تريند 🔥

📱هواتف

9 أسباب توضح لماذا نحب الأنمي ونفضله عن الكثير من المشاهدات الأخرى؟

جيهان علي
جيهان علي

5 د

يتعرّض متابعي الأنمي “الرسوم المتحركة اليابانية” لكثير من الانتقادات تصل للسخرية في بعض الأحيان، بل أن بعض متابعي الأنمي قد يتعرّضون للتنمّر والنبذ من محيطهم الاجتماعي، وإن كان هذا يحدث أكثر في البلد المنتجة للأنمي نفسه لاختلاف النظرة والتعريف بالأوتاكو لديهم عن مجتمعات أخرى، خاصةً لدى الجمهور العربي، لكن هذا ليس موضوعنا الآن على أي حال.

تعود هذه الانتقادات لعدم المعرفة الحقيقية لعالم الأنمي، وللصورة المغلوطة عنه، فإما أن يراه البعض مجرد أعمال لا تصلح إلاّ للأطفال، أو يرى آخرون أنها أعمال شديدة العنف والدموية، والنظرة الأكثر ظلمًا للأنمي أنه لا يقدم إلا المشاهد الجنسية أو الـFan Service، ومن المضحك هنا أن الأنمي يتم وصفه بأوصاف متناقضة ويتم تصنيف متابعيه من الزاوية التي يعرف بها المنتقد عن الأنمي دون محاولة النظرة إلى الصورة كاملة، أو إلى تعدّد أوجه الأنمي وما يقدمه، وأنه لا يقتصر على تصنيف أو عدة تصنيفات فقط، بل لن أبالغ بوصف الأنمي بـ عالم هائل متعدّد الأوجه حيث قد تمضي سنوات في متابعته ولازلت تشعر أن هناك المزيد لاكتشافه، ولعل هذا ما يجعل شعبيته وجمهوره في توسّع مستمر بلا اكتراث لأي انتقاد أو سخرية.

والسؤال هنا، ما الأسباب التي قد تجذب الجمهور للأنمي بمعدل متزايد، ولفئات عمرية مختلفة تجاوز الكثيرون منهم سن الطفولة منذ زمن، سأضع فيما يلي أهم الأسباب التي أراها في نَفسي وفي مَن يحيط بي من محبّي الأنمي، ليس في محاولة لجذب جمهور جديد، أو للدفاع عن ما نفضّل، بقدر ما هو محاولة لايضاح الصورة ولتقريب وجهات النظر، كما إنها قد تكون إجابة لكل من لديه فضول عنّا.


الرسومات

العين تعشق قبل القلب أحيانًا، وبغض النظر عن مدى اتفاقي مع هذه الجملة في المُجمل، إلا أنه في وصف الأنمي فد أتفق معها بنسبة كبيرة، فرسومات الأنمي الياباني بشكل خاص لها جاذبية للنظر وسحر خاص يختلف عن أي رسومات متحركة أخرى، كما أن الاتقان في رسم الخلفيات يمتّع ناظريْك بلوحات رائعة الجمال، لعلك تخطئ وتظنها لوحة لمنظر طبيعي من شدة إبداعها.


الأداء الصوتي

لماذا نحب الأنمي

الأنمي هو الأكثر نجاحًا ومبيعًا في اليابان، لذا نشهد اهتمامًا كبير بكل تفاصيله، وعلى رأس قائمة هذه الاهتمامات الأداء الصوتي، الذي هو وسيلتنا لمعرفة الشخصيات ومعايشة انفعالاتها من خلال الصوت وطبقاته جنبًا إلى جنب مع دقة رسم التعبيرات، لهذا لم يكن من العجيب وجود مدارس لدراسة الأداء الصوتي تُخرج لنا مُبدعين قادرين على إثارة ذهول المستمعين بقدراتهم المذهلة على ايصال مشاعر الشخصية وما تمر به، واكتساب جمهور كبير من محبّي الأنمي يتّتبع أصوات محددة استطاعت أن تثير اهتمامهم للاستماع أكثر للشخصيات التي يؤدونها صوتيًا.


اختفاء الخط الفاصل بين الواقع والخيال


لماذا نحب الأنمي

حينما تُتابع عمل درامي حيْ تضع في بالك دومًا القدرات الحقيقية التي يستطيع الممثل القيام بها وما تُكمله المؤثرات فيما هو فوق قدراته ليخرج المشهد لك بهذه الصورة في النهاية، لكن من خلال متابعة الأنمي فلا حدود لِما يمكن للشخصية القيام به، أنت على استعداد لقبول الشخصية المرسومة بقدراتها والتمتع بمشاهد القتال مثلاً كما هو دون الشعور بأن ما يُعرض لك مُبالغ فيه وليس حقيقيًا.


