من هي رابعة العدوية - Rabia al-Adawiyya

رابعة العدوية فيلسوفة ومتصوفة عراقية، اشتهرت بقدرتها على كتابة الشعر بأسلوب جذاب ورشيق، وكانت أشعارها في محبة الخالق.

رابعة  العدوية أو شهيدة العشق الإلهي  فيلسوفة ومتصوفة عراقية، اشتهرت بقدرتها على كتابة الشعر بأسلوب جذاب ورشيق، وكانت أشعارها في محبة الخالق.

ولدت رابعة بنت إسماعيل العدوي عام ٧١٧ م في منطقة البصرة في بغداد، إذ تنتمي إلى قبيلة بني عدوة، لقّبت بأمّ الخير كونها شخصية متعبّدة ناسكة بالإضافة إلى انتمائها إلى عالم التصوّف الإسلامي، كما أنّها ملقّبة بشهيدة العشق الإلهي. تنحدر أصولها من عائلة فقيرة متواضعة، حيث توفّي والدها عندما كانت في العاشرة من عمرها وبعد مدّة قصيرة تلقّت خبر وفاة والدتها. عاشت هي وإخواتها حياة الفقر المدقع بعد وفاة والديها مع عدم وجود معيلٍ يساندهم خلال أوقات الفقر والجوع. غادرت رابعة وإخوتها البصرة بعد أن حلّ فيها القحط والجوع ثم تفرّقت عنهم قسراً.

بعد وفاة والدها اضطرّت رابعة إلى العمل مكانه وتحمّل ألم الشقاء والمعاناة بعمرٍ صغير، رغم التعب والمسؤولية الكبيرة كانت رابعة تسلّي نفسها وتروّح عن حزنها بالغناء والصلاة. عندما حلّ القحط والجوع بالبصرة أدّى ذلك إلى انتشار اللصوص ليتمّ خطفها وبيعها لأحد التجار بستّة دراهم فقط، حيث أذاقها ذلك التاجر كلّ أنواع العذاب والمعاناة في تلك السنّ الصغيرة. لكن تبدّلت معاملته معها لاحقاً عندما سمعها تناجي الله وهي ساجدة بكل خشوع : “إلهي أنت تعلم أنّ قلبي يتمنّى طاعتك ونور عيني في خدمة عتبتك  ولو كان الأمر بيدي لما انقطعت لحظة عن خدمتك لكن تركتني تحت رحمة هذا المخلوق القاسي من عبادك” بعد أن سمع التاجر تلك المناجاة قرّر في اليوم التالي أن يعتقها من العبودية ففرحت كثيراً وأكملت مسيرتها المستمرّة في طريق العبادات وشكر الله.

يُنسب الفضل إلى رابعة كمؤسّسة لمنهج الصوفيّة، الذي شهد استجابة المتصوّفين للاضطرابات السياسية في عصرهم، حيث شهدت الخلافة العباسية توسّع قوتها في جميع أنحاء العالم الإسلامّي. تمثّل الاعتقاد الرئيسيّ للصوفيين أنّه لا ينبغي لأحدٍ أن يعبد الله من منطلق الخوف من جهنّم أو رجاء الجنة، بل يجب أن تكون محبّة الله غايةً في حدّ ذاتها.

رفضت رابعة الزواج أكثر من مرّة حيث كانت المرة الأولى من عبد الواحد بن يزيد والثانية من أمير بصرة محمد بن سليمان الهاشمي رغم عرضه مهراً ثميناً مقابل نيل موافقتها لكن جاءت معظم محاولات التقرّب منها بالرفض.

يقال أنّها قضت عدّة سنوات من حياتها تتعبّد في الصحراء، كما أنّها قامت بأداء فريضة الحج إلى مكّة المكرّمة. اختارت حياة العزوبية رافضةً الكثير من عروض الزواج، كما عاشت حياة الزهد ورفض الكماليات المادّية مع تقبّلها لحياة الفقر. حدثت على يدها العديد من المعجزات والأعمال الخيريّة. كما اشتهرت بأنّها أوّل امرأة صوفيّة كرّست نفسها بالكامل للتعبّد، لتقدّم أكبر مساهمة لأيّ امرأة في مجال تطوير الصوفيّة.

توفّيت رابعة العدويّة في عمر الثمانين إذ قضت طيلة فترة حياتها مخلصةً لله وعبادته، جرى دفنها في القدس في فلسطين.

عرفت رابعة العدوية من صغرها بتلاوة القرآن الكريم وترتيله وحفظه، حيث كانت تعيده وتكرّره مئات المرات ضمن ترتيلٍ وتجويد متقنٍ مع كامل الخشوع حتّى تمكّنت من حفظ القرآن في سنٍّ صغيرة إلى جانب التزامها بعبادات الصلاة والصيام.

أمّا في مجال الشعر فقد كانت موهوبةً جدّاً حيث لقّبت بالشاعرة الصوفيّة إذ أنّ جلّ أشعارها كانت في حبّ الإله، كما لقّبت رابعة بشهيدة العشق الإلهي وسيّدة العاشقين. أحبّت رابعة خالقها حبّاً شديداً تُرجم ذلك الحبّ من خلال اعتناق مذهب التصوّف وحياة الصوفية، كان ذلك على يدّ رياح بن عمرو القيسي.

تمّ إنشاء مسجد للسيدة رابعة في شرق العاصمة القاهرة في مدينة نصر إحياءً لقصّة إمامة العاشقين، حيث يعتبر هذا المسجد من أشهر مساجد القاهرة.

من أشهر أشعار العدوية: