ما الذي حصل لمسيرة النجم نيكولاس كيج السينمائية؟
9 د
أسباب انحدار مسيرة نيكولاس كيج .. نجم سابق في سماء الإبداع السينمائي
يُعدّ نيكولاس كيج من أبرز من حظينا بفرصة مشاهدتهم على الشاشة الكبيرة، سواء بشخصياته الفريدة التي لطالما حاول انتقاء الغريبة منها أو بالطريقة التي قام بطرحها على الشاشة الكبيرة، فمن شاهد أفلام مثل Face/Off أو Matchstick Man سيرى موهبة تمثيلية ليس لها أي مثيل، أفلام قدّمت لنا نجم كبير في عالم السينما اسمه نيكولاس كيج ولكن النجاح نادراً ما يدوم للأبد.
عندما حاز نيكولاس كيج على جائزة الأوسكار عام 1996 عن فيلمه Leaving Las Vegas وصل في لحظتها إلى قمّة أدائه المُذهل، ليلي ذلك مشاركته في عدد كبير من أفلام الأكشن المميزة وأيضاً بعض اللوحات الدراميّة مثل فيلم Adaptation عام 2002 والذي ترشّح عن دوره في الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي.
أملك شخصيّاً تحفظاً خاصاً على فيلم Leaving Las Vegas لكن لا يُسمح ليّ أبداً بالتعليق على أداء نيكولاس في هذا الفيلم، وتكرر هذا السناريو عدّة مرات حيث صنع إبداعاً لا مثيل له من أفلام متوسطة المستوى على طول مسيرته الفنيّة، أمر سيجعلك تشعر أنك لن تملّ أبداً من ظهور هذا الممثل الموهوب على شاشة السينما العملاقة.
من الأعمال الشهيرة جداً التي تشرّفنا بمشاهدة نيكولاس كيج فيها:
Moonstruck – 1987
Raising Arizona – 1987
Leaving Las Vegas – 1995
The Rock – 1996
Face/Off – 1997
Con Air – 1997
City of Angels – 1998
The Family Man – 2000
Adaptation – 2002
Matchstick Men – 2003
National Treasure – 2003
The Weather Man – 2005
Lord of War – 2005
World Trade Center – 2006
Next – 2007
لكن على كل حال نحن هنا لنسا لتسليط الضوء على أعماله الشهيرة ونجاحاته المختلفة، فساهمت جميع هذه الأعمال السابقة في تطوير قدرات نيكولاس التمثيليّة بالإضافة إلى رفع اسمه في عالم الشهرة ليصبح من الممثلين المطلوبين جداً في هوليوود، فكيف كان تعامله مع ذلك؟
أولاً لنتحدّث قليلاً عن حياته الشخصية التي سببت له الكثير من المشاكل في الآونة الأخيرة بالإضافة إلى قضيّة تجنّبه للضرائب والمبالغ الطائلة التي يدين بها إلى مصلحة الضرائب الأمريكية وعدد من الدعوات القضائية التي رُفعت ضده من قبل أطراف عديدة في السنوات الأخيرة مما جعله في حالة دين بالرغم من تقاضيه لمبلغ (40 مليون دولار) عام 2010 بسبب أعماله السينمائية المختلفة.
سنبدأ تدريجياً من عام 2009 حيث شارك نيكولا كيج بفيلم Bad Lieutenant: Port of Call New Orleans والذي يتحدّث عن مُحقق فاسد مدمن على المخدرات وتحقيقه في جريمة قتل متعددة، أتى الفيلم بمستوى متوسّط لا بأس له كان ممتعاً قليلاً ليرفع نيكولاس الفيلم بتمثيله المذهل إلى درجات تقديرية عاليّة.
شارك بعد ذلك بفيلم Knowing حول نهاية العالم، والذي بدأ بتقديمه لأفكار ممتعة جداً ومثيرة للاهتمام أيضاً مشوّقة إلى نحو كبير ولكن مع مرور وقت الفيلم نلاحظ تراجع ليس له مثيل في جودته ليشكّل بنهايته خيبة كبيرة لمن اهتم في المقال الأوّل بهذا العمل السينمائي.
