محمد هشام عبيه يكشف لـ أراجيك حقيقة معبد «زودياك» الفرعوني وكواليس الكتابة والتصوير

بوستر مسلسل زودياك
نرمين حلمي
نرمين حلمي

6 د

 بدأ العرض الأول لمسلسل “زودياك”، في مطلع مايو الجاري لعام 2019، بالتزامن مع حلول شهر رمضان الفضيل لهذا العام، على قناة “صدى البلد” الفضائية المصرية، ومنصة بث محتوى الفيديوهات على حسب الطلب “فيو كليب” “Viu MENA”، التي توفر مشاهدة حلقات المسلسل مجانًا، وفي أي وقت يفضله المشاهدون.

مع انطلاقة شارة البدء وظهور التتر المتوج بشعار لغز الحدوتة ودائرة الأبراج الفلكية، تخطفك أجواء المسلسل المصري في رحلة بصرية، مغلفة بالإثارة والرعب، تيقن أنك على أبواب مشاهدة دراما جديدة ومختلفة، لن تتركك إلا وأنت أسير سحرها وقوانين لعنتها المخيفة والمشوقة.

تدور أحداث المسلسل المأخوذ عن كتاب “حظك اليوم” للدكتور الراحل أحمد خالد توفيق، حول لعنة فرعونية تطارد مجموعة طلاب جامعيين، تقتل الأشخاص حسب برجهم الفلكي؛ فبرج الحمل معرض للموت من الخراف، وبرج الثور معرض للموت من الثيران وهكذا، على أن تتوالى سلسلة مثيرة من الجرائم الغامضة.

مسلسل زودياك مستوحى من كتاب "حظك اليوم" للدكتور أحمد خالد توفيق

كواليس كتابة “زودياك”

اعتمد مؤلفو المسلسل، وهم مجموعة من الكتاب الشباب المتميزين؛ هم: محمد هشام عبية، وراوية عبد الله، وعمر خالد، ومنة إكرام، في كتابة سيناريو وحوار الحلقات، بقيادة محمد المعتصم في الإشراف على ورشة الكتابة، ومحمد حربي في تطوير المحتوى، على خلق عالم خاص بـ “زودياك”، يشعر به المُشاهد للمسلسل والقارئ لقصص الكتاب أيضًا.

فريق عمل مسلسل زودياك يوم الاحتفال بالعرض الخاص للمسلسل

ولكن بعد مشاهدة المسلسل، شعر البعض أن لازمات شخصياته وتيمة أحداثه لم تتأثر فقط بقصص “حظك اليوم”، بل بتفاصيل مؤلفات أدبية مختلفة لـ “أحمد خالد توفيق”، والعوالم الخاصة ببنائه لشخوصه وسمات أبطاله ومصائرهم في قصصه ورواياته.

فيديو يوتيوب

تابع موضحًا: “لكن بلا شك، فإنه قد كان لدينا مخزونًا كبيرًا من إبداع دكتور أحمد خالد توفيق، الذي ساهم في تشكيل ذائقتنا تحديدًا فيما يتعلق بهذه النوعية من الكتب في اللاوعي ونحن نكتب، ولهذا فبكل تأكيد مؤلفات دكتور أحمد خالد توفيق كان لديها أثرًا لدينا في الكتابة لـ “زودياك” حتى دون أن ندري”.


كيف نفذت الأجواء الفرعونية؟

اهتم المخرج محمود كامل بتفاصيل الصورة بشكل جيد، لاسيما الكادرات الخاصة بالطقوس وما يصيب الأبطال من أثر اللعنة، في المعبد الفرعوني الذي يكمن فيه سر اللعنة والنجاة منها، التي بدأت في الموسم الأول من المسلسل، ومن المتوقع أن تكمل تباعاتها في الموسمين: الثاني والثالث المقبلين، وبسؤال “عبيه” عن هوية المعبد وأماكن التصوير، أشار إلى أن “المعبد تم بنائه خصيصًا للمسلسل”.

مشهد من مسلسل زودياك داخل المعبد الفرعوني

لفت إلى أنه صُمم بعناية لافتة، تجاوزت التجارب المماثلة التي قدمت أجواء فرعونية في الدراما أو السينما المصرية من قبل، مشيرًا إلى أن ذلك بفضل شركات الإنتاج، “فيلم كلينك” بالتعاون مع شركة “الماسة للإنتاج الفني”، التي تقاسمت إنتاج المسلسل، ومجهود “كامل” ومهندسة الديكور هند حيدر، مشيرًا إلى أنه يرى أن أهم ما يميز “زودياك” بصريًا، هو ذلك التنوع البصري بين شوارع القاهرة العصرية والمعبد الفرعوني المتقن في صناعته.

لقطة داخل المعبد الفرعوني بزودياك

الكتابة ثم التصوير

أحداث المسلسل التي تتكون من 15 حلقة، سريعة ومشوقة، دون حشو ولا مط، فلا تجعلك تُصاب بالملل من تكرار نمط القتل، بل تتركك شغوفًا بما سيحدث، متعاطفًا مع مشاعر أبطاله، متعلقًا بمصائرهم، فرحًا بمرحهم، وحزينًا على ما يصيبهم، هذا التفاعل النادر الحدوث، يأتي نتيجة للأهتمام بتفاصيل العمل، بداية من التحضير والكتابة حتى التصوير والمونتاج والإخراج؛ حيث أشار “عبيه” أن الكتابة “استغرقت ما يقرب من 9 أشهر”.

