أفضل أفلام الرسوم المتحركة لفارس الظلام باتمان

في الليل، وعلى قمة برجٍ عالٍ، يقف بطلنا بسكونٍ شديد، عاقدًا ذراعيه أسفل عباءته السوداء، بعينين ثاقبتين، وقرونٍ مخيفة، يقف البطل في انتظار الإشارة، تلك الإشارة التي تظهر في ظلام السماء، بعلامة خفاشٍ بيضاء كبيرة، ليعلم في ذلك الوقت، أن مدينة جوثام في حاجة إلى فارس الظلام، مدينة جوثام في حاجة إلى باتمان.

تُعتبر شخصية باتمان من أشهر شخصيات الأبطال الخارقين في عالم قصص DC المصورة، شديد الخصوصية عند محبيه، والذين يكنون عداوة ما لمنافسهم اللدود Marvel، أعداد المحبين حول العالم يقدرون بالآلاف، بل الملايين من جميع الأعمار، يقتنون قصص الكومكس، ويشاهدون أفلام الرسوم المتحركة بشغف شديد.

قصة باتمان معروفة لمعظم الناس، باتمان هو المليونير بروس واين، الذي ورث عن أبيه شركة وقصر واين، مات أبواه أمام عينيه وهو صغير، فقرر من تلك اللحظة أن يقاوم الجريمة بكل ما أوتي من قوة ومال، وظهرت هذه الشخصية منذ عام 1939 حيث صدر أول كتاب كوميكس بعنوان World’s Greatest Detective ليحكي قصة بداية باتمان في عالم محاربة الجريمة.

تطوّر هذا الأمر عبر الأعوام التي تلت، إلى أن جاء فرانك ميلر، كاتب الكوميكس الشهير، وغيّر عالم باتمان بشكل كبير، حيث جعله أكثر واقعية، وأقل مثالية، يحمل بداخله الكثير من الصراعات النفسية، تمامًا ككل البشر.

في ذلك الوقت، أي في أواخر السبعينات والثمانينات، أعلن اثنان من كُتّاب القصص المصورة، وهما فرانك ميلر والآن موور مولد عصر جديد لباتمان يترك فيه العصر الذهبي، لينتقل بعده إلى العصر الظلامي.

على مرّ السنين، انتجت شركة DC أكثر من ثلاثين فيلمًا يحكي قصة فارس الظلام بطرق مختلفة، حيث كانت هذه الأفلام تصدر بعد تحولها من قصص مصورة إلى فيلم رسوم متحركة بشكل مباشر إلى السوق على هيئة شريط فيديو أو DVD، وبعض هذه الأفلام كسر هذه القاعدة، كفيلم Batman: Mask of the Phantasm، والذي لم يلقَ نجاحًا كبيرًا في دور العرض.

في هذا المقال، سأعرض أفضل عشر أفلام رسوم متحركة لفارس الظلام، والتي تشفي غليل مُحبيّ ومهوسي هذه الشخصية والقصص المصورة حول العالم حتى أكثر من الأفلام الحقيقية، لأصليتها وارتباطها الوثيق بالقصص المصوّرة وتصويرها الحرفيّ لباتمان المرسوم على قصص DC المختلفة:

ثاني أفلام شركة .Warner Bros بعد عقدها الجديد وخطتها في نشر سلسلة أفلام رسوم متحركة مقتبسة عن قصص باتمان المصورة، وفي هذه المرة يواجه باتمان خصمًا كلاسيكيًا آخر وهو “Mr. Freeze”، الذي يحاول إيجاد علاجاً لزوجته المتجمّدة “نورا”.

الفيلم من أقلّ أفلام باتمان إثارةً من وجهة نظري، لافتقاده الكثير من العناصر المهمة للنجاح، من ضمنها الحبكة المثيرة، فجاءت حبكة هذا الفيلم سطحية ولا تشجع على التفاعل معاها بأي شكلٍ كان. لكنه على أية حال أفضل من الكثير من الأفلام الأخرى التي كان الاخفاق بطلًا لها.

