خوان ميرو

خوان ميرو، فنان تشكيلي ورسام إسباني، يجمع بين الفن التجريدي والخيال السريالي لخلق صوره التي كان يطبعها على الحجر واالجداريات والأقمشة والمنحوتات للأماكن العامة.

ولد الفنان خوان ميرو في 20 نيسان عام 1893،في مدينة برشلونة، إسبانيا. شهدت أعماله على تطور كبير في أسلوبه، حتى وصل إلى أسلوب ناضج وقوي، فبعد تخبط كبير انتقل من الأسلوب الفني العاطفي ذو الدوافع الخيالية الشاعرية، إلى رؤيته الجديدة النابعة من الحياة المعاصرة وقسوتها.

عمل على نطاق واسع في الطباعة الحجرية وأنتج العديد من الجداريات والمفروشات والمنحوتات للأماكن العامة.

على الرغم من شهرته، إلا أن ميرو كان شخصًا انطوائيًا، عمل على تطوير نفسه، وكرس حياته للبحث والخلق والإبداع.

ولد خوان ميروفي 20 نيسان عام 1893، وهو الابن الأول لوالديه ميشيل ميرو أدزيراس Michel Miro' Adziras  ودولوريس فيرا Dolores Ferra، في ضاحية مونترويغ Montroig، بالقرب من برشلونة Barcelona، في اسبانيا.

عائلته كلها لها تاريخ طويل بالفن، فأجداده كانوا من الحرفيين المجتهدين، عمل والده أيضًا كصائغ وصانع ساعات. على الرغم من أن ميرولم يلتحق بالمدرسة، فقد بدأ بالرسم بانتظام في سن الثامنة.
كانت دفاتر الرسم الخاصة به في عام 1905 يحتوي على رسومات للطبيعة في تاراجونا وبالما دي ماجوركا Palma de Majorca وكلاهما مناطق في اسبانيا.
في عام 1907 التحق بمدرسة لونجا للفنون الجميلة Lonja School of Fine Arts في برشلونة، حيث نال إعجاب مدرسيه وحصل على تشجيعهم، وبعد فترة وجيزة عمل ككاتب، والتحق بمدرسة غالي للفنون عام 1912 Gali School of Arts، في مدينة برشلونة.

بعد أن أكمل ميرودراساته الفنية في برشلونة، بدأ بالرسم وأنتج صورًا ومناظر طبيعية رائعة، اتبع فيها أسلوب Fauve وهو أسلوب رسم شعبي، وذلك عام 1900، استخدم فيه الألوان الرائعة القوية.

قدم أول عرض منفرد له في برشلونة عام 1918، وفي وقت لاحق من نفس العام أصبح عضوًا في Agrupacio Courbet، التي ينتمي إليها الفنان التشكيلي جوزيف لورينز أرتيغاس Joseph Llorenz Artigas.

في عام 1929، تزوج ميرو من بيلار جونكوسا Pilar Juncosa، وأنجبا ابنة واحدة فقط وهي دولوريس Dolores و ذلك في 17 تموز عام 1931.

بعد فترة وجيزة اندلعت الحرب الأهلية الإسبانية،لذلك انتقل مع عائلته إلى باريس، وعادوا إلى إسبانيا عام 1940 .

في عام 1974 أنجز ميرو لوحة على القماش، لمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، وكانت من أغلى الأعمال الفنية التي فقدت في هجمات 11 أيلول الإرهابية.
اليوم تباع الأعمال الأصلية لميرو في المزادات العالمية بأكثر من ثلاثين مليون دولار.
بين عامي 1921 و 1922 رسم ميرو لوحة المزرعة The Farm، وهي اللوحة التي تصور مزرعة عائلته في شمال شرق إسبانيا، ويظهر الرسم حياة المزرعة و لكن بطريقة ساحرة.
اشترى ارنست همنغواي اللوحة لاحقاً، كهدية في عيد ميلاد زوجته، ودفع 5000 فرنك في ذلك الوقت، واليوم يمكن مشاهدة اللوحة في المعرض الوطني للفنون في واشنطن.

توفي ميرو في بالما دي مايوركا Palma de Majorca، في إسبانيا، في 25 كانون الأول عام 1983، عن عمر ناهز التسعين عامًا.

في عام 1919 قام ميرو برحلته الأولى إلى باريس، وقضى شتاء ذلك العام فيها، وقضى صيفه في مونترويغ Montroig.
التقى أعضاء مجموعة دادا Dada Group، وهي حركة فنية وأدبية سعت إلى توسيع وكسر حواجز وحدود النمطية والتقليدية في الفن.

أقام ميروأول عرض منفرد له في باريس عام 1921، وكانت رسوماته في هذه الفترة تعكس تقنية التأثيرات المكعبية، وهي تقنية استمدها من حركة فنية في أوائل القرن العشرين استخدمت الأشكال الهندسية وتأثيراتها.

كانت الفترة بين عامي 1923 و1924 نقطة تحول في حياة ميرو الفنية، حيث اعتمد أسلوبًا شخصيًا خاصًا به، فبعد أن رسم ميروالمنظر الطبيعية والحيوانات، هذه الرسومات التي أنجزها بكل دقة وشفافية وكرس فيها جميع حواسه وأصغى للطبيعة وما حوله بشكل رائع، تعزز التغيير في أسلوبه الفني بعد إطلاعه على أعمال بول كلي Paul Klee 1879-1940 وأعمال واسيلي كاندنيسكي Wassily Kandinsky 1866- 1944 وأعمال جان أرب Jean Arp.

عمل ميرو من خلال لوحاته على إعادة اكتشاف مصادر الشعور البشري، وإعادة خلق الشعر عن طريق الرسم، مستخدمًا مفردات من الإشارات والرموز الفنية، والصور الحالمة للتعبير عن مواضيع محددة.

تميز ميرو بحس فكاهة واضح وذكاء كبير، وقد ظهرت هاتين السمتين بشكل واضح في أعماله الفنية.
كان اهتمامه الرئيسي هو المجتمع، وأن يكون متعمقًا بالقضايا الإنسانية وقريبًا من الجماهير، وكان مقتنعًا قناعة تامة بأن الفن يمكن أن يحمل رسالة صادقة وحقيقية فقط عند العودة إلى جذور التجارب والقضايا الإنسانية.

بين عامي 1924 و1930 تأثر ميروبالسرياليين واعتبر السريالية مصدر الهام له، واستفاد من أساليب السريالية، ولكنه لم يخضع لجميع تعاليمها، وإنما كان فنه مثل فن كلي Klee أكثر تأثرًا وارتباطًا بالفن الحديث المعاصر.

ومن أهم أعماله التي يظهر فيها تأثره بالسريالية كان كرنفال هارلكوين Harlequin's Carnival وذلك بين عامي 1924و1925؛ وفي عام 1926 عمل مع ماكس أرنست Max Ernst على تصميم مجموعات الأزياء لراقصي الباليه في مسرحية روميو وجولييت.

في عام 1936 انتقل ميرو إلى مدينة باريس هربًا من الحرب الأهلية الإسبانية، وفي العام التاي قام بإنشاء جدارية كبيرة، Reaper للجناح الإسباني في المعرض الدولي في باريس.

بدأت أعماله بتحقيق نجاحات عظيمة من خلال طابع البساطة، واللون المكثف، والتجريد، كما هو الحال في لوحته مصارعة الثيران Bullfight عام 1945، ولوحة المرأة والطيور في ضوء القمر Woman and Bird in Moonlight عام 1949، ولوحته الرسم Painting عام 1953.
حصل على جائزة Grand Prix International في مدينة البندقية على عمله الفني هذا.

من أهم أعمال ميرو التذكارية وأكثرها شهرة هي جدارية السيراميك Night and Day التي عمل عليهما بين عامي 1957- 1959 لمبنى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو UNESCO في باريس، وأيضًا الجدارية عام 1950، والجدارية السيراميكية عام 1960، وكلاهما لجامعة هارفرد Harvard University في كامبريدج Cambridgy، ماساتشوستس Massachusetts، وأيضًا الجدارية السيراميكية عام 1967 لمتحف غوغينهايم Guggenheim Museum في مدينة نيويورك.

في عام 1975 أثبت ميرو تفانيه وحبه لبلده، من خلال مؤسسته للتبرع لصالح مدينة برشلونة Miro Foundation وهي مركز لدراسة الفن المعاصر تجمع التبرعات من خلال المعارض للفنانيين منهم المشاهير ومنهم الفنانين المغمورين المتدربين على يد ميرو، ويعود ريعها لمدينة برشلونة المتأزمة نتيجة الحرب الأهلية.

البناء الذي ضم أعماله ومعارض لفنانين آخرين، كان قد صمم من قبل صديق ميرو المقرب جوسيب لويس سيرت Josep Liuis Sert. وقد خصص قاعة عرض واحدة لعرض أعمال الفنانين الشباب الذين لم يكتشفهم الجمهور بعد.