🎞️ Netflix

الإدارة الصفية الفعالة وأهميتها في نجاح العملية التعليمية

الإدارة الصفية
ليال العلي
ليال العلي

5 د

التعليم هو الطريق الصحيح الذي يساعد الإنسان على اكتساب المهارات والخبرات العلمية والحياتية، ويعمل على إغناء عقله وذاته بالأفكار الحضارية النيرة، ويجعل منه شخصا قادرًا على مواجهة جميع تحديات وضغوط الحياة وبالتالي يعطيه القدرة على إيجاد الحلول المناسبة لكل مشكلة تواجه مشوار حياته.

وتشكل المدرسة اللبنة الأولى في عملية التعليم التي تؤهل الفرد للحصول على التعليم المناسب، وتعتبر أول تفاعل بين الطالب والمدرس من خلال العلاقة المباشرة فيما بينهم في كل صف من صفوف المدرسة وفي جميع مراحلها الدراسية، وعلى هذه العلاقة يترتب مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المدرس بالدرجة الأولى بالإضافة إلى مسؤولية المدرسة وتفاعل أهالي الطلبة وتعاونهم مع أستاذ الصف.


مفهوم الإدارة الصفية

الإدارة الصفية هي عملية تهدف إلى توفير تنظيم فعال داخل غرفة الصف، وذلك من خلال الأعمال والنشاطات التي ينفذها المعلم باستخدام مهارات عالية في التواصل مع الطلاب بهدف تحقيق الانسجام في الصف بين المعلم والطلاب من جهة، وبين الطلاب أنفسهم من جهة أخرى، وتوفير الظروف الملائمة لضمان حدوث العملية التعليمية في ضوء الأهداف المحددة لها بهدف إحداث تغيرات جذرية مفيدة ومرغوب فيها في سلوك المتعلمين، تنسجم وثقافة المجتمع الذي ينتمون إليه، وتطوير إمكاناتهم إلى أقصى حد ممكن في جوانب ذواتهم المتكاملة.


أنماط الإدارة الصفية


الإدارة الصيفية الفوضوية:

يسود هذا النمط من الإدارة الصفية الفوضى والضجيج وينتشر عند المعلمين الذين يتسمون بضعف الشخصية ولذلك لا يتمكنون من ضبط الصف والسيطرة على الطلاب ولفت انتباههم، حيث يعاني هؤلاء المعلمين من خلل في الإدراك والتخطيط المناسب، وعدم القدرة على الإنتاج الصفي المطلوب، وبالتالي ضياع وقت الدروس في أمور غير نافعة للطلاب.


الإدارة الصفية التسلطية:

يتصف المعلمون في هذا النمط من الإدارة بالتسلط والرغبة في السيطرة المطلقة على الطلاب وفرض الطاعة والاحترام، وهم يهدفون من كل ذلك إلى إيصال المعلومات التي يريدونها إلى الطلبة دون ترك مجال للنقاش والحديث، بل يعتمدون أسلوب التسلط والاستبداد بالرأي في تنفيذ قراراتهم.


الإدارة الصفية التقليدية:

يتميز هذا النمط بشكل أساسي بالاحترام من قبل الطلبة تجاه معلميهم الذين يكبرونهم في السن، فهم يسعون إلى تقديم الطاعة والاحترام مع وجود بعض القيود والصعوبات في عملية النقاش والحوار فيما بينهم.


الإدارة الصفية الديموقراطية:

يسود هذا النمط من الإدارة الصفية أسلوب النقاش والحوار المتبادل بين المعلمين وطلابهم، وبذلك يتم توفير الأجواء المناسبة للطلبة والتي تتميز بالراحة والأمان وبالتالي يعد هذا النمط من أفضل الأنماط الصفية.


عناصر العملية الادارية الصفية:

التخطيط: هو أول المهام الإدارية الملقاة على عاتق المعلم، ويجب أن تكون هذه المهمة ناجحة ومنظمة لأنها تنعكس على سير العملية الإدارية برمتها، وهنا يجب على المعلم وضع العديد من الخطط وأهمها: الخطة السنوية – الخطة الدراسية – الخطة الزمنية للمنهاج – خطط علاجية – خطط للمتفوقين – المشاركة في إعداد الخطة التطويرية للمدرسة.

القيادة: مهما تغيرت وتبدلت الظروف التربوية يبقى المعلم هو الأساس والقائد في العمل الصفي فلا يمكن الاستغناء عن دوره القيادي المهم في العملية التعليمية وعليه يجب أن يكون قادرًا على العديد من الأمور وهي:

  • بناء الدافع القوي للتعلم وإثارة اهتمام التلاميذ بمواضيع الدروس وشد انتباههم وإشراكهم في عملية التعليم بشكل فعال.
  • مراعاة الحاجات النفسية والاجتماعية للطلاب والمتعلقة بكل مرحلة من مراحل نموهم والتعامل معهم بذكاء ولطف وذلك لكسب ودهم وثقتهم.
  • مواجهة الملل والضجر من خلال قيام المعلم بتنويع الأنشطة الصفية واختيار الوسائل التعليمية المتعلقة بموضوع الدرس حتى لا يشعر الطالب بالملل والضجر خلال الحصة الدراسية.
  • الانتباه لميل الطالب إلى جذب الانتباه يقع على المعلم معرفة كيفية التعامل مع حالات الطلاب الذين يميلون للفت الانتباه إليهم، حيث ينتشر هذا الأسلوب بين التلاميذ ضعاف التحصيل بكثرة وممكن ملاحظته أيضًا بين التلاميذ المتفوقين، وإيجاد الحلول المناسبة لكل حالة على حدة.
  • الفروق الفردية: وهنا يجب على المعلم مراعاة الفروق الفردية من حيث الذكاء لدى الطلاب وملاحظة مدى استجابة كل منهم للعملية التعليمية والتعامل معهم على هذا الأساس.

التنظيم: تدل عملية التنظيم على التأثير القوي في التعليم والتعلم، وتعد مؤشرًا مهمًا لأداء المعلم الجدي والمتكامل حيث أن إدارة الوقت بدقة وفاعلية تدل على خبرة المعلم ودرايته بعمله، فهو يعطي كل شيء حقه في أثناء الحصة الدراسية من بدايتها بالتهيئة واختبار الطلاب الى عرض وشرح الدرس وختامه ووصول المعلومة للطلبة وبالتالي تحقيق الإفادة لهم وعدم تضييع أي ثانية أو مداهمة الوقت له في أثناء شرح الدروس لهم.

التقويم: ان مفهوم التقويم في العملية التعليمية هو عملية استمرارية ومدخل لتعديل الانحراف عن المسار المرسوم وتقويمه بشكل أفضل، ومن دونه تصبح العملية التعليمية فردية وارتجالية غير موضوعية وعليه وجب على المعلم أن يعطي التقويم أهمية كبيرة بكل أشكاله من إعداد الاختبارات التشخيصية والتحصيلية وتحليل نتائجها، بل وأيضًا يمكن عد أشكال هذا التقويم بمنزلة إشارة مرور للمعلم تعطيه الضوء الأخضر للانطلاق بأمان ونجاح لتحقيق عمله وأهدافه.


الأهداف المرجوة من الإدارة الصفية الفعالة

  • حفظ النظام: قيام المعلم بضبط الصف والحفاظ على نظامه واطباق سيطرته عليه من خلال اتباع قواعد معينة من الترغيب والترهيب المعتدل وبالاتفاق مع الطلبة من دون اللجوء إلى أسلوب القسوة والعقاب الشديد الذي أثبت فشله مع تغير الزمن، حيث يولد الخوف وضعف الشخصية للطلاب وإنما إشراكهم في عملية حفظ النظام للصف والمدرسة مما يجعلهم يشعرون بالمسؤولية والثقة الكبيرة الممنوحة لهم وبالتالي ينعكس ذلك على سلوكهم وتصرفاتهم.
  • الانضباط: يتمثل الانضباط بطاعة التلاميذ طبعًا الطاعة الواعية المفكرة وليس الطاعة العمياء الناتجة عن الخوف، حيث أن إدارة الصف وانضباطه مرتبطة بطاعة تلاميذه وأدائهم للأدوار والتعليمات الموكلة اليهم لكي يتعلموا ويسيروا بانتظام نحو أهدافهم المنشودة.
  • تنظيم البيئة المحيطة: إن تلاميذ الصف هم الحلقة الأهم في عملية التعليم وبالتالي فإن البيئة المحيطة بهم والاهتمام بها لها دور كبير في دفع العملية التعليمية بشكل فعال وممتاز، وبما أن الطالب يقضي معظم يومه الدراسي في غرفة الصف لذا يجب أن تتوافر فيها عدة أمور حتى تكون مريحة للطالب وأهمها: التهوية الجيدة وتوزيع الأثاث بشكل منظم ومريح وتوافر أماكن لتعليق الأشياء عليها، ووضع السبورة بمكان وارتفاع مناسبين، وتوفير الإضاءة الجيدة وغيرها من الأمور الأخرى.
  • توفير المناخ العاطفي والاجتماعي: تتميز الإدارة الصفية الفعالة من خلال تمكن المعلم من توفير جو من التعاون والتنافس الإيجابي بين التلاميذ، مما يخلق لديهم حافز كبير للنجاح والإنجاز وقد ينعكس ذلك على جو الصف حيث تغلب روح المحبة والألفة والحرص على مشاعر الآخرين والرقي في التعامل بين المعلم وطلبته وبين الطلبة أنفسهم.
ذو صلة

في الختام

إن التعليم هو الثروة الحقيقية التي ستنتج للإنسان العديد من المكاسب في حياته، ولذلك يجب الاهتمام بالعملية التعليمية ودعم ذراعيها الأساسيين (المعلم – الطلاب) عن طريق بذل كل ما فيه دعم واهتمام للنهوض بهم وخلق جيل متعلم وطموح يمكن الاعتماد عليه في المستقبل.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة