8 فوائد هامة لتعلم مهارة جديدة

بتعلم الناس مهارات جديدة لعدة أسباب، أحياناً نحتاج المهارات الجديدة لمواكبة التطور المهني في وظائفنا، أو للحصول على مميزات التقنيات التكنولوجية الحديثة، عندما تتعلم مهارة جديدة فإن فوائدها تتجاوز مجرد كونها مهارة بالشكل الفعلي. فيما يلي أهم فوائد تعلم مهارة جديدة:

إن تركيبة الدماغ تملك مادة بيضاء تسمى “المايلين”، وهذه المادة تساعد على تحسين الأداء في عدد كبير من المهام. فكلما زاد عدد الأشخاص الذين يمارسون مهارة جديدة يتعلمونها، زادت كثافة المايلين في الدماغ، مما يساعد على التعلم بشكل أفضل وأسرع، كما يساهم ذلك في تنمية القدرات الفردية وتحسين مستوى الذكاء لدى الفرد بقدر عالي.

يساعدك تعلم مهارة جديدة على تعلم الأشياء بشكل أسرع بمرور الوقت. من خلال تحفيز الخلايا العصبية في الدماغ، حيث يتم تشكيل المزيد من المسارات العصبية وتنتقل النبضات الكهربائية عبرها بشكل أسرع أثناء تلقيك لمعلومات جديدة. فكلما زاد عدد المسارات التي تم تشكيلها، زادت سرعة النبضات، ومن ثَم زادت سرعة استيعابك للمعلومات الجديدة.

اقرأ أيضًا: كيف تجعل حياة أطفالك أكثر ذكاءً؟

جزء من تعلم مهارة جديدة هو ربط هذه المهارة بالمعلومات والمهارات التي تعرفها بالفعل من قبل. حيث تساعدك المعرفة السابقة للمعلومات على ربطها بالمعلومات الجديدة وتقوم بربط المهارات ببعضها بشكل لا إرادي يقوم به عقلك دون أن تشعر، مما يجعل من السهل عليك تعلم المزيد من المهارات الجديدة في وقت أقصر مما كنت معتاداً عليه، ومع تكرار ممارسة ذلك وتعلم المزيد من المهارات والأشياء الجديدة ستصبح أسرع وأكثر قابلية للتعلم.

يتمتع الأفراد ذوو الخبرة الجيدة بوقت أفضل فيما يتعلق بعلاقتهم مع الآخرين الذين يمتلكوا المزيد من الأشياء المشتركة معاً. فكثرة التعلم تجعلك شخصاً يحظى بذكاء اجتماعي عالي ولديك قابلية لتكوين علاقات اجتماعية بشكل أسرع وفهم دوافع وأفكار مختلف أنواع البشر، مما يجعلك أكثر إثارة للاهتمام ويجذب إليك الآخرين ويُحسن جودة حياتك مع تحسن علاقاتك وتعميقها.

إن تعلم أشياء جديدة يحافظ على مستوى اهتمامك مرتفعًا حتى لا تشعر بالملل بسهولة، كما أن ذلك يزيد من شغفك تجاه معرفة كل ما هو جديد والإطلاع بشكل مستمر على كل ما هو متعلق بالأشياء التي ترغب التعمق بها، كما أنه يمكن أن يصبح القيام بالأشياء نفسها مراراً وتكراراً أمراً رتيباً وجالباً للملل نوعاً ما، لكن تعلم مهارة جديدة يكسر دائرة الرتابة ويمنع الملل من الظهور، كما يُخرجك من منطقة الراحة المعتاد عليها إلى منطقة جديدة حيث تكون أكثر تقبلاً للتميز والاختلاف.

عندما تتعلم شيئاً جديداً، يتغير تكوين عقلك وتتغير تصوراتك عن الكثير من الأشياء حولك وتصبح أكثر فهماً وتحليلاً للأمور بشكل منطقي، وهذا بدوره يجعل من السهل عليك التكيف مع التغييرات الحتمية التي تحدث بشكل مفاجئ أحياناً. لذا فإن التكيف مع التغيير والخروج من منطقة الراحة بأمان يُعد مهارة في حد ذاته، وكلما كانت تجربة حياتك أكثر تنوعاً واختلافاً، كان من الأسهل عليك التكيف مع التغيير.

الأشخاص الذين يتعلمون مهارة جديدة هم أقل عرضة للإصابة بالخرف والزهايمر المبكر، حيث أن تعلم المهارات الجديدة يقلل من نسبة إزالة الميالين من دماغك، تلك المادة التي ذكرنا أنها تساعدك على التعلم بشكل أسرع وتقبل المعلومات بشكل أفضل، لذا نجد أن الأشخاص الذين يتعلمون مهارات جديدة بشغف وحيوية لا يمنحون عقولهم فرصة لإزالة مادة الميالين، ومساراتهم العصبية تصبح جاهزة للنبضات الجديدة ومن ثَم الأحداث الجديدة والمختلفة في الحياة.

في بعض الأحيان يمكنك تعلم مهارة جديدة بشكل مستقل أو غير تابع لمنظمة، ولكن غالبًا ما تكون أفضل طريقة لتعلم مهارة جديدة هي أخذ دورة. تقدم جامعة Central Connecticut State University دورات التعليم المستمر التي تسمح للناس بتعلم مهارات جديدة وتطوير مهاراتهم الحالية بشكل كامل، من أجل وظائفهم وتطوير اهتماماتهم الخاصة.

إن زيادة تعلمك لمهارات جديدة يتناسب طردياً مع زيادة شعورك بالفخر والرضا والسلام الداخلي تجاه نفسك، فالكثير منا يشعر أحياناً أنه يائس لممارسته روتينه اليومي بشكل متكرر مرير، مما يجعل تعلم المهارات الجديدة يكسر الحاجز الروتيني ويعمل على زيادة ثقتك بنفسك حيث تشعر بالتقدم في حياتك ويزداد شعورك بالإنجاز، مما يجعلك راضٍ عن ذاتك وفخوراً بها بالشكل الكافي الذي سيُحفزك لفعل المزيد وتعلم الكثير.

والآن إذا كنت تود تعلم مهارة جديدة عليك أولاً أن تحدد شغفك وتختار الشيء الذي تجد نفسك أكثر حماساً له، بعد ذلك ابحث عنه وقم بتثقيف نفسك تجاهه لمعرفة المصادر التي يمكنك أن تتعلمها منه، وبهذا الشكل ستكون مستعداً تماماً وبكل سهولة لبداية أول خطوة في طريق شغفك!