يعود طاقم عمل مسلسل باتمان للمرة الثالثة تحت قيادة شركة .Warner Bros للبحث هذه المرة عن “Batwoman” الحقيقية.

الفيلم من وجهة نظري مسلي جدًا، فالحبكة تحمل الكثير من الغموض الالتواءات التي يحاول باتمان بمساعدة روبين فك شفراتها، مع ظهور الكثير من الشخصيات الشريرة الكلاسيكية ايضًا كالبطريق وبين.

الفيلم الذي صدر بين عرض أول أفلام سلسلة فارس الظلام Batman Begins وثاني أفلامها The Dark Knight، وهو عبارة عن ستة أفلام قصيرة يواجه فيها باتمان عددًا من الأشرار الكلاسيكيين مثل “Deadshot” والفزّاع. يقوم بالأداء الصوتي لباتمان كيفين كونري في جميع الأفلام.

طريقة السرد جديدة هنا، أسلوب الأفلام القصيرة بداخل الفيلم الواحد لم يكن مُتبعًا في أفلام باتمان، لكنه له للأسف بعض العيوب، وهي أن بعض القصص كانت دون المستوى من وجهة نظري، لكن تقييم الفيلم ككل جيد.

هذه المرة يتّحد البطلان للقضاء على مخطط ليكس لوثر (عدو سوبرمان اللدود) للقضاء على كوكب الأرض، حيث يحاول ليكس لوثر جلب مذنب عملاق ضخم من الفضاء ليرتطم بالأرض فيدمرها.

المشكلة أن هذه المرة، ليكس لوثر ليس مجرد رجل أعمال غني فحسب، بل هو الآن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ولديه مجموعة من الأبطال الخارقين أيضًا الذين يحاولون الوقوف أمام باتمان وسوبرمان لمنعهم من القضاء على مخطط ليكس لوثر.

الفيلم جيد، مسلي، وبه الكثير من مشاهد المعارك الممتعة. بطولة كيفين كونروي في دور باتمان، تيم دالي في دور سوبرمان، وكلانسي براون في دور ليكس لوثر.

فيلم مقتبس عن قصة كومكس بنفس الاسم لفرانك ميلر. يرصد الفيلم السنة الأولى من حياة بروس وين في ثوب باتمان لأول مرة، يبحث الفيلم في الكثير من نقاط الأصل التي بُني عليها عالم باتمان، كعلاقة باتمان بمدير الشرطة – الذي كان في ذلك الوقت مُلازمًا – “جوردن” والذي قام بدوره الصوتيّ ببراعة شديدة الممثل “براين كرايستون” بطل مسلسل Breaking bad.

يحمل الفيلم بالطبع الطابع السوداوي لكتب فرانك ميلر، لكن هذه المرة لم تكن ببراعة أفلام عودة فارس الظلام ولا كتبه. أفضل ما في الفيلم من وجهة نظري هو أداء براين كرايستون الصوتيّ لشخصية الملازم جوردن.

مستحيل أن تكون هناك قائمة بأفضل أفلام باتمان، بل أفضل أفلام الحركة/ الأكشن بشكلٍ عام في عالم الرسوم المتحركة، ولا يوجد من ضمنها هذا الفيلم، الفيلم الذي يبدأ مشهده الافتتاحي بموت ثاني روبين (جايسون توود) على يد الجوكر، لك أن تتخيل كيف يمكن لفيلم كهذا أن يكون ممتازًا فعلًا.

تظهر في الفيلم – المقتبس عن قصة مصوّرة يحمل نفس الاسم لفرانك ميلر – الكثير من الشخصيات القوية الجديدة، منها شخصية “Red hood”، الذي يعمل على أنه منقذ لهذه المدينة ومخلصها من الفساد، عن طريق قتل رجال العصابت، ثم قتل الجوكر نفسه.

