من هو باز ألدرين - Buzz Aldrin

باز ألدرين رائد فضاء أميركي ومن أوائل من ساروا على سطح القمر، حيث مشى هو وقائد رحلته نيل أرمسترونغ على سطح القمر عام 1969 بعد رحلة على متن المركبة أبولو.

ولد باز ألدرين في 20 كانون الثاني/ يناير عام 1930 في نيو جيرسي، وكان والده عقيدًا في القوات الجوية الأمريكية وقد شجعه على تنمية اهتمامه بالطيران.

أصبح ألدرين طيارًا مقاتلًا وشارك في الحرب الكورية، وفي عام 1963 اختير من قبل ناسا لمهمة جيمني المقبلة، وفي عام 1969 دخل ألدرين ونيل أرمسترونغ التاريخ عندما سارا على سطح القمر ضمن مهمة أبولو 11.

بعد ذلك عمل ألدرين على تطوير تقنيات في جال الفضاء وأصبح مؤلفَا وكاتبَا للعديد من روايات الخيال العلمي وكتب الأطفال والمذكرات من بينها Return to Earth عام 1973 وFrom a Man Who Walked on the Moon عام 2016 وغيرها الكثير.

ولد باز ألدرين وهو يحمل اسم إدوين يوجين ألدرين الابن في 20 كانون الثاني/ يناير عام 1930 في نيو جيرسي، ونال اسمه الشهير "باز" في طفولته عندما كانت أخته الصغيرة تخطئ في لفظ كلمة brother الإنجليزية بمعنى أخ لتلفظها buzzer، وهو ما دفع عائلته لاختصار هذا اللفظ ليصبح باز Buzz وليكون لقبه، وقد سجله ألدرين ليكون اسمه القانوني عام 1988.

كانت والدته ماريون مون، ابنة قس في الجيش، أما والده إدوين يوجين ألدرين فكان عقيدًا في القوات الجوية الأمريكية، وفي عام 1947 تخرج باز من مدرسة منتكلير الثانوية في مونتكلير، نيوجيرسي وتوجه إلى الأكاديمية العسكرية الجوية في ويست بوينت ليكمل دراسته.

تفوق في دراسته وانتظم ضمن نظم تعليمي صارم ليصبح الأول على دفعته في سنته الأولى، وتخرج في المرتبة الثالثة على دفعته عام 1951 حاملا درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية.

تزوج ألدرين ثلاث مرات، حيث أنجب من زوجته الأولى الممثلة جوان آرتشر ثلاثة توائم هم جايمس وجانيس وأندرو.

ثم تزوج الثانية وهي بيفرلي زايل ثم الثالثة لويز دريغز كانون في يوم الحب عام 1988 إلا أنهما تطلقا عام 2012.

شارك ألدرين في الحرب الكورية في سلاح الجو الأمريكي وتم تكريمه لإسقاطه عددا كبيرا من الطائرات.|اسم عائلة والدة ألدرين قبل زواجها هو مون أي قمر باللغة الإنجليزية.|يشار إلى أن ألدرين لكم رجلًا في يوم من الأيام في وجهه لادعائه بأن الهبوط على سطح القمر لم يحصل بالفعل بل تمت فبركته.

كان والد ألدرين يرى بأنه على ابنه أن يكمل دراسته في مدرسة الطيران متعدد المحركات لكي يتمكن من أن يكون لديه طاقمه الخاص للطيران، إلا أن باز كان يريد أن يصبح طيارًا مقاتلًا، فاستجاب الأب لرغبات ابنه، وبعد قضائه فصل الصيف في التجول فوق أوروبا في طائرات عسكرية.

انضم باز إلى القوى الجوية الأمريكية رسميًا عام 1951، ليتفوق مجددًا في صفه في مدرسة الطيران ويبدأ تدريبه القتالي في وقت لاحق من العام نفسه.

انضم ألدرين أثناء عمله في الجيش إلى الجناح المقاتل الحادي والخمسين، حيث حلق بطائرات من نوع إف 86 سابر في 66 مهمة قتالية في كوريا، حيث كانت طائرات إف 86 أثناء الحرب الكورية تقاتل لحماية كوريا الجنوبية من الغزو الشيوعي القادم من كوريا الشمالية.

كسر الجناح الذي كان ألدرين يقاتل ضمنه الرقم القياسي في السجلات الخاصة بعمليات القتل أثناء المعارك، حيث أسقط أفراده 61 طائرة ميغ من طائرات العدو وأسروا 57 طائرة أخرى خلال شهر واحد فقط من القتال، أما ألدرين نفسه فقد أسقط طائرتي ميغ 15 وتم تكريمه حيث منح وسام الطيران المميز عن أدائه في الحرب.

بعد إعلان وقف إطلاق النار بين الكوريتين عام 1953 عاد ألدرين لوطنه وتابع تعليمه العالي في معهد ماساشوستس للتقنية حيث كان ينوي إكمال درجة الماجستير ثم التقدم لاختبار مدرسة الطيران، ولكنه بدلًا من ذلك حصل على درجة الدكتوراه في علوم الطيران والفضاء وتخرج عام 1963، وكانت رسالته التي حملت العنوان "تقنيات الإرشاد المعتمدة على خط الرؤية للمناورات المدارية المأهولة" تسلط الضوء على تقريب المركبات الفضائية المسيرة من بعضها البعض.

كانت دراسته المتخصصة في المناورات الفضائية بمثابة البوابة التي دخل منها ألدرين إلى برنامج الفضاء بعد وقت قصير من تخرجه، وفي عام 1963 كان ألدرين عضوًا ضمن فريق مكون من ثلاثة رجال اختارتهم ناسا للمشاركة في رحلة فضائية غير مسبوقة.

وقد كان أول رائد فضاء حاصل على درجة الدكتوراه، كما منح لقب "د. رانديفو" بسبب تخصصه في المناورات الفضائية، وقد عين مسؤولًا عن ابتكار تقنيات التحام ومناورات للمركبة، كما ابتكر تقنيات تدريب تحت الماء لمحاكاة السير في الفضاء.

في عام 1966 اختير ألدرين جنبًا إلى جنب مع جيم لوفيل ضمن طاقم جيمني 12، وفي رحلتهما التي امتدت ما بين 11 تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى 15 من الشهر ذاته، قام ألدرين بعملية سير في الفضاء امتدت لخمس ساعات، وهي أطول عمليات السير في الفضاء وأنجحها في ذلك الوقت.

كما أنه استخدم قدراته في المناورة لإعادة حساب جميع مناورات الالتحام يدويا أثناء الرحلة، وذلك بعد تعرض الرادار على متن المركبة لعطل، كما أنه في هذه الرحلة التقط صورة لنفسه اعتبرت بعد ذلك أول صورة سلفي في الفضاء.

اختير ألدرين بعد جيمني 12 ليشارك ضمن طاقم الدعم لأبولو 8 جنبًا إلى جنب مع نيل أرمسترونغ وهاريسون "جاك" شميت، ثم عمل في موقع الطيار الأساسي للمركبة القمرية في مهمة أبولو 11 التاريخية للهبوط على القمر.

وفي 20 تموز/ يوليو عام 1969 دخل ألدرين التاريخ عندما كان ثاني رجل يمشي على سطح القمر بعد قائد المهمة أرمسترونغ الذي خطا الخطوة الأولى على سطح القمر. قضى رائدا الفضاء ما مجموعه 21 ساعة في سيرهما على سطح القمر وجلبا معهما 46 باوند من صخور القمر، ومن الجدير بالذكر أن سيرهما على سطح القمر الذي بث على شاشات التلفاز حقق مشاهدات لما يقدر بـ 600 مليون شخص، ليصبح هذا الجمهور أضخم جمهور تلفزيوني في التاريخ.

عند عودتهما إلى الأرض تم تكريم ألدرين بمنحه الوسام الرئاسي للحرية وتبعها برحلة لمدة 45 يوم في جولة للنوايا الحسنة حول العالم، ومن بين التكريمات الأخرى التي منحت له تسمية كويكب 6470 ألدرين وفوهة ألدرين على سطح القمر تيمنا باسمه.

كما منح ألدرين مع رفيقيه في أبولو 11 نيل آرمسترونغ ومايكل كولنز ميدالية الكونغريس الذهبية عام 2011، وتم تكريم طاقم أبولو 11 بمنحه أربع نجوم على ممر الشهرة في هوليود في كاليفورنيا.

في آذار/ مارس عام 1972، أي بعد 21 عام من الخدمة، تقاعد ألدرين من العمل وعاد إلى القوات الجوية ليعمل فيها بمنصب إداري، وقد كشف لاحقًا في سيرته الذاتية التي كتبها عام 1973 تحت عنوانReturn to Earth  عن أنه كان يصارع الاكتئاب والإدمان على الكحول بعد عمله مع ناسا.

وبعد مروره بتجربة الطلاق ومكافحته لعدم العودة لتعاطي الخمور انتقل ألدرين إلى دراسة التقدم في تقنيات الفضاء، فابتكر نظام مركبة فضائي خاص بالمهمات المتجهة إلى المريخ يعرف باسم " نظام ألدرين الدوراني بين الأرض والمريخ " Aldrin Mars Cycler".

حصل كذلك على ثلاث براءات اختراع أمريكية عن تصميماته لنموذج محطة الفضاء وصواريخ ستار بوستر التي يمكن إعادة تصنيعها والنماذج متعددة الطواقم، كما أنه أنشأ مؤسسة شير سبيس وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تطوير علوم الفضاء والمضي قدما بالتجارب الاستكشافية للفضاء بتكاليف معقولة.

في عام 2014 قام بتطوير أعماله غير الربحية بهدف التركيز على تدريس العلوم والتقنية والهندسة والفنون والرياضيات التي تختصر مجتمعة بالحروف STEAM، وذلك من أجل تحفيز الأطفال منذ مرحلة ما قبل المدرسة وحتى الصف الثامن لتعلم المزيد عن الفضاء، وفي آب/ أغسطس عام 2015 أعلن انطلاق معهد باز ألدرين الفضائي في معهد فلوريدا للتقنية "بهدف تعزيز وتطوير رؤيته لاستيطان البشر الدائم للمريخ" وفقًا لموقعه الرسمي.

كما أصبح ألدرين مؤلفًا غزير الإنتاج، فبالإضافة إلى سيرته الذاتية Return to Earth كتب ألدرينMagnificent Desolation  وهي مذكرات اكتسحت رفوف المكتبات عام 2009 قبيل الذكرى الأربعين لهبوطه التاريخي على سطح القمر، كما كتب عدة كتب أطفال من بينها  Reaching for the Moon عام 2005 و Encounter with Tiber عام 2004، وشارك جون بارنز في تأليف Men from Earth عام 1989، وهو سرد تاريخي للهبوط على سطح القمر، كما كتب عام 2016 مذكرات بعنوان No Dream Is Too High: Life Lessons From a Man Who Walked on the Moon.

واصل ألدرين كذلك إعطاء المحاضرات والظهور على شاشات التلفاز لينافس في برنامج Dancing with the Stars عام 2010، حيث أثبت للعالم أن رائد فضاء سابق لا تزال لديه القدرة على القيام ببعض الحركات المذهلة.

كما ظهر ضيفا في العديد من البرامجج من بينها The Simpsons  و30 Rock  وThe big Bang Theory، وشارك في مقطع قصير في فيلم Transformers: Dark of the Moon عام 2011، كما ساعد فناني الهيب هوب سنوب دوغ وتاليب كويلي لإنتاج أغنية Rocket experience بهدف تشجيع الشباب على استكشاف الفضاء، وذهبت أرباح بيع الأغنية والفيديو المصور لها لصالح مؤسسة شيرسبيس.

في تشرين الثاني عام 2016 ذهب ألدرين في رحلة سياحية إلى القطب الشمالي وهناك نقل ليتم إسعافه في مستشفى في نيوزيلندا، ويشير تصريح على موقعه الإلكتروني إلى أن حالته مستقرة ولديه "سوائل في الرئتين" ولكن معنوياته مرتفعة وهو يستجيب للمضادات بشكل جيد.