لننتقل إلى العام الفاصل في مسيرة نيكولاس كيج والذي شهد تقريباً آخر عمل جيّد من فترته السينمائية القديمة، هو فيلم Kick-Ass المُقتبس عن القصة المصورة الشهيرة الذي أتت لنا بأسلوب مغاير مميّز لم يكن لنيكولاس تأثيراً كبيراً على الفيلم ولكن شكّل إضافة لا غنى عنها لم تظهر في الجزء الثاني من هذا الفيلم.
بدأت بعد ذلك أفلام نيكولاس بالتراجع شيئاً بعد شيئاً، حتى ظننا أن الأمر مؤقتاً وأن جميع الممثلين يمرّون بفترة سينمائية سوداء بهذه الطريقة، لكن للأسف الشديد هذه الفترة السوداء الخاصة بنيكولاس بدأت منذ 2010 واستمرت لحدّ الآن، فمنذ فيلم Kick-Ass إلى يومنا هذا قام بصنع 14 فيلم اُرشّح ففقط فيلمان من هذه المجموعة للمشاهدة فقط.
هل يقف الأمر على اختيارات نيكولاس الشخصيّة؟ أم تراجع كاريزما ظهوره السينمائي بشكل عام؟ في الحالتين، أصبح من الممثلين الذين لا تستطيع تحمّل مشاهدتهم على الشاشة الكبيرة خاصةً بعد الأعمال المخيّبة جداً والتي شارك فيها في الفترة السينمائية الأخيرة، والتي سأذكرها بشكل مختصر مع تسليط الضوء على الإيرادات السيئة التي حققتها معظمها:
عام 2010
The Sorcerer’s Apprentice
ميزانية الفيلم: 150 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 215 مليون دولار
فيلم لا بأس به في الواقع، سخيف بعض الشيء، ممتع لمحبّي أفلام السحر بشكل عام، يتحدث عن ساحر وبحثه عن خليفته لتدريبه من أجل مقاتلة ساحر شرير.
***********************
عام 2011
Trespass
ميزانية الفيلم: 35 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 10 مليون دولار
فيلم تشويق جمع بين نيكولاس كيج ونيكول كيدمان اللذان يلعبان دور زوجين تم حجزهما لطلب فديّة ليكتشفا الكثير من الخداع والكذب في حياتهما الزوجيّة. مُبتذل ومملّ وبداية فترة نيكولاس السوداء بمشاركة المخرج جويل شومخر.
Season of the Witch
ميزانية الفيلم: 40 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 90 مليون دولار
حمل نيكولاس السيف في كثير من أفلامه السابقة، وكان هذا الفيلم بداية هذه المهزلة، بفنتازيا غبيّة وعرض متدني المستوى. يتحدّث الفيلم عن ساحرة شريرة ونقلها إلى دير ليستنتج الرهبان هناك أن قواها قد تكون سبب النهاية السوداء.
Drive Angry
ميزانية الفيلم: 50 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 29 مليون دولار
ما زلنا في وقتها نقول أنه يمرّ في فترة سيئة، ليأتي لنا هذا الفيلم السخيف ويؤكّد نظرية مشاركة نيكولاس كيج في أي عمل أو دور يظهر في طريقه دون حتى التفكير فيه قليلاً. يتحدث دوره هنا عن شخص هرب من الجحيم لمطاردة من قتل ابنته.
Seeking Justice
ميزانية الفيلم: 30 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 12 مليون دولار
بداية جيّدة لفيلم التشويق هذا، لكن بعد ذلك يخسر الفيلم كل ما بناه في نصف الساعة الأولى ليذهب مع قصته إلى بوابة الفشل السينمائي والتي تتحدث عن شخص يطلب من مجموعة اخذت القانون إلى أيديها أن ينتقموا لمن اعتدى على زوجته لكن في المقابل سيأتي يوماً عليه أن يردّ فيه الطلب.
Ghost Rider: Spirit of Vengeance
ميزانية الفيلم: 57 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 132 مليون دولار
جزء ثاني رهيب من فيلم Ghost Rider، لم يستفد أبداً من أخطاء جزئه الأول بل زاد عليها لمسات إضافية مثيرة للشفقة. يعود جوني بليز في هذا الفيلم لمواجهة الشيطان الذي يحاول أن يأخذ شكله البشريّ.
***********************
عام 2012
Stolen
ميزانية الفيلم: 35 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 2 مليون دولار
كأن التاريخ يعيد نفسه في عدد كبير من نقاط الفيلم الذي يتحدث عن لص وبحثه عن ابنته المخطوفة. يمثّل هذا الفيلم تقريباً ثالث أفلام التشويق على لائحتنا ولكن دون أدنى فائدة.
حاول نيكولاس أيضاً في مجال الإنتاج عام 2012، ولم يختار إلا أن يُنتج فيلماً لممثل آخر يمرّ في فترة صعبة آنذاك ألا وهو إيدي مورفي، حيث قام بإنتاج فيلم A Thousand Words الذي لم يحقق أي نجاح يُذكر لا نقدياً ولا إعلامياً ولا حتّى ماديّاً.
***********************
عام 2013
The Croods
ميزانية الفيلم: 135 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 587 مليون دولار
لقد عاد! هذه ردّة الفعل الأوليّة بعد عرض فيلم الرسوم المتحركة الممتع هذا الذي شارك نيكولاس فيه بتقديم صوته للشخصيّة الرئيسية التي ستقود عائلة من العصر الحجري في عالم من العجائب. حقق الفيلم نجاحاً جيّداً وترشّح لجائزة الأوسكار وسنشاهد جزء ثاني منه عام 2017 سيعود نيكولاس للعب دوره فيه.
The Frozen Ground
ميزانية الفيلم: 19 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 5.5 مليون دولار
تحسّن طفيف على مجال التشويق الذي كان يعمل عليه نيكولاس، بإضافة لمسة جريمة هنا وبعض القانون هناك ليقدّم لنا فيلماً ممتعاً على أقد تقدير يتحدّث عن قصة حقيقية حول مطاردة محقق لقاتل متسلسل دون وجود أدلة كافية.
Joe
ميزانية الفيلم: 4 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 2.3 مليون دولار
قد تأخّر عرض هذا الفيلم قليلاً إلى 2014، ولكنه من دون شك أفضل فيلم لنيكولاس كيج في السنوات الخمس الأخيرة، دراما رائعة لا تشوبها شائبة مع أداء عاليّ المستوى من نيكولاس كي جوتاي شيردان حول مُدان سابق ومساعدته لطفل في الـ 15 من عمره.
***********************
عام 2014
Rage
ميزانية الفيلم: 25 مليون دولار
إيرادات الفيلم: لا يوجد
لا لم يعد! هذه ردّة الفعل الأخرى بعد عدّة أعمال جيّدة من نيكولاس كيج والتي اتضح الأمر أنها ضربة حظ على ما يبدو من الصعب تكرارها مرّة أخرى. فيلم جريمة بأساس تشويقي لا بأس به لكن إخراج سيئ وأكشن ضعيف وقصة متكررة حول شخص بماضي سيئ سيضطر للعودة إليه من أجل إنقاذ ابنته المخطوفة.
Outcast
عُرض هذا الفيلم في بداية هذا العام لكن لم يحقق أي نجاحاً يُذكر، ويتحدث عن محارب يساعد ابنة وابن امبراطور صيني راحل. تمتلك شخصية نيكولاس في هذا الفيلم عين مصابة ستحترم كيف قدمها نيكولاس لنا في الفيلم ولكن لن تقتنع أبداً بالشخصية أو حتى بالأداء.
Left Behind
ميزانية الفيلم: 16 مليون دولار
إيرادات الفيلم: 19 مليون دولار
مرّة أخرى تنفيذ سيئ جداً لقصة لا بأس بها تتحدث عن اختفاء السكّان بشكل غريب من على الأرض وبأعداد هائلة. يُعدّ هذا الفيلم تحديداً النقطة التي فقدنا فيها الأمل من أفلام نيكولاس كيج، وكان بالنسبة لي شخصياً آخر الأفلام التي تحدثت عنها فيما يتعلق بهذا الممثل.
Dying of the Light
ميزانية الفيلم: 5 مليون دولار
إيرادات الفيلم: لا يوجد
أصبح هنا الأمر روتينياً، فكما تنتظر الإبداع الدائم مثلاً من ليوناردو أصبحنا ننتظر الفشل المخزي الدائم من نيكولاس كيج الذي لعب مرّة أخرى دور مُحقق لكن هذه المرّة في الـ CIA والذي يدفعه مرضه للاستعانة بطرق غير تقليدية لملاحقة مُجرم قام بتعذيبه سابقاً.
***********************
عام 2015
The Runner
تم عرض الفيلم بشكل محدود في صالات العرض السينمائية، ومن ثمّ توجّه مباشرةً إلى أقراص الأفلام المختلفة، وهذا أكبر دليل على ضعفه العام وعدم امتلاكه للقدرة على تحقيق الإيرادات. هنا يضيف نيكولاس طابع سياسي على شخصيته الذي عليها أن تواجه فضيحة جنسيّة وحياة مهنيّة شبه منتهيّة.
***********************
فَقدَ نيكولاس كيج بسبب أعماله الأخيرة سمعة النجم وبالتالي لم تعد أفلامه ما تثير ذلك الاهتمام الذي كانت تفعله قبل 10 سنوات مثلاً، لكن مع ذلك ما زال متابعاً بصنع الأفلام الكثيرة متلقياً عدداً من العروض التي سيقبلها دون تردد على ما يبدو، ومن المفترض أن نشاهده هذا العام في فيلمي Pay the Ghost و Snowden “المرتقب” بالإضافة إلى 4 أو 5 أعمال أخرى عام 2016.
السؤال الأهم الآن هو ما إذا كان يملك القدرة على العودة إلى منصّات النجوميّة، فهي خسارة كبيرة ان تذهب موهبة تمثيلية بهذا الحجم هباءً نتيجة الكثير والكثير من الاختيارات السيئة، وأظن أن الأمل شبه مفقود في هذا الممثل ولكن فيلم قويّ جداً قد يساعده على العودة المُشرّفة كما حصل العام الفائت مع مايكل كيتون في فيلم Birdman، لكن سيكون الأمر صعباً قليلاً تكراره.
إذاً هناك بعض الأمور التي تعلمناها من الأفلام السابقة، أولها أن ابنة نيكولاس كيج دائماً ما تتعرض للخطف، هو شخصياً سيئ باستعمال السيف، هناك مشكلة واضحة في مستوى أفلام التشويق التي يشارك فيها، وأهم من ذلك كله أن فقد الاحترام الذي كوّنه من مسيرته السينمائية التي اخطأنا في يومٍ من الأيام عندما وصفناها بالخالدة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
عدم التوفيق في اختيار دور انا لاحظت انو بحب اختيار الادوار المعقدة الصعبة وغالبا لايفهمها المشاهد .الا شخص ناقد او ماشابه وهذا يبين لنا انه ممثل اسطورة. ماحبالغ لو قلتلك.انو تفضل ممثل مر علي تاريخ السينما.اكشن كوميديا دراما رومانسية يوديها بكل سهولة.وهو الوحيد الذي شاهدته.بامكانه ان يدمج بينهما في لقطة واحدة. السلب الثاني هو مشاهدين هذا الزمن وعقليتهم علي الفهم.فنري افلام النيميشن تحقق نجاحات اعلي من افلام حازت علي الاوسكار.في النهاية اقول نيكولاس كيج عليه ان يقلل من الادوار المعقدة واختيار المتوسطة كالتي يوديها نجوم مثل ليوناردو وجوني ديب