أفضل 10 كتب في عالم كرة القدم: منها كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال

واحد من أعظم من لمسوا المستديرة –إن لم يكن أعظمهم– ليونيل ميسي صاحب مقولة “الجسد لا يرحم” يُعبّر عن مدى امتنانه للمستديرة وكيف للعبة كهذه أن تُدخل البهجة على قلوب الأطفال وعلى قلوب اللاعبين أيضًا، فيصرح قائلًا:

استثمار أم لغة إنسانية أم رياضة؟ ماذا يدور بخاطرك عند سماع كلمات مثل: مباراة، دوري كرة قدم، نادي، أو منتخب؟

بدأت كرة القدم كرياضة بحتة تحمل الكثير من الإنسانية ومليئة بالمواقف التي تؤكد مدى إنسانية لعبة كتلك، ولكنها تحولت على مدار العقود إلى ما هو أقرب لاستثمار أو صناعة لها مدخلاتها ومخرجاتها، وأيضًا لها نجومها والذين هم العامل الرئيسي في هذه الصناعة وتلك المساومات الكروية.

ولكننا متفقين في الأغلب أنها ليست مجرد لعبة، بل هي من الأشياء النادرة في وقتنا هذا التي تُوحّد الفئات رغم اختلاف طبقاتهم الاجتماعية أو ميولهم. إنها بالطبع تجعلك تجلس على نار وأنت مليء بمشاعر الحماس، والتفاعل، والانتماء، والغضب أحيانًا أو الفرحة أحيانًا أخرى.

هي كرة القدم التي تحمل أبعادًا لا حصر لها فإنْ كنت ترغب أنْ تدخل عالم الكرة من أوسعِ أبوابه وتتعرف على أغرب المواقف، أو أكثرها إنسانية، أو تاريخ وضع القواعد، أو ربما تكتيكات مختلفة وأفكار مدربين ومديرين فنيين.

اقرأ أيضًا:

فإليك تلك القائمة عن أفضل ما كُتِب عن كرة القدم من مُختَلف الأبعاد ووجهات النظر وكوّنت ما يعرف حاليًا بـ”أدب كرة القدم“.

إنه للكاتب لوثيانو الذي إن لم تعرفه مسبقًا فهو مهووس –بالمعنى الحرفي– بكرة القدم، ويقدم في كتابه لماذا تلعب كرة القدم 11 ضد 11؟ ما نعتبره موسوعة جينيس للأرقام القياسية ولكن في عالم كرة القدم فقط. إنه يسرد بسلاسة وبلغة واضحة وأسلوب بسيط بوادر قواعد اللعبة وبعض المواقف التي ستجدها ربما مضحكة، أو مجنونة أحيانًا.

تُرجِم بواسطة محمد الفولي وهو في حدود ٢٧٠ صفحة، الكتاب بشكل عام قائم على فكرة السؤال والجواب، حيث أنه مقسم إلى ١٠٠ فصل عبارة عن أسئلة وأجوبتها. حتى وإن كنت ممن يملون من قراءة الكتب الطويلة فهذا بلا شك لن يُشعرك بأي ملل. باختصار: هو كتاب قصير، معلوماتي، ومسلٍ.

أعتقد أن كل من يحب كرة القدم عليه أن يقرأ كتاب كرة القدم بين الشمس والظل، اندمج خلال قراءته وأعدك بأنك ستشعر بأصوات الجماهير والصافرات في الخلفية! إنه من أفضل ما كُتِب في أدب كرة القدم أو الساحرة المستديرة.

الكتاب من ترجمة المبدع صالح علماني ويتكون من ٣٠٨ صفحة، خلالها قد نقل المترجم لنا سَرْد إدواردو لأهم مباريات كأس العالم منذ ١٩٣٨ حتي مونديال ١٩٩٤، والذي برز خلال تلك الفترة أساطير الكرة أمثال بيليه، مارادونا، وتشارلتون. وعبّر خلال كل مقطع عن عشقه المخلص للساحرة المستديرة وقد وصفها بأنها مرآة العالم وتقدم لنا صورة واقعية عن أحداث ليست مرتبطة بشكل مباشر بالكرة ولكنها تركت أثرًا.

كما ذكرنا سابقًا أن الكرة اتخذت شكلًا استثماريًا وصناعيًا مع مرور الوقت، وبزيادة التحديثات في قوانينها فهو يوضح كيفية تحول اللاعبين من ممارسين لتلك الرياضة إلى أقرب ما يوصفون به أنهم مُستعبدون من قِبَل السياسيين أو التجاريين وأصبح التركيز الأكبر على عوائدها وأرباحها أكثر من احترافية المجال، وإن كنت مثل كاتِبُنا هذا فسوف تشعر بمرارة إزاء تحولها إلى صناعة بهذا الشكل.

“أهلا سيدي، هل يمكننا أن نعيد الكرة مجددًا؟”بإمكاني تلخيص كتاب كيف سرقوا اللعبة تحت هذا الطلب، هل يمكن أن نعيد رونق الكرة من جديد؟ هل يمكن –أيها الفاسدين التجاريين– أن تعيدوا لنا ما سلبتموه من متعة وحرفية في اللعب؟ نريد لعبًا حرًا، لعبًا حرفيًا، لعبًا خاليًا من الاهتمام الأكبر بالعوائد المادية، حقوق النشر والبث وغيرها من الخبايا السياسة السيئة والتزوير خلف قناع كرة القدم.

في خلال ٣١٥ صفحة يتساءل أو يستنكر دايفد يالوب مما أصاب الكرة الحديثة منذ تدخل البرازيلي João Havelange كرئيس FIFA بداية من عام ١٩٧٤. في رأي الكاتب هذا تاريخ بداية انحدار كرة القدم ولم يستطع أن يقارن اللعبة عقب تلك السنة بمونديال ١٩٧٠ والذي يراه نهائي الكمال في كرة القدم ولم يتسنّ لعامٍ أن يقترب من هذا المستوى.

حكاية عامل غرف هي مختارات تتكون من ١٨٩ صفحة تتعرف من خلالها على قصص مختارة من أعمال ثلاثة أدباء أرجنتينين. جميعنا يعرف مدى ارتباط بلد الفضة بالكرة وتعد من أكثر البلاد هوسًا بها، وكيف أنها من الدول الخطيرة في المنافسات، فيكفي أنها أخرجت الأسطورتين دييغو مارادونا وليونيل ميسي.

ببساطة يمكنك مشاهدة الليو مع منتخب راقصي التانجو وستدرك جيدًا عن ماذا يتحدث الكاتب، فلن تجد من الغريب تأثر الشعب وتعلقه بكرة القدم. وإذا ألقيت نظرة على تاريخ الأرجنتين سياسيًا ستعرف كيف تشكل الكرة لديهم مؤشر لوطنية الشخص بدون مبالغة.

وتتميز هذه القصص عن باقي الكتب بأنها لا تتحدث كالمعتاد عن باتيستوتا أو أحد الأندية المعروفة، ولكن التركيز الأكبر على المهمشين والمجهولين في الكرة الأرجنتينية. خلال قراءتك للقصة ستشعر ببلاد التانجو بداخلك وبسحرها الكروي الممتع.

“إنها أكثر من مجرد لعبة”. الكاتب ديفيد الذي ربما يعرف عن كرة القدم أكثر من أي شخصٍ آخر يحدثنا عن الكرة بطبيعة الحال، لكن مهلًا ليس فقط عن الكرة، فهو يأخذنا لأبعد من ذلك، يأخذنا إلى ما وراءها، إلى السياسة.

يعد من أفضل ما كُتِب في أدب كرة القدم أو الساحرة المستديرة. أحد الصحفيين كتب عن هذا الكتاب تحديدًا وذكر أنه ليس ضروريًا أن تكون مشجعًا لكرة القدم كي تقرأ هذا الكتاب، ولكن وإن كنت حتى geopolitics فسوف تلقى استفادة هائلة.

يلفت ديفد نظر القارئ إلى وسيلة استخدام السياسيين الكرة كمفتاح لإلهاء الناس وصرف انتباههم عما هو أهم، ويصور كم يرى هذه حماقة من المشجعين حيث يُشتت انتباههم بسهولة، رغم وضوح حقيقة أنها محاطة بالفساد والتزوير. ويذكر ديفد عدة كتاب خلال صفحاته بما في ذلك الأرجنتيني خورخي لويس الذي علّق: “كرة القدم تحظى بشعبية لأن الغباء شائع”.

