تقييم فيلم Wonder Woman “واندر وومان” … حول الإنسانية في عالم كئيب ومظلم

في أماكن مثل باريس عاصمة فرنسا ولندن عاصمة إنجلترا بالإضافة إلى المقاطعات الإنجليزية هناك، تم تصوير أحد أفضل أفلام السوبر هيروز، مساوي وربما متفوقًا على أفلام أخرى مثل Thor و The Avengers.

على الرغم من أنّني لم أكن أخطط لمشاهدة فيلم “Wonder Woman“، ولكن المديح الكبير الذي ناله من قبل النقاد والمشاهدين شكل دافعًا كبيرًا لمشاهدته، وعلى الرغم من هذا لم تكن أمالي كبيرةً جدًا، ولكنه كان رائعًا وفاق كل توقعاتي.

يأخذنا الفيلم في بدايته إلى الماضي وبالتحديد ماضي الشخصية الرئيسية، فقبل أن تصبح المرأة الخارقة كانت أميرة الأمازون ديانا، نشأت في جزيرة رائعة محمية. في طفولتها كانت تحلم بأن تصبح مقاتلةً قويةً وأن تبدأ التدريب بأسرع وقت ممكن، ولكن هذا الأمر كان مرفوضًا من قبل والدتها.

هذا الأمر يدفع أخت الملكة لتدريب ديانا بالسر، وذلك لكي تستطيع الدفاع عن نفسها في المستقبل، وتصبح محاربةً لا يمكن قهرها.

في يوم ما تتحطم طائرة على شاطئ جزيرتهم، بعد مجموعة من التحقيقات مع الطيار، وبعد أن شرح لهم الوضع في العالم الخارجي والحروب، تقرر ديانا الرحيل معه لتقوم بقتل إيريس إله الحرب، حيث تؤمن بأنّ إيريس هو السبب في كل تلك الحروب، وهذا الأمر يجده الطيار غريبًا؛ لأنّ إيريس من الميثولوجيا اليونانية.

الفيلم من بطولة غال غادوت، وكريس باين، وديفيد ثيوليس، ومن إخراج باتي جينكينز. بلغت ميزانية الفيلم 149 مليون دولار أمريكي، ولكن هذا العدد لا شيء مقارنة بالافتتاحية الضخمة والإيرادات التي حققها، والتي تقدر بحوالي 103 مليون دولار في الأسبوع الأول من عرضه.

أيضًا، سجل الفيلم رقمًا قياسيًا جديدًا بحصوله على لقب أكثر فيلم تم التغريد عنه بموقع تويتر في الولايات المتحدة بواقع 2.19 مليون تغريدة لعام 2017، برأيي الشخصي، كان الفيلم يستحق تلك الضجة الكبيرة عن جدارة.

هناك بعض الملاحظات الإيجابية والسلبية المختصرة حول الممثلين:

غال غادوت: أعجبني أداءها في الفيلم، وكانت شخصيتها مناسبةً جدًا وكارزماتية، أتقنت الشخصية بدوافعها ومواقفها بالإضافة إلى لطفها.

اندماجها مع كريس باين كان رائعًا، اختيارها لأداء هذا الدور كان موفقًا.

كريس باين: على الرغم من دوره الجميل وأدائه الجيد، ولكن هناك بعض السلبيات بوجود هذه الشخصية وليس بتمثيل الممثل.

السلبية الأبرز وهي الدور الكبير الذي لعبه في الفيلم، حتى أنّه كان متساويًا مع شخصية ديانا، حيث كان يجب أن يكون شخصية ثانوية !! ربما حتى في مهمة إنقاذ العالم كان دوره أهم بكثير من دور ديانا.

داني هوستون وديفيد ثيوليس: بالأدوار الشريرة، ربما كان يجب أن يكون لهما دورًا أكبر، الشخصيات الشريرة ربما كانت نقطة ضعف في الفيلم.

أنا لست من العشاق المخلصين لأفلام الأبطال الخارقين، ونادرًا ما أقوم بمشاهدة تلك الأفلام أو تعجبني، ولكن لماذا نقوم بمتابعة هذه الأفلام على الرغم من عدم وجود أي فائدة تذكر؟ الجواب بسيط، وهي المتعة.

لا يمكننا الثبات دائمًا على نوع معين من الأفلام هذا الأمر يدفعنا للتغيير، أفلام الأبطال الخارقين عندما تكون جيدة، تمامًا كما هو هذا الفيلم، تقدم لنا متعة لا مثيل لها، وأحداث مشوقة ومؤثرات رائعة.

والعامل الأكثر أهمية بالنسبة لي، هو عدم شعوري بالوقت عند مشاهدتها لسرعة الأحداث، ويعود ذلك كما ذكرت لأنّني لست من عشاق هذا النوع لذلك لا أتحمل مشاهدة فيلمًا مملًا ويُشعرني بالغثيان.

هذا الفيلم يحتوي على كمية كبيرة من الأكشن والإثارة بالإضافة إلى العنف، بالإضافة لسرعة سير الأحداث، وأيضًا كان ذو رسالة خاصة حول الحرب والحب والإنسانية في عالم مليء بالاكتئاب والظلم.

أمّا المؤثرات البصرية فكانت مذهلةً جدًا، في هذه الأفلام المؤثرات تعتبر أمر بالغ الأهمية والاهتمام بها وإظهارها بطريقة مُتقنة ستكون عندها من نقاط النجاح وهذا ما حدث هنا، لو كانت لديك الفرصة لمشاهدة الفيلم في السينما فلا تتردد على الإطلاق.

كمية كبيرة جدًا من المباني والطائرات الحربية وغيرها تتعرض للتحطيم، كما هو المُعتاد في أفلام السوبر هيروز. عامل آخر برأيي الشخصي أعتبره الثقب الذي أدخل النقطة المضيئة للعمل بأكمله، وهو الزمان والمكان الخاص بالأحداث، وهو أن تكون خلال الحروب العالمية على عكس الأفلام التي تكون أحداثها في المدن الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة، وبداية الفيلم كانت رائعةً لوجود السيوف والسهام والدروع فيها.

الفيلم كان ممتعًا منذ بدايته حتى نهايته، من ناحية التصوير السينمائي كان مذهًلا، بالأخص جزيرة ثيميسيرا (بداية الفيلم)، ثم يأخذك بعد ذلك لمشاهدة الاختلاف الكبير بين تلك الجزيرة ولندن.

السيناريو كان مكتوبًا بصورة جيدة حقًا، مليء بالنصوص الرائعة، بالإضافة إلى مشاهد الدعابة التي كانت موفقة جدًا. الفيلم لم يكن يحتوي على مشاهد الأكشن والقتال فقط، بل احتوى على مشاهد عاطفية رائعة ومؤثرة.

سأكتفي بهذا المقدار من الإيجابيات للحديث عنها، والذي مختصره بأنّ الفيلم كان رائعًا وأجده أفضل فيلم حول الأبطال الخارقين بعد ثلاثية المخرج العظيم كريستوفر نولان، حيث سأتوجه للسلبيات.

أن يكون الفيلم جميلًا لا يعني خلوه من العيوب، أبرز تلك العيوب هي أنّ هناك بعض مشاهد القتال التي لم تكن بالمستوى وباردة جدًا، أو مشهد قتال واحد يكون متفاوت الجودة، ولكنه وجد ذروته في المشهد النهائي. أيضًا، الأشرار كانوا أسوء ما في الفيلم، حيث كانوا ضعيفين جدًا ولم يكن هناك أي اهتمام لهم.