تخصص جراحة القلب: أحد أكثر التخصصات طلبًا على مستوى العالم!
5 د
القلب هو ذلك العضو الجالس في حنايا الصدر يضخّ في عروقنا نبض الحياة ودفئها، يقرع بإيقاعٍ منتظم، ويخرج بنا إلى أعذب سمفونيّات الجمال على أكبر مسارح الحياة، يسير بنا إلى أحلامنا، يدقّ لأفراحنا ويرتجف لآهاتنا، ولأنّه يشغل تلك الأهميّة الكبيرة في أجسادنا، سنكمل به سلسلة اختصاصاتنا الطبية.
تعرّف في هذا المقال على كلّ ما ترغب بمعرفته عن اختصاص جراحة القلب من مميّزاته وعيوبه ومجال العمل الذي يتضمّنه.
ما هو تخصّص جراحة القلب؟
تُعرف جراحة القلب والأوعية الدمويّة على أنّها كلّ إجراء جراحيّ يشمل القلب والأوعية الدمويّة التي تحمل الدّم منه وإليه. أكثر ما يستخدم هذا النوع من الجراحات في حالات المرضى الذين يعانون من أمراض القلب، أو الذين تعرّضوا لنوبة قلبيّة، أو سكتة دماغيّة، أو جلطة دمويّة، ذلك بالإضافة للأشخاص الذين يحملون خطر الإصابة بهذه الأمراض. ويوصى بها في الحالات التي تتطلّب تدخلًا جراحيًّا لعلاج أو منع السكتات القلبيّة، وعلاج عدم انتظام ضربات القلب، وفتح الشرايين المسدودة أو المتضيّقة، بالإضافة لإصلاح مشاكل القلب الخُلقيّة، وغيرها الكثير من الأسباب والحالات الأخرى.
من هو جرّاح القلب؟
هو الطبيب المختص في جراحة القلب وصمّاماته والأوردة والشرايين المهمّة التي تغذّيه والأوعيّة القريبة منه. لا يعتبر جرّاحو القلب أطباءً قلبيين بطبيعة الحال، فهم ليسوا متخصّصين في تشخيص أمراض القلب وعلاجها، وإنّما يُحوّل أطبّاء الداخليّة القلبيّة المرضى الذين يحتاجون عملًا جراحيًّا إلى جرّاحي القلب بعد إجراء سلسلة من الاختبارات التشخيصيّة، ووضع النتيجة النهائيّة التي توّجههم إلى الخطوات التالية واللازمة ليأتي دور الجرّاح وقدراته في المرحلة المناسبة والدقيقة.
مجال العمل في هذا الاختصاص
يلجأ الأطباء إلى تطبيق الأسلوب الجراحي في سياق العديد من الأمراض التي يستعصى علاجها دوائيًّا، أو التي لا يمكن علاجها إلا عن طريق التداخل الجراحي مثل:
- إصلاح أو استبدال صمّامات القلب التي تتحكم بمجرى الدم عبر القلب.
- إصلاح البنى غير الطبيعية أو المتأذية في القلب.
- زرع الأجهزة الطبيّة التي تساعد بالتحكم في ضربات القلب أو تدعم وظيفته وتدفق الدم عبره.
- استبدال القلب المتأذي بآخر سليم من متبرّعٍ مناسب.
- علاج حالات قصور القلب وأمراض الشرايين التاجيّة.
- السيطرة على نظم القلب المتباطئة أو المتسارعة وضبطها.
أنواع الجراحات التي يعنى بها جرّاح القلب
هناك العديد من الجراحات التي تنطوي تحت جناح الجراحة القلبيّة وفيما يلي أكثر العمليات شيوعًا:
- تطعيم مجازة في الشريان التاجي: وهي أكثر جراحات القلب شيوعًا، حيث يأخذ الجرّاح شريانًا أو وريدًا سليمًا من أيّ مكان آخر في الجسم، ويربطه عبر الشريان التاجي المسدود بحيث يتجاوز الطعم مكان الانسداد ممّا يخلق مسارًا جديدًا لتدفّق الدّم إلى القلب.
- إصلاح أو استبدال صمّامات القلب التالفة: يقوم الأطباء بإصلاح الصمّام، أو إزالته وإعادة التثبيت بصمّام اصطناعي من معدن، أو من أنسجة حيّة بشريّة أو حيوانيّة ملائمة.
