قاطع طريق مُرعب.. مسلسل رشاش يحكي قصة “رشاش العتيبي” الذي أربكَ السلطات في البحث عنه
7 د
بأضخم إنتاج لعمل سعودي، بل وعربي، أطلقت مجموعة قنوات MBC عبر منصتها المدفوعة، منصة شاهد، المسلسل السعودي الذي أثار كثيرًا من الجدل، مسلسل رشاش. يتحدث العمل عن أحداث حقيقية وقعت في السعودية في الثمانينيات تُروى للمرة الأولى وتحكي قصة مجرم حارت أجهزة الأمن أعوامًا حتى استطاعت أخيرًا القبض عليه.
يحكي العمل قصة رشاش العتيبي المجرم وقاطع الطرق وعصابته من المجرمين الذين ألقوا الرعب في قلوب السعوديين في فترة الثمانينيات، بسبب جرائمهم المتوحشة التي سببت اضطرابًا وخوفًا لا مثيل له في المملكة، السلب والنهب والقتل، عقد كامل من الخوف عاشه الأهالي حينها.
ما زال هناك البعض ممن يذكرون تلك الفترة المخيفة، ويحملون في ذاكرتهم قصة رشاش العتيبي أشهر مجرم في تاريخ المملكة، المجرم الذي حارت أجهزة الأمن سنوات حتى استطاعت القبض عليه وإعدامه أخيرًا عام 1989
فهل استطاع المسلسل نقل هذه القصة كما ينبغي؟ قبل أن نتناول مراجعة المسلسل علينا أن نعرف..
من هو رشاش العتيبي؟
رعب كبير أُلقي في قلوب السعوديين لسنوات طويلة بسبب هذا الرجل وعصابته الإجرامية. كان رشاش العتيبي المولود عام 1960 ضابطًا في الحرس الوطني، وكانت حياته مستقرة ونال نجاحًا كبيرًا في عمله وكسب حب زملائه، لكنه حاد عن طريق الصواب حينما اكتشف انتشار ظاهرة الحبوب المخدرة فأدمن عليها، وعندما كُشف أمره طُرد من الحرس الوطني ليبدأ حياته الإجرامية في عمر الـ 25، حيث كوّن عصابة إجرامية تضمنت أخاه وأبناء عمومته وهم: مهل - قحص - سلطان - مصلح - قعيد النفيعي.
كانوا يقطعون الطرق ويسرقون المسافرين، وقيل إنهم كانوا يهاجمون الأتوبيسات أيضًا ويسرقون السيارات التي تروق لرشاش. كان أفراد الأمن عاجزين عن القبض عليهم، ذلك أن رشاش كان رجل أمن سابقًا، ويعرف أفكارهم وأساليبهم كلها. بعد مطاردات وكمائن عديدة من قبل قوات الأمن، قُبض على رشاش أخيرًا لينتهي عصر الرعب والخوف عام 1989 بعد حوالي عقد من احترافه الإجرام، وأعدم مع أفراد عصابته.
اقرأ أيضاً: طاش ما طاش.. لا تزال السلسلة الخليجية الأكثر حضوراً رغم صعود مسلسلات أخرى
قصة مسلسل رشاش
عبر ثماني حلقات تحدّث المسلسل عن حياة رشاش منذ بدايته في عالم الجريمة. تبدأ الأحداث مع رشاش ضابط برتبة عريف في الحرس الوطني بارع في القنص والقتال. في أثناء مناوبته يكتشف رشاش اثنين من الجنود بحالة غريبة، وعند استجوابهما يعترفان أنهما يتناولان الحبوب المخدرة، ويلح أحدهما على رشاش أن يجربها لأنها تجعل "المزاج عاليًا" يأخذ رشاش الحبوب المخدرة ويعجبه تأثيرها لتكون هذه بداية رحلته الإجرامية، إذ يحاول الوصول إلى الرأس المدبر لعملية توزيع المواد المخدرة، حيث إن هناك شبكة كبيرة لتوزيع المخدرات بقيادة أحد الضباط تحصل في الخفاء ويرغمه كي يصبح شريكًا له في تجارته.
يكتشف أمر رشاش من قبل رئيس القطعة الذي يشك فيه منذ زمن وتتم محاكمته ويطرد من الجيش نهائيًا لتبدأ حياة رشاش العتيبي المجرم المرعب بعدها. يحاول رشاش وصديقه التعاقد مع تاجر مخدرات كبير لكن الشرطة تداهم المكان، ويحصل اشتباك كبير بين قوات الأمن والمجرمين ورشاش معهم ويصيب رشاش أحد الضباط ويسمى غالب في مقتل، فيحاول صديق الضابط المقتول وهو ضابط آخر يسمى فهد معرفة شخصية الرجل الذي قتل غالب ويحصل على وصف له حيث يكتشف أن المجرم الذي يبحث عنه كان ضابطًا سابقًا.
فهد رجل أمن طيب ملتزم بعمله ولا يحيد عن القانون ويقرر أن يفعل ما بوسعه ليكشف حقيقة رشاش. يحاول رشاش جهده للهرب من مطاردة الشرطة له فيقرر الهرب إلى اليمن، لكن تنقصه الأموال فيكوّن عصابة ويحترف قطع الطرق والسرقة، يزداد طغيان رشاش وعصابته وينتقلون من قطع الطرق إلى السطو المسلح على محال الذهب.
أصبح رشاش أشد المجرمين خطورة وسط حيرة رجال الشرطة العاجزين عن الوصول إليه أو إلى أفراد عصابته ووصل به الغرور والطغيان أن يبلغ الشرطة عن جرائمه بنفسه متحديًا إياهم أن يقبضوا عليه، لتستمر المطاردة بين رشاش وقوات الأمن وتتسارع أحداث العمل حتى نصل إلى النهاية الحتمية.
ركز العمل أيضًا على الجانب الإنساني والاجتماعي من خلال علاقة رشاش بوالدته التي لا تعلم عنه سوى أنه طرد من الجيش وأنه يعمل مع أصدقائه، وعلى الصراع بين رشاش وفهد ومحاولة كل منهما هزيمة الآخر في إطار من التشويق والإثارة المتزايدين في كل حلقة.
طاقم العمل
- إخراج: كولين توغ
- تأليف: توني جوردان
- معالجة درامية: الشيخة سهى آل خليفة
- أبطال العمل
- يعقوب الفرحان: بدور رشاش المجرم الخطير ورئيس العصابة
- نايف الظفيري: بدور النقيب فهد هو من اكتشف حقيقة رشاش
- عبد الله البراق: بدور مهل تاجر مخدرات كبير يرافق رشاش بعد اقتحام الشرطة لوكر تاجر المخدرات سعيد
- فايز بن جريس: بدور عمر أخي رشاش البريء الذي يتورط في عالم الجريمة بسبب حبه لأخيه.
نقلة نوعية في الدراما السعودية والخليجية
اعتبر العديد من النقاد أن رشاش كان نقطة تحول في الدراما السعودية التي عُرفت لسنوات طويلة بالمسلسلات الكوميدية والاجتماعية، وها هو رشاش يأتي بقصة مستوحاة من أحداث واقعية عن عالم العصابات والجريمة والمطاردات في أجواء من الأكشن والترقب. وقد صرح المخرج السعودي عِز الشلاحي معلقًا على ما يمثله مسلسل رشاش قائلًا:
"رشاش هو نقطة تحول في الطرح والتناول والأداء المختلف على مستوى المسلسلات السعودية، والممثلون فيه تحدوا أنفسهم وأثبتوا جديتهم، وسينعكس ذلك العمل على صناعتنا المحلية وحضورها."
كما أن أسلوب الإخراج كان متميزًا ومختلفًا عن أي عمل سعودي آخر بل إن العديد من المتابعين رأوا أنه أشبه بالأعمال الأميركية. أما التصوير فكان أيضًا مختلفًا عن المتعارف عليه في الأعمال السعودية عادة، رمزيات وزوايا تصوير مميزة أثارت إعجاباً كبيراً لدى المشاهدين، خاصة المشاهد التي صورت في صحراء الربع الخالي الشهير بكثبانه الرملية المميزة والتي نقلت جمال الصحراء العربية.
كان عدد الحلقات القصير أمرًا إيجابيًا، حيث ابتعد المسلسل عن المط والتطويل، وتناول القصة منذ بداية حياة رشاش الإجرامية حتى نهايتها حين تم القبض عليه وإعدامه، بعد سنوات من مطاردة أجهزة الأمن له ولعصابته.
الانتقادات التي طالت مسلسل رشاش
أثار العمل جدلًا واسعًا حتى قبل عرضه الذي كان مقررًا في يناير/كانون الثاني لكن تم تأجيله، وعُرض بشكل مفاجئ في 9 تموز/يوليو عام 2021 ولم يسلم العمل من الكثير من الانتقادات التي طالته وهذه أبرزها..
رفض العائلة تقديم مسلسل عن ابنها..
كان مثار الجدل الأول هو تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لخبر رفض عائلة رشاش تقديم مسلسل يتناول قصة ابنها، خاصة والدته التي ما تزال على قيد الحياة وذلك خوفًا من تعرض العائلة للـ "التنمر وتشويه السمعة"، وقد صرح بطل العمل يعقوب الفرحان الذي قام بدور رشاش العتيبي في المسلسل ردًا على هذا الجدل، أن العمل ليس وثائقيًا أو سيرة ذاتية، بل مستلهَمًا منها في مزيج مشوق من الدراما والأكشن والإثارة.
عمل سعودي بروح غير سعودية
أبرز الانتقادات التي طالت المسلسل كانت أن العمل احتوى على ممثلين سعوديين أما الإخراج والكتابة فكانا أجنبيين، ما منع العمل أن يكون موجهًا السعوديين وحاملًا للطابع المحلي المتوقع رغم جماليات الصورة التي قدمها كولين توغ خاصة المتعلقة بشخصية رشاش، إلا أن المتابعين أصروا أنها كانت بعيدة عن الروح السعودية حتى موسيقى التصوير كانت ذات طابع غربي مختلف.
أيضًأ كانت هناك انتقادات طالت أبطال العمل تناولت أخطاء في اللهجة والحوارات، حيث إن بعض أبطال العمل تحدثوا باللهجة البيضاء بدلًا من اللهجة النجدية التي كانت سائدة في تلك الحقبة الزمنية مع أن الأداء التمثيلي خاصة للبطل يعقوب الفرحان نال استحسانًا واسعًا من المشاهدين.
بطل هوليوودي
رأى العديد من المتابعين والنقاد أن شخصية رشاش لم تتصف بالطابع المحلي السعودي كما أراد صناع العمل، بل بدا وكأنه قادم من هوليوود، ليس من ناحية الشكل الخارجي أو طريقة الكلام، بل في بعض المشاهد خاصة مشهد خطف رشاش لناقلة نفط الذي كان هوليووديًا بالكامل من ناحية التصوير والحركات والمؤثرات، ومع ذلك اعتبره متابعون آخرون أجمل مشاهد العمل وأفضلها.
كما انتقد بعض المتابعين على تويتر غياب الشعر عن شخصية رشاش البدوية خاصة أن رشاش كان معروفاً بنظمه الشعر، بل إن هناك قصيدة شهيرة تنسب إليه. على الرغم من الجدل الذي سببه العمل والانتقادات التي طالته -والتي لم تكن عادلة أحيانًا- وعلى الرغم من عدم الرضا عن نهاية العمل عند بعض المتابعين، إلا أن حقيقة أنّ هذا العمل قد صنع نقلة كبيرة في تاريخ الدراما الخليجية هي أمر بديهي، كما أنه حقق نسبة مشاهدة مرتفعة على منصة شاهد لينضم إلى قائمة أشهر المسلسلات السعودية مع طاش ما طاش والعاصوف.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.