تريند 🔥

📱هواتف

صفعة لكل من ظن أنّ الحياة عادلة في فيلم Three Billboards Outside Of Ebbing Missouri

بوستر فيلم three-billboards
عليـاء طلعـت
عليـاء طلعـت

4 د

تقييم الفيلم

بعد ستة ترشيحات للجولدن جلوب وفوزه بأربعة منها أثبت فيلم Three Billboards Outside Of Ebbing Missouri أنّه واحد من أهم أفلام العام، وقد نافس على جوائز أفضل فيلم، وأفضل مخرج، أفضل نص، أفضل ممثلة في دور رئيسي، وأفضل ممثل في دور مساعد، وأفضل موسيقى أصلية.

القائمة الكاملة لأسماء الفائزين في حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب (Golden Globes) لعام 2018

يأخذنا مارتن ماكدونا المخرج والمؤلف عبر حبكته المعقدة في رحلة يضعنا فيها أمام مرآة للحياة؛ لنتأكد للمرة الألف إنّها ليست عادلةً، ويخرج عن دروس هوليود التقليدية بأنّ هناك خير في كل شيء سيّئ، والغضب أمر مكروه يدمر الروح والآخرين، وكل هذه الكليشيهات المحفوظة.

ليس من العدل أن تقتل فتاة في عمر الزهور وتغتصب خلال موتها، وليس من المنطقي أن نطلب من والدتها الهدوء والشعور بالحزن في صمت عندما لا تجد ثأرها من قاتلي صغيرتها. كل يوم كل دقيقة كل ثانية يحدث في العالم من حولنا جرائم قتل واغتصاب، جرائم تغير في حياة المجني عليهم وذويهم وأقاربهم، ليس هناك عدل في ذلك، كل دقيقة يموت شاب أو رجل أو امرأة في شرخ الشباب قبل الأوان؛ بسبب المرض أو الحوادث ليس من الطبيعي ألّا تنخلع قلوب أحبابه عليه.

الحياة ليست عادلةً في المطلق … الغضب ليس سيئًا في المطلق … تلك رسالة مارتن ماكدونا التي بدأ كتابتها منذ سنوات عندما رأى ثلاث لوحات إعلانية للبحث عن مرتكبي جريمة ما، وكمبدع حقيقي أخذ الفكرة طورها إلى نص سينمائي متماسك مليء بالالتواءات التي تبهر المتفرج المشهد تلو الآخر، قال ماكدونا عن فيلمه أنّه احتار كثيرًا في إيجاد الصيغة المثالية لفكرته، وذلك حتى قرر أن يجعل الأم هي صاحبة هذه اللوحات الثلاث، ومن هذه أصبحت عملية الكتابة سهلةً للغاية.

عندما كتب ماكدونا فيلمه كانت فرانسيس مكدورماند هي البطلة في ذهنه، لم يستطع تخيل سواها، وعلى الرغم من كونها لم تكن مقتنعةً بنفسها في هذا الدور في البداية، وطلبت منه تغييره من دور الأم للجدة، إلّا أنّها قامت بتقديم أداء مثالي أعتقد كان أفضل رد على إيمان ماكدونا بها.


ًصورة فيلم Three Billboards Outside Of ebbing Missouri

تدور أحداث الفيلم حول ميلدريد هيس، التي تمر على طريق هادئ فتجد ثلاث لوحات إعلانية خالية، تقرر استئجارها ووضع إعلان تسأل فيه الشرطة عن السبب وراء عدم إيجادهم لقاتل ابنتها بعد؟ تفتح عليها هذه اللوحات بوابات النار، فمن ناحية تصبح محط أنظار الجميع، وتجري معها اللقاءات الإعلامية، ومن ناحية أخرى فإنّ محل اتهامها الشرطي ويلبي هو مريض في مرحلة متأخرة من سرطان البنكرياس، وأهل المدينة الصغيرة كلهم يعلمون ذلك، ويرون أنّه من القاسي للغاية قيامها بهذا الأمر وإهانته في أيامه الأخيرة.

وودي هارلسون فيلم three billbord

“إنه يحتضر مليدريد!

كلنا سنموت”

كان هذا رد مليدريد كلما أخبرها شخص ما أن تأخذها الشفقة بالشرطي المريض، لقد عانت من قسوة الحياة بالصورة الأصعب على الإطلاق، فلم تعد يهز بدنها رؤية الآخرين كذلك يعانون، هي لا ترغب سوى في العدالة، والتي لا ترى أنّ الشرطة تحاول تطبيقها.

