تريند 🔥

📺 Netflix

كيف تبني استراتيجيات فعّالة لضمان التقدم كل يوم وتحقيق المُنجزات الضخمة؟

كيف تبني استراتيجيات فعّالة: دفتر وقلم
عبدالرحمن عرفة
عبدالرحمن عرفة

5 د

الأحلام مجانية وسهلة وبإمكان الجميع الحديث عنها والكلام حولها، إلا أن الاستفاقة من الحلم والانخراط الجدي في التنفيذ هي السمة المميزة لمن ينتجون بشكل فعلي ويرفضون أن تبقى مخططاتهم في عالم المثل والحكايا المريحة. فبناء مخططات ضخمة تحتوي على أفكار مدروسة ترشدك لكيف تبني استراتيجيات فعّالة للتقدم بشكل يومي وأسبوعي، واستثمار القدر الأكبر من الإمكانيات والموارد الشخصية في سبيل أفكار حقيقية، لا بد في النهاية أن يؤتي ثماره؛ خصوصًا إذا عُرِضَ بالطريقة الصحيحة والتوقيت الصحيح.

ولعلَ من أبرز السمات المرشدة لسبيل التحقق هو بناء استراتيجيات شاملة طويلة الأمد ترافقها تلك العادات الصغيرة اليومية وخطوات التحسين الذاتي والصقل المستمر، التي تتراكم جميعها في النهاية لتشكل لوحةً يعتريها النجاح كتحصيل حاصل لما جرى مسبقًا. ولربما يطرح البعض سؤالًا مستهجنًا سعي الناس للنجاح وبناء استراتيجيات ضخمة؟ لماذا لا يستكين الإنسان ويجلس وحسب؟ ربما الجواب يكمن في تركيبة الإنسان نفسها، فالراحة مفسدة عظيمة للبدن قبل الروح، ولعل في جوهر كل منا شيء صغير يسعى للتقدم وبناء ما هو مفيد ومهم.

ولعل فيما سيكتب تاليًا، ملامحٌ عامة عن أفضل الاستراتيجيات لبناء تقدم حقيقي وفعلي، ودونكم نقرأ معًا أبرز تلك الملامح وأهمها..

بناء العادات الصغيرة 

لا يمكن الوصول للمناطق المرتفعة دون استخدام السلالم المساعدة وصعود الدرجات الواجبة، في النهاية الإنسان كائن لا يطير ولا يمكنه التحليق عاليًا والقفز فوق المراحل، لذلك عندما نتحدث عن استراتيجيات البناء الطويلة، فلا بد من فهم أن تلك الاستراتيجية وما يختبئ خلفها من أهداف تصبو لتحقيقها، لا يمكن بلوغها دون اعتماد آلية يومية قائمة على بناء عادات صغيرة فعالة.

ويتجاهل غالبية الناس هذه العادات لكونها "صغيرة" فمن هذا الذي يعبأ بتلك الأمور التي لا ينبغي الوقوف عندها طويلًا؟ وهنا تمامًا تكمن أهمية هذه العادات والأنماط اليومية والأسبوعية، فكون الناس يتجاهلوها سبب مهم للالتفات إليها، خصوصًا إن كانت بالفعل ذات منافع حقيقية يمكن لمسها، كالاستيقاظ مبكرًا قدر الإمكان، وقراءة ورد يومي من الصفحات كل يوم، وممارسة المشي أو غيره من الرياضات، وهلم جرًا.

ميزة هذه العادات في التراكم طويل المدى، حينها يصبح تحقيق الاستراتيجية العامة والتقدم اليومي الفعلي مجرّد تحصيل حاصل لا أكثر.

الالتزام بتنفيذ المهام اليومية

لا ينبغي لبناء الاستراتيجيات الضخمة والأهداف بعيدة الأمد أن يُنسيك أهمية تنفيذ الواجبات اليومية التي تؤدي بدورها لبلوغ الغاية الأخيرة، فلو كنت مديرًا لقسم ما متخصص في تطوير منتج معين تسعى لنقله لمستوى أعلى وأفضل، لا بد من تنفيذ مهام يومية متعلقة بمراسلة الشركات الأخرى وطلب المشورة والتعاون، أو توجيه الفنيين لإصلاح مناطق العطب التي تسبب تأخر الإنتاج، أو عقد اللقاءات مع الموظفين في سبيل بناء "استراتيجيات مصغّرة" تهدف لتحقيق مهام على مدار الأسبوع والأشهر القادمة ضمن مظلة كبيرة للخطة العامة طويلة الأمد.

