لماذا يجب تعليم الأمن السيبراني لطلاب المرحلة الثانوية؟
3 د
يتسرب كل يوم آلاف المعلومات الشخصية حول العالم إلى Deep Web أو الشبكة المظلمة، وعلى إثر ذلك قررت وزارة التعليم الإميركية في حل هذه المشكلة واقتلاعها من جذورها وذلك عن طريق إعلان دورة تدريبية للأمن السيبراني في المدارس الثانوية يهدف إلى وعي الطلاب بمخاطر نشر البيانات الشخصية عبر الإنترنت وكيفية إدراتها.
تغيرت طريقة استخدامنا للإنترنت كثيراً في السنوات الأخيرة، فقد أصبح من الضروري إدخال بيانتنا الشخصية على مواقع الانترنت للانضمام إلى مواقع المواعدة، الاشتراك في النشرات الإخبارية، صنع حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، بيع أثاث مستعمل.
وبالتالي ستكون معلوماتك الشخصية صيد ثمين للقراصنة ومكسباً مغري للمتسللين الذين يمكنهم جني الأموال من البيانات الشخصية من خلال اختراق حسابات الأشخاص الإلكترونية والقيام بالعديد من الاختراقات الأمنية الإلكترونية، لذا فإن تفسير سبب رغبة الشركات في الحصول على بياناتنا وماذا يفعلون بها والآثار المترتبة عليها هي فقط لمعرفة الاحتياجات الأساسية لكل فرد في هذا العالم.
للأمن السيبراني عدة جوانب، منها السيئة ومنها الإيجابية كحد السيف تماماً ونحن هنا بصدد دراسة تلك الجوانب و أعقابها على الطلاب والمدرسين وكيفية تلافي السلبيات:
الإيجابيات
يمثل برنامج الأمن السيبراني في المدارس الثانوية خطوة في الاتجاه الصحيح لضمان معرفة الشباب بالمخاطر التي يشكلها الإنترنت، سيشارك الطلاب كجزء من البرنامج في أربعة تحديات تركز على السلامة الشخصية على الإنترنت والتشفير (تمثيل البيانات والاتصالات الآمنة عبر الإنترنت) ، وشبكات الإنترنت وحقن SQL (أمان تطبيقات الويب وتقنيات القرصنة).
الأهم من ذلك، سيحقق تعليم أمن المعلومات ما هو أبعد من الخصوصية ومنع السلوك غير المرغوب فيه (مثل التسلط عبر الإنترنت)، ليشمل مخاطر جديدة تواجه شباب كل يوم مثل رسائل البريد الإلكتروني المزيفة والرسائل النصية التي تبدو حقيقية ولكنها تهدف إلى سرقة المعلومات الشخصية والمالية منك.
السلبيات
يفرض هذا التعليم ضغطاً أكبر على المدارس والمدرسين، فالتجهيز للدورة والبحث عن مدرس مناسب أمر مرهق لإدارة المدرسة، عدا أن المناهج الدراسية الحالية مكتظة بالفعل وليس هناك ما يضمن أن هذا البرنامج سيصبح جزءاً من المناهج الدراسية السائدة، هذا يؤثر على الوقت الذي يمكن إعطاءه لتدريس البرنامج وأيضًا القيمة العلمية التي سيأخذها الطلاب منها، بجانب أن المعلمون ليسوا خبراء في الأمن السيبراني، ولا ينبغي أن نتوقع منهم أن يكونوا كذلك، وبالتالي قد يحتاج المعلمون لحضور ندوات تعليمية مهنية عن الأمن السيبراني في أوقاتهم الخاصة وبدون أجر.
يتطلب تحسين قدرات الطلاب في أمن المعلومات أكثر من مجرد تزويد بالمعلومات الموجودة ضمن الكتب، إذ يجب أن يكونوا المعلمين قادرين على فهم النصيحة وتطبيقها، ويجب أن يكون لديهم الدافع والرغبة في القيام بذلك.
إذا كنا جادين بشأن تعليم الأمن السيبراني في المدارس، فيجب أن يصبح جزءاً من المنهج الدراسي، ويجب دعم المعلمين بطريقة هادفة لتدريسه.
يجب على الأباء إضافة بعض المساعدة أيضاً
يعد الأمن السيبراني شيئاً جديداً بالنسبة لمعظمنا لذلك على الآباء تعلمه أيضاً للتأكد من أن أطفالهم يتعلمون قدر المستطاع، إن تمكين الآباء من التعرف على المعلومات بأنفسهم يدعمهم ليكونوا أكثر قدرة على توجيه أطفالهم بطرق جيدة، حيث يحتاج الآباء إلى معرفة كيفية إدارة بيانات أطفالهم عبر الإنترنت بأمان، إذ يمكن أن تؤثر الأخطاء في إدخال الكثير من المعلومات أو تضمين معلومات شخصية عالية إلى مصادر غير موثوقة سيأثر بشكل سيء على ولده على مدار حياته.
إذا كان الآباء غير متأكدين من موثوقية مصدر ما، فمن الأفضل أن يتوخوا الحذر والتأكيد على أولادهم بعدم إدخال أي معلومات شخصية.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.