من هو جوزيف كونراد - Joseph Conrad

هو كاتبٌ خلدت اسمه روايات قلب الظلام واللورد جيم، واستندت هذه الروايات إلى خبرته كبحار فتناولت مواضيع عميقة عن الطبيعة والوجود.

وُلد جوزيف كونراد في 3 كانون الأول/ ديسمبر عام 1857 ، من والدين بولنديين في بيرديتشيف (وتُسمى الآن بيردياتشيف)، أوكرانيا، وسُمي حينها جوزيف تيودور كونراد كورزينيوفسكي، نشأ ونال تعليمه الأولي في بولندا.

بعد وظيفةٍ ارتاد خلالها البحار في البحرية التجارية الفرنسية والبريطانية، كتب قصصًا قصيرة وروايات من قبيل اللورد جيم Lord Jim وقلب الظلامHeart Of The Darkness والعميل السري The Secret Agent، جَمعت هذه الروايات بين تجاربه في الأماكن البعيدة واهتمامه بالصراع الأخلاقي والجانب المظلم للطبيعة البشرية.

وُلد جوزيف كونراد في 3 كانون الأول/ ديسمبر عام 1857، في بيرديتشيف (حاليا بيردياتشيف)، أوكرانيا. وسُمي حينها جوزيف تيودور كونراد كورزينيوفسكي. والداه هما أبوبو وإيفيلينا (ني ببروسكا) كورزينيوفسكي، وكانا من أفراد طبقة النبلاء البولندية. وكانا أيضًا من الأبطال البولنديين الذين تعاونوا ضد الحكم الروسي القمعي، ونتيجةً لذلك، اعتُقلا وأُرسلا للعيش في مقاطعة فولوغدا الروسية مع ابنهما ذي الأربعة سنوات. وحين توفي والدا كونراد بعد سنواتٍ من ذلك، تولى عمه في بولندا تربيته.

لم يكن تعليم كونراد منتظمًا، ففي البداية تلقى تعليمه على يد والده واسع الاطلاع، بعد ذلك التحق بالمدرسة في كراكو ونال المزيد من التعليم الخاص. وفي عمر السادسة عشر، غادر كونراد بولندا وسافر إلى المدينة الساحلية مرسيليا، حيث بدأ سنواته في العمل كبحار.

قرّر كونراد الاستقرار وترسيخ جذورٍ له بعد سنواتٍ من ارتياده البحار. وتزوج عام 1896 جيسي إيميلين جورج، ابنة بائع كتب، ورُزقا بطفلين.

أثناء خدمته في البحرية البريطانية، روّض كونراد قردًا في الهند وصادقه. |تجنب كونراد قراءة مراجعة أعماله وعوضًا عن ذلك كان يقيس مراجعة أعماله بالمسطرة. |اسم المركبة الفضائية في فيلم رايدلي سكوت Alien هو Nostromo وذلك تيمنًا برواية كونراد التي تحمل الاسم نفسه. |توفي كونراد ولما يتم روايته الاخيرة التي حملت العنوان Suspense عن جدارة. |كان فيلم Apocalypse لفرانسيس فورد كوبولا من وحي رواية جوزيف كونراد Heart Of The Darkness .

توفي كونراد إثر نوبةٍ قلبيةٍ في 3 آب/ أغسطس عام 1924، في منزله في كانتربري، إنكلترة.

بعد تقديمه إلى تاجرٍ من أصدقاء عمه، أبحر كونراد على متن العديد من السفن التجارية الفرنسية، بدايةً كمتدرب وكمديرٍ للأعمال بعد ذلك. فسافر إلى جزر الهند الغربية وأمريكا الجنوبية، ويُشتبه اشتراكه في عملياتٍ دوليةٍ لتهريب الأسلحة.

بعد فترةٍ من الديون إضافةً إلى محاولة انتحارٍ فاشلة، انضم كونراد إلى البحرية التجارية البريطانية، حيث عمل لمدة 16 عامًا. وارتفع تقديره ليصبح مواطنًا بريطانيًا، وأبحر إلى الهند وسنغافورة وأستراليا وأفريقيا، وأكسبته رحلاته حول العالم خبراتٍ استثمرها لاحقًا في رواياته الخيالية.

وظيفة أدبية

كانت له صداقات مع كتاب مبتدئين مثل جون غالسورثي وفورد مادوكس فورد وويلز.
وبدأ كونراد عمله الخاص كأديب عام 1895 مع نشر أولى رواياته Almayer's Folly ، وهي من قصص المغامرات وضعها في أدغال بورينو. وقبل نهاية القرن، كتب روايتين من أكثر رواياته شهرةً وخلودًا، اللورد جيم عام 1900 وهي تروي قصة بحارٍ شاب منبوذ يصل إلى مصالحة داخلية مع أفعاله الماضية الجبانة ليصبح في نهاية المطاف قائدًا لبلدٍ صغير يقع جنوب البحار. أما روايته قلب الظلام Heart Of Darkness فتصف رحلة رجلٍ بريطاني في أعماق الكونغو الأفريقية، حيث يلتقي بكورتز الغامض والقاسي، وهو تاجرٌ أوروبي جعل من نفسه حاكمًا للسكان المحليين هنالك.

ضمت كلٍ من اللورد جيم وقلب الظلام العناصرة الأساسية لكتابات كونراد من حيث تناولها لأحداثٍ تدور في أماكن نائية وصراعاتٍ درامية بين العناصر البشرية وقوى الطبيعة الوحشية، إضافةً إلى مواضيع الفردية فيما يخص الجانب العنيف من الطبيعة البشرية والتحامل العنصري. وكان كونراد مهتمًا بإظهار الأوضاع السياسية النفسية التي رسمت أوجه التشابه بين الحياة الداخلية للشخصيات الفردية والمدى الأوسع للتاريخ البشري.

واصل كونراد تحقيق النجاح كمؤلف، ناشرًا رواياته التالية مثلNostromo عام 1904، وThe Secret Agent عام 1907 ، إضافةً إلى مجموعاتٍ قصصيةٍ قصيرة ومذكراتٍ حملت العنوان A Personal Record عام 1912. وظهرت العديد من أعماله الكبيرة كقطعٍ متسلسلة في المجلات، ليتبعها نشٌر للرواية كاملة. ومع تطور أعماله، استطاع كونراد الحصول على دخلٍ جيد من إعادة طبع رواياته وبيع الحقوق السينمائية لعدة كتب.

على مدى العقدين الأخيرين من عمره، قدم كونراد المزيد من الأعمال والروايات التي تحمل طابع السيرة الذاتية، منها The Arrow of Gold و The Rescue. ونُشرت آخر رواياته، The Rover، عام 1923. وقد أثرت أعمال كونراد على عددٍ كبيرٍ من كتاب القرن العشرين الذين عاشوا بعده، من إليوت وغراهام غرين وفرجينيا وولف وألبير كامو ووليم فولكنر. وتُرجمت كتبه إلى عددٍ كبير من اللغات، ولا تزال تُدرس في المدارس والجامعات إلى يومنا هذا.