من هو ألفريد نوبل - Alfred Nobel

ألفريد نوبل كيميائي سويدي، اخترع الديناميت وغيرها من المتفجرات، واستغل ثروته الضخمة وبراءات اختراعه البالغ عددها 355 لتأسيس جائزة نوبل.

وُلدَ ألفريد نوبل Alfred Nobel في 21 كانون الأول/ أكتوبر 1833 في استوكهولم في السويد. كان المخترع والمهندس والصناعيَّ الذي سجّل 355 براءة اختراع على مدى حياته، واشتهر باختراعه للديناميت وبتطوير بعض المواد المتفجرةِ الأخرى والصواعق المفجرة لهم.

بنى شبكةً ضخمة مما يقارب مئة مصنع في جميع أنحاء العالم لتصنيع المتفجرات والذخائر، وجنى منها ثروة طائلة، وقد كان واحدًا من أغنى الشخصيات في العالم. وبما أنه أعزب ولم يكن لديه أولاد فقد كان هناك جدل حول محتوى وصيته التي وقعها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1895، حيث وهب أغلب ثروته لتأسيس جائزة نوبل مخيبًا بذلك آمال عائلته.

كان نوبل من أشد المناهضين للحرب، لذا فقد تأثر كثيرًا بعد أن لُقّب بتاجر الموت بسبب اختراعه للديناميت، ولم يشأ أن يخلّد التاريخ اسمه كشخصٍ ساهم بصنع سلاحٍ للدمار الشامل، وسعيًا منه لمحو سمعته السيئة بعد موته، ترك جزءًا كبيرًا من ثروته لتأسيس جائزة نوبل لتكريم الأشخاص النخبة في خمسة مجالات بدون تحيز أو تمييز بين الجنسيات.

وُلد ألفريد بيرنارد نوبل في 21 كانون الأول/ أكتوبر 1833 في استوكهولم-السويد، وهو الابن الرابع لأبويه إملنويل وكارولين نوبل. بالرغم من أنه كان دائم المرض في صغره إلا أنه كان مليئًا بالحيوية والفضول، كما كان مهندسًا متمرّسًا ومخترعًا عتيدًا.

صارع والده مريرًا لتأسيس عملٍ مربحٍ في السويد، وعندما كان نوبل في الرابعة انتقل والده إلى مدينة سانت بيترسبورغ-روسيا ليعمل في تصنيع المتفجرات وتبعه باقي أفراد أسرته عام 1842.

بعد أن أصبح والداه ثريان، أرسلاه إلى مدرسةٍ خاصة في روسيا، حيث احترف الكيمياء بسرعة، وأصبح طليقًا باللغة الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية والروسية بالإضافة إلى لغته السويدية الأم.

رفضت الفتاة الروسية أليكساندرا والتي طلب ألفريد يدها للزواج عرضه، لاحقًا تطورت العلاقة بينه وبين موظفة السكرتاريا لديه بيرثا كينسكي والتي عاش معها علاقة مغلقة حتى وفاته. كما طور علاقته مع صوفي هيس عام 1876 ودامت علاقتهما 18 عامًا، لكنه لم يتزوج قط، كما أنه لم يرزق بأطفال أيضًا، وكان منعزلًا وعانى من الاكتئاب.

أحب الأدب وكتابه القصائد منذ طفولته، لكن والديه كانا معارضين لرغباته الأدبية، لذلك لم ينشر أي من أعماله.

كان لألفريد 8 أخوة، حيث كان الابن الثالث لأبويه، لكن ألفريد فقط وثلاثة من أخوته تمكنوا من النجاة والوصول إلى مرحلة البلوغ.
كان ألفريد ينحدر من عائلة الكاتب والعالم السويدي الشهير أولوس رادبيك Olaus Rudbeck.
لم يكمل تعليمة الرسمي في المدرسة، لكنه تلقى تعليمه من قبل أساتذة فيزياء وكيمياء ورياضيات وأدب مشهورين في ذلك الوقت.
حصل على أول براءة اختراع عام 1857 لاختراعه جهازًا لقياس ضغط الغاز.

توفي ألفريد نوبل إثر سكتةٍ قلبيةٍ في 10 تشرين الأول/ ديسمبر عام 1896 في مدينة سان ريمو-إيطاليا، بعد أن أوصى بمبلغ قدره 31,225,00 كرونر سويدي (ما يعادل 250 مليون دولار أميركي عام 2008) لتمويل جائزة نوبل.

غادر ألفريد روسيا في سن الثامنة عشر، وانتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تتلمذ على يد الكيميائي نيكولاي زينين في باريس لمدة عام، ثم عاد إلى روسيا بعد خمسة أعوام ليعمل بصناعة المعدات العسكرية في مصنع والده من أجل حرب Cimean.

أفلست الشركة بحلول نهاية الحرب فعادت العائلة إلى السويد حيث أبدى اهتمامًا كبيرًا بدراسة المتفجرات كما كان مهووسًا بإجراء التجارب على مادة النيتروغليسيرين شديدة الانفجار. في عام 1964، وعندما كان ألفريد في سن التاسعة والعشرين وقعت حادثة مأساوية أثناء تصنيع النيتروغليسيرين حيث قَتل انفجارٌ ضخم في معمل العائلة في السويد خمسة أشخاص من بينهم إيميل Emil الأخ الأصغر لألفريد.

أبدى ألفريد تركيزًا كبيرًا على تطوير نوع جديد من المتفجرات آمنة الاستخدام متأثرًا بحادثة موت أخيه، ونتيجة لتجاربه الدائمة وجد أن استخدام النيتروغليسيرين يصبح أكثر سهولةً وأمانًا بعد مزجه مع مادة ماصّة وخاملة، وقد سجل براءة اختراع عام 1867 لصنعة الديناميت الذي استخدم بشكلٍ واسع في المناجم، حيث كان المادة المتفجرة الأولى الأكثر أمانًا والأسهل استخدامًا والأقوى من البارود.

تابع ألفريد تجاربه على مادة النيتروغليسيرين، وقام بمزجها مع مادة النيتروسيليلوز مشكلًا مادة شفافةً هلامية القوام سماها جيليغنايت gelignite وحصل على براءة اختراع لصنعها عام 1876، كانت هذه المادة أقوى وأكثر استقرارًا من الديناميت وأكثر ملاءمة لعمل المناجم، وقد جنت له أرباحًا طائلة.

كما صنع مادة دافعة عديمة الدخان من مادتي النيتروسيليلوز والنيتروغليسيرين بالإضافة إلى 10% من مادة الكافور وسماها باليستايت ballistite  وحصل على براءة اختراع فيها عام 1887.

وبينما كان ألفريد في فرنسا عام 1888 توفي شقيقه لودفيغ، حيث قامت جريدة فرنسية بنعي ألفريد عوضًا عن لودفيغ بالخطأ، معنونةً الخبر: "وفاة تاجر الموت" ونددت باختراع ألفريد للديناميت. دفعته تلك الحادثة وخيبة الأمل الكبيرة بإدراكه أن التاريخ سيخلد اسمه كمخترع لمادةٍ مدمرة إلى تخصيص جزءٍ من أملاكه لتأسيس جائزة نوبل لتكريم الشخصيات البارزة التي قدمت إنجازات عظيمة في مجال الفيزياء، الكيمياء، الطب، الآداب والعاملين من أجل السلام. وقد أسس المصرف المركزي السويدي Sveriges Riksbank جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1968 تكريمًا له.