آلان تورنغ
ما لا تعرفه عن آلان تورنغ
آلان تورنغ عالم إنكليزي مختص بعلوم الحاسوب، يعد الأب الروحي للحواسيب، كما أنه قدّم الكثير من الأوراق البحثية الهامة، وساهم بشكل كبير فيما يعرف بحرب “فك الشفرات” خلال الحرب العالمية الثانية
السيرة الذاتية لـ آلان تورنغ
ولد عالم الرياضيات الإنكليزي ألان تورنغ سنة 1912 في لندن. وقد اشتهر بأبحاثه العلمية المهمة، ولاسيما ورقته العلمية التي عبر فيها عن عدم إمكانية وجود أي طريقة خوارزمية شاملة لتحديد القيمة الصحيحة في الرياضيات، وشرح أن الرياضيات سوف تحتوي دائمًا على مسائل غير مقررة.
وقد قدمت هذه الورقة أيضًا مفهومًا جديدًا هو “آلة تورنغ”، ومن المعروف على نطاق واسع أن أوراقه العلمية قد شكلت الأساس للبحث في موضوع الذكاء الاصطناعي.
بدايات آلان تورنغ
تدين معظم شركات التكنولوجيا في عصرنا بالفضل إلى العالم الإنكليزي آلان تورنغ، نظرًا لكونه مؤسس هذا المجال. فقد ساهمت أبحاثه العلمية في اختراع أول جهاز حاسوب في التاريخ.
ولد العالم الإنكليزي آلان تورنغ Alan Turing في منطقة مايدا فيل ضمن مدينة لندن بتاريخ 23 حزيران/يونيو 1912، وقد أظهر منذ طفولته المبكرة دلائل كثيرة على نبوغه وذكائه العالي. كان عمر تورنغ 13 عامًا حين باشر بتلقي تعليمه في مدرسة شيربورن، فكان مهتمًا بالدرجة الأولى بدراسة مادتي الرياضيات والعلوم.
الحياة الشخصية ل آلان تورنغ
كانت المثلية الجنسية أمرًا غير قانوني في المملكة المتحدة في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، لذلك عندما اعترف تورنغ بممارسته علاقة جنسية مع رجل سنة 1952، اعتقلته الشرطة بتهمة ارتكاب فعل فاحش. وبعد إلقاء القبض عليه، اضطر إلى الاختيار بين الإيقاف المؤقت للعقوبة بشرط حصوله على علاج هرموني للحد من رغبته الجنسية، أو السجن.
فوافق مكرهًا على الخيار الأول، وسرعان ما خضع للإخصاء الكيميائي باستخدام حقن من هرمون الأستروجين الاصطناعي، الأمر الذي تسبب في نهاية المطاف بإصابته بالعجز الجنسي. ونتيجة لإدانة تورنغ، أُزيل تصريحه الأمني ومُنع من متابعة عمله في مدرسة الشفرة والكود الحكومية.
حقائق عن آلان تورنغ
كان يهوى ممارسة بعض الألعاب الرياضية مثل الجري، والتجديف.
إلى جانب علوم الحاسوب، كان تورنغ مهتمًا بالفيزياء وعلم الأحياء والكيمياء وأمراض الأعصاب.
كان يعاني من التلعثم عند الحديث.
لم يُخفِ ميوله المثلية عن أصدقائه، بالرغم من أنها كانت أمرًا محرمًا وفقًا للقانون البريطاني.
أشهر أقوال آلان تورنغ
وفاة آلان تورنغ
توفي تورنج بتاريخ 7 يونيو سنة 1954، وأظهر تشريح الجثة أن سبب الوفاة هو التسمم بالسيانيد. وقد عُثر على بقايا تفاحة بالقرب من الجثة، على الرغم من عدم وجود أي تفاح في معدته. وهكذا خلُص تقرير التشريح إلى وجود محلول السيانيد في معدة تورنغ، وأجهزته الحيوية، وبالتالي أعلن الأطباء أن تورنغ قد انتحر.
ولكن في مقال نشرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC سنة 2012، قال أستاذ الفلسفة جاك كوبلاند إن وفاة تورينج ربما تكون حادثة عرضية، فالسيانيد كان موجودًا في مختبر تورنغ المخصص لإجراء التجارب الكيميائية.
كُرِّم تورنغ عدة مرات بعد وفاته، ولاسيما في مدينة مانشستر، حيث أمضى الفترة الأخيرة من حياته. وبعد فترة وجيزة من نهاية الحرب العالمية الثانية، مُنِح ألان تورنغ وسام الإمبراطورية البريطانية نظير جهوده الكبيرة أثناء الحرب. وفي عام 1999، صنفته مجلة TIME الأمريكية ضمن أهم 100 شخص خلال القرن العشرين. كذلك، احتل تورنغ المرتبة 21 ضمن استطلاع أجرته قناة BBC حول أهم 100 شخصية بريطانية. وقد اعتُرف حول العالم بتأثير تورنغ الكبير على علوم الحاسوب.
من جهة أخرى، كُشف النقاب في شهر يونيو سنة 2007 عن تمثال بالحجم الطبيعي لتورنغ في حديقة بليتشلي، كذلك، كُشف النقاب عن تمثال برونزي له في جامعة سري في شهر أكتوبر عام 2004، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاته.
بالإضافة إلى ذلك، اعتُبر تورنغ ثاني أهم خريج في جامعة برنستون بعد جيمس ماديسون الذي يحتل المرتبة الأولى.
وأخيرًا، منحت الملكة إليزابيث عام 2013 عفوًا ملكيًا نادرًا لتورنغ بعد مرور 60 عامًا على انتحاره. وفي عام 2016، أعلنت الحكومة البريطانية عن "قانون تورينغ"، الذي يعفو عن الآلاف من المثليين الجنسيين المدانين نظرًا لممارستهم علاقة مثلية.
ووفقًا لبيان وزير العدل، فإن القانون يمنح العفو تلقائيًا لجميع الأشخاص الذين "أدينوا بارتكاب جرائم جنسية مثلية عبر التاريخ".
إنجازات آلان تورنغ
بعدما أنهى تورنغ دراسته في شيربورن، التحق بجامعة كامبريدج، حيث درس هناك بين عامي 1931 و1934، وخلال تلك الفترة، قدّم تورنغ أطروحته التي أثبت من خلالها صحة نظرية الحد المركزي.
وفي عام 1936، طرح تورنغ ورقة علمية بعنوان: "الأرقام المعدودة وتطبيقات لحل معضلة (مسألة) القرار". وتعد هذه الورقة مهمة جدًا نظرًا لأن تورنغ قد وضع فيها فكرة آلة شاملة قادرة على أداء جميع العمليات الحسابية، أي أنها تضمنت ببساطة المفهوم الأساسي للحاسوب.
عمد تورنغ خلال العامين التاليين إلى دراسة الرياضيات وعلم الِشفرات في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون بنيوجيرسي. وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة برينستون عام 1938، عاد مجددًا إلى كامبريدج، ومن ثم عمل بدوام جزئي في مدرسة الشفرة والكود الحكومية، وهي عبارة عن مجموعة علمية مختصة بفك الشفرات.
خلال الحرب العالمية الثانية، كان تورنج مشاركًا رئيسًا في حرب فك الشفرات، ولاسيما الشفرات الألمانية.
وقد عمل في محطة بليتشلي بارك، حيث تمكن من تحقيق خمسة إنجازات مهمة في مجال تحليل الشفرات، بما في ذلك استخدام جهاز كهروميكانيكي للمساعدة في فك شفرة الإشارات الخاصة بجهاز إينغما الألماني.
لم تقف مساهمات تورنغ عند هذا الحد، إذ ألّف ورقتين علميتين وضح فيها النهج الرياضي المتبع لفك الشفرات، وقد أصبحت هاتان الورقتان فيما بعد من ممتلكات مدرسة الشفرة والكود الحكومية، التي احتفظت بهما حتى عام 2012، حين نُقلتا إلى الأرشيف الوطني للملكة المتحدة.
انتقل تورنغ إلى لندن في منتصف عقد الأربعينيات من القرن الماضي، وباشر عمله في مختبر الفيزياء الوطني. وكانت أبرز مساهماته في تلك الفترة الإشراف على أعمال التصميم لجهاز الحوسبة الآلي ACE.
كذلك، وضع تصاميم ومخططات ثورية لجهاز الحاسوب، وبالرغم من عدم صناعة جهاز ACE أبدًا، فإن شركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم قد استخدمت مفهومه لعدة سنوات، فكان له تأثير بالغ على تصنيع حاسوبي English Electric DEUCE البريطاني، و Bendix G-15 الأمريكي.
وفي أواخر الأربعينيات، شغل تورنغ عدة مناصب مهمة في قسم الرياضيات، ومختبر الحوسبة في جامعة مانشستر، وتابع أبحاثه العلمية فتناول مسألة الذكاء الاصطناعي في ورقة علمية نشرها عام 1950 بعنوان "الآلات الحاسوبية والذكاء"، واقترح إجراء اختبار عُرف فيما بعد باسم اختبار تورنغ.
وعلى مدار العقود القليلة التالية، كان لهذا الاختبار أثر كبير على المناقشات التي أثيرت حول موضوع الذكاء الاصطناعي.
" إن كل شخص يستخدم لوحة المفاتيح، أو جدول البيانات، أو حتى برنامج معالجة الكلمات، إنما هو في الحقيقية يعمل على آلة من اختراع تورنغ وبنات أفكاره".
مجلة TIME.
انفوغرافيك
فيديوهات ووثائقيات عن آلان تورنغ
آخر تحديث