من هو فرانك سيناترا - Frank Sinatra

فرانك سيناترا واحد من أكثر المغنيين شهرةً في القرن العشرين، حيث قاد مسيرةٌ مهنيّة غنائيّة وتمثيليّة حافلة بالجوائز والإنجازات

وُلد فرانك سيناترا في مدينة هوبوكن في ولاية نيوجيرسي في 12 ديسمبر عام 1915، وصعد إلى الشهرة مغنيّاً لنمطي الجاز والسوينغ، حيث امتلك سيناترا مجموعة ذات طيفٍ واسع من الأغاني والألبومات الناجحة، بالإضافة إلى ظهوره في العديد من الأفلام، الأمر الذي أكسبه جائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم From Here to Eternity.

ترك فرانك سيناترا خلفه موسوعة كبيرة من الأعمال بما في ذلك أغانٍ أيقونيّة مثل Strangers in the Night و My Way و New York, New York، قبل أن يفارق الحياة في 14 مايو عام 1998 في لوس أنجلوس، كاليفورنيا. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن فرانك سيناترا.

فرانك سيناترا هو الابن الوحيد لمهاجرَين من صقلية (جنوب إيطاليا)، وكان وزنه عند الولادة يبلغ أكثر من 6 كيلوغرامات مما اضطر الأطباء إلى استعمال ملقط توليد لتسهيل العملية، الأمر الذي أدى إلى حدوث ندب شديد في خده الأيسر ورقبته وأذنه، وثقب طبلة أذنه وهو الضرر الذي صاحبه طوال حياته.

عملت والدة سيناترا كقابلة لتوليد النساء، ومُترجمة في بعض الأحيان، بينما كان والده غير متعلم، وعمل كملاكم لفترة قبل أن ينتقل للعمل في سلك الإطفاء وبقي هناك لمدة 24 عاماً.

ذهب سيناترا إلى المدرسة الثانوية لكنه لم يتخرج منها، فقد تم فصله بعد 47 يوماً بسبب "الصخب العام"، قام بعد ذلك بالالتحاق بمدرسة للأعمال لرغبته بإرضاء والدته، لكنه ترك المدرسة بعد 11 شهراً، وعمل بعدها بتوصيل الصحف لفترة من الزمن.

تزوّج سيناترا في عام 1939 من نانسي بارباتو (Nancy Barbato) وهي الفتاة التي أحبّها منذ صغره، وقد حظيا سويّة بثلاثة أطفال هم نانسي، فرانك سيناترا الابن، وتينا، قبل أن ينتهي زواجهما في نهاية الأربعينات. تزّوج سيناترا مرة ثانية عام 1951 من الممثلة آفا غاردنر (Ava Gardner)، وبعد انفصالهما تزوج مرة ثالثة عام 1966 من ميا فارو (Mia Farrow)، ومرة رابعة وأخيرة عام 1976 من باربارا بلايكلي (Barbara Blakely) وهي طليقة الكوميدي الأمريكي الشهير زيبو ماركس (Zeppo Marx)، وبقيا متزوجين إلى أن توفّي سيناترا.   أما من حيث ديانة فرانك سيناترا ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسيحية كاثوليكية

يعتبر يوم 12 من مايو من كل عام هو "يوم فرانك سيناترا" تقديراً لتأثيره على الثقافة الأمريكية.
يمتلك سيناترا ثلاثة شهادات فخرية، دكتوراه فخرية في الرسالات الإنسانية من قبل جامعة نيفادا، بالإضافة الى دكتوراه فخرية في الهندسة، ودكتوراه فخرية في الفنون الجميلة.
باع سيناترا خلال مسيرته الفنية ما يقارب الـ 150 مليوناً من الألبومات الغنائية ما يجعله من أكثر الفنانين مبيعاً في التاريخ.
وُصف سيناترا من قبل النقّاد على أنه "أعظم مغنٍّ في القرن العشرين" و "أفضل مغنٍّ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية".
ربح سيناترا جائزة "غرامي" 11 مرة، وجائزة "غولدن غلوب" أربع مرات، وجائزة "بيبادي" التي تُمنح لأكثر الشخصيات التلفزيونية والراديويّة تأثيراً في عام 1966، وميدالية الحرّية الرئاسية في عام 1985 وهي أرفع وسام يمكن منحه للمواطن الأميركي، بالإضافة إلى امتلاكه لثلاثة نجوم على ممر الشهرة في هوليوود.

أقام سيناترا حفله الغنائي الأخير عام 1995 في كاليفورنيا، وفارق الحياة في 14 من مايو عام 1998 بسبب سكتة قلبية في لوس أنجلوس عن عمر يناهز 82 عاماً، تاركاً خلفه مسيرة حافلة امتدّت لأكثر من 50 عاماً.

قرر سيناترا في فترة شبابه أن يصبح مغنّياً بعد أن شاهد عرض أداء للمغني الشهير بينغ كروسبي (Bing Crosby) في منتصف الثلاثينات، وقد كان حينها مُشاركا في كورال مدرسته الثانوية وبدأ يجرب الغناء في النوادي الليلية المحلّيّة بمال يكفي لشراء السجائر أو العشاء.

حظي سيناترا بفرصته الأولى في عام 1935 عندما قامت أمه بإقناع فرقة غناء محلية تدعى The 3 Flashes بالسماح لسيناترا بالانضمام إليهم، وقاموا بعدها بتجربة أداء لبرنامج راديو مشهور، وربحوا عقداً لمدة 6 شهور يسمح لهم بإقامة عروض على المسارح والراديوهات على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح سيناترا المغني الرئيسي للفرقة.

وجد سيناترا عملاً في استراحة على الطريق السريع، ثم دبّر له عازف الساكسفون فرانك ماين (Frank Mane) فرصة لتسجيل أول أغنية له باسم Our Love، وبسبب بث أغانيه على إذاعات الراديو، وصلت موهبة سيناترا إلى عازف الترومبيت الأمريكي المشهور هاري جيمس (Harry James)، والذي قام سيناترا بتوقيع عقد لمدة سنتين معه وتسجيل أول مجموعة من أغانيه ومن ضمنها All or Nothing at All بالتعاون معه.

وبعد ذلك في نوفمبر عام 1939 قام عازف الترومبون الشهير تومي دورسي (Tommy Dorsy) بدعوة فرانك سيناترا للانضمام إلى فرقة الجاز الخاصة به، حيث قام سيناترا بذلك بعد أن وافق هاري على فسخ العقد بشكل ودي. وبعد سنتين من الانضمام له في مسيرة مليئة بالنجاحات والأغاني الأكثر مبيعاً، قرر سيناترا أن يكمل مسيرته الفنية لوحده عوضاً عن كونه عضواً في فرقة موسيقيّة.

استمر فرانك سيناترا بتصدر القوائم بين 1941 و 1946، ولم يذهب للخدمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية بسبب ثقب طبلة الأذن خاصته، وظهرت شائعات بأنه قد دفع مبلغاً مالياً للتهرب من الخدمة العسكرية لكن الـ FBI وجدت أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.

ظهر سيناترا في أول فيلمين له عام 1943 وكانا باسم Reveille with Beverley و Higher and Higher، وربح جائزة أوسكار خاصة في عام 1945 عن فيلم قصير مدته 10 دقائق يهدف إلى نشر التوعية وتقبل الاختلاف الديني والعرقي.

بدأت شعبية فرانك سيناترا بالانحدار في سنين ما بعد الحرب العالمية مما أدى إلى خسارته لعقوده على صعيدي التمثيل والغناء في بداية الخمسينات، ولكنه عاد بقوة في عام 1953  إلى واجهة الأحداث عندما فاز بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن دوره في الفيلم الكلاسيكي From Here to Eternity.

ترشح سيناترا مرة أخرى لجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم The Man with the Golden Arm في عام 1955، مع حفاظه على تواجده القوي في مقدمة القوائم على الصعيد الغنائي في ذات الوقت، ولكن في نهاية الخمسينات وعندما بدأت مبيعات اسطواناته بالانحدار، قرر أن يؤسس علامته التجارية الخاصة Reprise، بالإضافة إلى تأسيسه شركته الخاصة للإنتاج السينمائي Artanis.

كان سيناترا قد عاد للقمة بحلول منتصف الستينات وربح جائزة غرامي، وكان عضواً مؤسساً لمجموعة Rat Pack المشهورة والمؤلفة من سامي ديفيس الابن (Sammy Davis Jr.) ودين مارتن (Dean Martin) وبيتر لوفورد (Peter Lawford) وجوي بيشوب (Joey Bishop) والذين ظهروا سويةً في العديد من الأفلام وكانت لهم قاعدة جماهيرية واسعة.

أصدر سيناترا في عام 1966 أغنيته الشهيرة Strangers in the Night التي تصدرت القوائم حينها وفازت بجائزة غرامي لأغنية العام، ثم سجل أغنية Something Stupid مع ابنته نانسي سيناترا والتي احتلت المركز الأول لشهر كامل في ربيع عام 1967، وقبل نهاية الستينات كان سيناترا قد أضاف أغنيته الشهيرة Ny Way إلى أعماله، والتي كانت مقتبسة من لحن أغنية فرنسية (Comme d'habitude) ولكن بكلمات جديدة.

أخذ سيناترا استراحة قصيرة من الأداء في بداية السبعينات قبل أن يعود للساحة الغنائية بألبومه Ol' Blue Eyes Is Back في عام 1973، وكان سيناترا قد أصبح في هذه الفترة ناشطاً على الصعيد السياسي أيضاً، حيث كان قد شارك سابقا في الحملة الانتخابية للرئيس فرانكلين روزفلت في 1944، وللرئيس جون كينيدي في عام 1960،

ولكن في السبعينات قام سيناترا  بالتخلي عن ولائه للحزب الديمقراطي وانتقل للتغنّي بالحزب الجمهوري عندما ساعد ريتشارد نيكسون في حملته الانتخابية، ومن بعده رونالد ريغان الذي منح سيناترا ميدالية الحرية الرئاسية عام 1985، وهي أعلى تكريم يمكن منحه من، قبل الرئيس لمواطن أمريكي مدني.