- زرع جهاز تنظيم ضربات القلب أو جهاز مزيل الرجفان القابل للزرع: عادةً ما يكون الخط الأول في علاج عدم انتظام ضربات القلب هو استخدام السبيل الدوائي، وفي حال فشلت الأدوية في حلّ المشكلة، يتم اللجوء إلى الحلّ الجراحي لتنظيم ضربات القلب باستخدام الجهاز المذكور.
- إصلاح تمدد الأوعية الدموية: حيث يتم استبدال الجزء الضعيف من الشريان أو جدار القلب برقعةٍ أو طُعمٍ قوي لإعادة تشكيله ودعمه.
- زراعة القلب: يتم فيها إزالة قلب المريض القاصر، واستبداله بقلبٍ سليم من متبرّع مناسب متوفّى.
ما هي صفات جرّاح القلب؟
تشمل الصفات اللازمة لتكون جراحًا متخصصًا في مجال القلب وأمراضه جميع الصفات لتكون جراحًا جيدًا، على سبيل المثال يحتاج الجراح لكي يكون ناجحًا إلى ما يلي:
- معرفة علميّة واسعة بما في ذلك المعرفة التفصيليّة بالجهاز القلبي والتنفسي.
- مهارات تقنيّة وفنيّة ممتازة، وبراعة في التنسيق بين اليد والوعي البصري المكاني.
- المقدرة على اتخاذ القرار السليم والتعامل مع المشكلات المعقدة.
- القدرة على العمل ضمن فريقٍ متكامل، وامتلاك مهارات تواصل جيدة مع الزملاء في محيط العمل وكذلك مع أُسر المرضى.
- الاستعداد لتحمّل المسؤولية.
- امتلاك صفات أخلاقية وعقلانية وإنسانية عالية.
المتطلبات التعليميّة اللازمة لدخول الاختصاص
تعدّ العملية التعليمية لتصبح جرّاح قلب واحدةً من أطول العمليّات الدراسيّة في المجال الطبي. إذ بعد أن ينهي الجراح فترة البكالوريوس، يتوجّب عليه دراسة 6 سنواتٍ في كلية الطب، يليها خمس سنوات إقامة تدريبية في قسم الجراحة العامة، ثمّ فترة زمالة متخصصة في أمراض القلب لمدة 2-3 سنوات، وسيحتاج الأطباء الراغبون بمزيدٍ من التخصص في الأمراض القلبيّة عند الأطفال أو جراحات زرع القلب إلى تدريبٍ إضافيٍّ ضمن مراكزٍ عالمية متقدمة.
إيجابيات العمل كجرّاح قلب
يحمل اختصاص الجراحة القلبيّة بين يديه عددًا كبيرًا من الميّزات التي جرت بمسيرة الحياة قدمًا، ومن هذه الميّزات:
- يستوعب هذا الاختصاص كلّ التطورات وآخر الاستكشافات العملية التي تحافظ على حياة المرضى وتنقذ حياتهم.
- مساعدة الآخرين وإنقاذ حياة المرضى.
- مردود مادي كبير جدًا.
- وجود فرص عمل وفيرة للأطباء الجدد.
- مهنةٌ تخلو من الملل فليس من يومٍ يشبه سابقه ولا لاحقه.
- وظيفة مطلوبة بشدّة وتحظى باحترامٍ كبير من المجتمع.
سلبيات التخصّص
يطفو على وجه هذا الاختصاص سلبيّاتٌ علينا أن نطلعك عليها كما أحطناك علمًا بإيجابياته، فمن هذه الصعوبات:
- سنوات دراسة وتعليم طويلة جدًّا.
- تكاليف دراسّة عالية تصل من 50 إلى 150 ألف دولارٍ أمريكيّ.
- ساعات عمل طويلة جدًا وأعباء متعبة من المسؤولية والضغوطات.
- مساحة شخصية ضيقة وأوقات صغيرة للثقافة الفردية والمسؤوليات العائلية والأنشطة الترفيهية.
- احتمال وفاة المريض بين يديك على طاولة العمليات.
- احتمال كبير للمقاضاة والمحاسبة في حال سوء التصرف والاستهتار.
فإذا كنت طالبًا أو مقيمًا يتمتّع بالذكاء والقيادة والقدرة على التحمّل، وتجد نفسك محبًّا للتحدّيات والعمل الجادّ والنتائج الإيجابية الملموسة، ومولعًا بالعمل بيدك إلى جانب عقلك ببراعةٍ، وتحظى بمتعة رعاية الآخرين والتفاعل معهم، يجب أن تفكّر بشدّةٍ بدخول تخصّص جراحة القلب.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.