أيهما أفضل للإشتراك في مصر، شاهد VIP أم نتفليكس؟
10 د
العصر الحالي هو عصر المشاهدة الرقمية بلا جدال، فمنذ سنوات قليلة عندما دخلت نتفليكس سوق الشرق الأوسط قوبلت باستغراب كبير من الشباب، الذين لم يفهموا لماذا يدفعون مالًا مقابل محتوى سينمائي أو تلفزيوني، في حين يحصلون عليه مجانًا عبر وسائل القرصنة الآلكترونية المختلفة.
لكن هنا نحن بعد وقت قليل للغاية نجد أن نفس المعترضون أصبحوا من أشد متابعي نتفليكس، ولكن السوق لم تحد حكرًا على الأخيرة فقط ظهرت على الساحة مؤخرًا عدة منصات أخرى مثل فيو وواتش إت، والأهم شاهد VIP المنافسة الكبرى لها في الشرق الأوسط.
أيهما أفضل للإشتراك في مصر، شاهد VIP أم نتفليكس؟ وبما إني مشتركة في كلا الخدمتين، واستخدمهما بصورة دورية فسأعقد هنا مقارنة بينهما علها تساعدك على الاختيار بينهما.
أما لماذا حددت مصر في هذه المقارنة فذلك لعدة أسباب أولها لكبر قطاع مشاهدي ومستخدمي خدمات الترفيه في مصر نتيجة لعدد السكان الكبير، وثانيًا الاهتمام المصري القديم بالفنون وتفاعله معها، ثالثًا إني شخصيًا مصرية، لكن ربما هذه النقطة مؤثرة فقط في القيمة المادية للأشتراك، لكن باقي نواحي المقارنة بالتأكيد تنطبق على الجميع في كل الدول العربية أو ناطقيها.
الجمهور المخلص
في الحقيقة دخلت نتفلكس إلى سوق بكر للغاية، وقدمت لمشتركيها في الشرق الأوسط العديد من الخدمات التي لم يتخيلوا إنها قد تكون متاحة، وجعلت حياتهم أسهل كثيرًا، فبدلًا من تحميل الأفلام بصورة غير شرعية ثم البحث عن ترجمة متطابقة، أصبح المحتوى الذي يرغبونه يبعد عنهم مجرد لمسة على الشاشة ليأتي جاهزًا بترجمة متعددة اللغات، وفي بعض الأحيان دبلجة كذلك.
لذلك على مر السنوات حولت نتفليكس العديد من المشتركين العادين إلى جمهور مخلص للغاية، بعضهم لا يتابع أي محتوى آخر لا يجده عليها، وذلك لسهولة وصوله إلى هذا المحتوى، وكذلك التنوع الشديد.
على الجانب الآخر وعلى الرغم من أن شاهد متواجدة في سوق المنصات الآلكترونية منذ سنوات، إلا إنها كانت مجرد صدى لشبكة قنوات أم بي سي، تعرض المسلسلات بعد عرضها على الشاشة، ولذلك اعتبرها الكثيرون كأن لم تكن، وذلك حتى الصحوة التي أجرتها إدارة شاهد العام الماضي، وتقديمها لأول مرة مسلسلات حصرية وتغييرات كبرى في المنصة جعلتها منافسة قوية لنتفليكس، وحاولت كذلك اجتذاب المشاهدين والمشتركين في البداية عن طريق تقديم اشتراكات مخفضة، بل قامت بتقديم لفترة محدودة اشتراك بمبلغ 14 جنيه شهريًا مدى الحياة، وهو مبلغ زهيد للغاية، ومن هنا بدأت شاهد في الحصول على مشتركين مخلصين ومدى الحياة!
من حيث المحتوى العالمي: نتفليكس تفوز!
على مر الأعوام الماضية وضعت نتفليكس نصب أعينها امتلاك مكتبة محتوى عملاقة، حصلت على حقوق أفضل وأشهر الأعمال حول العالم، ثم بدأت في صناعة المحتوى الخاص بها، لم تهتم فقط بالمحتوى الجماهيري، ولكن كذلك المحتوى النخبوي لترضي كل الأذواق، فساعدت في إنتاج أفلام لكبار المخرجين العالميين مثل ألفونسوا كوارون وفيلم Roma الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية والعديد من الجوائز الأخرى، وفيلم The Irishman لمارتن سكورسيزي.
وفتحت خلال ذلك أفاقًا جديدة أمام مشتركيها خاصة في الشرق الأوسط، فبعدما كانوا متابعين فقط للأعمال الأمريكية والتركية والهندية على الأكثر، أصبح متاح أمامهم محتوى من أغلب بلاد العالم، فشاهدوا أعمال ألمانية وإسبانية وإيطالية، فأصبحت نتفليكس واحدة من أهم المصادر الثقافية أمام المشاهدين.
على الجانب الآخر فقد استمرت شاهد VIP لسنوات في عرض محتوى قنوات الأم بي سي فقط، وبعد إعادة تقديمها بثوبها الجديد ركزت على تقديم الأعمال العربية الأصلية وفي ذات الوقت كونت لنفسها مكتبة بسيطة من الأعمال الأجنبية، مثل سلسلة أفلام حرب النجوم، أو أفلام ديزني الحديثة نسبيًا والقديمة، والتي اشترت حقوقها في الشرق الأوسط خاصة مع غياب منصة ديزني بلس حتى الآن في سوقنا المحلي، وبالإضافة إلى المحتوى الأمريكي هناك بعض المحتوى التركي كذلك، وهو نقطة قوة لشبكة إم بي سي من الأساس بعدما أدخلت هذه المسلسلات الوطن العربي.
لذلك لو قارنت من حيث المحتوى العالمي، ستجد أن نتفليكس هي الفائزة بلا منازع، فهي تمتلك مكتبة هائلة من الأعمال الأصلية أو غير الأصلية، جعلتها على العرش ليس فقط أمام شاهد، ولكن عند وضعها في المقارنة مع منصات مثل آبل تي في بلس أو هولو أو أتش بي أو ماكس وغيرها.
من حيث المحتوى العربي: شاهد تفوز!
كما قلت في النقطة السابقة ركزت شاهد منذ البداية على نقطة قوتها، وهو كونها أكبر منصة مشاهدة عربية مدفوعة حتى الآن، لذلك قدمت في بداية انطلاقتها الثانية – لو استطعنا اعتبارها كذلك- مجموعة من الأعمال العربية الأصلية، بالإضافة إلى مسلسلات عربية تعرض لأول مرة، وقائمة كاملة للأفلام التي تعرض مباشرة بعد العرض السينمائي، وهو مكسب كبير مع وقف دور العرض السينمائي خاصة في فترة عيد الفطر.
وفي رمضان الماضي استطاعت شاهد الحصول على حقوق عرض بعض من أهم مسلسلات الموسم الدرامي بالمنافسة مع واتش إت المنصة المصرية، وكذلك تقدم شاهد قوائم خاصة تحتوي على كل أعمال بعض النجوم المتوافرة على المنصة، مثل قائمة عادل إمام، وقائمة أحمد حلمي، ومحمد رمضان، هذه نقطة قوة للكثير من المشاهدين العرب الذين يفضلون بعض النجوم ويحبون متابعة كل أعمالهم وإعادة مشاهدتها.
بالإضافة لذلك صنعت المنصة توازنًا بين البلاد التي حصلت منها على المحتوى، فنجد مسلسلات مصرية ولبنانية وخليجية لتجتذب كل اذواق المشاهدين.
على الجانب الآخر لم تقدم نتفليكس محتوى عربي أصلي من المسلسلات سوى ثلاثة فقط، وهم جن ودولار ووساوس، لم يستطع أيهم أن يحقق نجاحًا كبيرًا مساويًا لما حدث مع مسلسل “في كل أسبوع يوم جمعة” المسلسل الأصلي لشاهد VIP على سبيل المثال.
ولم نشاهد على نتفليكس حتى الآن مسلسل أصلي مصري، على الرغم من شعبية المسلسلات المصرية في العالم العربي بالكامل، والكثيرون الآن ينتظرون عرض مسلسل “ماوراء الطبيعة” المقتبس من روايات مصرية شعبية للغاية للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق.
ولكن على الرغم من المحتوى العربي الأصلي الضئيل للغاية على نتفليكس إلا إنها استقطبت بعض المسلسلات والأفلام الشهيرة خاصة في الفترة الأخيرة بعد المنافسة مع شاهد، ففي ظل شهور قليلة حصلت على حقوق عرض أفلام أحمد حلمي، والنسخ المرممة من أفلام يوسف شاهين، وبعض أفلام المخرج يسري نصر الله، بالإضافة إلى المفاجأة الكبرى بالحصول على نسخ كاملة لأول مرة من أشهر المسرحيات المصرية في عيد الفطر الماضي، والتي اعتاد المشاهدين عليها خاصة في عطلات الأعياد.
لذلك لو عقدنا مقارنة بين المحتوى العربي في كل من شاهد ونتفليكس نجد أن شاهد هي الأغنى على الرغم من محاولات نتفليكس.
من الناحية التقنية: نتفليكس تفوز!
واحدة من كبرى مشاكل أي مواطن في الشرق الأوسط خدمة الأنترنت لديه، لم أعرف أحد تقريبًا لم يشك من تقطع الأنترنت لديه، أو بطء التحميل، أو سرعة استنفاذ باقته، وبالنسبة للكثيرين خاصة في البداية كانت نتفليكس حلًا مثاليًا لأن المحتوى عليها يتم تعديله تلقائيًا حتى يتناسب مع سرعة الإنترنت.
شاهد، تحمل ذات التقنية بصورة نظرية فقط، فمن تجربتي معها المتكررة، تأخذ المنصة وقت كبير للفتح من الأساس، ولبدء مشاهدة أي محتوى هناك دقائق ضائعة مع علامة التحميل الدائرية، وخلال شهر رمضان الماضي مع الضغط الشديد على الأنترنت كان الأمر مجهدًا للأعصاب، في ذات الوقع الذي كان نتفليكس كتطبيق أو على جهاز الكمبيوتر تعمل بصورة طبيعية.
وتلك كانت شكوى عامة من شاهد الذي حصلت على عدة تعليقات من أصدقائي عليه إن الموقع “ثقيل” يحتاج لوقت طويل لفتح المحتوى.
ولذلك لجأ الكثيرون وأنا منهم إلى حل تحميل المحتوى على الهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي بخدمة التحميل من المنصة، ثم المشاهدة بعد ذلك حتى لا تنقطع عملية المشاهدة عدة مرات بصورة تسبب عدم الاستمتاع والتشتت.
لنجد مشكلة أخرى تظهر في الأفق، الأعمال على شاهد عند تحميلها نجدها كبيرة من حيث المحتوى والأنترنت المستخدم، فعلى سبيل المثال حلقة من مسلسل “اللعبة” يبلغ وقتها نصف ساعة كان حجم الحلقة 500 ميجا أو نصف جيجا، بينما فيلم “Hotel Translyvania2” الذي حملته ابنتي بذات الطريقة على نتفليكس ب370 ميجا بايت، ويبلغ وقت عرض الفيلم ساعة وبضع دقائق.
بالطبع هذا فارق كبير للغاية، خاصة مع مشاكل الأنترنت التي ذكرتها، وباقات الأنترنت التي يستهلكها الجميع بحرص.
لذلك في مقارنة سريعة شاهد تستهلك أنترنت أكثر من نتفليكس سواء في المشاهدة أو التحميل، ولديها مشاكل تقنية في التقطيع خلال المشاهدة ترجع على الأغلب لكبر حجم المحتوى من حيث الناحية التقنية.
التصنيفات العمرية والرقابية
كل من شاهد VIP ونتفليكس تمتلكان شاشة خاصة للأطفال، هذا أمر مهم للغاية خاصة لأولياء الأمور، فأنا لدي ابنة صغيرة وأترك لها بعض الأوقات هاتفي لتشاهد محتوى كل من المنصتين بلا قلق من فضولها الذي قد يجتذبها لمشاهدة ما لا يتناسب مع عمرها الذي يبلغ 8 سنوات.
ولكن ما أتكلم عنه في هذه النقطة شيئ آخر غير الشاشة المخصصة للأطفال، فنتفليكس على سبيل المثال تمتلك مكتبة محتوى هائلة للغاية، بالطبع لكل منها طبيعة خاصة، لذلك فقد صنفت الأعمال لتصنيفات عمرية ورقابية، مع تحديد السبب وراء هذا التنصيف، فعلى سبيل المثال نجد أعمال +7 لأسباب تتعلق بالعنف، وأعمال +13 لأسباب تتعلق بمحتوى جنسي، وهكذا مع باقي الأعمال.
هذا حل مريح للغاية للمشاهد الذي قد لا يرغب في مشاهدة أعمال تسبب له الضيق أو الاضطراب، أو على الأقل يكون مستعدًا لما يشاهده، على سبيل المثال مرة أخرى، أنا شخص اضطرب من المشاهد العنيفة، لذلك يجب أن أتحضر لها نفسيًا ونتفليكس تتيح لي ذلك كل مرة، وتتيح لي اختيار العمل المناسب لي من غير المناسب.
وذلك مع حرية كبيرة في الاختيار بين عدد مهول من الأعمال التي تتراوح بين أعمال ملائمة للأطفال الصغار وحتى أعمال لا يجب أن يشاهدها سوى البالغين، وتوضيح حتى يختار كل شخص ما يناسبه.
على الجانب الآخر لا يتوافر في شاهد شرط إظهار الفئة العمرية المناسبة للعمل سوى نادرًا للغاية، وفي الأعمال ذات الطابع المرعب فقط، ففي قسم المسلسلات الأجنبية نجد بجوار مسلسل Walking Dead علامة +18، بينما مسلسل Grey’s Anatomy يخلو من أي تصنيف عمري على الرغم من أن تصنيفه على موقع IMDb هو +15 وذلك لأنه غير ملائم لكل الأعمار لمحتواه الذي به مشاهد ذات تلميحات جنسية واضحة للغاية، ولا أعلم هل تم قطع هذه المشاهد، أم يوضع فقط التصنيف للمسلسلات والأفلام المرعبة فقط!
ذلك تكرر أيضًا في قائمة الأفلام الأجنبية، حيث لا توضع سوى علامة +18 على الأفلام التي تنتمي لهذا التصنيف، مع تجاهل باقي التصنيفات العمرية الأخرى، وعدم توضيح سبب حصول العمل على التصنيف هل هو مرعب أم ذو محتوى عنيف أو جنسي.
ترتيب واجهة المنصة: نتفليكس تفوز!
بمقارنة سريعة بين واجهتي منصة شاهد ونتفليكس أجد بالنسبة لي الأخيرة مريحة أكثر، فعلى عكس شاهد التي تبدأ منصتها بقائمة القنوات التي تقدم لها خدمة البث المباشر فنتفلكس تقدم للمشاهدين قائمة الأعمال التي كان يشاهدها ليستكمل المشاهدة مباشرة.
يمتد الأمر لباقي الواجهة، فمثلا نجد بعض الأعمال مكررة من قائمة لأخرى في شاهد، وذلك لكثرة عدد القوائم وقلة المحتوى في الوقت الراهن، على عكس نتفليكس التي تحاول ابتداع قوائم جديدة تستطيع من خلالها عرض المحتوى الذي قد يعجب المشاهد.
القيمة مقابل النقود
إذَا نأتي لخط النهاية، بأي منهما أشترك نتفليكس أم شاهد؟ أي منهما يعيطيني القيمة المقابلة لما أدفع،كما يتضح من الأنفوجراف بالأعلى فنتفليكس تعتبر أغلى بصورة واضحة من شاهد، ولكن في ذات الوقت هي تقدم مكتبة محتوى أكبر وأضخم.
ولكن الأهم ماذا ترغب أنت، في النهاية الأمر يرجع لك عزيزي القارئ بالكامل، لا يعني هذا أني أتنصل من الإجابة، ولكن كل مشترك يرغب في دفع أمواله بصورة شهرية للأشتراك في منصة بالتأكيد يمتلك تفضيلات خاصة، فعلى سبيل المثال لو كنت من محبي المحتوى العربي والتركي أكثر من الأجنبي سأنصحك بالأشتراك في شاهد بالتأكيد، أما لو كنت من محبي المحتوى العالمي المتنوع فنتفليكس هي مستقرك.
لو لديك مشاكل في خدمة الأنترنت، ابتعد عن شاهد لأنك لن تستطيع الاستفادة من الخدمة بصورة سهلة، لكن في ذات الوقت لو لديك أطفال يفضلون محتوى ديزني وهم المستهلكين الأكبر للمنصات الآلكترونية أنصحك بشاهد.
وهكذا خلال النقاط السابقة صنعت مقارنة بين المنصتين مع توضيح الفوارق وعليك أن تختار فقط المنصة الأنسب لك، أو تشترك في الاثنتين مثلما أفعل 😀.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.