خمســة قوانيـــن تحميــك من ( مقالب ) الشــات عبر الإنترنت !

ترددت قليلاً قبل أن اقرر كتابة هذا المقال ..

السبب الحقيقي الذي يجعلني أتردد للكتابة فى مثل هذه الأمور ، انه من المُمكن أن يلتبس المعنى المطلوب توصيله للقارئ ، ويفهمه بأثر عكسي مُخالف تماماً لغرض المقال .. فتبدأ فى الظهور لنا بعض التعليقات التى تجعل كاتب هذه السطور يٌفكر جدياً فى الإنتحار ..

لذلك ، رأيت أن أضع بعض النقاط فوق الحُروف منذ البداية .. قبل ان نخوض فى مقالة اليوم :

النقطة الاولى : هذا المقال يُعبر عن الواقع فعلاً دون رتوش .. ربما تجدني مُبالغاً بعض الشيئ ، ولكن ما أعرضه هنا هو وجهة نظري .. ولا أطالبك بشيئ إطلاقاً !

النقطة الثانية : المقال هدفه بوضوح أن يقول : لا تُضيعوا أوقاتكم فى التحدث إلى بعضكم البعض عبر الشات ، لأن الأمر غير مُجدي إطلاقاً .. استغل وقتك فى امور اكثر أهمية من التعرف على فتاة مجهولة فى الإنترنت ، واستغلى وقتك فى أمور اكثر أهمية من التعرف على شاب مجهول فى شبكة الإنترنت .. ستعرفون الأسباب حالاً..

النقطة الثالثة : ليس معنى أن أشرح لك بعض القوانين هنا حول التعامل مع الشات ، وبعض الحقائق فيه .. هو أننى مُحترف شات مثلاً ، او أنني عربيد خبير فى هذه الأمور ..

لو قرأتَ أنت مقالاً تفصيلياً عن تطوّر قرود البابون من العصر الطباشيري إلى يومنا هذا .. هل هذا يعني أن كاتب هذا المقال قرد بابون ؟ .. أو ان كاتب هذا المقال يعمل فى وحدة أبحاث بيولوجية مُتقدمة فى فرنسا ؟! .. بالطبع لا .. هو فقط جمع ما قرأه وعرفه عن تطوّر قرود البابون ووضعها فى المقالة.. نفس الوضع هنا أيضاً !

دعونا نبدأ إذن .. لدينا هنا خمسة قوانين ، حاول ان تضعها فى اعتبــارك فى أي محادثة ( شات ) تقوم بإجراءها مع أي شخص بأي وسيلة للمحادثة عبر الانترنت..

انت تعرف طبعاً ان كل الفتيات جميلات فى الصور .. لم تُخلق بعد الفتاة التى لا يُمكنها ان تبدو حسناء فى الصورة وهي تُمسك زهرة فى يدها أو تستند على حائط بطريقة أنيقة ..

فى الوقت الذي نظهر فيه جميعاً نحن الرجال كالبُلهاء فى أي صورة نلتقطها لأنفسنا .. شخصياً أعتقد أننى مُصاب بلعنة من نوع خاص ، تجعلني أبدو شنيعاً فى أي صورة تلتقطها أي كاميرا فى هذا الكوكب .. هذا الاحتمال يُريحني على أية حال ، لأنه يُشعرني باننى رائع .. العيب فى الكاميرا ياسادة أو فى اللعنة المُحيطة بي ، وليس العيب مني حتماً ..

بإختصار : الصورة الرائعة التى تراها للفتاة التى تتحدث معها منذ فترة طويلة ، هي حتماً مجرد ( صيد كاميرا ) .. لقطة عابرة تضافرت فيها عدسة الكاميرا مع الخدع البصرية مع القليل من التوفيق فى إلتقاط الصورة .. ولكن  الواقع شنيع جداً فى الغالب ..

أما بالنسبة للفتيات ، فكما ذكرت لكن .. نعم .. الفتي التى تتحدثين معه دائماً هو بنفس البشاعة التى يظهر بها فى الصور ، ولا يُوجد أي خدع بصرية هاهنا ..

هذا قانـــون مُوجه بشكل خاص للشباب .. قاعدة لا تخيب أبداً في رأيي .. تعامل مع هذا القانون بإعتباره ثابت علمي فيزيائي لا يقبل المُناقشة أو التعديل مثل قيمة سرعة الضوء أو ثابت بلانك .. من الأحمق الذي يُمكن أن يُجادل فى قيمة سرعة الضوء فى أيامنا هذه ؟!

” كلما ازدادت رقة صوت الفتاة التى تتحدث معها فى الشات ، كلما كان يجب عليك إنهاء المُحادثة في أسرع وقت ممكن ، لأنك تضيع وقتك ومجهودك بلا أي داعي .. والاهم من ذلك ، أنت بصدد صدمة عُمرك فى النهاية ! “

هذه القاعدة – في رأيي – تزداد قابلية تطبيقها فى مصر والخليج بشكل مُحدد أكثر من غيرها من بلادنا العربية ..

أعرف أحد الأصدقاء لم يلتزم بهذا القانون ، وظل كالمسحور يُجزم بأنني لا أفهم شيئاً وأطرح فرضيات سخيفة .. إلا أنه تلقى فى النهايــة صدمـــة نفسية عصبية جعلته يغادر عالم الإنترنت كله ، ويقطع علاقته تماماً بأي شيئ له علاقة بالشات .. وضع مؤســف فعلاً ..

فى الوقت الذي تتحدثين فيه إلى ذلك الفتـــى الذي يبدو أنيقاً فى صــوره ، ويرتدي زياً جذاباً .. مُهذباً فى كلماته .. مثقفاً فى أفكاره .. كلما – طبعاً – ستكوِّنين فكــرة عنه بأنه شخـــص مميـــز ، حالته الواقعيـــة شبيهة بحالته الإفتراضية عبر الإنترنت ..

لا أريد أن أصيبكِ بالإحباط .. ولكن غالبــاً هذا الأخ يتحدث إليكِ عبــر الشات يبـــدو – فى العالم الواقعي – كالمجانين فى محطات القطـــارات .. أشعـــث أغبــــر ، يلوك قطــعة ضخمة من البطيخ تلوث فمه ووجهه ويرتدي ســروالاً مُتسخاً مـــرَّت عليه عدة قـــرون لم يشهد المـــاء أو الصابــون ..

نعم ، غالبــاً مظهره العام قريب جداً من الصورة التى رأيتيها .. ولكن وضعه الحالي وهو يتحدث إليكِ عبر الشــات ، عادة مايكون مأساويــاً جداً ..

والعكـــس هو الأكثر ألماً للأسف .. غالباً الفتــاة التي تبدو حسناء رقيقة كالعصافيــر فى كل الصـــور – المختارة بعناية كما ذكرنا -، تُحدثك عبــر الشات وهي في وضع يُشبه الساحرات الشــريرات مُبعثــرات الشعر فى العصـــور الوسطى ، لا ينقصها سوى مكنسة تطير بها فى الليالي المُقمـــرة ، ولا تكف عن إطلاق ضحكات مُرعبة .. ثم طهي رؤوس الأطفال الرضع لتقديمها كقرابين للشيـــطان..

بإختصـــار : لا تتركوا العنان لخيالكم على الإطــلاق ، ولا تفترضوا أي أمـــور حول الشخص الذين تتحدثون معه … سواءاً كشاب أو كفتـــاة .. بل من الأفضل أن تفتـــرض دائماً الأســـوأ !

هذا قانون مُهم جــداً فى رأيي !

تعرفون هذا النوع من الفتيــات الذي يضعون أسماء عجيبة من نوع ( رنين الصمت – جميلة بكبريائي – الأنيقة الســاحرة – همس المشــاعر ) إلى آخــر هذا الهُـــراء الذي يُشيـــر أنهن لسنَ  كذلك ..

والعكس .. تجدون هذا النوع من الشباب المعروف الذي يضع كلمات من نوع : تألمت فتعلمت فتغيرت.. أو النوع الآخـــر المولع بأفلام الحــركة ، فيضع أسماء حماسية مثل : حمادة هاكر – برنس الليالي – العقــرب .. إلخ

لا أعتقــد أنك ستكون سعيــداً إذا أضعت وقتك فى الحديث مع الأنيــقة الساحرة ، ثم تكتشف فى النهاية انها لا أنيقة ولا ساحرة .. ولا أعتقد أن الشاب الذي يخبرك أنه تألم فتعلم فتغيـــَّر ، جدير بأن تضيعي وقتك فى التحدث إليه ..

الدنيـــا بها أمــور أهم بكثيـــر من التحدث لهذه النمــاذج 😕

ربما يعتبــر هذا القانون هو الأكثــر أهمية في رأيي : إذا وجدت من تتحدث معه أو تتحدثين معه يستخدم هذه اللغـــة العجيــبة المؤسفة المُسماة بالفرانكو آراب .. أنهوا المحادثة فوراً ..

بغض النظــر انها لغة ليست مفهومة على الإطلاق ، إلا أنها تُعطي فوراً إنطبــاعاً عميقا أن المُتحدث شخص سمج جداً إلى أبعد الحدود ،سواءاً كان شاباً او فتـــاة .. فضــلاً أنها لغة إستفزازيـــة جداً لأي شخص سوي وسليم عقليــاً ويفهم معنى الحيـــاة..

تقول أن بعض الأشخاص الذي تحدثهم لا يمتلكــون لوحة مفاتيح بها حروف عربية ، وأنه يضطــر لإستخدام هذه اللغة ؟! .. فأجيبك أنه من الأفضــل أن يكتب باللغة الإنجليزية أو الفرنسيــة أو اللغة الثانية التى يجيدها ، أو أن تخبره أنك لن تتحدث معه بهذه اللغة الحمقاء الشبيهة باللغة الفنلندية القديمة ، حتى يقوم بشراء لوحة مفاتيح جديدة تحتوي على أحرف عربية ، او أن يتحدث معك بلغة أجنبية يفهمها كلاكما..

بالتأكيــد هناك الكثير من الخطوات الإحترازية الاخــرى الضرورية ، لضمــان عدم تعرضك ( لمقلب ) أو صدمة نفسية تستمـــر معك طويلاً ..

على كل حال أنا أخبــرك ماعندي ، لكي أجنبك هذه اللحظة ، بدلاً من أن تتعــرض أنت لتجربة مريرة من هذا النــوع ، تجعلك تندم على الوقت الهائل الذي أضعته فى أمــور لم يكن لها أي داعي إطلاقاً ..

إذا كنت خبيــراً فى مواقع الشــات ، أو الشات عبر الفيسبوك .. لا تخــرج قبل أن تضع لنا نصائحك فى التعليقات .. لديــنا هنا الكثيــر من الشباب الصغير الذي يحتاج إلى معرفة ماتعرفه أنت عن هذا العالم !! 😐

شخصيــاً .. أعتقد أننى قلت ما أعــرفه عن هذا العالـم ، وأنني سأنام الليلة مرتاح الضميـــر بعد مشاركتكم به !