أفضل 10 أفلام في مسيرة الساحر كريستيان بيل

هو ليس “الساحر” بسبب ابتسامته الجذابة التي يسحر بها مشاهديه، وليس ساحراً للعبه ذلك الدور الشهير في فيلم The Prestige.. هو الممثل الساحر الذي كان مستعداً لفعل المستحيل من أجل لعب أدواره السينمائية المختلفة، حتى أصبح مثالاً يُحتذى به من جميع الممثلين، فإذا أردت أن تفقد أو تكتسب وزناً لفيلم ما.. عليك الدخول في عملية سيُطلق عليها اسم عملية بيل، كريستيان..

يُعدّ كريستيان بيل من أبرز الوجوه التي نشاهدها في يومنا هذا على شاشات السينما، ممثل بماضٍ رائع ومستقبل زاهر، متفاني في عمله، متنوّع كثيراً في شخصياته، ومبدع دائماً في أدائه حتى أصبح من أهم النجوم والممثلين على الساحة العالميّة، وأصبح محبوب الجميع بعد لعبه لدور باتمان في ثلاثية The Dark Knight الأسطورية، ولكن كريستيان بيل يملك في مسيرته عدداً هائلاً من الأعمال المميّزة، وقبل حديثنا عن افضل افلام كريستيان بيل لنتعرّف قليلاً على هذا الممثل الذي بدأت مشاركاته الشهيرة منذ عشرات السنين، عندما كان طفلاً.

هو ممثل إنجليزي، ولد عام 1974 في ويلز وتنتقّل كثيراً في طفولته، اهتمامه بالتمثيل بدأ مبكراً جداً حيث شارك في عدّة اعلانات قبل أن يتحوّل إلى التمثيل المسرحي، وشارك بعدها في عدّة أفلام أولها الفيلم التلفزيوني Anastasia: The Mystery of Anna قبل أن يحصل في عام 1987 على الفرصة الذهبيّة بلعب دور البطولة في فيلم Empire of the Sun الذي كان أول مداخلاته الناجحة جداً في عالم السينما.

شارك بعدها في عدّة أفلام مختلفة، حقق بعضها النجاح الكبير، كانت أعمال أخرى تتسّم بطابع فَنيّ خاص جداً وهو ما يثير اهتمام هذا الممثل، غيرها كانت أعمال مستقلّة مختلفة وتمكّن بعد كل فيلم من زيادة اسهمه كممثل محترف حول العالم حتى أصبح في يومنا هذا من أبرز وأفضل الممثلين، وما علينا الآن سوى التعرّف على هذه الأفلام التي شارك فيها هذا الممثل، أو على أقلّ تقدير افضل افلام كريستيان بيل .. ذلك الممثل المتفاني الذي اذهلنا عبر الكثير من أدواره الخالدة..

كانت أول أدوار كريستيان بيل الكبيرة تحت إشراف الفريد ستيفن سبيلبرغ الذي رأى في الطفل البالغ من العمر 12 سنة المكوّنات المناسبة للعب دور البطولة في هذا الفيلم الدراميّ، الذي جمع بين تلك العناصر التي تجدها في أفلام البلوغ مع الحرب العالميّة الثانيّة في إضافة مميّزة مختلفة على أفلام الحروب التي كَثُرت في وقتها.

عُرض الفيلم عام 1987 وحقق نجاحاً واسعاً، ليس ماديّاً على كل حال، ويتحدث عن طفل إنجليزي لعائلة ثريّة في شانغهاي، يصبح سجين حرب في اليابان، في انتقال حاول استغلاله سبيلبرغ لتصوير “خسارة البراءة عند الأطفال”، وهو فيلم مقتبس عن رواية تحمل الاسم ذاته للكاتب جيمس غراهام بالارد نُشرت عام 1984، وكان الفيلم خير بداية في مسيرة الطفل حينها كريستيان بيل.

من طفل الحرب إلى الثريّ المجنون، حيث ظهر واحد من أفضل أفلام الكوميديا السوداء على الاطلاق عام 2000 بعد أول تحوّل جسدي إيجابي في مسيرة هذا الممثل، الذي قدّم كل ما يملكه من قدرات تمثيلية للعب واحد من أبرز الشخصيات السينمائية في قاموس المجانين، وبإبداعه حوله لفيلم كلاسيكي خالد لن تملّ أبداً من مشاهدته.

كان من المُفترض أن يلعب ليوناردو دي كابريو دور “باتريك بيتمان” الشخصية الرئيسية في هذا الفيلم، ولكنه تراجع بسبب مشاركته في فيلم The Beach، وتمكّن الفيلم بشكل عام من تحقيق إيرادات ممتازة قدرها (34 مليون دولار) مقابل ميزانيته التي بلغت (7 مليون دولار)، وهو نقطة مُهمة أخرى في مسيرة كريستيان التمثيلية.

من يُشاهد افضل افلام كريستيان بيل قد يتسائل أين هي جائزة الأوسكار؟ حسناً ها هي الجائزة، حيث تمكّن من الفوز بالجائزة الذهبيّة بعد أول ترشيح له في عالم الأوسكار، وكان ذلك بعدما اشترك مع المخرج دافيد أو روسل وطاقمه التمثيلي الهائل المتألف من مارك ويلبرغ، آمي آدمز وميليسا ليو في دراما رياضيّة هي من أفضل ما ستشاهد في حياتك.

يتحدّث الفيلم عن قصة حقيقة حول ملاكم يُدعى ميكي وارد وأخيه الذي ساعده في مسيرته، مع بعض التغييرات التي يضيفها دائماً دافيد على أفلامه، وكان لوحة دراميّة ممتعة استفادت كثيراً من طاقمها المميّز، وتنوّع الشخصيّات، وهو أمر ساهم في بروز هذا الفيلم بين الأعمال الكثيرة التي تتناول حياة مُلاكم.

شارك كريستيان بيل هيو جاكمان والمخرج كريستفور نولان في حصولهم على المجد بعد واحد من أفضل أفلام السحرة التي ستشاهدها في حياتك، وكان ذلك عام 2006 أثناء رويهم لقصة ساحرين في نهايات القرن الـ 19 في لندن، ومنافستهما الشديدة التي وصلت إلى حدود الجنون، ترشّح الفيلم لجائزتي أوسكار في فئتي أفضل تصوير سينمائي، وأفضل تصميم للإنتاج.

يبرز هذا الفيلم كالتعاون الثاني بين نولان وبيل بعد فيلم Batman Begins الذي سنتحدث عنه لاحقاً في لائحة افضل افلام كريستيان بيل ويُعدّ من تلك الأفلام التي تبقيك منجذباً لأحداثها منذ بدايتها لنهايتها، بالفضل لقصته المميّزة، حبكته الخارجة عن المألوف، والمكوّنات الرئيسية التي استثمرها نولان لصنع أول أفلام ثلاثيته الخاصة التي انهاها بفيلم Interstellar.

في مقابلة أجراها بيل بعد صنعه لهذا الفيلم، عبّر عن عشقه لهذه الأفلام التي عليه أن يعاني فيها لتصويرها، ما يضمّ الكثير من الوحل، وهذا تحديداً ما وجده في فيلم الويسترن هذا إلى جانب روسل كرو الذي يُعتبر نسخة حديثة “لكن ناجحة جداً” من فيلم يحمل العنوان ذاته تم عرضه في بداية العصر الذهبي لتلك الأفلام عام 1957 المقتبس أيضاً عن قصة قصيرة بالعنوان ذاته يعود تاريخها إلى 1953.

كان الفيلم رائعاً، وفي الحقيقة من أفضل أفلام الويسترن الحديثة بشكل عام، استفاد كثيراً من الثنائي بيل وكرو بالطبع إلى جانب الأسلوب الذي اعتمده مخرج الفيلم جيمس مانغولد، ويتحدث الفيلم عن مزارع يتطوّع للبقاء مع مُجرم خارج عن القانون وإيصاله إلى القطار الذي سيقوم بتسليمه إلى المحكمة في يوما.

تعاون آخر مع دافيد أو روسل، وترشيح ثاني في عالم الأوسكار، لكن هذه المرّة عن دوره الرئيسي، حيث كان كريستيان بيل عنصراً أساسياً في هذا الفيلم المقتبس أيضاً عن أحداث حقيقية، مع بعض التغييرات هنا وهناك، في الحقيقة حاز الفيلم على 10 ترشيحات أوسكار، ولكن لم يفز بأي منها، وتطلّب الدور هنا من بيل اكتساب الكثير من الوزن، أمر قام به كريستيان كما تشاهدون، تحدّثت عن هذا الفيلم سابقاً أثناء عرضي لأفضل أفلام آمي آدمز.

فيلم آخر شارك فيه كريستيان ويمكن وضعه في قائمة مميّزة أخرى هي أفضل أفلام النجاة والبقاء على قيد الحياة، حيث يتحدّث عن طيّار يتم القبض عليه في قرية أثناء حرب أمريكا على الفيتنام، لم يحقق أي نجاح إعلامي يُذكر حيث يُعتبر من أكثر الأفلام التي لم تنال ما تستحقه في 2006، لكن هذا الأمر لن يمنع أحد من مشاهدته.

قام فيرنر هيرتسوغ بإخراج فيلم التشويق هذا، الذي تناول قصة حقيقة لرجل واحد من أجل البقاء على قيد الحياة، تم تصوير الفيلم خلال 44 يوم في تايلاند، وتطلّب الكثير من التغييرات الجسديّة منها بالطبع فقدان الوزن، وحتى تم تصويره بالعكس تباعاً للحالات الجسديّة التي كانت متوفرة خلال العمل.

عُرض هذا الفيلم تحديداً عام 2004، وسنة بعدها قام كريستيان بيل بلعب دور باتمان، فلا أعرف ما السؤال الحقيقي هنا، كيف وصل إلى هذا الحجم؟ أم كيف استطاع لعب دور باتمان خلال تلك الفترة؟ حيث خسر بيل للعب دوره الشهير في هذا الفيلم (28 كغ) حتى وصل وزنه أخيراً إلى (54 كغ) وأراد المتابعة ليصل إلى (45 كغ) لكن تم منعه لأسباب صحيّة عن ذلك.

فهل كان هذا الفيلم يستحق ذلك؟ دون شك نعم، حيث أيضاً قمت بأدراج هذه اللوحة السينمائية الهائلة على لائحة مميّزة أخرى، هي أفلام النهايات المفاجئة، حيث قدّم لنا هذا الفيلم تشويق عالي الجودة وقصة لن تتوقف أبداً عن جذب الاهتمام حول عامل يعاني من الأرق، لم ينم لمدة سنة كاملة، والآن أصبح يشكك بسلامته العقليّة، دون منازع من افضل افلام كريستيان بيل ومن افضل ادواره حتى.

اُختير هذا الممثل من قبل كريستفور نولان للعب دور باتمان الجديد في ثلاثيّة سينمائيّة لا تحتاج لأي تعريف، بدئها بالطبع عن طريق فيلم Batman Begins عام 2005، ثم ألحقها بجزء ثاني The Dark Knight عام 2008، قبل الختام المميّز عام 2012، وحتى لدى الكثير من متابعي ومحبي باتمان يُعتبر كريستيان أفضل باتمان شاهدناه على شاشة السينما، وهو دور انتقل الآن إلى المُخضرم بين أفليك.

بغض النظر عن ما إذا كان بالفعل كريستيان هو الأفضل أم لا، لن تستطع هذه الأفلام من تحقيق النجاح الإعلامي، المادي الذي حققته لو كان سيئاً في دوره، بل أنه اتقنه على مستويات عديدة، وحتى في دور بروس واين، ربما نقطة ضعفه قليلاً هي صوت باتمان، لكن لا مشكلة حيث شارك بالأفلام الثلاثة بطريقة هائلة، أحببناه جميعاً وهي دون منازع من أبرز أفلام السوبرهيروز على الاطلاق.

حصل بيل بصعوبة شديدة على هذا الدور، متفوّقاً على منافسه جيك جيلنهول في المراحل الأخيرة، وكان عليه أن يبني الهيئة الجسديّة لباتمان خلال 6 أشهر، وهو أمر مستحيل بالنظر لحالته بعد فيلمه الأخير وقتها، لكنه مع ذلك تمكّن من ذلك وكسب حينها (45 كغ) إضافيّة.

