أهم أنواع المدارس والنظم التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية

من المعروف أن النظام التعليمي الأمريكي من أشهر الأنظمة التعليمية في العالم وأكثرها نجاحاً، لذلك يسعى كثير من الطلاب من مختلف بلاد العالم إلى استكمال دراسته بها والالتحاق بأحد الجامعات التي قد تضمن له مستقبلاً أفضل، وسوف نعرض في هذا المقال مراحل النظام التعليمي المختلفة بالولايات المتحدة الأمريكية

في البداية، يلتحق الأطفال بالمدرسة في سن الخامسة بحيث لا يُمكن أن يتم قبول أحد الأطفال بعمر أصغر من ذلك، ويعتبر هذا العام هو المرحلة التمهيدية وهو ما يُسمى بالـ kindergarten، وعندما يُصبح الطفل في السادسة يبدأ ما يُسمى بالمرحلة الابتدائية (Primary school) التي تستمر ستة أعوام، ثم تبدأ مرحلة أخرى تُسمى بالـ (Middle school)، وأخيراً، يُنهي الطالب مدرسته بما يُسمى بمرحلة الـ (High school).

وأما عن أنواع المدارس والنظم التعليمية، فهي تتعدد وتختلف بشكل كبير:

هي من أشهر المدارس المتاحة التي يُمكن أن يختارها أولياء الأمور لأبنائهم، ويقبل هذا النوع من المدارس جميع الأطفال بشرط أن يسكنون بالمناطق المجاورة لهذه المدرسة، وتخضع جميع المدارس العامة للمعايير الموضوعة من قبل وزارة التعليم الأمريكية، ولكن هذا لا يعني أيضاً أن كل ولاية لها قوانينها الخاصة بها، وقد يعتقد البعض أن المدارس العامة هي خيار تقليدي لا يُقدم الجديد للأطفال، ولكن في الحقيقة تتميز هذه المدارس بعدة مميزات، من ضمنها: أن المعلمين يتمتعون بقدر عالٍ من الكفاءة لأنهم يشترطون عليهم حصولهم على شهادة متخصصة، وكذلك تُعتبر المدارس العامة من أكبر المدارس لذلك فهي تمتلك عدداً كبيراً من الموارد وتتميز بالتنوع الكبير للطلاب.

الزي المدرسي الموحد … آراء مختلفة حول مدى فعاليته للطالب المدرسي

على عكس المدارس العامة، لا تتلقى المدارس الخاصة دعمها المالي من الحكومة بل تفرض مصروفاتها الخاصة على الطلاب، وقد يكون ذلك سبباً في أن أغلب المدارس الخاصة أصغر مساحة وحجماً من المدارس العامة.

وبالرغم من أن الطلاب قد يفتقدون فرصة الانضمام للمدارس العامة والاستفادة بمميزاتها، إلا أن المدارس الخاصة لها مميزاتها وهي أن المدارس الخاصة لا تخضع لقوانين وزارة التعليم لذلك يتمتع طلابها ببعض المرونة في المناهج التعليمية التي قد تسمح لهم اختيار المواد التي تتفق مع اهتماماتهم، فهي تُناسب أولياء الأمور الذين يرغبون في تلقي أبنائهم خبرات تعليمية فردية.

هي الخيار الأوسط بين المدارس العامة والمدارس الخاصة، فهي تتلقى الدعم المادي من الحكومة مثل المدارس العامة وفي نفس الوقت لا تشترط وزارة التعليم عليها الالتزام بمنهجية الدراسة في المدارس العامة، ومن يتولى إدارتها بعض المدرسين وبعض أولياء الأمور، فهي تُعتبر الحل الأمثل لأولياء الأمور الذين يريدون أن يحصل أبنائهم على مناهج تتسم ببعض المرونة مع الاستفادة بالموارد المتوفرة للمدارس العامة، ولكن عيب هذا النوع من المدارس أنه لا يتواجد بشكل كبير وبالتالي تكون أماكن الالتحاق محدودة، لذلك في الأغلب تضطر معظم المدارس إلى اختيار الطلاب عن طريق القرعة بدلاً من اللجوء إلى طريقة غير موضوعية ومتحيزة في اختيار الطلاب المقبولين.

يُعتبر هذا النوع من المدارس من الخيارات المشهورة في النظام التعليمي الأمريكي، فهو يُناسب الطلاب الذين يريدون التركيز على تخصص دراسي معين، وهي مدعومة من الحكومة بحيث لا تطلب مصروفات دراسية، فالطلاب يُمكنهم الالتحاق مع التركيز على تخصص معين مثل: علوم الرياضيات، الدراسات الاجتماعية، العلوم الطبيعية.

وفي الأغلب، بعد الانتهاء من هذه المدارس، يلتحق الطلاب بنفس التخصص بالجامعة، وتعتمد هذه المدارس في قبولها على مدى تفوق الطلاب بمادة معينة، وهي تُعتبر الخيار الأمثل للطلاب الذين اكتشفوا شغفهم تجاه مادة معينة في المرحلة الإعدادية ويُريدون دراستها بشكل أكثر تخصصاً وعمقاً في المدرسة الثانوية.

يقوم هذا النظام التعليمي على فلسفة معروفة تُسمى المنتسوري، وتوجد حوالي 4000 مدرسة تتبع هذا النظام في الولايات المتحدة الأمريكية، يوجد منها المدارس الحكومية والمدارس الخاصة، وتختلف طريقة التعلّم بشكل كبير عن المدارس العامة، فهذه الفلسفة تُقدرّ أن كل طفل له قدراته وإمكانياته و اهتماماته الخاصة، وتكون الفصول الدراسية مجهزة عن طريق توفير نشاطات يقوم بها الأطفال طول الوقت بأيديهم لاكتساب المعلومات والحصيلة المعرفية، وكذلك تقوم الفلسفة على أن الفصل الدراسي يحتوي على أطفال من أعمار مختلفة، فالطفل الكبير يتعلّم مسئولية توجيه الأطفال الأصغر سناً ومساعدتهم على اكتساب مهارات مختلفة.

ويعتمد هذا النظام على تعليم الأطفال حب الاكتشاف والمهارات اللازمة حتى يستطيعون الوصول للمعرفة، فعلاقة المدرس بالطفل ليست تقليدية كعلاقة أن الطفل يتلقى المعلومات من شخص أعلى منه و أكثر فهماً، بل أن الطفل يحاول اكتشاف اهتماماته وتطوير مهاراته ومعارفه من خلال الأدوات المُتاحة في الفصل وذلك بمُساعدة وتوجيه المُدرسة.

هذا النوع من المدارس يوفرّ للطلاب فرصة السكن والإقامة، وتهدف هذه المدارس إلى خلق علاقات قوية بين الطلاب ومعلميهم لذلك يقضي الطلاب تقريباً كل أوقاتهم داخل حرم المدرسة سواء في أوقات التدريس أو أوقات القيام بنشاطات أخرى.

ويعطي هذا النوع من المدارس فرصة للطلاب لاكتساب مهارات حياتية مثل الاعتماد على النفس والاستقلالية والذي يُعتبر أحد أهدافها بجانب الحصيلة الأكاديمية التي يكتسبها الطالب.

توفرّ الكثير من المدارس العامة الأمريكية برامج تعليمية مخصصة لتمكين الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة للانضمام إلى هذه المدارس والاندماج مع الطلاب الآخرين، وبالرغم من ذلك فهناك مدارس مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة والتي يجدها بعض الطلاب أنها أكثر عملية لهم ويشعرون فيها بأنهم أكثر إنتاجية، وذلك لأنها تكون أكثر تركيزاً على هذه الحالات الخاصة، وتحرص على تعيين مدرسين مدرّبين على كيفية التعامل مع هؤلاء الطلاب والتدرّيس لهم.

يظن البعض أن فرصة التعلم عن بعد من خلال الإنترنت متوفرّة فقط في التعليم الجامعي، فلا يعلمون أن هناك أيضاً مدارس يُمكن الانضمام إليها والتعلّم عن بعد، وتوفرّ هذه المدارس مدرسين متخصصين بكفاءة عالية مثل المتواجدين في المدارس العامة، وتعتبر الميزة التي توفرّها هذه المدارس هي المرونة والاستقلالية، فالطلاب وآباؤهم لديهم القدرة على اختيار الوقت المناسب لهم ووضع جدول دراسي يُناسب ظروفهم، وكذلك تعديل المنهج والمواد الدراسية بحيث يُناسب اهتمامات وإمكانيات الطالب، وقد يلجأ إلى هذا النظام في الأغلب أولياء الأمور الذين اختاروا لأبنائهم نظام التعليم المنزلي.

تخيل أنك كطالب جامعي تمتلك أكثر من 5000$ دون أن تدري؟..ما لا تعرفه عن الإيميل الجامعي وكيفية الحصول عليه

هي مدارس تقوم بتعليم الطلاب مبادئ دين معين بجانب الحصيلة الأكاديمية التي تُقدمها، وتم إنشاء هذه المدارس لأن المدارس العامة لا تقدم التربية الدينية في مناهجها، وقد يرجع ذلك إلى تحقيق مبدأ الحرية الدينية الموجود في الثقافة الأمريكية خاصة وأن المدارس العامة الأمريكية تتميز بالتنوع الكبير بين الطلاب من مختلف الجنسيات والديانات.

هي المدارس التي يدرس بها الطلاب موادهم الدراسية بلغة أخرى مثل: الفرنسية أو الإسبانية، ويكون معظم الطلاب في هذه المدارس من أهل البلد لغتهم الرسمية هي اللغة الإنجليزية، وذلك لأن هذه المدارس تُساعدهم في اكتساب لغة أخرى.