فيلم Wind River … صراع القوة من أجل البقاء
4 د
فيلم Wind River واحد من الأفلام التي شاهدتها مؤخرًا، وتوقعت من بداية أحداثها أنّني سأشاهد واحدًا من أعمال الأكشن المبهرة، ولكن ظنوني كانت في غير محلها، وعلى الرغم من ذلك فقد تطرق لأزمة تحدث في المناطق التي تكسوها الثلوج في الولايات المتحدة لأمريكية، إنّه فيلم يتحدث عن كارثة يمر بها السكان الأصليون لأمريكا الشمالية من الهنود الحمر، وكوارث تقع في المناطق التي تتمتع بمساحات شاسعة من الثلوج، وتكون غير مأهولة للسكان ولكن يعيش بها بضع آلاف.
قد تكون تلك الأزمة لا نواجها كعرب بسبب عدم تساقط الثلوج في دولنا، ولكننا نمتلك صحاري واسعة، وحدود متشابكة تحدث فيها الصراعات والخلافات قد توُدي بحياة آلاف الأشخاص، وبعد أن كنت سأتراجع عن كتابة المقال لأنّه لا يقدم مضمون نستفيد منه كعرب، ولكنني أعدت التفكير من جديد لأجد أنّه يمكن إسقاطه على بعض الظروف التي نتعرض لها، بالفعل إنّه يشبهنا ولكن مع اختلاف الأبيض من الثلوج بالأصفر من الرمال.
فيلم Wind River … صراع القوة من أجل البقاء
لا أعرف لماذا عندما تقع عيناي على عمل وأقرر مشاهدته يتطرق للعنف الذي تتعرض له السيدات، ولكن ربما في هذا لفيلم هو أعم وأشمل من كونه يتحدث عن العنف الذي قد تتعرض له المرأة، بل هو يدور حول كينونة البقاء.
فالبقاء في العمل هو الفكرة المجردة له – الفكرة المجردة هي التي يختارها كاتب العمل وتدور حولها الأحداث لينتصر لفكرته المجردة في نهاية لعمل – بالفعل كانت الفكرة المجردة تدور حول البقاء، والقوة الكافية التي يمتلكها كل إنسان منا من أجل أن يبقى، ليس البقاء ينحصر على الموت والحياة فقط، بل في العمل، أو البقاء على أمالك وأهدافك دون أن تذبل هي بداخلك، وقدرتك على أن تظل مشتعلًا ومليئًا بالحماس، استطاع العمل أن يبلور تلك الفكرة حيث مثلها في أشخاص، وجعل من الجليد الحياة التي نعيشها، واستطاع أن يخدم تلك الفكرة بقوة، وأبرزها فكلما لقى شخص حتفه، كان بمثابة فشله في أن يظل أطول فترة ممكنة، ولعل الفيلم كان واقعيًا لأقصى الدرجات، فأعتبر أنّ قوتنا تتحدد من طول الفترة التي نستطيع فيها أن نقاوم قبل أن تخور قوانا، وفي النهاية حاول العمل أن يصنع الأمل في قلوب المشاهدين فأكد على فكرة أن من يستطع النجاة هم فقط من يمتلكون القوة اللازمة من أجل البقاء، لعلي لم أتطرق للأزمة الداخلية الأمريكية حول الأشخاص المفقودين في كل عام بسبب الجليد، ولكنها أزمة نعاني منها في أوطاننا العربية حيث توجد أماكن غير مأهولة للعيش فيها، ولكن يكون الإنسان مجبرًا على عدم النزوح عنها، وهنا إمّا أن يمتلك القوة اللازمة من أجل البقاء، أو يموت وهو مستسلم ربما تلك الرسالة الأسمى للعمل.
القصة
العمل تدور أحداثه حول رجل يعمل صياد وأثناء تجواله في منطقة شاسعة من الثلوج، يعثر على جثة فتاة ملقاة على وجهها وقد توفيت بسبب الثلوج، فيخبر مركز الشرطة الذي يستدعي “الأف بي أي”، وبعدها تبدأ الأحداث في محاولة كشف غموض مقتل الفتاة.
الممثلين
كان في الفيلم ممثلون رئيسيون فقط، وباقي الأدوار كانت ثانويةً ولكنها هامة في أحداثها. لذلك، سنتطرق بالتفصيل عن الأدوار الرئيسية، وأمّا الثانوية سنضع لها فقط تقييمًا رقميًا …
Jeremy Renner: صاحب شخصية كوري لامبرت وهي الشخصية الرئيسية الأهم في أحداث العمل، أداء جيد ومتزن، ويمكن أنّه قدم في العمل المُخلص، والذي استطاع أن يعيد الحق لأصحابه.
Elizabeth Olsen: “جيني بانر” محققة الأف بي أي والتي حاولت أن تطبق القانون، ولم تستخدم القانون بفكرته المجردة بل طبقت روح القانون، كانت رمز للقانون والعدالة في العمل.
Kelsey Asbille: كانت تمثل البقاء ودورها مثل محور أحداث العمل.
الإخراج
العمل من الناحية الإخراجية كان جيدًا، وحاول إضفاء مزيد من الحالة النفسية عن طريق استخدام الكادرات الكبيرة من أجل إبراز مظاهر الطبيعة القاسية من ثلوج، وأماكن غير مأهولة بالسكان، ولعل التكوينات التي اعتمد عليها المخرج جعلت من العمل غير رتيب على الرغم من عدم السرعة في أحداثة، كما استخدم المخرج “الفلاش باك” – وهو إظهار لقطات في مكان ويعود بالزمن ليظهر أحداث وقعت في نفس المكان ولكن بتوقيت مختلف – وهي التي أظهرت مزيد من الديناميكية والحركة لأحداث العمل، كما أنّ المخرج كان متمكنًا للغاية من التصوير في مساحات صغيرة يصعب إخراج مشاهد منها تكون جيدةً، ولعل قدرات المخرج وتَمكنه هو ما أسهم في إخراج العمل بشكل لا بأس به على الرغم من بطء الأحداث في القصة قليلًا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.