الشخصيات النسائية ليست للدعم فقط

لماذا نحب الأنمي

في حين تُعاني الدراما الحية من قلّة البطولات النسائية، أو الموضوعات التي تناقش قضايا المرأة بـ كمّ مقبول على الأقل، نجد أن الأنمي يقدم تصنيفات وأعمال تقدم المرأة بشخصية قوية وأكثر استقلالية من مجرد ظهور داعم للبطل، بالطبع هناك تصنيفات تستخدم المرأة بشكل جنسي مبتذل، ولكن أيضًا لن ننكر الكم الهائل من الشخصيات النسائية الملهمة التي قدمها الأنمي، ولعل الأنمي وأعمال إستوديو جيبيلي، على سبيل المثال لا الحصر، كان لها السبق في خلق شخصيات نسائية مستقلة ليست مهمتها الوحيدة في الحياة البحث عن فارس الأحلام وحصانه الأبيض.


عالم لا حدود له

لماذا نحب الأنمي

مع تعدّد التصنيفات التي يحتويها الأنمي الواحد، بالإضافة لتعدّد التصنيفات النوعية والعمرية بشكل عام، ينتج احتمالات لا يمكن حصرها، ويفتح للمبدع في مجال الأنمي آفاق شاسعة لخياله يذهب به حيث يريد، ليخرج لنا انتاجات تجمع تصورات وأفكار متجدّدة باستمرار، ليجعل متابع الأنمي منتظرًا دومًا بتلهّف لما هو غير متوقع، وخارج حدود المألوف.


عمق القصة

لماذا نحب الأنمي

وضّحت من قبل أن الأنمي ليس في مجمله موجّه للأطفال، وهذا لا ينطبق على العنف والدموية أو المشاهد الجنسية فحسب، ولكن أيضًا على البُعد الفِكري والفلسفي العميق في العديد من الأعمال التي تجعل من الصعب استيعابها من فئات عمرية صغيرة، ويتميّز الأنمي عن أي رسوم متحركة غربية في الأساس بقصصه البعيدة عن السطحية، والتي تناقش مواضيع هامة بدقّة وقدرة على التأثير العالية.


الموسيقى

لماذا نحب الأنمي

أحد العناصر الرئيسية في جمال الأعمال السينمائية والتلفزيونية، هو الموسيقى التصويرية، التي يكون وجودها في أحيان كثيرة مُكمّلاً للحالة التي يُريد صنّاع العمل وضع المشاهد فيها، والأنمي لم يغفل هذا العنصر على الإطلاق بل تميّز في خلق موسيقى معبّرة وجاذبة للاستماع إليها في مختلف الحالات المزاجية، كما تُساهم بشكل كبير بالتعريف بالموسيقى اليابانية الفريدة من نوعها.

اقرأ أيضًا : مقطوعات الأنمي الموسيقية: حالات شعورية لا تنتهي!


شخصيات فريدة من نوعها

لماذا نحب الأنمي

في الأنمي ليس بالضرورة أن يكون البطل خارق القوة فقط لكيْ يكون مميزًا، فقد نرى بطل الأنمي قوّته في حلمه وشغفه، أو في صدق رغبته في حماية مَنما يحب، بالإضافة أننا نرى تطوّر الشخصيات مع ما يتعرضوا له من مواقف، خاصة في الأنمي الطويل، فقلّما تجد الشخصيات في الأنمي جامدة على فكر واحد من بدايات الحلقات لآخرها مما يجعلها أقرب للتصديق والتفاعل معها، كمُشاهد ستشعر أن بطلك حيْ مثلك يؤثر ويتأثر، وتتبدّل مواقفه وِفق ما تعلّمه من الحياة مثلك.


شحنة إيجابية لا تقاوم

لماذا نحب الأنمي

“نعم نستطيع ! “، العديد من انتاجات الأنمي تتخذ هذا الشعار أساس لها تبني عليه الحبكة الدرامية وبناء الشخصيات. تزرع في داخلك أنك قادر على بلوغ هدفك إن بذلت المزيد من الجهد في سبيله، بالتأكيد لديك رغبة في تحقيق شيء ما، والواقع ليس متساهلاً كثيرًا ليُقدم لك حلمك على طبق من ذهب، ولكن بداخلك قدرات أنت لم تكتشفها بعد فلا تستسلم. مع ما نتابعه من صعوبات وتحديات تواجه الأبطال للوصول لغايتهم تتولّد طاقة إيجابية تدعوك أنت أيضًا لكي تسعى أكثر لتُمسك حلمك بيديك.

في النهاية وبالإضافة لكل الأسباب التي ذُكرت سابقًا، هناك سبب شخصي زاد ارتباطي وتعلّقي بالأنمي، فلقد كان بمثابة جلسة الدعم النفسي التي أتخلّص من خلالها من كثير من المواقف الصعبة، ليْس هروبًا من الواقع، ولكن لاكتساب القدرة على مواجهته.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.