هنري مور

هنري مور نحات ورسام بريطاني استثنائي، اشتهر بأجمل المنحوتات التي قدمها للعالم في مجال فن النحت الحديث.

هنري مور نحات وفنان بريطاني، يعتبر من عمالقة فن النحت الحديث، بدأ اهتمامه بفن النحت بسن مبكرة وساهم بتشجيعه لهذا المنحى إحدى أساتذته في المدرسة، فقد تضافرت موهبته إلى جانب قراءاته الواسعة في مجال نقد الفن التشكيلي على أن يصبح أحد أعظم نحاتي الفن الحديث، درس هنري مور الفن في كلية الفنون الملكية في لندن.

اشترك بالعديد من المعارض الفنية ومنها المعرض الدولي للفنانين السرياليين الذي أقيم في لندن عام 1936، وفي عام 1945.

نال مور الدكتوراه الفخرية في الآداب والفنون من جامعة ليدز، أنتج خلال حياته عدد كبير من أجمل الأعمال النحتية والتي تصنف من أهم أعمال فن النحت الحديث، حتى توفي عن عمر يناهز 88 في عام 1986.

ولد هنري مور في كاسلفورد في إنجلترا في 30 يوليو عام 1898، لوالده رايموند سبينسر مور وهو عامل في أحد المناجم، ووالدته ماري باكر وهو الولد السابع من بين ثمانية أطفال، عشق مور الفن في سن مبكرة جدًا، وشجعته مدرسته أليس جاستيك فقد كانت تهتم به وتشجعه على الرسم.

نشأ في عائلة فقيرة مثل بقية عائلات عمال المناجم، بالرغم من ذلك فقد كان والده عاشقًا للموسيقى والأدب.

قرر هنري مور في الحادية عشر من عمره أن يصبح فنانًا وبعد عدة سنوات قرر دراسة الفن وهو في الجيش، ومن ثم التحق بمدرسة الفنون في مدينة ليدز، وفيها تعمقت معرفته بالفن عامةً والحديث خاصةً وذلك من خلال قراءته الموسعة حول نقد الفن التشكيلي.

تزوج مور عام 1929 من إيرينا بادتسكي وهي طالبة من أصل روسي، حيث تعرف عليها بالكلية الملكية للفنون، وله منها طفلة اسمها ميري على اسم والدته التي توفيت عندما كان شابًا وكان متعلق بها جدًا.

تسلم مور درجة دكتوراه فخرية في الآداب والفنون من جامعة ليدز في عام 1945، بالإضافة لعضوية مجلس الفنون.

أغلب أعمال هنري مور النحتية من البرونز وتنتمي إلى المدرسة التعبيرية.

في عام 1924، سافر مور لمدة ستة أشهر إلى شمال إيطاليا، حيث درس أعمال مايكل أنجلو وجوتو دي بوندوني وجيوفاني بيسانو وغيرهم.

في 31 أغسطس عام 1986، توفي هنر مور فيشرق هيرتفوردشاير في متش هادهام في إنكلترا عن عمر يناهز 88 عامًا، ودفن في كاتدرائية القديس بولس.

بدأ هنري مور اهتماماته بالنحت عندما كان عمره أحد عشر عامًا، ولم تمض مدة طويلة حتى بدأ نجمه يسطع وأصبح من أهم النحاتين في إنجلترا، وساعده بذلك موهبته الفطرية بالإضافة لدراسته النظرية وقراءته الواسعة في مجال الفن التشكيلي.

لقد استكمل مور تعليمه من خلال حصوله على منحة لتعلم فن النحت في كلية الفنون الملكية في لندن في عام 1921، بعد ذلك بعدة سنوات، تعرف مور على نحات إنكليزي شهير جاكوب يعقوب أشتين والذي أعجب بأعمال مور وموهبته، واشترى منه عدة اعمال.

في عام 1926، كُلف بشكل رسمي بعمل النحت البارز لمحطة مترو لندن، وفي عام 1927، أقام مور أول معرض فردي له، وبعد ذلك بعدة سنوات كُلف مور بتدريس مادة النحت في مدرسة شليسيا للفنون، وفي عام 1933 انضم لمجموعة الوحدة الأولى، وبعد ذلك بثلاث سنوات اشترك بالمعرض الدولي للفنانين السرياليين محققا من خلاله شهرة كبيرة.

خلال فترة الحرب العالمية الثانية، أنتج مور سلسلة من الرسومات التي تعبر عن مآسي الحرب وبشاعتها، وفي عام 1946 وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أقام مور أول معرض له لأعماله النحتية في أمريكا، ومن ثم توالت معارضه الفنية في كل من مدريد وطوكيو وصوفيا ووارس في عام 1959.

وفي العام التالي أقام معرضًا في هامبورغ في ألمانيا، وفي عام 1961، أقام معرضًا في روما، وانتشرت أعمال مور في كبرى متاحف العالم وعواصم كبرى مثل لندن وباريس ونيويورك.

من أشهر أعماله منحوتة المرأة الملفعة الجالسة وتبدو فيها امرأة جالسة تطوي ساقيها إلى جهة اليمين ومتكئة على الزراع الأيمن، أنجز من هذه النسخة ستة نسخ بين عام 1957 و1958، وتمثال المرأة الجالسة ذات الثياب المجعدة والذي عُرف باسم أولد فلو، وقد باعه هنري مور بسعر رخيص، وله أعمال تزين مقر يونيسكو في باريس وفي مقر البرلمان البريطاني في لندن.

أصدر هنري مور مجموعة كبيرة من الكتب المصورة والتي تضم صورًا من أعماله، كما كتب عنه عدد كبير من الكتب، وأجمع العديد من النقاد على أن أعمال مور النحتية تقوم على ثلاثة ركائز أساسية هي: القوة والتناسق والجمال بالإضافة لثنائية الكتلة والفراغ.

كما تأثر مور بمبادئ المدرسة السريالية من خلال تحويرها للأشياء كما اهتم بالمدرسة التجريدية، بالإضافة لإعجابه بالحضارات العريقة القديمة، فقد أعجب بصرامة التماثيل المصرية وبساطة المنحوتات الإفريقية وفطرتها، ورمزية المنحوتات في أمريكا اللاتيني.