أفضل أعمال يحيى الفخراني: النجم الذي يغير جلده كل عام لكي لا تتعرف عليه

لا يوجد في الوسط الفني العربي من يضاهي النجم الكبير يحيى الفخراني في مستوى موهبته وغزارة إنتاجه وتنوعه بل ومستوى جودة كل عمل على حدة أيضًا. فهو الوحيد تقريبا من جيله الذي مازال يعتلي خشبة المسرح يوميا حتى الآن، ويقدم كل عام مسلسل رمضاني مختلف جدًا ومتميز، ولا يتوقف في نفس الوقت عن تقديم المسلسلات الإذاعية والقيام بأعمال الدبلجة للكرتون المقدم للصغار والكبار في نفس الوقت وحتى فوازير رمضان وألف ليلة وليلة لم تفلت منه، مما يجعله الأغزر إنتاجًا سواء من بين جيله وحتى الأجيال التي تلته.

وأكثر ما يميز يحيى الفخراني ويجعلنا جميعًا ننتظر بشغف اسم مسلسله الرمضاني الجديد، هو أسلوبه في اختيار أعماله، فهو لا يكرر نفسه مرتين أبدا، فعلى الرغم من أن سنه الآن يحكمه في أدوار مرحلة عمرية محددة والتي غالبًا ما يقوم فيها باقي الفنانين بدور الأب أو الجد، ولكن يحيى الفخراني لم يقع في هذا الشرك واستطاع بذكاء فريد الهروب منه واكتشاف عالم متكامل من الأدوار التي يمكنه أن يقدمها، فيخرج لنا كل عام بتحفة جديدة، فيقوم مرة بدور الباشا سليل العائلات ومرة بدور العجوز المتصابي ومرة بدور النصاب ومرة بدور قامة كبيرة من قامات العرب ومرة بدور أجنبي يعيش على أرض مصر ومرة بدور الشيطان نفسه مما يجعلك كل مرة تنسى من الفنان الموجود على الشاشة وتغوص في الشخصية والأسلوب واللهجة والأزياء والحركات.

وسنعرض اليوم مجموعة صغيرة منتقاة من بين أفضل أعمال النجم يحيى الفخراني التي تركت أثرًا كبيرًا في قلوبنا وعقولنا أيضًا.

هو المسلسل الذي يتحدى التاريخ، ويعرض أحوال مصر السياسية والاجتماعية لمدة تزيد عن نصف قرن بداية من مرحلة فاصلة من تاريخ مصر الحديث وهي ثورة يوليو 1952وحتى ثورة 25 يناير 2011 عبر ستة أجزاء، في إطار اجتماعي كوميدي مشوق. وتدور أحداث المسلسل حول عائلة سليم البدري الباشا الذي تغيرت حياته مع قيام ثورة يوليو 1952 وصراعه الدائم مع العمدة سليمان غانم الذي كان زوج طليقته نازك السلحدار والتي تهتم فقط بمصالحها الشخصية، وولداه عادل وعلي من زوجتيه السابقتين نازك السلحدار وعلية بدوي.

وقد بدء عرض الجزء الأول من المسلسل عام 1987 ولكن استمر إنتاجه وصولا إلى الجزء السادس عام 2016 والذي لم يشارك فيه يحيى الفخراني. والجزء الأول من تأليف: أسامة أنور عكاشة ومن تمثيل: يحيى الفخراني  وصفية العمري  وصلاح السعدني وفردوس عبد الحميد  حسن يوسف  وسهير المرشدي ومن إخراج: إسماعيل عبد الحافظ.

يعتبر هذا المسلسل رسالة وصرخة ضد النظم الاستبدادية في مصر والعالم، حيث تدور قصته حول موظف في شركة البسكويت يكتشف إهمالا وفسادا في الشركة مما يجعله يكتب شكوى للمسئولين عما حدث، فتكون النتيجة أن يقبض عليه هو ويزج به في المعتقل بدون أي اتهامات أو تحقيقات أو حكم محكمة، ويظل محبوسا لسنين طويلة، ثم يفرج عنه ولكن باسم مختلف فيخرج للعالم ويكتشف أن الجميع يعرفون أنه مات منذ سنوات وله شهادة وفاة فيبدأ رحلة إثبات هويته.

وقد عرض المسلسل عام 1994 وهو عن قصة: مصطفى أمين وسيناريو وحوار: عاطف بشاي ومن تمثيل: يحيى الفخراني  ودلال عبد العزيز  وأبو بكر عزت  وتهاني راشد  وعادل أمين  وفاروق فلوكس وإخراج: يحيى العلمي.

وعلى الرغم من عنايته دائما باختيار أجمل القصص وأعمقها، ولكنه أيضا يعشق الكوميديا ويؤديها ببراعة منقطعة النظير. فكان اختياره هذه المرة للقصة العربية الخالدة علي بابا والأربعين حرامي والتي قدمها في رمضان من خلال مسلسل ألف ليلة وليلة. وتدور أحداثه الشهيرة حول على بابا الحطاب الفقير الذي يكتشف بالصدفة مغارة يسكنها اللصوص والتي تمتلئ بتلال من الكنوز ويسمع منهم كلمة السر التي تفتح باب المغارة وهي”افتح يا سمسم” ويدخل المغارة ويأخذ بعض الذهب الذي يجعله غنيا، فيغار منه جاره ويتلصص عليه حتى يكشف سره ويذهب للصوص ويخبرهم.

وقد عرض المسلسل عام 1995 وهو من تأليف: يسري الجندي ومن تمثيل: يحيى الفخراني  ودلال عبد العزيز  وأحمد مظهر  وزوزو نبيل  ومحمود الجندي  وماجدة الخطيب  وإخراج: جمال عبد الحميد.

وتدور أحداث هذا المسلسل حول محامي شهير يعيش حياة عائلية مستقرة، وتبدأ حياته في التغير بعد أن تظهر في حياته حبيبته السابقة التي تملك ثروة طائلة والكثير من المشكلات القانونية المعقدة والتي تعده بالثراء السريع إذا ساعدها للخروج من مشكلاتها باستخدام الأساليب القانونية الملتوية، فيقع فريسة للحيرة بين وفائه لزوجته وذكرياته مع حبيبته القديمة إلى جانب إغراء المال وفكرة تأمين مستقبل أبنائه.

وقد عرض المسلسل عام 1996 وهو من تأليف: محمد جلال عبد القوي ومن تمثيل: يحيى الفخراني  وإلهام شاهين  وفادية عبد الغني  وحنان ترك  وسوسن بدر  ورشدي المهدي وإخراج: يحيى العلمي.

ويعتبر من أهم وأشهر المسلسلات التي تحكي عن حقبة الأربعينيات وما قبل ثورة يوليو في مصر، حيث تدور أحداثه في مدينة الإسكندرية والتي كان يعيش فيها في هذه الفترة الآلاف من الأجانب من الإيطاليين واليونانيين والقبرصيين والمالطيين وكثير من الجنسيات الأخرى، وكيف أثرت ثقافاتهم وعاداتهم على أسلوب شعب الإسكندرية، من خلال قصة مشوقة بطلها السكندري الذي ولد من أب مصري وأم إيطالية وبداخله الثقافتين والتي تجذبه كل واحدة منهم نحوها.

وقد عرض المسلسل عام 1997 وهو من تأليف: أسامة أنور عكاشة ومن تمثيل: يحيى الفخراني  وآثار الحكيم  وفردوس عبد الحميد  وهدى سلطان  وجميل راتب  وأبو بكر عزت وإخراج: جمال عبد الحميد.

ويناقش قصة هذا المسلسل قضية تأثير أصل وجذور الإنسان على حياته وأسلوبه ونظرة الناس إليه، من خلال قصة رجل الأعمال الناجح جابر مأمون نصار والذي بعيش مع زوجته وابنته حياة أسرية هادئة ويقوم بكثير من أعمال الخير  ومساعدة الفقراء خصوصا في قريته الصغيرة، حتى يكتشف بعد فترة أنه طفل غير شرعي وأن عائلته ليست مشرفة كما كان يظن مما يسبب انقلاب في حياته ومشكلات مع أسرته، ويهدف المسلسل إلى تسليط الضوء على قضية الأطفال المشردين وواجب الدولة في حمايتهم من حياة الشارع التي تدفعهم للأعمال الإجرامية.

وقد عرض المسلسل عام 2001 وهو من تأليف: مجدي صابر ومن تمثيل: يحيى الفخراني  ودلال عبدالعزيز ودنيا سمير غانم وحسن عبد الحميد  رجاء الجداوي  وأحمد زاهر  وجمال إسماعيل  وإخراج: محمد فاضل.

في هذا العمل قدم يحيى الفخراني دور جديد كليا، وهو دور الرجل المدلل الذي بالغت أمه في تدليله ومعاملته كطفل صغير حتى أصبح رجلا لا يمكنه تحمل المسئولية ويتعامل مع الحياة باستهتار، فيتزوج كثيرا ويهمل عائلته بحثا عن الحياة المثيرة. ولكن تظهر في حياته ابنة عمه التي تحاول تقويمه وإشعاره بمسئولياته وواجباته.

وقد عرض المسلسل عام 2007 وهو من تأليف: يوسف معاطي ومن تمثيل: يحيى الفخراني وكريمة مختار  ونهال عنبر  ومها أبو عوف  وياسر جلال  وهنا شيحة ورانيا فريد شوقي  وإخراج: مجدي أبو عميرة.

يعتبر هذا المسلسل من أجمل وأروع ما قدمه النجم يحيى الفخراني على مدار مشواره الفني، حيث يقوم فيه بدور قامة كبيرة وهو شيخ العرب همام كبير هوارة صعيد مصر خلال فترة حكم المماليك للدولة المصرية، وكيف كان يحكم منطقة كبيرة بها الكثير من قبائل الهوارة تحت لوائه بالعقل والحكمة لدرجة أن كبير المماليك على بك الكبير كان يضع له ألف حساب وقام بكثير من المحاولات لهزيمته واغتياله وتقويض حكمه.

وقد عرض المسلسل عام 2010 وهو من تأليف: عبد الرحيم كمال ومن تمثيل: يحيى الفخراني  وصابرين  وريهام عبد الغفور وعبد العزيز مخيون وسامح الصريطي ومحمود عبد المغني  وعزت أبو عوف  وعمر الحريري وشيري عادل   وإخراج: حسني صالح.

وهو مسلسل يأخذ روحك معه إلى عالم من الصوفية والتقرب من الله بأسلوب بسيط وساحر، من خلال قصة عابرة للسنين تدور أحداثها خلال حقبة الأربعينيات من القرن الماضي ووقتنا الحاضر، والتي تحكي قصة رجل انجليزي يعاني من ألام نفسية شديدة بعد فقد أخيه في الحرب العالمية، مما يجعله يترك الغرب المتحضر ويأتي إلى صحراء السودان للعمل في المحاجر، وهناك يلتقي برجل صوفي من أولياء الله يعرفه على الله بطريقة بسيطة فيعتنق الإسلام ويسمى نفسه عبد القادر، ثم يأتي إلى مصر ويعمل في قرية في الصعيد ويبدأ علاقات مع مختلف أهالي القرية الذين بعضهم يحبه وبعضهم يكرهه لمجرد كونه أجنبي.

وقد عرض المسلسل عام 2012 وهو من تأليف: عبد الرحيم كمال ومن تمثيل يحيى الفخراني  وسلافة معمار  ومها أبو عوف وأحمد فؤاد سليم ومحمود الجندي  وصلاح رشوان  وسلوى عثمان  وإخراج: محمود كريم.

أما هذا العمل الخاص جدا والذي تسببت مجرد صورة يحيى الفخراني في التتر في بث الخوف في قلوب الكثيرين، فقد كان مختلفا للغاية، وحاز على الكثير من الآراء المتضاربة حوله، حيث يناقش العمل فكرة إغراء الشيطان للإنسان ومدى قدرته على الاختيار بين الخير والشر، من خلال قصة الأب ياقوت الذي باع روحه للشيطان ونوس وهرب لمدة عشرين عاما ثم يعود ونوس إلى أسرة ياقوت ويقنعهم أنه صديق والدهم وأنه يملك أموالا كثيرة هو والأب ولابد عن عثورهم على والدهم للحصول على الثروة، ويبدأ في مداعبتهم جميعا بفكرة المال وإغرائهم للإيقاع بهم، وهل سيتمكنوا من مقاومة الشيطان أم سيقعوا فريسة له؟!

وقد عرض المسلسل عام 2016 وهو من تأليف: عبد الرحيم كمال ومن تمثيل:  يحيى الفخراني  ونبيل الحلفاوي  وهالة صدقي  وسماح السعيد  وحنان مطاوع  ومحمد شاهين  وإخراج: شادي الفخراني.

