من هو حمورابي - Hammurabi

حمورابي، الملكٌ السادس للمملكة البابلية التي حكمت وسط بلاد ما بين النهرين (العراق) خلال فترةٍ تتراوح…

حمورابي، الملكٌ السادس للمملكة البابلية التي حكمت وسط بلاد ما بين النهرين (العراق) خلال فترةٍ تتراوح من عام 1792 وحتى 1750 ق.م، وصاحب أقدم قانون في العالم.

عُرف حمورابي طيلة فترة حكمه بقوانينه الصارمة والقوية وأحدها كانت توحيد أراضِ العراق، كما أنه دون كل  القوانين التي أسسها على ألواحٍ طينية ومخطوطات تم حفظها والأخذ بها لآلاف السنين. 

عندما بلغ حمورابي الثامنة عشرة من عمره، مرض والده مرضًا شديدًا. وعند وفاته توج الشاب ملكًا لمدينة بابل. في ذلك الوقت كانت المدينة صغيرةً إلى حدٍ ما مقارنةً بالممالك المجاولة الكبيرة مثل آشور وماري ولارسا واشنونا.

كان هدف حمورابي الأول الحفاظ على أمان المدينة وسلامة شعبه وازهار بلدته، وقد تبدو مهمةً شاقة على طفلٍ بعمره، ولكن ذكائه وثقته بنفسه خولته أن ينجح في قيادة المملكة.

وبما أن هدفه الأول هو تحسين بابل، قام بالحفاظ على سلام المدينة عن طريق عَقد معاهداتٍ مع أقوى الدول في بلاد ما بين النهرين. عندها عمل على تحسين الدفاعات والبُنية التحتية للمدينة، وعزز أسوارها، ووضع خطةً حديثة لنظام الرّي، وبناء معابد جديدة للآلهة، وأحدث إصلاحات على التقويم البابلي، كما قام بالإشراف على مجموعةٍ من مشاريع البناء.

وُلد حمورابي عام 1810(ق.م) كولي عهدٍ لمملكة بابل، إلى أن ذاع سيطه بين الجميع عندما توج ملكًا لبابل في عام 1792 (ق.م).

تنحدر عائلته من الأموريين، وهي قبيلةٌ شبه بدوية في غرب سوريا، لذلك فإن اسمه “حمورابي” يعكس الكثير من الثقافات، فالشق “حمو” يعني العائلة في اللغة الأشورية، و”رابي” تعني العظيم في اللغة الأكادية.

كتب حمورابي قوانينه في عام 1771 قبل الميلاد على اثنتي عشر حجرًا وعرضها على شعبه ليراها الجميع، وأكثرها شيوعًا “العين بالعين، والسن بالسن”. بلغ عدد هذه القوانين 282، والتي كانت رمزًا للعدل في الثقافات الأخرى كما يعتقد البعض أنها أقرت على القوانين التي وضعها الكتاب العبريين، بما فيها قوانين السفر والخروج.

تم نحت الرموز الأصلية قديمًا قبل استلام حمورابي للعرش على كتلةٍ عملاقة متراصّة من الديوريت الأسود بارتفاع ثمانية أقدام، ولكن فُقد هذه العمود لعدة قرون بعد سقوط بابل عام 1595 قبل الميلاد، وأعيد اكتشافه في 1901م تحت أنقاض مدينة سوسة العيلامية.

نقش على حجر نصبًا تذكاريًا يُظهر فيه الملك السادس أنه ينعم بإله الشمس والذي كان يحكم على قانون النزاعات الأسرية والجرائم المرتكبة خارج نطاق المنزل، وأعلن هدفه هو تحقيق العدالة بمقولة “لكي تشرق مثل الشمس على الناس، وتضيء الأرض”.

بعد 43 عامًا من الحكم؛ توفي حمورابي عام 1750(ق.م). كانت سنواته الأخيرة كلها سلام وازدهار لشعب بلاد ما بين النهرين. وَجد العلماء بعد وفاته على 55 رسالة قرصية.

بسبب تأثيره الكبير في القوانين والأنظمة في العالم الحديث تم تتويجه كواحد من أكبر المشرعين في العالم.

في السنة الثلاثين من حكمه، بدأ حمورابي في توسيع مملكته صعودًا ,هبوطًا في وادي نهر دجلة والفرات، إلا أن أطاح بحكام آشور ولارسا وماري؛ حتى أصبحت تحت سيطرته.

إن قانون حمورابي ليس مجموعة كاملة من القوانين، بلّ هو عبارة عن سلسلة من التشريعات التي تتناول قضايا وموضوعات محددة مثل العبودية، واللوائح التجارية، والزواج، والدين، والميراث. كما هناك مجموعة من القوانين التي تنص على درجاتٍ متفاوتة من عقوبات الجرائم، والتعويض عن إصاباتٍ معينة، ورسوم الجراحين والحلاقين والأطباء البيطريين، ويمكن القول أنها أعطت المرأة حق حمايةٍ كبير آن ذاك. مثالٌ عن هذه القوانين: