الحارث بن عباد
ما لا تعرفه عن الحرث ابن عباد
الحارث بن عُباد شاعرٌ وفرسٌ عربي، اشتهر بحكمته ورجاحة عقله وقوته البدنية.
السيرة الذاتية لـ الحرث ابن عباد
الحارث بن عُباد البكري فارسٌ وشاعرٌ وحكيمٌ عربي، نشأ وعاشَ في نجد، يُعتبر من فرسانِ العرب الأشداء وأحد حكماء وشعراء العرب في الجاهلية، كان ذو عقلٍ راجح ورأيٍ سديد.
تسلّم إمارة قبيلة بني ضبيعة شابًا وهي من قبائل بكر، وحاول التوسط بين قبيلة بكر وتغلب في بداية حرب البسوس، وبقي مُعتزلًا هذه الحرب حتى قَتَل المهلهل ابنه بجير. اشتُهر بالعديد من القصائد وبالأخص بعد مقتل ابنه، وقد توفي في نجد عام 570.
بدايات الحرث ابن عباد
وُلِدَ الحارث بن عُباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة اليشكري عام 464 في الشعيبة غرب مكة المكرمة، في قبيلة حنيفية، وقد سافر مع والده مبكرًا إلى الحبشة عدة مرات، وبحسب بعض الروايات يُقال أن والده كان بحارًا، وكانت والدته من قريش.
نشأ وعاش في نجد وتعلم الفروسية، كما تعلم القراءة والكتابة في سنٍ مبكرة، فقد تميز برحابة الصدر ورجاحة العقل التي اقتُرنت بقوةٍ جسديةٍ كبيرة، فقد وُصِف أنه ضخم الجثة وقوي البنية، وفارسٌ لا يُشق له غبار.
الحياة الشخصية ل الحرث ابن عباد
لم يُرزق الحارث بن عُباد بالأولاد إلا بعد أن بلغ من العمر عتيًا حيث رُزِق ببُجير.
حقائق عن الحرث ابن عباد
- عندما انتصر على الزير سالم في يوم تحاليق اللمم كان نظره شحيحًا لدرجة أنه لم يستطع التعرف على الزير نفسه عندما أسقطه عن ظهر جواده.
- بعض الروايات تذكر أن عنترة بن شداد قد أخذ فرس الحارث بن عُباد مقابل إطلاق بعض الغنائم لقبيلة كان الحارث بن عُباد في ضيافتها.
- كان بن عُباد من الأحناف الموحدين.
- تُرجّح بعض الكتب أن تكون زوجة الحارث بن عباد "أم بجير" هي أم الأغر بنت ربيعة التغلبي؛ إلا أنّها تبقى مجرّد تكهّنات.
أشهر أقوال الحرث ابن عباد
وفاة الحرث ابن عباد
بعد حرب البسوس عمّرَ بن عُباد طويلًا، حتى توفي سنة 571 في نجد عن عمر يناهز مئة وسبعة أعوام.
إنجازات الحرث ابن عباد
- تولى بن عُباد سيادة قبيلته ضُبيعة وهو شابًا، كان من سادات العرب وحكمائها، وهو فارسًا إلى جانب ذلك فقد كان شاعرًا لكنه مُقل، وارتاد مجالس الشعراء ومن أشهر هذه المجالس سوق عكاظ.
- كان يؤخذ رأيه في الكثير من الخلافات التي تحدث بين القبائل العربية، وفي كثير من الأحيان كان يُبدي رأيه لإصلاح البين، شَهِد مقتل وائل بن ربيعة "كليب" على يد جساس بن مُرة، والتي كانت شرارةً لاندلاع حرب البسوس بين قبيلة بكر وتغلب، فحاول الإصلاح بين القبيلتين من خلال قيامه بوساطة لدفع دية كُليب لبني ربيعة إلا أن الزير سالم لم يقبل وساطته، حتى بلغ به المبلغ للتعرض للحارث بن عباد إلا أن الأخير رده بقسوة، فطلب منه الزير أن يعيره فرسه النعامة، فرد عليه الحارث بن عباد بعبارته المشهورة "هذه الحرب لا ناقة لي فيها ولا جمل".
- بعد اعتزال بن عُباد الحرب وقد تعدت حرب البسوس سنواتٍ طوال، أصبح للحارث بن عُباد ولد سماه بجير، واختلفت بعض الروايات حول مقتله على يد الزير، فإحدى الروايات تقول أن الحارث بن عباد قد أرسل ابنه بُجير محاولًا من خلاله إيقاف حرب البسوس، وقد قتله الزير قائًلا "بشسع نعل كُليب"، وفي روايات أخرى يُقال أن بُجير خرج لإبلٍ يجمعها فصدف أن التقى برجال للزير فاقتادوه للمهلهل، فسأله عن نسبه فقال له أنا بجير بن الحارث بن عُباد ووالدي قد اعتزل هذه الحرب، إلا أن الزير سالم أصرّ على قتله على الرغم من نصيحة امرؤ القيس بن أبان ألا يفعل ذلك.
- عندما وصل مقتل بُجير للحارث بن عُباد قال "نِعمَ القتيل بُجير فقد أصلح بدمه بين ابني وائل"، فقيل له بأنه قُتِل بشسع نعل كُليب، فما كان من الحارث بن عُباد إلا أن قال قصيدته المشهورة ومنها
قُل لأم الأغر تبكي بُجيرًا حيل بين الرجال والأموال
لعمري لأبكين بُجيرًا ما أتى الماء من رؤوس الجبال
قربا مربط النعامة مني ليس قولي يُراد لكن فعالي
قربا مربط النعامة مني لبجيرٍ فداه عمي وَخالي
فيما بعد تجهز بن عُباد للأخذ بثأر ابنه بُجير من بني تغلب، فقد جز ناصية فرسه النعامة وقطع ذنبها وأصبحت سُنة لدى العرب لمن يريد الأخذ بالثأر.
- ثم جاء يومٌ يُدعى لدى العرب بيوم تحالق اللمم، وهي نصيحة بن عُباد لبني بكر بأن يحلقوا رؤوسهم، فعندما يصاب مقاتلٌ من بني بكر بجراح تقوم نساؤهم بمداوته ويُعرف من حلق رأسه.
- في هذا اليوم التقى بن عباد بالزير سالم وكان نظره شحيحًا، فضربه وأسقطه عن فرسه وكسر ظهره، فقبض بن عُباد على عنقه وسأله أن يدلّه على الزير، فقال له الزير إن دللتك أتعفو عني، فقال بن عُباد: نعم، فقال له الزير أنا هو، فغضب بن عُباد غضبًا شديدًا، ولكنه التزم بوعده له، فقال بن عُباد دلني على رجل يكون بمكانة ابني جُبير، فدله الزير على امرؤ القيس بن أبان، ولكن قبل أن يترك الحارث بن عُباد الزير جزَّ ناصيته، ومن ثم قتل امرؤ القيس بن أبان، ولكن بن عباد ندم على ذلك عندما علم أن امرؤ القيس من منع الزير من قتل ابنه بُجير.
- لم يوقف بن عُباد الحرب إبرارًا بقسمه الذي قال فيه أنه لم يوقف حرب بني تغلب حتى تنطق الأرض، فقاموا بني تغلب بإدخال رجل في سرداب تحت الأرض حيث يمر الحارث بن عُباد فأنشد الرجل:
أبا منذر أفنيت فاستبقي بعضنا حنانيك بعض الشر أهون من بعض
- فقيل للحارث فقد برَّ قسمك، فوضعتْ الحربُ أوزارها.
بيانات أخرى عن الحرث ابن عباد
- اسم الأب: عُباد البكري.
- اسم الزوجة: أم بجير.
- أسماء الأولاد: بجير.
- الديانة: مُوَحِّد.
- الأصل: تعود أصوله لقبيلة بكر بن وائل العربية.
- الهوايات: الفروسية؛ فكان فارسًا ومقاتلًا عربيًا شهيرًا.
- أبرز قصائده:
- قصيدة "قتلتُ ابن عمران الفضيل وعبده".
- قصيدة "هل عرفت الغداة من الأطلال".
- قصيدة "لقد شهدت حقًا سدوس بأنني".
- قصيدة "سل حي تغلب عن بكرٍ ووقعتهم".
- قصيدة "والحي لا يبقى لجاحمها".
- قصيدة "حي المنازل أقفرَت بسهام".
- قصيدة "هل عرفت الغدة رسمًا محيلا".
- قصيدة "لهف نفسي على عدي".
- أخبار مثيرة للجدل:عندما كان الحارث بن عباد فتىً صغيرًا تسبّب بواحدة من أكبر المعارك بين قبيلة سدوس وقبيلته - قبيلة بكر بن وائل-؛ وبدأت هذه الحادثة عندما كان الحارث بن عباد يَسقي إبل والده وجاء أبناءٌ من أسياد قبيلة سدوس وأرادوا لإبلِهِم أن تشرب قبل إبل بن عباد، فرفضَ واشتدَّ الجدل بين الحارث والفتى الآخر حتّى انتهى بقتلِ الحارث لذلك الفتى، ومن ثمّ قتل فتىً آخر من قبيلة سدوس كان قد هبَّ للدفاعِ عن الأول، وعندما سمِعَ والد الحارث بهذه القصة قرّر وهبه كديّةٍ لقبيلة سدوس ليمنع الحرب بين القبيلتين؛ إلا أنّهم رفضوا هذه الدية وبالفعل قامت الحرب التي خسرَ فيها الحارث والده "عباد البكري".
- مسلسلات وأفلام تناولت سيرته:
جُسِّدَت شخصية الحارث بن عباد في:
- المسلسل المصري "الزير السالم" الذي أُنتِجَ عام 1984.
- مسرحية "الزير سالم" عام 1985.
- المسلسل السوري "الزير سالم" عام 2000.
- سبب الوفاة: مضاعفات أمراض الشيخوخة.
فيديوهات ووثائقيات عن الحرث ابن عباد
آخر تحديث