ثنائية اللغة أو Bilingualism | صنف نفسك بتعرفك على أنواعها ودرجاتها
5 د
هل تعلم أن قرابة نصف سكان الكرة الأرضية هم أشخاص يتقنون على الأقل لغتين؟ حيث من الشائع أن يكون الشخص ثنائي اللغة -كما يطلق عليه علميًا- بحيث يتقن لغته الأم إلى جانب لغة أجنبية. في هذا الصدد، يجب الإشارة إلى أن ثنائية اللغة تختلف من شخصٍ إلى آخر من حيث أنواعها ودرجاتها. وهذا بالضبط هو محور القادم من الأسطر؛ حيث سنحاول أن نقدم مختلف أنواعها ودرجاتها بشكل يسمح لك بتصنيف نفسك وإدراك فئتك الخاصة، قصد الحفاظ عليها أو التطوير منها.
أنواع ثنائية اللغة
الشخص ثنائي اللغة هو شخصٌ قادر على استخدام لغتين اثنتين، سواء في الكتابة والتحدث أو في القراءة والاستماع. وعلى عكس ما هو شائع، فثنائية اللغة لا تعني بالضرورة اتقان اللغتين بنفس المستوى المتقدم، بل يمكن أن يختلف مستوى إتقانها حسب مجموعة من المعايير، وأهمها سن تعلم اللغة والتي يمكن اعتمادها من أجل تحديد 5 أنواع لثنائية اللغة، وهي كالتالي:
ثنائية اللغة في وقت مبكر بشكل متزامن Simultaneous early bilingualism
ويقصد بها تعلم لغتين منذ الولادة، ويخص الأمر مثلًا الأطفال المولودين لوالدين لهما لغتان أم مختلفتان. وبالتالي، فالطفل يستمع منذ نشأته إلى نوعين من التعبيرات -إن صح الذكر- تخص نفس المعنى، الأمر الذي يجعله يلتقط اللغتين في آن واحد، بل وقد يخلط بينهما كون أن التعلم في هذه الحالة تم بطريقة “سلبية” أي باعتماد الاكتساب بدل المشاركة.
ثنائية اللغة في وقت مبكر بشكل متوالي Consecutive early bilingualism
هنا يتم تعلم لغة واحدة في البداية واعتبارها لغةً أم، ثم يتم تعلم لغة أخرى في وقت مبكر، أي قبل أن يتجاوز المتعلم الست سنوات. مثلًا، أحيانًا يكون للأطفال مربيات أجنبيات، ومع احتكاكهم بهن وتواصلهم معهن يتم تعلم لغتهن بطريقة عفوية ودون مجهود، حيث أن قابلية الأطفال للتعلم في هذه الحالة تكون عالية، لكنها تظل “سلبية” دون أي رد فعل (فقط استقبال المفردات والعبارات، تخزينها ثم محاولة استخدامها للتواصل).
خمس طرق للنجاح في السنة الجامعية الأولى
ثنائية اللغة المتأخرة Late bilingualism
يكون تعلم اللغة الثانية متأخرًا بعض الشيء، أي بعد تجاوز الطفل لسن السادسة. هنا، يبدأ بالانتقال نسبيًّا إلى التعلم الإيجابي النشيط بدل السلبي؛ حيث يعتمد على الأساليب الفعلية للتعلم كالقراءة واستخدام الحواس والتعرف على طرق النطق السليمة وغيرها من الأمور المعتمدة لتعلم اللغة وتصحيحها استنادًا لقواعدها. ففي النوعين السابقين، يظل الطفل منحصرًا في “اللهجة” المرتبطة باللغة ونطاق تواصلها الشفوي بدل الكتابي، لكنه هنا يبدأ باكتساب -إلى جانب لغته الأم المستخدمة في حياته اليومية- لغةً جديدة بقواعدها وأصولها السليمة.
ثنائية اللغة المضافة Additive bilingualism
وهو النوع الشائع بين أنواع ثنائية اللغة، حيث يتم تعلم اللغة الأجنبية الثانية باعتماد دروس تعلم اللغات أو غيرها من الأساليب الأكاديمية. ويختلف هذا النوع عن سابقه بكون أن ثنائية اللغة المتأخرة تتم نوعًا ما بطريقة عفوية وبالاستناد على اللغة الأم، أي أن المتعلم في هذا النوع يعتمد بنسبة كبيرة على الترجمة الحرفية بين اللغة المكتسبة الأولى واللغة المُتعلمة الثانية، بينما في ثنائية اللغة المضافة، فهناك نوعٌ من الاستقلالية بين اللغتين يضمن اكتسابها بشكل واعٍ.
ثنائية اللغة الانتقاصية Subtractive bilingualism
وهذا النوع مختلفٌ تمامًا عن الأنواع السابقة، حيث وبدل الاحتفاظ بلغة أم واكتساب لغة جديدة، يتم التخلي عن الأولى والاعتماد أساسًا عن الثانية، أي أن اللغة الثانية المكتسبة تنتقص من مستوى إتقان اللغة الأولى بحيث يصبح الاعتماد عليها كليًّا إلى حد كبير.
نجد الأمر متجسدًا في بعض الحالات كالسفر إلى دولة أجنبية ذات لغة مختلفة عن اللغة الأم للمسافر والبقاء هناك لفترة طويلة دون احتكاك مع متحدثين باللغة الأم أو حتى التواصل معهم، هكذا، ستُنسى بطريقة عفوية وتدريجية اللغة الأم نظرًا للاستخدام المكثف للغة الجديدة دونما اعتمادها، خاصة إن كان الأمر يتعلق بشخص شاب أو في بداية عمره ممن تربطه باللغة الأم سوى “لهجتها المعتمدة” وليس قواعدها النحوية وغيره.
درجات ثنائية اللغة
بالتوازي مع هذه الأنواع الخمس لثنائية اللغة، يمكن تصنيف 5 درجات إتقانها، وهي:
- ثنائية اللغة “الحقيقية” / True” bilingualism”: وهي التمكن الكلي من لغتين اثنتين والقدرة على التعبير باستخدامهما بنفس الكيفية والمستوى كيفما كان الموضوع والسياق. في الغالب ترتبط هذه الدرجة بالثلاث أنواع الأولى المطروحة في الأسطر السابقة، حيث يمكن للتعلم أن يتم في البداية بطريقة عفوية في الصغر وتطويره بعد ذلك كمادة تعلمية من أجل تعزيز اتقانها.
- شبه ثنائية اللغة / Semi-linguism: وهي القدرة على التحدث والتعبير بلغتين اثنتين بنفس الكيفية والمستوى، لكن دون الوصول إلى مستوى متقدم في إتقان الاثنتين. الأمر يخص غالبًا تعلم لغتين في آن واحدٍ أو الاقتصار على الاكتساب العفوي لكلتيهما (الذي يتم في الصغر مثلًا) دونما السعي لتطوير مستوى المتعلم اللغوي بعد كبره.
- تساوي الثنائية / Equilingualism: وهي درجة تشبه نوعًا ما سابقتها، حيث يتقن المُتعلم هنا لغتين اثنتين لكن بمستوى ضعيف نوعًا ما، أقل من أن يعتبر شبه ثنائية اللغة.
- ازدواجية لغوية / Diglossia: وهي اعتماد لغتين اثنتين في سياقين مختلفين، مثلًا، التحدث في البيت بلغة عربية (الوالدين عربيين) وبالفرنسية في المدرسة والأماكن العمومية (إن كنت في فرنسا)، أو مثلًا التحدث بالعربية في الحياة اليومية لكن عدم القدرة على اعتمادها لشرح مسألة علمية إن كانت دراستك كطالب تمت بلغة إنجليزية… وغيرها من الأمثلة التي تثبت تفاوت في استخدام لغتين حسبًا سياق اعتمادهما، وهذا ما يعرف بالازدواجية اللغوية.
- ثنائية اللغة السلبية / Passive bilingualism: وهي فهم لغة ثانية دونما القدرة على التحدث بها أو التعبير باستخدامها، ويعتبر هذا أقل درجة في ثنائية اللغة، وهي الدرجة التي يحصل عليها المُتعلم خلال الأسابيع الأولى من تعلم لغة أجنبية باعتماد دروس التعلم مثلًا.
بتعرفك على أنواع ودرجات ثنائية اللغة يمكنك تحديد مستواك والفئة التي تنتمي إليها، محددًا درجة إتقانك للغات الأجنبية ونمط تعلمك.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.