تابع موضحًا في السياق ذاته، أنهم انتهوا من كتابة السيناريو في نهاية عام 2018 تقريبًا، مشيرًا إلى أنه بالرغم من إن عدد الحلقات يبدو قليلاً على هذه الفترة، إلا أن طبيعة العمل المختلفة ومسألة بناء عالم ضخم للأحداث والحرص في نفس الوقت على أن يكون العمل مصريًا وعصريًا، استغرقت وقتًا طويلاً، متمنيين أن تكون النتيجة مرضية للجمهور بعد ذلك.

وفي سياق متواصل، أضاف موضحًا أن التصوير بدأ مع نهاية كتابة الموسم الأول بشكل كامل، منوهًا أن هذه ميزة افتقدتها الدراما المصرية في السنوات الماضية بسبب طبيعة دورة الإنتاج والعمل المضغوط.



اَراء الجمهور والتخوفات من عرضه الرمضاني

وعن اَراء الجمهور وأكثر ما يجذبهم لـ “زودياك”، أوضح “عبيه” أنهم توقعوا زخمًا للمسلسل؛ بسبب أنه مستوحى من إحدى كتب “أحمد خالد توفيق”؛ صاحب الجماهيرية الكبيرة.

تابع مشيرًا إلى أنهم راهنوا أيضًا على أن القصة المختلفة وغير السائدة يمكن أن تصنع قاعدة جماهيرية معقولة، قائلاً: “صحيح أن هناك تجارب من قبل لإنتاج مسلسلات درامية تلعب في منطقة الرعب والتشويق، لكن في رأيي فإن زودياك هو أول مسلسل رعب تشويقي مصري متصل وليس ذو حلقات منفصلة تدور أحداثه في الزمن الحالي، وهذه ميزة ثالثة”.

أضاف أنه أداء الأبطال كان مميزًا وتلقائيًا؛ وهو ما صنع حالة من التوحد بينهم وبين الجمهور خصوصًا تلك الفئة العمرية القريبة منهم في السن.

فريق تمثيل مسلسل زودياك

يجدر الإشارة بأنه شارك في الموسم الأول من “زودياك”، نخبة كبيرة من الفنانين الشباب المتميزين، منهم: أسماء أبو اليزيد، وخالد أنور، وإنجي أبو زيد، ومي الغيطي، وأحمد خالد صالح، وهند عبد الحليم، ومحمد مهران، ومايان السيد، وتامر نبيل، وأحمد طلعت.

أبطال مسلسل زودياك

وبسؤاله عما إذا كان أبطال الجزء الأول سيكملون مغامراتهم في المواسم المقبلة، لفت إلى أنه “كأي مسلسل ارتبط جمهوره بأبطاله، سيتواجد عدد من أبطال الجزء الأول في المواسم المقبلة، ومن الأكيد ظهور أبطال جدد وفقًا لتطورات الأحداث”.


تحضيرات الموسم الثاني والثالث

وعن كتابة المواسم المقبلة وموعد عرضها، أوضح أن التحضيرات للموسم الثاني تبدأ قريبًا، مشيرًا إلى أن عدد الحلقات مسألة لم تحسم بعد، لكن الأقرب بالفعل أن يكون الموسم الثاني والثالث 15 حلقة لكل موسم، أمًا عن موعد عرضه في رمضان المقبل، أوضح أنها مسألة تحددها عوامل كثيرة، من الصعب التأكد منها في هذا الوقت، وبالتالي موعد عرضه غير معلوم على الأقل حاليًا، لافتًا إلى أن عرض الموسم الأول ضمن موسم دراما رمضان، “كان مفاجأة جيدة” لهم جميعًا.

تابع موضحًا أن المسلسل في بادئ الأمر لم يكن مخططًا له أن يعرض خلال شهر رمضان؛ مضيفًا: “لأن رمضان شئنا أم أبينا موسم مشاهدة متميز للغاية، والجمهور فيه يتضاعف، ورغم طبيعته المختلفة عن الدراما الرمضانية إلا أن “زودياك” وجد أرضًا صلبة يقف لها بين الجمهور لأسباب متنوعة؛ من بينها اختلاف المحتوى وجودة الصورة والتفاعل مع الأبطال”.


العرض التلفزيوني VS الرقمي

وعلى صعيد اَخر، عن فكرة عرض المسلسل عبر منصتين مختلفتين، إحداهما فضائية وأخرى إلكترونية، ومدى تأثير ذلك على نسب المشاهدة وجذب شرائح مختلفة من الجمهور، أشار إلى أن هذه مسألة تحتاج إلى مقارنة أرقام المشاهدات بين المنصة والتليفزيون، وهذه لا علم له بها، لكنه يعتقد أنها تجرية جيدة، خصوصًا أنها تحدث لأول مرة، ويرى أن أكبر نجاح لها أنها “جذبت جمهورًا تقليديًا من التليفزيون ليتابع مسلسلاً عبر منصة عبر الإنترنت، وهذا في حد ذاته مكسب كبير”.

تابع موضحًا أن المسألة لا تزال في البدايات ومن الصعب حسمها الآن، لكنه يعتقد أنه عام بعد الآخر سيعتاد الجمهور على مشاهدة مسلسلات حصرية على المنصات فحسب في رمضان وخارج موسم رمضان، وهو أمر يعود بالنفع بكل تأكيد على الصناعة وجودة المنتج، بحسب وصفه، مؤكدًا أن جمهور المنصات، “خصوصًا إذا كان يدفع مقابل المشاهدة”، لا يرحم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.