صلاح ذو الفقار

ممثل مصري راحل قدم عبر مسيرته الفنية ما يقارب 200 عمل فني متنوع بين السينما ودراما الشاشة الصغيرة.

الممثل المصري الراحل صلاح ذو الفقار وصاحب الموهبة الكبيرة والرصيد الفني الضخم في الدراما والسينما المصرية. قدم لجمهوره حوالي 200 عمل متنوع. بدأت موهبته بالظهور في عمر التسع سنوات، حيث مهد له شقيقاه العاملان في التمثيل والإخراج الطريق ليأخذ فرصته في التمثيل. كان حلمه وحلم والده أن يصبح طبيبًا ولكن ظروفه جعلت منه ضابط شرطة ليستقيل من عمله في الشرطة عام 1957.

وُلد الممثل صلاح ذو الفقار في 18-يناير-1926 في مدينة المحلة الكبرى المصرية، حيث عمل والده فيها كضابط في الشرطة المصرية. نشأ في عائلة مهتمة بالفن فكان  الشقيق الأصغر لأربعة أخوة عمل اثنان منهما في مجال الإخراج والتمثيل وهما عز الدين  ومحمود ذو الفقار.

فتح له شقيقاه الباب لدخول عالم الفن في سن مبكرة، فالتحق صلاح عبد الغفور بكلية الطب في الإسكندرية وكان حلمه أن يصبح طبيباً، ولكن مرض والده جعله يترك كلية الطب ويلتحق بكلية الشرطة ويتخرج منها ضابطاً.

بدأ عمله في شرطة المنوفية ليتم بعدها تعيينه كمدرس في كلية الشرطة واستمر في وظيفته هذه حتى عام 1957 حيث قدم استقالته وبدأ مشواره في التمثيل.

تزوج الممثل صلاح ذو الفقار أربع مرات خلال حياته من داخل الوسط الفني ومن خارجه.

كان زواجه الأول عام 1947 من سيدة اسمها نفيسة بهجت والتي جمعته بها صلة قرابة، فأنجب منها أحمد ومنى. وانفصلا عن بعضهما بعد العديد من الخلافات وكان الانفصال شكلياً دون أي إجراء رسمي.

أما زواجه الثاني فكان من الفنانة زهرة العلا والتي طلب يدها للزواج خلال تصوير فيلم "رد قلبي" . استمر هذا الزواج عام واحد فقط ليحدث بعده الانفصال دون أن يترك أي آثار فقد جمعتهما أعمال عدة بعدها.

في العام 1957 جمعت صلاح ذو الفقار علاقة حب عاصفة مع الفنانة شادية وكان ذلك عقب انفصال شادية عن زوجها الفنان عماد حمدي. وكان إعلان الزواج عقب عرض فيلم "أغلى من حياتي" الذي جمعهما معاً، إلى أن حدث الانفصال في العام 1973.

تزوج بعدها صلاح ذو الفقار للمرة الرابعة من بهيجة مقبل والتي كانت من خارج الوسط الفني. لكنها لم تنجب أولاد من زوجها وبقيت معه حتى وفاته، حيث أوصى أولاده بها قبل ذلك.

كان السبب الرئيسي للخلافات بين صلاح ذو الفقار والفنانة شادية خلال زواجهما هو تعرضها للإجهاض رغم التزامها بالتعليمات الطبية. وجاء الانفصال بعد محاولات كثيرة من الأصدقاء المقربين للإصلاح بينهما.
رشحت شركة "أمير" للإنتاج صلاح ذو الفقار وهو بعمر التاسعة للمخرج نيازي مصطفى، فكان اختياره لأداء دور الابن الأصغر ليزيد بن عبد الملك في فيلم "حبابة" عام 1944.
تميزت أدوار صلاح ذو الفقار بالكوميديا وخفة الظل حتى أنه لم يلعب دور الشرير إلا مرة واحدة فقط في فيلم "أنا وبناتي".

عند وفاة صلاح ذو الفقار أثناء تصويره أحد المشاهد في فيلم "الإرهابي"، تم إنهاء المشهد بالاستعانة بدوبلير لا يظهر سوى من الخلف فقط بعد غياب صلاح ذو الفقار عن أهم مشاهد الفيلم.

توفى صلاح ذو الفقار إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة أثناء تصويره لفيلم "الإرهابي" مع الفنان عادل إمام وذلك في 22-كانون الأول-1993 وعن عمر ناهز الـ 67 عاماً.

كانت البداية الفنية الحقيقية لصلاح ذو الفقار عقب استقالته من كلية الشرطة في عام 1957. حيث قام أخوه المخرج عز الدين ذو الفقار بترشيحه للمشاركة في فيلم "عيون سهرانة". توالت بعدها الأدوار التي قدمها صلاح ذو الفقار والتي تنوعت ما بين السينما والدراما التلفزيونية إضافة لبعض تجارب المسرح والإنتاج.  حيث رحل عن عالمنا وفي رصيده مايقارب الـ 130 فيلم سينمائي و37مسلسل درامي.

هذا وقد أسس صلاح ذو الفقار مع شقيقه المخرج عز الدين شركة إنتاج يُحسب لها العديد من الأعمال الناجحة التي شارك صلاح ذو الفقار في التمثيل بالعديد منها. هذا وقد استمرت الشركة بالعمل وإنتاج الأفلام حتى بعد وفاة المخرج عز الدين ذو الفقار.

شكل صلاح ذو الفقار ثنائياً رائعاً مع العديد من نجمات السينما المصرية.وكان من أبرزها الفنانة القديرة شادية والتي تزوجها بعد قصة حب عاصفة جمعتهما خلال تصوير فيلم "أغلى من حياتي" أحد أشهر أعمال ذو الفقار السينمائية.

من الأعمال السينمائية الأخرى التي جمعته مع شادية: فيلم "كرامة زوجتي" وفيلم "عفريت مراتي" وفيلم "مراتب مدير عام" وغيرها.

كما شكل صلاح ذو الفقار ثنائيًا رائعًا مع الشحرورة صباح وظهرا معاً في عدد من الأفلام الرائعة والتي كان أهمها: فيلم "الرباط المقدس" وفيلم "الرجل الثاني" وفيلم "الحب كده" وغيرها.

أما عن سندريلا الشاشة سعاد حسني فقد جمعته بها خمسة أفلامه فقط وهي: فيلم "مال ونساء" وفيلم "موعد في البرج" وفيلم "غروب وشروق" وفيلم "الناس والنيل" وفيلم "الكرنك".

في العام 1996 تم اختيار عشرة من أفلام صلاح ذو الفقار لتكون ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد. وكانت هذه الأفلام هي: "رد قلبي" و"جميلة" و"بين الأطلال" و"الناصر صلاح الدين" و"الأيدي الناعمة" و"مراتي  مدير عام" و"الرجل الذي فقد ظله" و"غروب وشروق" و"الكرنك" و"المذنبون".

أما على الشاشة الصغيرة فكان لصلاح ذو الفقار بصمة واضحة في الدراما المصرية من خلال أدائه لأدوار عديدة ومتنوعة حملت طابع الكوميديا وخفة الظل في معظمها وكان من أبرز المسلسلات التي شارك بها: مسلسل "عائلة شلش" ومسلسل "رأفت الهجان" ومسلسل "الثعلب" ومسلسل "محمد رسول الله" ومسلسل "رحلة عذاب".

كان للمسرح أيضاً نصيب من موهبة صلاح ذو الفقار؛ فقد ظهر لجمهوره في عدة مسرحيات من أبرزها: مسرحية "رصاصة في القلب" ومسرحية "روبابيكا" ومسرحية "زوجة واحدة تكفي" والتي كانت آخر عرض مسرحي  قدمه في العام 1975.