التفويض الفعّال يُعزز الإنتاجية

هل سألت نفسك يوماً كيف يُمكن أن تزيد عدد ساعات يومك عن الـ 24 ساعة؟ يتحدث الكثير عن طرق الإنتاجية المختلفة مثل العمل بعمق، وتقليل المقاطعات والمشتتات، والتركيز في العمل، وإدارة الوقت، وهي أمور لا خلاف عليها إلّا أنها لا تزيد عدد ساعات يومك أبداً لانجاز مهام أكثر.
إنّ سرّ زيادة الوقت في اليوم هي أن تتوقف عن عمل كل شيء بنفسك وتبدأ بتفويض الآخرين.
قم بتفويض الأعمال الروتينية للخبراء والثقّات، فعوضاً عن أن تُضيِّع 10 ساعات في البحث عن أفضل حاسوب أو أفضل هاتف، فوّض ذلك لصديق خبير وتثق برأيه. عوضاً عن أن تبحث ساعات عن أفضل رحلة في مكان ما، اسأل أحد أصدقائك الذي جرّبوا تلك الرحلات وتثِق برأيهم، وبذلك توفر الكثير من الساعات التي كنت ستقضيها بالبحث لتقضي عطلة ممتعة.
وبالنسبةِ للتفويض فبالرغم من أنها مهارة تستحق العمل عليها إلا أنّه لا يأتي التفويض دائماً بسهولة بالنسبةِ لأشخاص ينشُدوا الكمال، فهُم يشعرون أنه من الأسهل القيام بكل شيء بأنفسهم، وذلك بسبب غرورهم واعتقادهم أن عملهم أفضل من عمل الآخرين، وهذا ما يُسمّى “بالتحيُّز الذاتي“، ويستطيهع أحد أن يفترض أنه محصَّن ضد هذه التحيُّز، وإنّما عليه فهمه والانتباه له دوماً.
أما من حيث الناحية المهنية، فبدايةً أنتَ كمدير مؤسسة أو شركة، يستوجب عليك أن تعرف أنه لا يمكنك القيام بكل شيء بنفسك، وهذه خطوة حاسمة للتفويض، فَمِنَ المُهم أن تنقل العمل إلى الأشخاص الذين يمتلكون المهارات اللازمة، ولديهم الحافز لإنجاز المهمة بشكل صحيح ضمن فريق عملك، وذلك حتى تساعدهم على التطور والنمو، وفي هذه الحالة تكون وظيفتك المراقبة والدعم ومنحهم مساحة حرة لهم، وليس إملاء ما تفعله، فالأمر لا يتعلق باتخاذ القرارات عوضاً عنهم!
إذا كنت تريد أن يتعلم الناس، فعليك السماح لهم بارتكاب الأخطاء ومعرفة كيفية تصحيحها، وهذا يعني ألا تبتعد عن المهمة التي فوضتها، بل استمر في المشاركة، ولكن دع الآخرين يقودون الطريق.