قدم النجم يحيى الفخراني مسرحية الملك لير، والتي كانت خطوة كبيرة في مشواره الفني حيث نظرا لموهبة الفخراني الكبيرة والتي يعرفها الجميع فقد أتى الفنانين من كل بلاد العالم وامتلأ المطار بهم لأجل مشاهدة كيف سيؤدي يحيى الفخراني قصة وليام شكسبير الشهيرة، والتي تدور حول ملك يقرر تقسيم ممتلكاته على بناته الثلاث بحيث يعيش مع كل واحدة منهن فترة، ولكنه يقرر أن لا يمنح ابنته الصغرى أي ممتلكات نظرا لأنه لا تنافقه مثل أختيها، ولكن الأختان بعد حصولهما على الثروة تتنكران لوالدهما وتطردانه مما يجعله يلجأ لابنته الصغرى التي حرمها سابقا.

وقد عرضت المسرحية عام 2001 وهي من تأليف: وليام شكسبير ومن تمثيل: يحيى الفخراني  وأشرف عبدالغفور  وأحمد عبدالحليم  وأحمد سلامة  وريهام عبدالغفور  ومحمد ناجي  وإخراج: أحمد عبد الحليم.

أما هذه المسرحية الكوميدية فقد كانت عمل مميز جدا، حيث تدور أحداثها حول كازينو حكومي أصبحت الزبائن لا تقبل عليه مما عرضه لخسائر كبيرة، فأخذ المدير والموظفين يبحثون عن حل لهذه المشكلة حتى توصل بعض الموظفين لفكرة استقطاب الزبائن عبر تقديم فقرة للرقص الشرقي إلى جانب الفقرات المعتادة، وبالفعل يقومون باستقدام راقصة وفرقتها ويقدموها للمدير يحيى الفخراني الرجل المستقيم الذي يتضرر من ذلك ولكنه لا يجد حلا آخر.

وقد عرضت المسرحية عام 1985 وهي من تأليف: يوسف عوف ومن تمثيل يحيى الفخراني  وسماح أنور  وعماد رشاد  ومحمد فريد  وفؤاد خليل  ومحمد الشرقاوي وإخراج: جلال الشرقاوي.

يعتبر فيلم الكيف واحدة من العلامات الفارقة في مشوار يحيى الفخراني وفي السينما العربية، حيث استطاع هذا الفيلم تقديم قضية هامة جدا في إطار مشوق وجذاب للمشاهد، وتدور أحداث الفيلم حول صلاح الكيميائي المستقيم الذي لا يكاد دخله الحكومي يكفي احتياجات أسرته والذي يحاول جاهدا إصلاح أخلاق أخيه الصغير الفاسد جمال الذي ترك دراسته واتجه إلى الغناء والتعاطي الحشيش، فيحاول إقناعه أن الحشيش مجرد وهم ولا يؤثر في العقل ولكنه اعتماد نفسي للجو العام من الصحبة الفاسدة والدخان الملون، فيصنع له تركيبة كيميائية تشبه الحشيش في شكلها ولكنها لا تحتوي على أي نوع من المخدرات، فيعرضها جمال على تاجر مخدرات شهير والذي يشتريها منه ويطلب كميات أكبر والتي يقوم بخلطها بحبوب مخدرة ويبيعها في للمدمنين، وعندما يكتشف صلاح ويحيى هذا الأمر يحاولان التراجع ولكن بعد فوات الأوان.

وقد عرض الفيلم عام 1985 وهو من تأليف: محمود أبو زيد ومن تمثيل يحيى الفخراني  ومحمود عبد العزيز  ونورا    وجميل راتب  ومحيي الدين عبد المحسن  وفؤاد خليل وإخراج: على عبد الخالق.

أما هذا الفيلم المميز فيدور حول قضية الفارق بين حياة الريف البسيطة الهادئة وحياة المدينة الخانقة، من خلال قصة موظف بسيط يكاد يكفيه راتبه وقد خطب زميلته لفترة ولكنه لم يستطع توفير الشقة المناسبة للزواج، فيلجأ للحل الأخير وهو بيع قطعة الأرض التي ورثها عن أسرته، ويذهب للقرية ليقابل كمال بك الذي سيشتري منه الأرض، ولكنه يقع في حب ابنته خيرية ويشعر بالراحة والهدوء في القرية فيقرر عدم العودة للمدينة واستكمال حياته في رعاية الأرض الزراعية.

وقد عرض الفيلم عام 1984 وهو من تأليف: عاصم توفيق ومن يحيى الفخراني  وفريد شوقي  وليلى علوي  وعايدة عبدالعزيز  وتوفيق الدقن  ومها عطية  وإخراج: محمد خان.