فيلم Plane.. “جيرارد بتلر” كابتن طائرة في قصة تقدم التسلية لا غير
5 د
الأفلام التي تدور ضمن نطاق ضيق ومحدود، دائمًا ما تحقق الإثارة والمتعة للمتلقي. تمامًا كالأفلام التي تجري بين السماء والأرض، وتكون الطائرة فيها هي مكان الحدث الأبرز، حيث لا مفر من المواقف والمواجهات الصعبة المصيرية.
ولعل أبرز الأعمال السينمائية التي بدأت حكايتها على متن الطائرة، فيلم "Flight" من بطولة "دينزل واشنطن"، و"Left Behind" للممثل "نيكولاس كيج"، وفيلم "Sully" للقدير "توم هانكس"، وغيرها.
واليوم في عام 2023 نشهد على حكاية جديدة للممثل "جيرارد بتلر"، بطل فيلم "Plane"، أي الطائرة طبعًا. اسم الفيلم يشي بمضمونه، لكن هل جاء هذا الفيلم كالأفلام الآنفة الذكر، كحبكة ومعالجة درامية، وحكاية لها أبعاد عميقة نوعًا ما، على الرغم من حفاظها على عنصري الإثارة والمتعة؟
البطاقة الفنية لفيلم Plane
- إخراج: جان فرانسوا ريشيه
- كتابة: تشارلز كومينغ، جي بي ديفيس
- تمثيل: جيرارد بتلر، مايك كولتر، توني جولدوين، يوسون آن
- إنتاج: ماد ريفير بيكتشرز، أوليف هيل ميديا
- سنة الإنتاج: 2023
- النوع: إثارة، مغامرة
- تقييم الفيلم على موقع IMDb هو: 6.9/10
قصة فيلم Plane
إنها ليلة رأس السنة، وعلى طيار الخطوط الجوية "برودي تورانس" القيام بمهمة التحليق بالطائرة التجارية لنقل الركاب، قبل الذهاب إلى ابنته "دانييلا" الوحيدة للاحتفال معها بالسنة الجديدة، في هاواي. حيث يتوجب عليه نقل 14 راكبًا، من سنغافورة إلى اليابان عبر رحلة تستمر لبضع ساعات. ولكن كما جرت العادة غالبًا، يصعد على متن الرحلة المجرم "لويس غاسبار" المدان بجريمة القتل العمد، والذي يتم نقله عن طريق مكتب التحقيقات الفيدرالي، وعلى الكابتن التكتم على هويته وجرمهِ.
إلا أن المسار المقرر للرحلة، سيعرض الطائرة لطقسٍ سيئ، فيقترح تورانس تغيير خطة المسار لتفادي الحالة الجوية وما قد تصادفه الطائرة في أثناء عملية تحليقها، لكن شركة الطيران "تريل بليزر إيرلاينز" لا يناسبها ذلك، لأنه سيحملها أعباء مالية إضافية. يتمنى الكابتن تورانس رحلة سعيدة وآمنة لزوار طائرته، ويعدهم بأنه لن يكون هناك أي تأخير. لكن لا تمضي الطائرة وقتًا طويلًا في السماء، حتى تتعرض لعاصفة مطرية، وتضربها صاعقة قوية، تحدث خللًا في نظامها، ما يُصعّب عملية التواصل مع المطار والشركة، للمساعدة في عملية الإنقاذ.
الأمر الذي يدفع تورانس مضطرًا، بمساعدة "صموئيل ديلي" مساعده، للجوء إلى هبوط اضطراري نحو الأرض، لكن القدر يحط بهم على إحدى الجزر الخطيرة. وهي "جولو" جزيرة نائية تابعة للفلبين، مأهولة من قبل عدد قليل من السكان، ولا سيطرة للحكومة عليها، حيث يحكمها مجموعة من المجرمين بقيادة الإرهابي "داتو جونمار".
يحاول تورانس أن يمسك زمام الأمور على الأرض، كما يفعل في السماء، ويطلب من الركاب الحفاظ على الهدوء والتقنين في الشرب والطعام، ريثما يحصلون على المساعدة، ربما إقامتهم على الجزيرة قد تطول. يقرر لاحقًا، أن يجول في الجزيرة بحثًا عن مكانٍ يسمح لهم في التواصل مع شركة الطيران، ويختار لمرافقته في هذه المهمة، الراكب السجين غاسبار.
