من هو هيرمان ملفيل - Herman Melville

هيرمان ملفيل روائيٌّ أمريكيٌّ مشهور، كتب رواية Moby Dick وغيرها من روايات المغامرات البحرية، ثمّ توجّه إلى كتابة الشعر.

ولد هيرمان ملفيل في مدينة نيويورك، أميركا، في الأول من شهر آب عام 1819. انضمّ إلى طاقم العمل على أحد المراكب في عام 1839، وعمل منذ ذلك الوقت على عدّة مراكب. ظهرت خبرته في مجال السفر البحري من خلال أولى رواياته Typee عام 1846 و Omoo عام 1847. أما كتبه اللاحقة مثل Moby Dick عام 1851 فلم تحقّق مبيعاتٍ جيدةً، واتّجه بعدها إلى كتابة الشعر. وبعد وفاته عُدّ من أهمّ الكتّاب الأمريكيين.

ولد ملفيل في مدينة نيويورك في أمريكا بتاريخ 1 آب سنة 1819، لأبوين هما آلان Allan وماريا Maria، قامت والدته بتغيير اسم العائلة من Melvill إلى Mellville بعد وفاة والده. في منتصف عشرينيات القرن التاسع عشر أصيب هيرمان بالحمى القرمزية، واستعاد عافيته بعد فترةٍ من الزمن لكنّ مرضه تسبب في تراجع بصره بشكلٍ دائم.

عاشت العائلة حياة رفاهيةٍ مادية بفضل تجارة آلان المزدهرة. لكنّ آلان كان يستدين الكثير من الأموال لتمويل تجارته. انتقلت العائلة فيما بعد إلى الشمال واستقرت في ألباني عام 1830 في محاولةٍ من آلان إنشاء تجارةٍ للفرو. توفّي آلان عام 1832 بشكلٍ مفاجئٍ وتدهورت الحالة المادية للعائلة.

بعد موت الوالد تسلّم أكبر الأبناء غانزفورت Gnsefoort تجارة الفرو في نيويورك بينما وجد هيرمان عملاً في أحد المصارف. وفي فترة ثلاثينيات القرن التاسع عشر ارتاد Albany Academy و Albany Classical School، حيث درس الأدب الكلاسيكيّ وبدأ يكتب القصائد، المقالات والقصص القصيرة.

عام 1837 غادر هيرمان ألباني إلى ماساتشوستس وحصل على وظيفةٍ في مجال التدريس، لكن التدريس لم يحقّق أيّاً من طموحاته فعاد إلى نيويورك. في العام نفسه خسرت تجارة الفرو التي كان يديرها غانزفورت، وتدهورت الأحوال المادية للعائلة مرةً أخرى.

انتقلت العائلة للعيش في Lansingburgh، وارتاد هيرمان Lansingburgh Academy كي يدرس مسح الأراضي آملاً أن يجد وظيفةً في مشروع Erie Canal. لم يستطع هيرمان الحصول على وظيفةٍ جيدة، فتبع نصيحة أخيه بالعمل على أحد المراكب. عام 1839 بدأ العمل على ظهر سفينةٍ تجاريةٍ تدعى St. Lawrance، تسافر ذهاباً وإياباً من نيويورك إلى ليفربول في إنكلترا.

عام 1841 ذهب هيرمان في رحلته البحرية الثانية بعد أن قرّر العمل على سفينةٍ لصيد الحيتان تدعى Acushnet. بعد وصوله إلى جزر ماركيساس في بولنيزيا عام 1842 هرب هيرمان ورجلٌ آخر من طاقم السفينة لكن تمّ إلقاء القبض عليهما من قبل سكّان الجزيرة المحلّيين.

رغم أنّهم عاملوه جيداً لكنّ هيرمان هرب مرّةً أخرى على متن سفينة تُدعى The Lucy Ann، وسُجن بعد أن شارك طاقم السفينة في التمرّد. انتهى به الأمر في هاواي قبل العودة أخيراً إلى ماساتشوستس على متن The USS United States، ووصل إلى منزله بعد رحلةٍ دامت ثلاثة سنواتٍ.

عام 1847 تزوج إليزابيث شاو Elizabeth Shaw، ابنة رئيس المحكمة العليا في ماساتشوستس ورُزق منها بأربعة أبناء هم مالكوم Malcolm، وستانويكس Stanwix، وإليزابيث Elizabeth و فرانسيس Frances.

كان الكاتب الشهير ناثانييل هوثورن Nathaniel Hawthorne جاراً لهيرمان، وقد قام هيرمان بإهداء روايته Moby Dick إليه.|لم يتمّ تقدير معظم أعمال هيرمان أثناء حياته، ولم يحصل على التقدير الكافي إلا بعد موته.|أراد هيرمان البدء بكتابةٍ روايةٍ جديدةٍ بعد توقّفه عن كتابة الروايات لفترةٍ طويلةٍ لكنه توفي قبل ذلك.

توفي هيرمان بسبب نوبةٍ قلبيةٍ في الثامن والعشرين من شهر أيلول عام 1891. وكان قبل وفاته قد قرّر أن يعود إلى كتابة الروايات.

بعد العودة، قرّر هيرمان الكتابة عن مغامرته، فكانت روايته Typee: A peep at Polynesian Life عام 1846 مزيجاً من الخيال ومغامراتٍ عاشها. جذبت هذه الرواية الاهتمام إلى توصيف هيرمان الدقيق لحياة السفر في البحار وإلى الحبكة غير القابلة للتصديق تقريباً. وفي عام 1847 كتب هيرمان روايته الثانية Omoo: A Narrative of Adventures in the South Seas.

تابع هيرمان الكتابة عن مغامرات البحر فكانت روايته الثانية عام 1849 بعنوان Mardi: And a Voyage Thither. كما كتب Redburn: His first Voyage عام 1849 وWhite Jacket عام 1850.

عام 1851 كتب هيرمان الرواية التي تُعتبر بصمته في عالم الأدب Moby DICK التي كان اسمها الأولي The Whale. وهي روايةٌ خياليةٌ تستند إلى مغامراته على سفن صيد الحيتان والكارثة الحقيقية التي أصابت سفينة Essex عام 1820 في المحيط الهادي، حيث هاجمها حوت العنبر الضخم وقام بتدميرها وإغراقها.

هرب طاقم السفينة مستخدمين قواربهم الصغيرة معانين من الجوع والعطش والأمراض ومتحولين إلى أكلة لحوم بشر. كان هناك بعض الناجين من الغرق وانتشرت قصّتهم في أميركا. وهذه القصص قد ألهمت هيرمان كتابة روايته التي تتحدّث عن قبطان سفينةٍ يريد الانتقام من حوتٍ ضخم.

لم تحقق هذه الرواية النجاح والثروة لهيرمان عندما كان على قيد الحياة، ولم تعجب النقاد في ذلك الوقت. لكنها حقّقت نجاحاً عظيماً بعد وفاته وعُدّت أعظم عملٍ من أعماله.

كان مصير الروايات اللاحقة كمصيرMoby Dick، فلم تحقّق مبيعاتٍ جيدةً كذلك. عام 1852 كتب رواية Pierre; or, The Ambiguities. وعام 1855 كتب Israel Potter: His Fifty Years of Exile. أما رواية The Confidence-Man: His Masquerade فقد صدرت عام 1857. توقّف بعدها هيرمان عن كتابة الروايات.

أعطى هيرمان العديد من المحاضرات خلال فترة الخمسينيات وبدء في الستينيات العمل كمفتشٍ جمركيّ واستمر في هذا العمل مدة عشرين عاماً. وخلال هذه الفترة توجّه إلى كتابة الشعر وفي عام 1866 نشر مجموعةً شعريةً بعنوان Battle-Pieces and Aspects of the War. وعام 1876 نشر مجموعته Clarel: A Poem and Pilgrimage in the Holy Land.