منسيوس - Mencius

في الصين، يُدعى منسيوس باسم الحكيم الثاني، بعد الحكيم الكونفوشيوسي، حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد كونفوشيوس من حيث الأهمية.

في الصين، يُدعى منسيوس باسم الحكيم الثاني، بعد الحكيم الكونفوشيوسي، حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد كونفوشيوس من حيث الأهمية.
وصف الفيلسوف برايان فان نودرن منسيوس بأنه الفيلسوف الأكثر نفوذاً في الصين، وقد كان الجميع يعرف اسمه، لكن كونفوشيوس قد طغى على منسيوس، مع العلم أن فلسفة منسيوس رائعة ومقنعة تماماً مثل فلسفة سلفه.

يُقال إن منسيوس درس في عهد حفيد كونفوشيوس زيسي، ثم سافر بعد ذلك كشخص بالغ إلى ولايات مختلفة في محاولة لإقناع حكامهم بالحكم من خلال الإحسان والإقناع الأخلاقي بدلاً من القوة الغاشمة.
كان منسيوس  يقدم المشورة في كل شيء من السياسة الخارجية إلى تفاصيل الأشغال العامة.
عندما كان في منتصف حياته، أصبح منسيوس معلمًا متجولًا ومستشاراً يسعى إلى تقديم المشورة للحكام حول كيفية الحكم بالعدل وليونة وحكمة، حيث تم تسجيل محادثاته مع هؤلاء الحكام، بشكل شبه مؤكد، في الكتاب الذي يحمل اسمه: Mencius.
وفقاً منسيوس، كان على الحاكم توفير رفاهية الناس من ناحيتين، هما الظروف المادية لمعيشتهم والإرشاد الأخلاقي والتعليمي لبنيتهم، كما كان منسيوس قد وضع برنامجاً محدداً لتحقيق الاكتفاء الاقتصادي لعامة الناس، كما دعا إلى فرض ضرائب خفيفة، والتجارة الحرة، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتدابير الرفاهية لكبار السن والمحرومين، ومشاركة أكثر تكافؤًا للثروة، كذلك كان إيمانه الأساسي أنه:
“فقط عندما يكون للناس عيش ثابت سيكون لديهم قلب ثابت”.
بعد سنوات من السفر من ولاية إلى أخرى، في محاولة لتقديم المشورة للحكام، تقاعد منسيوس من الحياة بعد أنه أصيب بخيبة أمل بسبب عدم قدرته على تحسين الحكومة خلال حياته وهذا ينعكس في النبرة الحزينة للفقرة الختامية : “من كونفوشيوس إلى الوقت الحاضر ما يزيد قليلاً عن مائة عام، لم يمض وقت طويل على عصر حكيم ، ونحن قريبون من منزل حكيم، لكن أين هو؟ أين هو؟.

وُلد الحكيم الصيني الثاني في القرن الرابع قبل الميلاد في ولاية زوو في دولة الصين، فيما يُعرف الآن بمقاطعة شان دونغ، تواريخ ميلاده المقدرة هي إما 372 – 289 قبل الميلاد أو 385 – ج، 303 قبل الميلاد، ولد منسيوس بعد حوالي قرن من وفاة كونفوشيوس.

يقال ان منسيوس توفي والده عندما كان صغيرا، لذلك قامت والدته بتربيته، ولعل أشهر قصة عن حياة منسيوس المبكرة هي قصة محاولات والدته إيجاد مكان مناسب لهم للعيش فيه، كما أن منسيوس الصغير كان لديه موهبة التقليد، حيث يمكنه التقاط ما يدور حوله ونسخه، في البداية .
عاش الفيلسوف الناشئ ووالدته بجوار المقبرة، وقضى الصبي أيامه يلعب في إقامة مراسم الجنازة أو تقليد المعزين بأجر زهيد من المال، ثم انتقلت والدته، إلى منزل أخر، بعد ذلك، انتهى بهم الأمر إلى العيش في سوق، وكان هذا بمثابة تحسن، ولكن مع ميله إلى التقليد، بدأ منسيوس العمل في السوق والتجارة.
لكن والدته كانت الغاضبة، لأن لديها آمال أكبر على ابنها، ولهذا انتقلوا من المنزل مرة أخرى، واستقروا هذه المرة بالقرب من مدرسة، وهذا ما لفت انتباه منسيوس إلى الطلاب الجادين في دراستهم، ثم انصرف إلى العلم والتعلم، وتعمق بالفلسفة حتى اطلق عليه سكان بلدته أسم الحكيم، ومن ثم أصبح مستشاراً للحكام والدقات، وذا صيته في أنحاء دولة الصين.

• يقترح منسيوس أن الحكمة واللياقة ثانويان من حيث الأهمية في الإحسان والاستقامة: “جوهر الإحسان هو خدمة الوالدين، وجوهر البر هو طاعة الأخ الأكبر، أما جوهر الحكمة هو معرفة هذان وعدم التخلي عنهما.
• بالنسبة منسيوس، الطبيعة البشرية جيدة بطبيعتها، لكن الظروف الخارجية يمكن أن تؤدي إلى خنق هذا الخير، لكن لم يتفق الجميع مع وجهة نظر منسيوس حول الطبيعة البشرية، حيث جادل مفكر كونفوشيوسي مبكر آخر، وبوجهة النظر المعارضة، بأننا بطبيعتنا منحرفون وشكلنا سيئ.
• بالنسبة إلى هذا الفيلسوف المعارض إن الطبيعة البشرية سيئة، ولكن يمكن جعلها جيدة بشكل مصطنع بفضل تدخل الثقافة.

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاته، لكن ما تم ذكره في قصة حياته أنه في اواخر عمره اعتزل السياسة، وعاد إلى بلدته، ومات فيها عن عمر السبعين او الثمانينات.