شارلمان
ما لا تعرفه عن شارلمان
شارلمان، المعروف أيضا باسم تشارلز العظيم، كان مؤسس الإمبراطورية الكارولنجية، وعرف بتوحيد أوروبا الغربية للمرة الأولى منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية.
السيرة الذاتية لـ شارلمان
شارلمان، المعروف أيضا باسم تشارلز الأول وتشارلز العظيم هو ابن بارترايد دو لو وبيبين القصير، الذي أصبح ملك الفرنجة في 751.
بعد وفاة بيبين في عام 768، انقسمت المملكة الفرنجية بين شارلمان وشقيقه الأصغر كارلومان (751-771). حيث كان بين الإخوة علاقة متوترة. لكن مع وفاة كارلومان في 771، أصبح شارلمان الحاكم الوحيد. توّج ملك تشاراند بلاد الفرنجة في عام 768، قام شارلمان بتوسع المملكة الفرنجية، لينشئ في نهاية المطاف الإمبراطورية الكارولنجية.
فتوج إمبراطورًا لها في عام 800. امبراطورية شارلمان وحدت أوروبا الغربية للمرة الأولى منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية، وأدت إلى النهضة الكارولنجية.
بدايات شارلمان
شارلمان، المعروف أيضا باسم تشارلز الأول وتشارلز العظيم هو ابن بارترايد دو لو وبيبين القصير، الذي أصبح ملك الفرنجة في 751، ولد حوالي 742 م، ولا يعرف مكان ميلاد شارلمان الدقيق، فيما يرجح المؤرخين كون ليج، في ما يعرف اليوم ببلجيكا، أو آخن، في ألمانيا، هي المواقع المحتملة. وبنفس الحال، فلا يمكن معرفة إلا القليل عن طفولة الحاكم وتعليمه، على الرغم من أنه في سنوات بلوغه، فقد عرف عنه موهبة في اللغات، فكان يمكنه تكلم اللاتينية وفهم اليونانية من بين عدة لغات أخرى.
الحياة الشخصية ل شارلمان
كان لشارلمان العديد من الزوجات والعشيقات وربما ما تعداده 18 طفلا. ذكر أنه عاش والداً مخلص، وشجع أبناءه على التعليم. ويقال أنه أحب بناته كثيرًا لدرجة أنه منعهن من الزواج بينما كان على قيد الحياة.
حقائق عن شارلمان
أباه ببين القصير أول من أصبح ملكاً من الكارولينجيين.|كان على عداء مع المسلمين في اسبانيا وحاول اخراجهم منها.|لم يخسر سوى معركة وحيدة، معركة ممر الرونسفال.|غزا معظم أوروبا الغربية في فترة حكمه.
أشهر أقوال شارلمان
وفاة شارلمان
وطبقا لما ذكره اينهارد فان شارلمان كان في صحة جيدة حتى السنوات الاربع الاخيرة من حياته حينما أصبح يعاني في كثير من الاحيان من الحمى وقد أصيب بالعرج. رغم ذلك، وكما سجّل كاتب السيرة الذاتية، "حتى في هذا الوقت ... أخذ برأي مستشاره الخاص بدلا من نصيحة الأطباء، الذين كان يكرههم ربما، لأنهم نصحوه بالتخلي عن اللحوم المشوية التي كان يحبها، وطلبوا منه تقييد نفسه باللحوم المسلوقة بدلا عنها. "
في عام 813، توج شارلمان ابنه لويس الورع (778-840) ملك أكيتين، خلفا له في الإمبراطورية. أصبح لويس الإمبراطور عندما توفي شارلمان في يناير 814، والذي حكم لأكثر من أربعة عقود. في وقت وفاته، كانت امبراطوريته تشتمل على اجزاء كبيرة من أوروبا الغربية.
دفن شارلمان في الكاتدرائية في آخن. في العقود التي تلت وفاته تم تقاسم امبراطوريته بين ورثته، وبحلول أواخر القرن التاسع اندثرت الامبراطورية. ومع ذلك، أصبح شارلمان شخصية أسطورية امتلكت الكثير من الميزات. في عام 1165، تحت رعاية الإمبراطور فريدريك بارباروسا (1122-1190)، اعتبر شارلمان قديسا لأسباب سياسية، إلا أن الكنيسة اليوم لا تعترف له بذلك.
إنجازات شارلمان
توسّع الإمبراطورية
سعى شارلمان إلى توحيد جميع الشعوب الجرمانية في مملكة واحدة، وتحويل رعاياه إلى المسيحية. ومن أجل تنفيذ هذه المهمة، قضى معظم حكمه منخرطاً في الحملات العسكرية. فبعد أن توّج ملكاً بوقت قصير غزا لومباردز (في شمال إيطاليا حاليا)، وأفارس (في النمسا الحديثة) وبافاريا، من بين دول عدة أخريات.
خاض شارلمان حقبة دموية طويلة استمرت ثلاثة عقود ضد الساكسونيين، وهي جماعة ألمانية من الوثنيين الذين سكنوا سهل ألمانيا الشمالي، فاكتسب سمعة تفيض بالقسوة. ففي عام 782 قام بمذبحة فيردن، حيث قيل أن شارلمان أمر بقتل حوالي 4500 ساكسوني. مما أجبرهم على التحول إلى المسيحية في نهاية المطاف، حيث أعلن أن أي شخص لم يعمد أو اتبع الأعراف المسيحية سوف يقتل.
شارلمان الإمبراطور
بدوره كحامي متحمس لنشر والدفاع عن المسيحية، منح شارلمان المال والأراضي للكنيسة وحمى البابوات. وكوسيلة للاعتراف بسلطة شارلمان وتعزيز علاقته بالكنيسة، توج البابا ليو الثالث شارلمان امبراطورًا للرومان يوم 25 ديسمبر 800 في كاتدرائية القديس بطرس بروما.
وكإمبراطور، أثبت شارلمان أنه دبلوماسي موهوب وقادر على ادارة المساحات الواسعة التي كان يسيطر عليها. كما عزز التعليم وشجع النهضة الكارولنجية، وهي فترة تم فيها إعادة التركيز على المنح الدراسية والثقافة. وقد قام بإصلاحات اقتصادية ودينية، وكان وراء الحروف الكارولينجية البسيطة، وهو شكل موحد من الكتابة أصبحت فيما بعد أساسًا للأبجديات الحديثة الأوروبية المطبوعة. رغم أنه حكم عدد من المدن والقصور، لكنه قضى وقتا طويلا في آخن. ضمّ قصره هناك مدرسة، جندّ فيه أفضل المعلمين في الأرض.
بالإضافة إلى التعلم، كان شارلمان مهتما بممارسة الرياضة. وقيل انه كان يمارس الصيد وركوب الخيل والسباحة. وقد أتخذ مدينة آخن مكانا خاصا له لما فيها من ينابيع دافئة ذات خصائص علاجية.
النهضة الكارولنجة
يعد عهد شارلمان في النهضة الكارولنجية، بمنزلة إحياء للتقاليد التوسعية والعلمية والتشريعية للامبراطورية الرومانية، فمع أن شارلمان كان أمياً، أولى للعلم والعلماء عناية خاصة، وزود امبراطوريته الواسعة بالمدونات القانونية، وعمل على إحياء الدراسات الأدبية، وبمساعدة العلماء الذين كانوا يتوافدون على بلاطه أسس مكتبة البلاط واهتم بجمع أعمال آباء الكنيسة والكتب القديمة، وخاصة المؤلفات اللاتينية القديمة من إيطاليا وغيرها من دول أوربا الغربية.
ولكي يجعل شارلمان النهضة الكارولنجية نهضة حقيقية، استدعى إلى عاصمة امبراطوريته آخن جمعاً من كبار علماء عصره ومثقفيه من الأدباء والفلاسفة والمفكرين وعلماء اللاهوت، مثل الشاعر تيودولف الإسباني، والنحوي بطرس البيزاوي، والمؤرخ بولس الشماس اللومباردي، والإنكليزي إلكوين، للاشتغال في أمور العلم والتعليم في مدرسة البلاط المشهورة التي أسسها في عاصمته، لتعليم أبنائه وأبناء كبار رجال حاشيته. وحظي التاريخ بمكانة مرموقة في النهضة الكارولنجية.
إذ انتعشت فيها حركة التدوين التاريخي وتعددت أنواع كتابات التاريخ وفنونه، من مؤلفات تاريخية وكتب التراجم وسير القديسين والحوليات التاريخية، كما أخذ النمط القبلي للحكومة يزول، وبدأت تظهر أنماط جديدة للحكم، مثل تلك التي ميزت العصور الوسطى، وخاصة النظام الإقطاعي، فكانت النهضة التي شهدها عصره بداية لنهضة القرن الثاني عشر في أوربا الغربية، وإرهاصاً للنهضة الأوربية في العصر الحديث. وأصبح شارلمان من أشهر الشخصيات التي قادت أوروبا الغربية وأعادت تنظيمها في حقبة من أهم حقب العصور الوسطى وأشدها اضطراباً.
فيديوهات ووثائقيات عن شارلمان
آخر تحديث