الحوار في فيلم Three Billboards Outside Of Ebbing Missouri من أقوى ما يكون، مباراة بينج بونج بين كل الشخصيات سواءً الرئيسية أو الهامشية، تؤكد على قسوة الواقع، وظلم الحياة.

أمّا الحبكة فهي مختلفة عن أي شيء قد يخطر في خيال المشاهد عندما يرى التريلر الخاص بالفيلم، فهو ليس فيلمًا عن أم تبحث عن قاتل، وتدور الأحداث عن خطوات هذا البحث، بل هي مليئة بالالتواءات المفاجِئة، حتى رسم الشخصيات نفسه رماديًا مثل الحياة الحقيقية في الفعل، فليس هناك طيب وشرير، بل كلنا نتقلب من حين لآخر، ونتغير لأسباب قد تبدو غير منطقية من الوهلة الأولى.

فرانسيس مكدروماند فيلم three-billboards

وأبدعت فرانسيس مكدورماند في دور الأم، لم تكن بحاجة لحوار حتى تظهر غضبها المكتوم طوال الوقت، فطريقة زمها لشفتيها، ونظراتها الحانقة كانت كافيةً للغاية، ملدريد امرأة مهزومة بسبب الخسارة، فلم يعد يبقيها على قيد الحياة سوى الغضب والبحث عن الثأر.

إبداع وودي هارلسون أصبح شيئًا معتادًا منه في أي دور يقوم به، كوميدي أو درامي، فهو يستطيع بأبسط الوسائل التلاعب بالشخصيات التي يقدمها ويتقمصها بالصورة القصوى، وعلى الرغم من قصر دوره في الفيلم نسبيًا لكن تأثيره امتد طوال الفيلم، ولم يستطع المشاهد نسيانه حتى في المشاهد التي لم يظهر بها، فهو الضابط ويلبي المريض، والرجل المحب لعائلته، بالتأكيد غاضبًا لمصيره الظالم، ولكنه اختار طريقة أخرى صادمة للتعبير عن غضبه هذا.

سام روكيل فيلم three bilboard
ذو صلة

أمّا الحصان الأسود في الفيلم هو سام روكيل في دور الضابط ديكسون، شخصية محيرة متقلبة، لا تعرف هل تكرهها أم تتعاطف معها، هل هو ضحية أم جاني، ملتوية متقلبة، فيبدو الأمر كما لو أنّه يقوم بتمثيل ثلاث أو أربع شخصيات خلال ساعتين فقط من الزمن، وأجاد ذلك بكل براعة، ديكسون يحمل أعباء هو غير مهيأ لها نفسيًا أو عقليًا، اختار التظاهر بالقوة كحماية من قسوة الدنيا، ولكن حتى هذا الدور لم يجيده فظل في خانة الفاشل الخاسر حتى يحاول الفكاك منها بأغرب طريقة بالنسبة لمقدمات شخصيته.

فيلم Three Billboards Outside Of Ebbing Missouri يضع مشاهديه في مواجهة مع رعب العالم وقسوته، لا يرغب منهم في تعاطف أو شفقة، بل يخبرهم أنّ الغضب مشروع في بعض الأحيان، وأنّه قد يكون السبيل الوحيد للعيش بعد الخسارات الكبيرة التي تقصم الظهور.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

حضرتك اكيد ماشوفتيش الفيلم كامل
لان مع مرور الاحداث وتزايد حده الغضب داخل ميلدريد بتصبح طاقه مدمره لكل من حولها سواء علاقتها بابنها او زوجها السابق او حتي الجريمه اللي ارتكبتها باحراق مركز الشرطه وتشويه ديكسون اللي هو مهما كانت ذنوبه عقابه بالطريقه دي جريمه اخري…..شعرت هي بالذنب الشديد لارتكابها.
علي عكس ديكسون نفسه اللي حول طاقه الغضب اللي جواه الي شيء مفيد وحاول انه يساعدها برغم علمه انها اللي تسببت في معاناته . حتي لما بيتفقوا هما الاتنين علي الانتقام من اي شخص لمجرد الشك في انه هو الجاني بيتراجعوا خوفا من الانتقام في حد ذاته لانه لا يولد سوي الغضب و الشعور بالذنب وتدمير الذات و الاخرين

ذو صلة