بعيداً عن اتقان بيل لدور باتمان، الثلاثية غنيّة عن التعريف، حققت نجاحاً ماديّا هائلا، فازت بجائزتي أوسكار عن الجزء الثاني، لكن مع ذلك أرى أن النهاية، أو فيلم The Dark Knight Rises، كان أفضل المداخلات في هذه السلسلة، النهاية المثاليّة الصعبة جداً لسلسلة شهيرة، ودور هيث ليدجر في فيلم The Dark Knight ليس كافياً حتى يُعتبر الفيلم “الأفضل” بين هذه الثلاثية.

نصل الآن إلى آخر المداخلات في لائحة افضل افلام كريستيان بيل حيث يلعب هنا دور شرطيّ في زمن مستقلبيّ تُمنع فيه المشاعر والأحاسيس، في فكرة مبتكرة ممتازة جداً، رشحّت الفيلم أيضاً لأن يكون على لائحة أفضل أفلام الثورات الخياليّة، ويا لأداء بيل الجبّار في هذا الفيلم.

يجب علينا أولاً ذكر أجدد مداخلاته السينمائية عن طريق الفيلم الاقتصادي The Big Short الذي قدّم له ترشيحاً ثالثاً في عالم الأوسكار بعد لعبه لشخصيّة مساعدة في الفيلم، وأيضاً تم حديثاً عرض فيلمه الجديد Knight of Cups حول كاتب وأحداث غريبة تجري حوله.

من الأفلام المميّزة الأخرى التي شارك فيها بيل علينا أن نذكر فيلم The Flowers of War التاريخي الصيني، والذي أبرز من خلاله كريستيان الكثير من القيم الفنيّة المميّزة في عالم السينما، ولدينا أيضاً مشاركته جوني ديب فيلم العصابات Public Enemies الذي تمّ عرضه عام 2009.

لعب كريستيان دور جون كونور الشهير في فيلم Terminator Salvation ولكن فشل الفيلم لم يكن بسببه، تمكّن أيضاً من تسجيل مشاركته في فيلم I’m Not There حول المغنيّ بوب ديلان إلى جانب طاقم كبير من الممثلين، دون نسيان مساهمته في فيلم The New World، وإضافته الصوتيّة على فيلم غيبلي Howl’s Moving Castle.

بالعودة أيضاً إلى الوراء، من الممكن ذكر مشاركته الصغيرة في فيلم Laurel Canyon عام 2003، وشخصيته المضطربة عام 1999 في فيلم All the Little Animals وأخيراً أو أولاً دوره في فيلم Little Women الذي عُرض عام 1994 الذي لم يترشح لقائمة افضل افلام كريستيان بيل بسبب صغر دوره فيه.

سيشارك كريستيان بيل كل ما ناتلي بورتمان وروني مارا في بطولة فيلم سيكون من إخراج وكتابة تيرينس ماليك، الذي عمل مع كريستيان على فيلم Knight of Cups دون معلومات أخرى عن هذا المشروع، وهناك فيلم آخر عنوانه The Promise تدور أحداثه أثناء الإمبراطورية العثمانية، من المفترض عرضه في 2016 لكن لا يوجد معلومات إضافيّة.

من الصعب جداً اختيار افضل افلام كريستيان بيل .. فهي جميعها رائعة وتملك مكوّناتها الخاصة المميّزة، فلذلك سأعتمد على أداء كريستيان التمثيلي وأختار American Psycho في مقدّمة افضل افلام كريستيان بيل .. أعلم أن الكثير سيخالفني الرأي، ولكن تبقى اللائحة هي الأهم، وموجودة بأكملها في الأعلى.. اختار منها ما تشاء!

مازال كريستيان في قمّة أدائه، ولا أظن أن المستقبل سيعدنا بأي شيء غريب عن مسيرة هذا الممثل.. المزيد من الأعمال الهائلة التي ستستثمر تلك الموهبة المتفانيّة المُستخدمة حصراً في صناعة الإبداع السينمائي.