من هو كارل جاسبرز - Karl Jaspers
ما لا تعرفه عن كارل جاسبرز
كارل ثيودور جاسبرز،هو بروفيسور في الطب النفسي وأحد فلاسفة ألمانيا المعدودين في القرن العشرين.
السيرة الذاتية لـ كارل جاسبرز
ولد في أولدنبورغ بألمانيا، 23 فبراير1883 ، كان زميله هايدغر قد غطَّى عليه إلى حد ما، إلا أن المتخصصين في تاريخ الفلسفة يعرفون قدرهُ وأهميتهُ، ويمكن القول بشكل عام بأنه ينتمي إلى التيار المؤمن في الفلسفة الوجودية، في حين أن هايدغر، مثل سارتر،
ينتمي إلى التيار الملحد بعد أن كان مؤمناً، بل ولاهوتياً في بداية حياته، ومهما يكن من أمره فإن المناقشة الخصبة التي اخترقت الفكر الأوروبي منذ بداية العصور الحديثة كانت هي مناقشة العلاقة بين العلم والإيمان، أو الفلسفة والدين. والبعض يحاول أن يحصر هذه المناقشة الكبرى في خيارين متطرفين لا ثالث لهما فإما أن تكون مؤمناً تقليدياً رافضاً للعلم والفلسفة، أو أن تكون ملحداً رافضاً لكل إيمان أو تعالٍ رباني،
أما كارل جاسبرز فقد فضل إتباع الخط الثالث، أي خط الوسط الذي يجمع بين العقل والإيمان، والعلم والدين. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن كارل جاسبرز.
بدايات كارل جاسبرز
جاسبرز أكبر إخوته الثلاثة، والده كارل ويلهيلم جاسبرز ووالدته هينرييتتانتزن. أجداده من الطرفين كانوا تجار وفلاحين ورعاة عاشوا لأجيال شمال ألمانيا. والده محامي، أحد كبار رجال الشرطة في المنطقة، ومن ثم أصبح مدير بنك.
كان جاسبرز مريض وضعيف في طفولته. ونتيجة لمرضه في الطفولة، تطور معه مرض توسع القصبات خلال سنوات مراهقته، وأدى ذلك إلى مرض تعقيم القلب. وبقيت هذه الأمراض عائقا طوال حياته.
التحق جاسبرز بجامعة هايدلبرغ عام 1901، حيث التحق بكلية الحقوق، بعد سنة انتقل إلى ميونخ؛ إلا أنه لم يكن يدرس القانون بكثير من الحماس،
قضى ست سنوات التالية في دراسة الطب في جامعات برلين وغوتنغنوهيدلبرغ. انتهى من دراسة الطب عام 1908، وكانت أطروحته بعنوان Nostalgia and Crime"". في شباط 1909 أصبح طبيب.
الحياة الشخصية ل كارل جاسبرز
التقى بزوجته المستقبلية، جيرترودماير، أثناء دراسته، ومن ثم تزوجا عام 1910.
حقائق عن كارل جاسبرز
لقد نشر 30 كتاباً، وترك 30000 صفحة مكتوبة بخط اليد، بالإضافة إلى مراسلات هامة.تسبب كتابه مستقبل ألمانيا باستياء الكثير من السياسيين الألمان الغربيين.تعرض للاضطهاد من النازيين لأن زوجته يهودية.
أشهر أقوال كارل جاسبرز
وفاة كارل جاسبرز
توفي 26 شباط، 1969، في بازل، سويسرا.
إنجازات كارل جاسبرز
في عام 1909 أصبح جاسبرز باحثاً مساعداً متطوعاً في عيادة الطب النفسي بجامعة هايدلبرغ، بقي في هذا المنصب حتى عام 1915،
وقد ترأس عيادة عالم الأمراض العصبية المعروف فرانز نيسل، الذي كان تحت إشرافه فريق متميز وبسبب رغبته في تعلم الطب النفسي بطريقته الخاصة دون التأثر بأساتذته،
اختار العمل في وقته الخاص، مع المرضى الذين اهتم بحالتهم بشكل خاص، وتم منحه هذا العمل لأنه وافق على العمل دون راتب.
بدأ جاسبرز عمله البحثي، اعتبر الطب النفسي السريري قائماً على أساس تجريبي يفتقر إلى إطار منهجي أساسي للمعرفة، حيث تعامل مع جوانب مختلفة للإنسان لأنها تؤثر على سلوك البشر الذين يعانون من أمراض عقلية،
تراوحت هذه الجوانب من التأثيرات التشريحية و الجينية الفسيولوجية إلى التأثيرات العصبية والنفسية والاجتماعية. ودراسة هذه الجوانب لها دور في فهم السلوك البشري.
التشخيص كان له دور مهم، علم جاسبرز الأسس اللازمة من أجل تأسيس علم النفس المرضي كعلم، وهو إيجاد لغة قادرة على وصف أعراض المرض جيداً بما يكفي لتسهيل إيجابية الاعتراف في الحالات الأخرى، وأساليب أخرى مناسبة لمختلف مجالات الطب النفسي كان لابد من العمل بها،
حاول جاسبرز أن يجلب أساليب علم الظواهر- التحقيق المباشر ووصف الظواهر على أنها تجربة واعية، دون نظريات حول تفسير أسبابها- في مجال الطب النفسي السريري. وسرعان ما لمع اسمه في الطب النفسي.
