سميرة موسى

سميرة موسى عالمة ذرة مصرية الجنسية، لقبت بمدام كوري الشرق. تعرضت للاغتيال في الولايات المتحدة الأمريكية.

سميرة موسى هي عالمة فيزياء وذرة مصرية، وأول من عمل في جامعة القاهرة من النساء. تخرجت بدرجة دكتوراه في الطاقة النووية، واستغلتها في مجال الطب من خلال العديد من الأبحاث والتجارب التي وصفت أنها إن نجحت ستغير وجه البشرية.

سعت بكل ما تستطيع لإبعاد الطاقة الذرية عن كل ما فيه ضرر للبشرية، وحصر استخدامها في المجالات السلمية؛ حيث يعود لها تنظيم مؤتمر الطاقة الذرية للسلام. أطلقت نداءات لعقد مؤتمر دولي بعنوان الذرة من أجل إحلال السلام.

أما أبحاثها في الفيزياء وعلم الطاقة النووية فتركزت على الاستخدام في المجالات السلمية؛ فقادتها تجاربها إلى إيجاد معادلة لم يسبق لأحد أن توصل لها، تتيح تكسير ذرات المعادن رخيصة الثمن.

أثناء زيارتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة بعد حصولها على منحة من برنامج فولبرايت الذري، تعرضت لحادث أدى لوفاتها عام 1952  فيما أشار البعض إلى أنها حادثة مدبرة.

وُلدت سميرة موسى في 3 آذار/ مارس 1917 في قرية سنبو الكبرى التابعة لمحافظة الغربية في مصر. ترعرعت في كنف والدها بعد أن توفيت والدتها بمرض السرطان، حيث انتقلت برفقته إلى العاصمة المصرية القاهرة، وهناك افتتح فندقًا صغيرًا في منطقة تدعى الحسين.

تلقت سميرة موسى تعليمها للمرحلة الابتدائية في إحدى أقدم مدارس القاهرة "مدرسة قصر الشوك"، ثم تابعت مسيرتها الدراسية في مدرسة بنات الأشرف التي تشغل الناشطة السياسية نبوية موسى منصب الإدارة فيها.

أتاح لها معدلها العالي دخول كلية العلوم في جامعة القاهرة رافضةً بذلك كل رغبات والدها بدراسة الهندسة؛ حيث تخرجت منها عام 1939 بعد أن حازت على بكالوريوس في علم الأشعة وبمرتبة الشرف جراء الأبحاث التي قامت بها عن تأثير الأشعة السينية على مختلف المواد.

تابعت دراستها في الفيزياء في إنجلترا وأثبتت خلالها امتلاكها من المقومات ما سيجعلها امرأة ذات شأن قد يغير العالم يومًا ما. كما تلقت كل الدعم من عميد كلية العلوم الدكتور مصطفى مشرفة فعملت أستاذًا مساعدًا لتكون أول امرأة تشغل مركزًا في جامعة القاهرة.

لم يذكر شيء عن حياة سميرة موسى الشخصية، لكن المعروف عنها أنها لم تتزوج.

توفيت والدة سميرة موسى بمرض السرطان عندما كانت لا تزال طفلة.
وجهت أصابع الاتهام إلى الموساد الإسرائيلي باغتيال سميرة موسى لمنع مصر من إجراء أي أبحاث نووية.
بعد وصول الشرطة إلى مكان سقوط السيارة التي تقل سميرة لم يعثروا على السائق.

بعد أن أنهت سميرة موسى جولتها على أهم الأماكن النووية في أمريكا، ورفضها جميع الإغراءات للبقاء فيها مصممة على العودة إلى مصر. وأثناء ذهابها إلى كاليفورنيا لتلبية دعوة عشاء، سقطت السيارة التي كانت تقلها من ارتفاع حوالي 40 قدم ما أدى إلى وفاتها على الفور وذلك في 5 أغسطس 1952 عن عمر ناهز 35 عامًا في ساحل المحيط الهادي، ولاية فرانسيسكو.

أشارت العديد من الجهات أن هذه الحادثة مدبرة وأن سميرة موسى تعرضت للاغتيال.

أجرت سميرة موسى العديد من الأبحاث والتجارب على الطاقة الذرية، وأيقنت تمامًا أن مثل هذه الطاقة يجب أن توظف لتحقيق السلام والأمن لا للحروب والدمار. فرفعت شعار الذرة للسلام "Atoms For Peace"، وأثناء إجرائها لتلك الأبحاث والتجارب توصلت إلى معادلة فريدة أقل ما يمكن القول عنها أنها معادلة تاريخية؛ حيث أتاحت تكسير الذرات في المعادن رخيصة الثمن.

بالتوازي مع الأبحاث العلمية لم تتوانى سميرة موسى عن العمل أيضًا في الاتجاه السياسي والدولي وصولًا لتحقيق هدفها، حيث يعود إليها الفضل في تنظيم مؤتمر حمل عنوان "الطاقة الذرية لإحلال السلام Atomic Energy For Peace".

إضافة لذلك دعمت ومولت الحملات التي نادت بعقد مؤتمر دولي تحت عنوان Atom For Peace الذي دُعي إليه كبار العلماء البارزين في العالم؛ حيث صدر عنه توصيات بتشكيل لجنة مهمتها الوقوف على مخاطر استخدام الطاقة النووية.

لم تغفل سميرة موسى أيضًا عن الجانب الإنساني خلال حياتها، فكانت دائمة المشاركة بحملات لدعم مرضى السرطان في عدد من مشافي القاهرة.

كل هذا التميز والذكاء الذي ظهر على سميرة جعلها محط أنظار الدول المتقدمة؛ فحصلت على منحة مقدمة من برنامج فولبرايت الذري Fulbright Atomic تخولها القيام بجولة تتعرف من خلالها على الوسائل والإمكانيات المتاحة في جامعة كاليفورنيا لإجراء الأبحاث.

علاوة على ذلك ولأن أبحاثها حول الطاقة النووية لم تكن عادية بل حققت شهرة واسعة، وافقت السلطات الأمريكية على منحها الإذن بالدخول إلى المنشآت النووية في البلاد.

كل تلك الإغراءات إضافة لإمكانية منحها الجنسية الأمريكية مقابل البقاء في الولايات المتحدة الأمريكية لم تفلح في ثني سميرة موسى عن العودة إلى مصر بلدها الأم.

للأسف لم تستطع سميرة رؤية بلدها مرة أخرى إثر تعرضها للاغتيال في الولايات المتحدة الأمريكية.