فإلى جانب العادات الصغيرة، تمشي المهام اليومية جنبًا إلى جنب معها لضمان سيرورة الاستراتيجية العامة بنجاح، وكبح إمكانية حدوث مناطق خمول وكسل.

تتبّع المسار على المدى الطويل

تحويل المهام والعادات اليومية الصغيرة إلى أشياء قابلة للقياس والتتبع أمر ضروري بغية تجنب التيه الذي قد يحصل، فكما يشير مالكولم غلادويل وغيره فإن هناك حاجة لـ 10 آلاف ساعة للوصول إلى مرتبة الخبرة في أي مجال كان، فلا بد أيضًا للاستراتيجيات العامة الطويلة من مسارات خاصة بها لا بد من تتبعها بشكل يومي وأسبوعي وشهري.

تختلف الآلية وفقًا للسياق والمجال المطلوب وعدد العاملين فيه ومعه، فالتقييم هنا يكون لمن هم على انخراط وثيق مع الغاية الواجب تحقيقها، إلا أن فكرة التتبع والقياس ينبغي أن تكون حاضرة لدى الجميع، ويفضل أن تكون تلك القياسات شهرية؛ يجري خلالها تقييم كل ما حدث بشكل إيجابي ليُعزز فيما بعد، وكل ما حدث بشكل سلبي ليُتلافى في التقييمات القادمة.

التحسين والتجويد بشكل مستمر

من يبقى في مكانه سيخسر! خصوصًا في زمننا الحالي، حيث تنبثق التطوّرات والتغييرات الجديدة كل يوم تقريبًا، فكانت الحاجة ملحة لملاحقتها وتضمين التقنيات الجديدة في الخطة والاستراتيجية العامة، ولعل لهذا فوائد عدة أبرزها مواكبة التقنيات الحديثة الظاهرة وعدم التخلف عن الموجة، ثانيها الوصول لنتائج جديدة قد تعجز عنها التقنيات القديمة المستخدمة؛ فبالرغم من جاذبية الالتزام بنموذج موحد من التقنيات والآليات، إلا أن العلم يفرز أشياء جديدة كل يوم قد توفر الكثير من المصاريف والجهود المبذولة، فالسباق لتوظيف هذه الآليات الجديدة يعطي صاحب العمل ميزة على بقيّة الأقران.

تحصيل الحاصل.. تراكم النجاحات الصغيرة!

لا يمكن دخول الماجستير والبدء بأطروحته دون الإلمام بالموضوع المتعلق به من قبل والحصول على درجة بكالوريوس أو ما يقربها فيه! لا يمكن الوصول لدرجة البكالوريوس دون الحصول على شهادة ثانوية! لا يمكن الحصول على الثانوية دون المرور بالنظام المدرسي التقليدي والنجاح في مراحله مرحلةً مرحلة! فالنتيجة النهائية المتمثلة بدراسة ماجستير أو دكتوراة، ما هي إلا تحصيل حاصل وتراكم طويل للعديد من النجاحات السابقة! وبهذا نكون قد وصلنا للمَلامح الأخيرة في كيفية بناء استراتيجيات فعّالة للتقدم!

ولعل هذا المفهوم لا يقتصر فقط على الجانب الدراسي، بل أيضًا في مجال العمل والتربية وكل شيء آخر. فالنجاح وبلوغ استراتيجيات عامة يساهم في تحقيق غايات بعيدة ما هو إلا تراكم لعادات ومهام يومية وأسبوعية وشهرية صغيرة. فلا بد للصبر أن يكون مكانهُ كبيرًا في نفس من يرنو بلوغ العلا، إذ لا شيء يأتي بالسهل، ولعل تلك النفوس التي تحتمل مشقة العادات والروتين هي التي تنجح في بلوغ الغايات الأخيرة، والحصول عليها كثمرة ناضجة لعمليات ضخمة بطيئة ومستمرة على زمن طويل، لم يكن أحد يشعر بها سوى من عاصرها!

اقرأ أيضًا: في طريقهم للأفول.. لماذا سيقل عدد الأساتذة الجامعيين في المستقبل؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة