من هو عبد الحميد بن باديس - Abdelhamid Ben Badis
ما لا تعرفه عن عبد الحميد بن باديس
كان الشيخ عبد الحميد بن باديس زعيم حركة الإصلاح الإسلامي في الجزائر في مرحلة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية.
السيرة الذاتية لـ عبد الحميد بن باديس
في ذات الوقت الذي دعا فيه العديد من القادة الجزائريين وصدحوا بأهمية وإيجابيات ما أسموه دمج الجزائر مع فرنسا، خرج من بين هذا الأصوات صوتٌ قويٌ أكّد على التمايز الثقافي والتاريخي للأمة الجزائرية؛ حيث وقف عبد الحميد بن باديس وأتباعه في حركة الإصلاح الإسلامي في الجزائر في وجه الادعاءات السياسية التي حاولت توجيه البوصلة نحو السيطرة الفرنسية على الأراضي الجزائرية.
بدايات عبد الحميد بن باديس
وُلد عبد الحميد بن باديس في الرابع من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1889 في قسنطينة الجزائرية، وكان الابن الأكبر لعائلة من الطبقة المتوسطة تنحدر من سلالة بربرية مسلمة. كان والده محمد مصطفى مالكًا كبيرًا للأراضي في المنطقة وأحد أبرز الشخصيات في المدينة والمناطق المحيطة بها. وقد شغل والده وجده مناصب عليا في الإدارة الاستعمارية الفرنسية، وكان أحد إخوته محاميًا تلقى تعليمه في فرنسا.
تعلم ابن باديس القرآن الكريم منذ سن الثالثة، وبدأ يتلقى تعليمه المبكر على يد الشيخ حمدان لونيسي الذي كان التلميذ المقرب للباحث عبد القادر المتوسطاوي. ترك حمدان أثرًا دائمًا لدى ابن باديس، فأشاد طيلة حياته بإحدى نصائح معلمه التي تقول: "تعلم العلم من أجل العلم، وليس من أجل الواجب".
وهكذا تلقى ابن باديس تعليمه في مسقط رأسه، ثم انتقل إلى تونس العاصمة لإكمال تعليمه في مسجد الزيتونة والجامعة الإسلامية منذ العام 1908 حتى 1912. وبعد عودته إلى الجزائر بدأ على الفور التدريس في مسجد الجامع الكبير في قسنطينة، إلا أنه تعرض لبعض المضايقات من معارضي حركة الإصلاح الإسلامي، مما دفعه لمغادر الجزائر.
الحياة الشخصية ل عبد الحميد بن باديس
لا معلومات عن حياته الشخصية.
حقائق عن عبد الحميد بن باديس
كتب العديد من الأشعار خلال حياته، ومن بينها قصيدة "اشهدي يا سما"، وقصيدة "شعب الجزائر مسلم".
يحتفل الجزائريون في اليوم الموافق لوفاته بالعيد الوطني المسمى "يوم العلم" أو "يوم المعرفة" تكريمًا له.
أشهر أقوال عبد الحميد بن باديس
وفاة عبد الحميد بن باديس
في السادس عشر من شهر نيسان/ أبريل 1940، توفي ابن باديس في مسقط رأسه في قسنطينة. ودفن في حشد كبير بلغ حوالي العشرين ألف شخص.
إنجازات عبد الحميد بن باديس
تنقل في السنوات التالية عبر الشرق الأوسط، فذهب لأداء فريضة الحج في المملكة العربية السعودية، وبقي بعد انتهاء الحج هناك لثلاثة أشهر للتعليم في المسجد النبوي. والتقى بالشيخ محمد بشير الابراهيمي، فكان ذلك الاجتماع نقطة التحول وانطلاق خطة الإصلاح.
كما دعاه الشيخ حسين أحمد الهندي المقيم في المدينة المنورة للعودة إلى الجزائر التي تحتاج إليه في ذلك الوقت. وفي طريق عدوته زار كلًا من سوريا والمسجد الأزهري في مصر والتقى هناك العديد من رجال الأدب والمفكرين.
وفي عام 1913، وصل ابن باديس إلى الجزائر وبدأ عمله التعليمي في قسنطينة. فبدأ بتدريس الأطفال والبالغين في المسجد؛ ثم من خلال نشاطه الصحفي المكثف منذ العام 1952، حيث أسس صحيفة "الناقد" التي هدف من خلالها إلى تعزيز التجديد الداخلي للإسلام وحمايته من الأشكال العديدة للهجوم العلماني الاستعماري. إلا أن هذه الصحيفة أُغلقت بعد عدة أشهر في تشرين الثاني/ نوفمبر 1925 بعد نشر أحد المقالات. فأنشأ بعدها صحيفة "الشهاب" الشهرية التي سرعان ما أصبحت منصة التفكير الإصلاحي في الجزائر، ولقيت شهرة عارمة حتى إغلاقها في العام 1939 عند بداية الحرب العالمية الثانية.
من خلال صفحات الشهاب، نشر ابن باديس الحركة السلفية في الجزائر، وجادل في الحاجة الملحة إلى الإصلاح الإسلامي وولادة جديدة للدين والقيم الدينية متأثرًا بالحكم الفرنسي الاستعماري.
ورأى أن الأمة الجزائرية يجب أن تقوم على ثقافتها الإسلامية وهويتها العربية، وحضّ على التعليم المجاني للغة العربية التي كانت مهمشة آنذاك، ووجد ضرورة لإنشاء مدارس مجانية للبالغين لتعليم الدراسات القرآنية.
وفي أيار/ مايو من عام 1931، أسس اتحاد العلماء المسلمين الجزائريين، جمع عبره كبار المفكرين المسلمين الإصلاحيين والمحافظين، وشغل منصب رئيس الاتحاد حتى وفاته. وتمكن من الترويج لفكر الاتحاد من خلال صحيفة الشهاب، ووصل صدى عملهم إلى الجمهور الذي اقتصر على الطبقة المتعلمة النخبوية، فأصبحت الجامعة أداة لحملة وطنية لإحياء الإسلام واللغة العربية، فضلًا عن أنها أصبحت مركزًا للعمل الجماعي والسياسي المباشر.
وقد اندلعت حرب دينية حقيقية في السنوات الأربع التالية. وفي العام 1933 منعت السلطات ابن باديس والإصلاحيين من نشر الفتاوى وإلقاء الخطب في المساجد الرسمية، فبلغت الحرب الدينية ذروتها، وخاصة عند اغتيال مفتي الجزائر في عام 1936.
كما أسس شبكة من المراكز الثقافية في مختلف مناطق البلاد، وفر من خلالها الوسائل اللازمة لإحياء المبادرات والتعليمية التي دعا إليها وإنشاء مجموعات شبابية إسلامية. وقاد حملة ضد الصوفيين، متهمًا إياهم بإدخال ابتكارات غير مقبولة على الممارسات الدينية، متعاونين في ذلك مع الاستعمار.
لعب أيضًا دورًا مهمًا في تشكيل المؤتمر الإسلامي الجزائري عام 1936 كرد فعل على انتصار الجبهة الشعبية في فرنسا، وضم تحت رايته مجموعة من الإصلاحيين والشيوعيين. وبعد عدة محاولات، فشل الجهد التعاوني ضد الفرنسيين، فانسحب الإصلاحيون من المؤتمر وفُض المؤتمر في عام 1938.
وبفضل أنشطته القيادية وكتاباته في صحيفة الشهاب، اعتبره البعض أهم شخصية في النهضة الثقافية العربية الإسلامية في الجزائر.
فيديوهات ووثائقيات عن عبد الحميد بن باديس
آخر تحديث