في 1911، كان عمره 28 عاماً فقط، طلب منه الناشر الشهير، فرديناندسبرينغر، أن يكتب كتاب عن علم الأمراض النفسية؛ ومن ثم كتب علم النفس العام في عام 1965.
في 1913، أصبح جاسبرز ضمن أعضاء هيئة التدريس الفلسفية في جامعة هايدلبرغ، بحكم وضعه في مجال علم النفس، وتقدمه الأكاديمي الذي كان متسارعًا في 1916 تم تعينه أستاذاً مساعداً في علم النفس،
في 1920 أستاذاً مساعداً في الفلسفة، في 1921 أستاذاً في الفلسفة، ومن ثم في 1922 استلم الرئاسة مرة ثانية في هذا المجال، لقد كانوا ضمن الطاقم التدريسي بحاجة له، حيث كانت الكلية الفلسفية بحاجة إلى أخصائي نفسي تجريبي.
في عام 1919 نشر جاسبرز محاضراته بعنوانPsychologie der Weltanschauungen أي علم النفس من وجهة نظر عالمية، ولم يكن يهدف إلى تقديم عمل فلسفي بل إلى ترسيم حدود الفهم النفسي الإنساني، حاول جاسبرز بمختلف أعماله توضيح علاقة الفلسفة بالعلم، فقد حاول إظهار العلم كمعرفة بالحقائق التي يتم الحصول عليها عن طريق مبادئ منهجية.
يؤكد جاسبر على أن وجود الإنسان لا يعني مجرد وجود في العالم، بل حرية الإنسان في الوجود، وبذلك تكون مهمة الفلسفة هي أن تدعو لحرية الإنسان باعتباره من يفكر ويوجد، ويركز على الإنسان كمركز لكل الوجود.
في السنوات الأولى من ثلاثينيات القرن العشرين، أصبح إنتاجه الفكري أكبر وأشمل، ففي عام1931 ، تم نشر كتاب Die geistige Situation der Zeit رجل في العصر الحديث،
في عام 1932أصدر ثلاث مجلدات فلسفية ، ربما اعتبرت هذه المجلدات العرض الأكثر منهجية للفلسفة الوجودية في اللغة الألمانية. كما ظهر كتاب عن ماكس ويبر في 1932.
خاض جاسبر صراعًا عنيفًا مع السلطات النازية، بعد ترشيحه كعدو لها لأن زوجته يهودية، ونتيجة لذلك تم استبعاده من مهنة التدريس الجامعي، مع السماح له بالنشر.
في عام 1939 نشر الجزء الأول من عملهVernunft und Existenz، وفي عام 1936 نشر كتاب عن نيتشه، وفي 1937 مقال عن ديكارت، ومزيد من الأعمال الأولية التي تشرح منطقه الفلسفي، بعنوان Existenzphilosophie فلسفة الوجود، ولذلك صدر ضده العديد من المراسيم، منها إقالته من منصبه ومنعه من النشر، وبالتالي توقف بالكامل عن العمل في ألمانيا.
حاول أصدقائه مساعدته بالهجرة إلى بلد آخر، ولكن النازيون فرضوا بقاء زوجته في ألمانيا، فقرر البقاء مع زوجته، التي عاشت متخفية لفترة من الزمن، وقررا الانتحار في حال تم القبض عليهما.
أكمل عمله Von der Wahrheit أي الحقيقة، حيث ألقى الضوء على تعاليم العصر غير المنطقية. طبعت هذه الأعمال بين عامي 1946 و 1947.
بعد انتهاء الحرب واستسلام ألمانيا، أخذ جاسبرز على عاتقه إعادة بناء الجامعة والمساعدة في ولادة أخلاقية وسياسية للشعب، أصدر كتابه Die Idee der Universität في عام 1946، حول إعادة بناء الجامعات.
شعر جاسبرز أن الإقرار بالذنب الوطني شرطاً ضرورياً لإحياء ألمانيا أخلاقياً وسياسياً، حيث أنجز واحد من أهم أعماله في هذا المجال Die Schuldfrage أي مسألة الذنب الألماني في 1946،لكن في الحقيقة هذه الأفكار لم تلقى اهتمام أحد، مما أصاب جاسبرز بخيبة أمل.
في عام 1948، عمل أستاذاً في الفلسفة في بازل، سويسرا.
أنتج عملاً يظهر إدراكه لإمكانية وجود وحدة سياسية للعالم في عام 1958 يدعى Die Atombombe und die Zukunft des Menschen أي مستقبل البشرية في عام 1958.
لقد انتقد السياسة العالمية والألمانية، عندما وجد أن الجهود المبذولة نحو الديمقراطية تتحول لحكومة قلة من الأحزاب، أصدر كتاب بهذا الصدد بعنوانWohin treibt die Bundesrepublikأي مستقبل ألمانيا 1966.
فيديوهات ووثائقيات عن كارل جاسبرز
آخر تحديث