تظهر أيضًا في الفيلم شخصية “Nightwing” وهي الشخصية التي أصبح عليها روبين الأول “ديك جرايسون” بعد أن ترك العمل مع باتمان، قام بأداء هذه الشخصية ببراعة الممثل “نيل باتريك هاريس” بطل مسلسل How I Met Your Mother.

يفتح الفيلم بعض الأسئلة الفلسفية بخصوص باتمان في وجه المشاهدين، هل القتل هو الحل فعلًا لا السجن؟ هل إذا قتلت رجلًا شريرًا سأصبح قاتلًا أم سأصبح بطلًا؟ يجيب الفيلم على بعض هذه الأسئلة ويترك الباقي للمشاهد.

فارس الظلام الآن مُعتزل في سن الخامسة والخمسين، فبعد موت جايسون توود، قرر باتمان الخروج من الملعب، والجلوس في قصره بهدوء.

الفيلم مقتبس عن رُباعية تحمل نفس الاسم لفرانك ميلر صدرت عام 1986. يعتبر فرانك ميلر من المبدعين الأساسيين الذين غيروا وجه الرسوم المتحركة ونقلوها من العصر الذهبي (حيث الشخصيات واضحة المعالم طيبة أو شريرة) إلى العصر الظلامي (حيث الشخصيات في صراع دائم مع نفسها ومع كل ما حولها)، كان لهذه النقلة مردودًا جيدًا عند الجيل الجديد من محبي المجلات وكتب الكومكس.

طابع الفيلم واقعي قليلًا، مقبض قليلًا، متقن جدًا. يظهر فيه شخصية روبين كأنثى للمرة الثانية بعد “ستيفاني براون” التي أصبحت فيما بعد “Batgirl”، روبين في هذا الفيلم هي “كاري كيلي” فتاة في الثالث عشر من عمرها، تعيش وسط عائلة متوسطة الحال، مهووسة بالمغامرات بشكل عام وبباتمان بشكل خاص، تساعده كيلي خلال أحداث الفيلم، فيقبل بها كروبين على مضض لأنه لايزال يحمل بعض مشاعر الذنب تجاه موت جايسون توود (ثاني روبين).

يعود فارس الظلام، هذه المرة في مواجهة اثنان من أقوى المنافسين، الجوكر: وهو المنافس التقليدي لباتمان، لكن هذه المره جوكر مختلف، جوكر مختل تمامًا أكثر من أي وقتٍ مضى، جوكر يرى أنه وباتمان وجهان لعملة واحدة، وأنهما مختلان، فباتمان يختفي وراء قناع البطل، شخصية شريرة تريد السيطرة على العالم، أما الجوكر فيريد تخليص العالم من السيطرة بشكل كامل، والعمل على نشر الفوضى في كل مكان.

الشخصية الثانية التي سيواجهها باتمان في هذا الفيلم هي شخصية سوبرمان، نعم سيتواجه البطلان في معركة شرسة تعد – من وجهة نظري – واحدة من أفضل معارك باتمان على الإطلاق.

سوبرمان في هذا الفيلم هو فتى البيت الأبيض المدلل، هو من كلفه البيت الأبيض للقضاء على باتمان لأنه أصبح يُشكّل فضيحة للبيت الأبيض نفسه، حيث يقف البيت الأبيض عاجزًا على مواجهة المخاطر التي يواجهها باتمان ويتغلب عليها.

أظن لو أن زاك شنايدر، مخرج فيلم Batman vs. Superman: Dawn of Justice الأخير، استعان بهذه المعركة بالفعل، ولم يستعن فقط ببدلة باتمان الحديدية، لاختلف الأمر تمامًا من وجهة نظري.

هذه المرة، بروس واين – المليونير صاحب العلاقات النسائية المتعددة – غير موجود، نحن الآن في المستقبل عام في الأعوام ما بين 2020 و2040، فرحبوا بباتمان المستقبل “تيري ماجينس” والذي يُقال أنه ابن باتمان.

حيث تم زرع الحمض النووي لباتمان بداخل العائلة التي انجبته, تيري شاب رياضي ولد في أسرة متوسطة، ونشأ كأي شاب عادي في تلك الفترة. يومًا ما، أشتبك تيري مع عصابة “الجوكر”، فحاول الهروب منهم بالدخول إلى قصر “واين”، الذي قابل فيه بروس واين لأول مرة، فساعدة بروس على التخلّص من العصابة.

لكن هذا أثّر على حالة بروس الصحية فساعده تيري، ثم عاد إلى بيته فوجد أن أباه قُتل، فعاد مرة أخرى إلى بروس ليساعده بعدما اكتشف وجود كهف الوطواط، لكن بروس رفض فسرق تيري أحدث بدل باتمان ليصبح Batman Beyond.

في هذا الفيلم، يواجه تيري الجوكر نفسه لأول مرة بعد ظهوره مرة أخرى في مدينة جوثام الجديدة، مواجهة قوية تظهر فيها أيضًا شخصيات عادت بعد أن اختفت مثل “تيم دراك” ثالث روبين والذي ظهر بعد ذلك في بعض الأفلام باسم روبين الأحمر Red Robin.

أفضل أفلام باتمان بلا مُنازع، يعتبره البعض Citizen Kane بالنسبة لأفلام باتمان. الفيلم مقتبس عن مسلسل باتمان الذي عُرض عام 1992، بنفس طاقم الممثلين الذين رفعوا سقف التوقعات للقادم بعدهم، من ضمن هذا الطاقم “كيفين كونروي” والذي يُعد أفضل من جسّد صوت باتمان على الاطلاق، حتى أن شركة Rockstar – مطوّرة رباعية لعبة باتمان الشهيرة – استعانت به ليقوم بالأداء الصوتي لشخصية باتمان في اللعبة.

الفيلم من انتاج شركة .Warner Bros ويحكي قصة مواجهة باتمان لشخص غامض يدعى “Phantasm”، يشبه به البعض على أنه باتمان وقرر أن يقتل جميع رجال العصابات في مدينة جوثام.

بالطبع الفيلم لا يخلو من وجود عدو باتمان اللدود والأفضل “الجوكر” الذي يقوم بأداء صوته الممثل “مارك هاميل” أفضل من أدى دور الجوكر في أفلام الرسوم المتحركة، وبعيدًا عن القصة ذات الالتواءات والحبكة الجيدة جدًا، يُصنّف هذا الفيلم كأفضل فيلم لباتمان لتوافر جميع عوامل النجاح فيه.

موسيقى ممتازة وموظفة جيدًا في المشاهد، حركة الكاميرا كانت شديدة الاتقان، أداء الممثلين كان عظيمًا، أظن أنك لن تحتاج لأكثر من ذلك لتصنف فيلمًا على أنه الأفضل.

من المنتظر أن يصدر فيلم Batman: The Killing Joke في شهر يوليو من هذه السنة. الفيلم المنتظر مأخوذ عن قصة مصوّرة لآلان موور يحمل نفس الاسم، ويحكي قصة الجوكر من البداية إلى النهاية، حيث يمرّ على حياته كرجل عصابات صغير، ثم تحوله إلى شخصية الجوكر، ثم ضربه لـ”باربرا جوردن” ابنة مدير الشرطة “جوردن” واصابتها بالشلل، وهي اللحظة التي صعقت معظم محبي الكومكس في ذلك الوقت – عام 1988 – لقوّة وصعوبة المشهد، حيث أسس هذا المشهد لما سُمي بعد ذلك بالعصر الظلامي (الذي حمل طابعًا سوداويًا) للقصص المصوّرة وأفلام الرسوم المتحركة.

أفلام الرسوم المتحركة الخاصة بعالم DC كثيرة جداً، وليست متعلّقة فقط بباتمان، فهناك سلاسل أخرى لمعظم الشخصيات الشهيرة التي نُقِلت كما تراها في القصص المصورة إلى فيلم رسوم متحركة، ممتع ومشوّق، وأفضل جرعة من المتعة لمُحبيّ ومتابعي ليس فقط باتمان، بل جميع قصص DC المصورة.