وبعد ذلك، يعلم رجال العصابة بوجود طائرة مدنية على الجزيرة، فيذهبون لإلقاء القبض على الكنز الذي هبط عليهم من السماء. ومن هنا، تتصاعد وتيرة الأحداث، ويزداد الخوف أكثر في قلوب المسافرين. يا ترى ما هو مصيرهم؟
فيلم Plane الكثير من التسلية
في البداية، وفي أثناء المشاهدة، تفاجئك الأحداث قليلًا، طبعًا إن كنت لم تشاهد التريلر الرسمي للفيلم، ولا تحبذ معرفة تفاصيل القصة، قبل الدخول للفيلم. وتفضل أن تترك نفسك لاكتشاف ما القادم، وما هي الحال الذي ستؤول إليه الحكاية. تتصور ما هي الحبكة وتسابق مخيلتك الأحداث، خاصةً أن هناك قاتلًا على متن الطائرة، ربما يحاول الفرار، وسيناريوهات أخرى تتوقعها خلال فترة قصيرة. ولكن هذا يتغير، مع وقوع العاصفة الطبيعية، وتعرض الطائرة لخطر السقوط، ونجاح قائدها بالعبور بها بأقل الأضرار، إلى الجزيرة المجهولة. وأن القاتل غاسباري ليس هو المشكلة، وإنما الحل، أو القوة البشرية الثانية من بعد كابتن الطائرة.
تنتقل الحكاية بمجرياتها من مكانٍ ضيقٍ ومحدود هو الطائرة، إلى مكانٍ أكبر وهو الجزيرة، ولكنها أيضًا محصورة، وأكثر خطرًا. لتصبح القصة مجرد مغامرة مسلية، ومتوقعة، من أجل البقاء على قيد الحياة. تتعجب من عدد الركاب القليل،
ولماذا لم يتم استثمار عدد أكبر من الشخصيات في الحكاية، ليتضح أمامك تباعًا، أنه لا مصلحة في ذلك، وكثرة العدد لا يخدم الحبكة، خاصةً أن المسافرين سيتحولون قريبًا، إلى رهائن لدى جماعة الجزيرة الخارجين عن القانون، والتحكم بالعدد القليل سيكون أسهل.
على الرغم من أن الشخصيات قليلة، لكنك لا تحفظها جميعًا، حتى إنه يكاد لا يكون هناك حوارات درامية لبعض الشخصيات، هي فقط مجرد إكسسوارات لخدمة القصة، فهي قصة احتجاز رهائن. حتى الشخصيات الرئيسية، تشعر أنها مألوفة، والحبكة بسيطة وسهلة، يمكن التنبؤ بها، وغير مثيرة للعقل، أصلًا إن أفلام جيرارد بتلر هدفها المتعة والتسلية والآكشن في المقام الأول. لا تقديم قصص عميقة، على الرغم من كمية العاطفة المتواجدة في شخصيته، واندفاعه الذي يكون مبالغًا قليلًا في الدفاع عن ركاب رحلته، والذي يكون أقرب إلى التهور، ربما ذلك إرضاءً لشرف المهنة، أو إنسانية عالية يتمتع بها هذا الشخص.
يشكل تورانس مع غاسبار الذي ترك لاختبار حجم الإنسانية لديه، ثنائية قوية ومتناغمة، وشكّل أداؤهم الحركي قوة دفع لفيلم الإثارة والآكشن. أضف إليهما، "سكارسديل" الضابط السابق وخبير الأزمات -الذي يأخذ على عاتقه عملية إجلاء ركاب الطائرة من الجزيرة عبر إرسال فريق من المرتزقة إلى هناك- والذي جسد دوره "توني جولدوين" بحضور وأداء مميزين. أيضًا من نقاط قوة الفيلم، طريقة إخراج وتصوير مشاهد اضطراب الطائرة خلال حدوث العاصفة والرعد، والمشاهد القتالية والمواجهات بين تورانس وغاسبار ولاحقًا جماعة المرتزقة، مع الأفراد الإرهابيين.
في النهاية يمكن التأكيد، على أن فيلم Plane عبارة عن قصة بسيطة فيها الكثير من التسلية والإثارة، لا غير.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.