اقرأ أيضًا:

كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال مترجم بواسطة محمد الفولي، يعرض كاتبُنا لوثيانو الشغوف بالكرة خلال ٣٩١ صفحة مراحل كأس العالم، كل مرحلة بكل ما تحمله من مواجهات لا تُنسى ولمعان نجوم بعينهم وأهم الأرقام القياسية. وأيضًا يذكر بعض المواقف الطريفة الغريبة، وخاصة المواقف التي تظهر الجانب الإنساني لرياضة كتلك.

عندما تنتهي من قراءتك لن تقول رائع، أو كتاب مبهر، أو كاتب مميز، بل ستشعر أنك تريد أن تصفق وتهتف “جوووول” كما يتحمس المعلقين على المباريات. ستشعر بأجواء الملاعب وأنت في بيتك.

وقد تحدث الكاتب إدواردو غاليانو صاحب كتاب كرة القدم في الظل والشمس عن لوثيانو بيرنيكي قائلًا:

يحكي لنا جوناثان ويلسون في كتابه الهرم المقلوب تاريخ تطور تكتيكات كرة القدم، وكيف تطور من العشوائية البحتة التي يتسارع فيها 11 لاعبًا لإدخال الكرة في الشباك بأي طريقة كانت إلى خطط تكتيكية منظمة دفاعيًا وهجوميًا فيها كل لاعب يعرف دوره وتمركزه وخطط بديلة في حال حدوث خللٍ ما.

تطورت الكرة على مدار صفحات الكتاب منذ أول مباراة بين إنجلترا وإسكتلندا عام 1872 حتى نهائي أمم أفريقيا بين مصر والكاميرون عام 2008 – آخر المباريات قبل تاريخ صدور الكتاب.

ومن التكتيكات المذكورة الكاتيناتشو الإيطالية في الستينات، المجر الذهبية في الخمسينات، أوستوديانتس دي لا بلاتا، كرة هولندا الشاملة، و فيتوريو بوزو في إيطاليا.

في كتاب عطر زيدان نجد بعض الاختلاف عن الأمثلة السابقة حيث ركز الكاتب على حياة زين الدين زيدان منذ مولده وهجر أبيه إلى جلوسه مع مارادونا وبيليه ثالثًا لهم على طاولة أعظم من لعبوا الكرة.

يحاول بيرلو أن يكون فيلسوفًا في الحياة كما هو فيلسوف في المستطيل الأخضر. أنا أفكر إذًّا أنا ألعب هو كتاب تم نشره عام ٢٠١٣ وتكون من واحد وعشرين فصلًا، ولكن يمتاز الأخير عن باقي الفصول بعواطفه وعلى غير المعتاد من كتب السيرة الذاتية للاعبي كرة القدم، فقد قدم بيرلو المواقف وتنقل خلال الكتاب بشكل أكثر من رائع وسلس. وهي من أكثر السير الذاتية التي نالت إعجابًا واسعًا.

سيكون من الغريب ذكر أفضل الكتب في تاريخ المستديرة بدون ذكر “السلطان”، “الأسد” السويدي إبراهيموفيتش. اتفقت مع طريقة لعبه أو اختلفت، بالتأكيد هو من أرفع اللاعبين حاليًا وأفضلهم. بعيدًا عن العنف أو القوة التي يستخدمها، فهو يسدد كرات هوائية بدقة رائعة، وتنقل خلال مسيرته من مالمو السويدي لأياكس ثم اليوفي والإنتر ميلان وبرشلونة وباريس سان جيرمان وشياطين مانشستر يونايتد وعاد في ٢٠١٩ بيته القديم الميلان. وفي كتاب أنا زلاتان سنعيش معه قصته مع كرة القدم.

وصلنا إلى ختام قائمة أرفع الكتابات في أدب كرة القدم وتاريخ الساحرة المستديرة، إن كنت من محبي تلك الرياضة الأخّاذة فسوف تستمتع حتمًا بكل اقتراح وبكل موقف وصفحة وستشعر بالحماس لديك يزداد، شعور الانتماء لتلك الرياضة سوف يتجدد ويسري بداخلك بمجرد أن تشرع في القراءة.

لك أيضًا: