فيلم Uncut Gems .. عن الخط الرفيع بين سوء الحظ وسوء التقدير
3 د
من كان يتخيل بأنّنا قد نتحسر يومًا على عدم ترشيح “آدم ساندلر” لنيل جائزة الأوسكار؟! أو أنّ واحدًا من أفضل أفلام 2019 سيكون من بطولته؟! آدم ساندلر الذي اشتهر بأدواره الكوميدية وأفلامه الرومانسية التجارية الخفيفة؛ قدّم دورًا جديدًا، مختلفًا وغير معتاد، لا يشبه فيه نفسه ولا الأدوار التي لعبها من قبل.
حيث أشاد النقاد والجمهور بأداء ساندلر واعتبروه الأفضل في مسيرته على الإطلاق؛ ليستحق بذلك عدة ترشيحات والفوز بعدة جوائز عن فئة أفضل ممثل في العديد من التظاهرات السينمائية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها. بينما حصل الفيلم على تقييم 8/10 على موقع IMDB و 84% على موقع Rotten Tomatoes ونال أيضًا عدة ترشيحات عن فئات؛ أفضل فيلم، أفضل سيناريو، أفضل ممثلة مساعدة وأفضل مخرج.
الفيلم من بطولة: آدم ساندلر، جوليا فوكس، إيدينا مينزيل، كيث وليامز ريتشاردز، المغني ذاويكيند ولاعب كرة السلة كيفن غارنييت.. وكتابة: رونالد برونشتاين، جوش وبيني سافدي وإخراج: جوش وبيني سافدي.
آدم ساندلر يوقع عقود أربع أفلام قادمة مع نتفليكس
قصة فيلم Uncut Gems
تدور أحداث الفيلم حول “هاورد راتنر”؛ تاجر مجوهرات يهودي من مدينة نيويورك يعاني من ضائقة مالية شديدة، يحاول الخروج منها وتسديد الديون المتراكمة عليه، من خلال بيع حجر كريم، نادر وثمين، اشتراه من عمّال مناجم أثيوبيين. لكنه ولسوء الحظ؛ يفقد ذلك الحجر ويقضي عدة أيام وهو يطارده وفي نفس الوقت يهرب من مطاردة الدائنين الغاضبين له.
هل هو سوء حظ أم سوء تقدير؟
“لا شيء يسير على ما يرام، أنا حزين ومضطرب ولا أستطيع معرفة ما الذي يجب عليّ فعله.. فكل ما أفعله لا ينجح!”
العثور على الحجر ليس المحور الوحيد الذي تدور حوله القصة؛ فمع تصاعد وتيرة الأحداث في الفيلم نكتشف جانبًا جديدًا من حياة وشخصية هاورد؛ فعجزه عن تسديد ديونه، وانهيار عمله وسمعته وزواجه وعائلته وحياته كلها، بسبب إدمانه على المقامرة.
صحيح أنّ سلسلة الأحداث السيئة بدأت بفقدان هاورد راتنر للحجر الثمين، لكنه في واقع الأمر لم يفقده بل سلّمه طواعية للاعب كرة سلة شهير وأحد زبائنه المنتظمين، بعدما أقنعه بأنّ الحجر سيمنحه حظًا جيدًا وسيساعده على الفوز في مباراته المهمة. وفي مقابل ذلك حصل هاورد على خاتم اللاعب وقام برهنه، وبدل أن يسدد بتلك الأموال ديونه ذهب ليقامر بها!
مدفوعًا بحبه للمقامرة وإيمانه الشديد بأنها الحل الوحيد لكل أزماته المالية والعائلية، يمضي هاورد بلا خطة واضحة.. يراوغ، يخادع، يثرثر، يصرخ ويقدم وعودًا كاذبة تؤزم وضعه أكثر فأكثر -شأنه في ذلك شأن أي مدمن آخر- يوهم هاورد نفسه بأنّ هذه هي فرصته الوحيدة والأخيرة للنجاح وسيتوقف بعدها. هذا الوهم هو الذي يدفعه لارتكاب سلسلة من الخيارات السيئة والخاطئة التي لا تعصف فقط بمحله ومهنته وماله، بل بحياته ومستقبل عائلته أيضًا.
أفلام وممثلين وممثلات نستهم أكاديمية الأوسكار هذا العام
جنون الدقائق الأخيرة في أفلام الأخوين سافدي
شبيهًا بأفلام الأخوين سافدي (Heaven Knows What, Good Time) يمتاز هذا الفيلم أيضًا بإيقاعه السريع وقصته المشوقة التي تضع بطل الفيلم في موقف صعب عليه الخروج منه خلال فترة زمنية قصيرة؛ تتخللها أحداث تحبس الأنفاس تشدك من البداية إلى النهاية دون لحظة ملل واحدة.
فطوال مدة الفيلم؛ نرى “هاورد راتنر” يركض هنا وهناك من محله إلى محلات الرهن والمقامرة، ومن بيته الى شقة عشيقته، ومن شارع لآخر بحثًا عن الحجر تارةً وهربًا من ملاحقة الدائنين له تارةً أخرى. هذا الركض المتواصل في شوارع مدينة نيويورك المكتظة، الصراخ، الفوضى والضوضاء، الألوان القاتمة والموسيقى الصاخبة؛ ستشعرك بالتوتر والضغط والقلق، الإحباط والانزعاج، الإثارة والمتعة، التشويق والحماس… مزيج غريب من المشاعر المختلفة تشبه ما قد تشعر به وأنت تشاهد فريقك المفضل يفوز أو يخسر في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
الجدير بالذكر أنّ هناك تعاونًا جديدًا بين آدم ساندلر والأخوين سافدي في فيلم قصير يحمل عنوان “Goldman v Silverman”.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.