابنه حين وجده عندها.
والمفاجأة الأكبر حين وصلها إيميل بصورة لها وهي نائمة وحينها قالت طفح الكيل وهاتفت الشرطة لتخبرهم بكل ما تعرفه عن آل راسل وعن دايفيد وتريهم الدلائل التي جمعتها، حتى فاجأتها الشرطة بعدم التصديق ومعلومة جديدة عن حياتها هي تتمثل في وفاة عائلتها -زوجها وابنتها- بسببها في حادث مروري بعد جدال مع زوجها بسبب خيانتها له وبالطبع هذا هو السبب في مرضها – Shutter Island هل هذا أنت؟- لتخضع آنا لكلامهم وتقتنع أن ما رأته كان مجرد هلاوس بسبب حالتها والأدوية.
القاتل الذي يستمتع بالقتل.. فقط
بعد عدة أيام، ترى آنا على هاتفها صورة يظهر فيها انعكاس جين راسل غير الحقيقية على كأس حين التقطت صورة لقطتها يوم لقائها، لتشعر بالارتياح وتنادي ديفيد لتريه الصورة فيخبرها أنه يعرف هذه المرأة وأنها أم إيثان البيولوجية واسمها كاثرين وأنها قضت معه ليلة وقصت عليه حكايتها أنها هربت حين كانت حامل في إيثان ووجدها أليستير بعدها بعامين وهي مجموعة تدمن المخدرات ليأخذ الطفل وتُسجن هي وكان يدفع لها أليستير لتبقى بعيدة عنهم لكن بمعرفتها خبر انتقالهم إلى بوسطن لاحقتهم لتعيد الاتصال بابنها.
وبعدها طلبت منه آنا الذهاب معها إلى الشرطة وبمجرد أن يختفي من أمامها تسمع صوت سقوط ويقع اللاب توب الخاص بها وتلتفت لتجد إيثان وفي يده سكين فتعرف أنه قتل دايفيد، وقتل مساعدة أبيه وقتل أمه وكان يرغب في مشاهدتها وهي تنتحر فتخدعه وتضربه بالزجاجة ويحدث مشهد مطاردة أقل ما يقال عنه إنه كارتوني، حتى تقتله آنا وتستيقظ وهي بالمشفى، وينتهي الفيلم على بيعها للمنزل وتمخطرها في الشارع بسعادة.
مشكلات فيلم The Woman in The Window
يتسم فيلم The Woman in The Window -في وجهة نظري- بالمحاولة المبالغ فيها، ربما لتعويض العنوان المكرر أو الحبكة المكررة، فيزيد من المفاجآت والعلاقات المتشابكة بدون تأسيس لها أو داعي حتى، فمسألة تجاهل آن لفكرة أن عائلتها قد ماتت -والمفترض أننا على مدار الفيلم نسمعها تتحدث إليهم وعنهم باعتبارهم أحياء- واستيعابها للأمر في أقل من 5 دقائق فقط والاستمرار في الحديث عن جاين وعما حدث يبدو شيئًا غير منطقي ومُقحم يحاول فقط إضافة أبعاد لشخصية غير مكتملة.
وكذلك قصة خيانتها التي لم تضف أي شيء، فلو كانا يتشاجران على أي شيء آخر غير الخيانة كوجبة العشاء كانت ستظل هي السائقة وستظل تشعر بالذنب، بم أضاف موضوع الخيانة إذًا؟ هل ليجعلنا نشعر أنها شخصية سيئة لا تستحق التعاطف؟ وإن كان هذا السبب، فما علاقة هذا بتصديقنا بما تقوله أو لا؟
تبدو دوافع القاتل كذلك كأنها خارجة من فيلم رسوم متحركة، هو يقتل لأنه يحب رؤية الشخص وهو يموت، أتريد سببًا آخر؟ ولأنه مستاء أن والدته تركته وهو طفل، فبالطبع هذا معناه أن يتحول إلى قاتل متسلسل ويبدأ بمساعدة والده. هناك العديد من الأسئلة غير المجابة عن حالته، فهل نسي أن والدته كانت في السجن؟ أو أنها مدمنة؟ وأن والده كان يدفع لها لتبقى بعيدة عنهم؟ لم لم يقتل والده؟ وماذا عن زوجة أبيه التي نسوا إعطاءها جمل أخرى غير “أنا جاين راسل”؟
يقولون إن الأطباء هم أسوأ مرضى، لكن في هذه الحالة هم أيضًا أسوأ أطباء، -فبعيدًا عن أنها تبتلع الأدوية بالكحول مما يسبب مشاكل عديدة إلا أنها أيضًا سيئة في فهم الأشخاص، فقد تتوقع أن الطبيب النفسي يستطيع رصد المشاكل النفسية وزيفها خاصة في المراهقين إن كان هذا تخصصه. فقد سأل إيثان آنا أول شيء حين عرف أن تخصصها التعامل مع الأطفال، “لماذا يحتاج الأولاد الذين يقصدونك إلى طبيب نفسي؟ هل لإطلاق النار في المدرسة أو تعذيب أحد؟”، ألم يجعلها هذا تتساءل؟
أما النهاية فحدث ولا حرج، آنا أصيبت برهاب الخلاء لشعورها بالذنب في مقتل ابنتها وزوجها، والآن بعدما شهدت مقتل 3 أشخاص آخرين ومحاولة قتلها هي شخصيًا تخلصت من ذلك المرض وبدأت حياتها من جديد. هل الأمر بهذه السهولة؟
أقرأ أيضًا: روبرت دي نيرو وآنيا تايلور جوي بطلة The Queen’s Gambit ينضمان إلى باقي نجوم فيلم ديفيد أو راسل القادم
ثلاثة فائزين بالأوسكار لم ينقذوه
فيلم The Woman in The Window مبني على رواية من نفس الاسم لـ A.J. Finn، تمثيل آيمي أدامز وجاري أولدمان وجوليان مور، الحائزون على جائزة الأوسكار، لكن هذا لم يشفع لهم التمثيل المصطنع خاصة من جوليان وتكرار دور آيمي المشابه لدورها في Sharp Objects أما جاري فغالبًا طُلب منه فقط أن يكون غاضبًا طوال الفيلم وقد نجح في ذلك فلم نرَ أي تعبير آخر منه.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.