مذاكرة علم الأحياء أو البيولوجيا..دليلك للتعامل مع السهل الممتنع فيها

البيولوجيا
أحمد سامي
أحمد سامي

5 د

المواد الدراسية في مختلف المراحل والصفوف تكون متنوعة بشدة، وتشمل كل جوانب العلم المعرفية والمهارية والوجدانية، وقد سبق وتحدثنا في أراجيك عن الكثير من طرق الدراسة الفعالة بشكل عام، لكن تبقى لكل مادة دراسية خصوصيتها التي تحتاج إلى توليفة من تلك الطرق أو بعضها، وعندما نتحدث عن المواد الدراسية التي تحتاج مِنّا إلى تركيز شديد وأسلوب مذاكرة رصين، فبالتأكيد يجب أن نأتي على ذكر ثلاثة مواد بعينها: الأحياء والفيزياء والكيمياء.

في علم البيولوجيا أنت تدرس الكائن الحي أو بمعنى أصح تدرس نفسك ومَن حولك، وبذلك تستطيع تفسير لماذا أنت تمرض أو كيف تتحرك وأيضًا ما الأشياء التي يجب على الكائن الحي أن يفعلها في حالات مُعينة. وكل تلك الأمور ليس باليسير فهمها من المرة الأولى، ولذلك اليوم سوف نتحدث عن كيفية مذاكرة البيولوجيا بطريقة تسلسليّة فعّالة وقوية، هيا بنا!


1) إعادة تقسيم الدرس

عند قراءة درس من دروس البيولوجيا، يطرح عليك الكتاب تقسيمة مُعينة للعناوين الرئيسية والفرعية بالدرس، في العادة ما تكون تلك التقسيمة جيدة نعم، لكن غير متوافقة مع عقلية كل طالب. لذلك عندما تنتهي من قراءة الدرس وفهمه جيدًا، يجب عليه إعادة صياغته بأسلوبك وترتيبك الخاص في ورق جانبي يكون مرجعًا لك في ليلة الامتحان (وصدقًا، به فقط ستقرأ المادة في ساعة واحدة وتمرح باقي اليوم).

فعلى سبيل المثال يشرح الدرس مفهوم التكاثر، ثم يشرح الجهاز التناسلي للذكر والأنثى، لكن أنت ترى أن شرح الجهاز التناسلي يجب أن يأتي قبل شرح مفهوم التكاثر لأنه عبر إعطاء أمثلة من داخل الأجهزة، سوف تستنتج تعريف التكاثر مباشرة.


2) اصنع مكتبتك الإلكترونية الخاصة

في عصر التكنولوجيا الحديثة هذا، بالتأكيد صنع مكتبة إلكترونية ليس شيئًا صعبًا على الإطلاق. فتلك المكتبة هي عبارة عن مجموعة من الصور والمقاطع المتحركة المختلفة التي تتشارك في المضمون وتخدم نفس الغاية والهدف. لذلك في أثناء مذاكرة البيولوجيا أنت تحتاج إلى صنع مكتبة من مقاطع الفيديو التي تتحدث عن كل درس على حدى، وبجانبها مجموعة صور عالية الدقة مُقدمة من هيئات وجامعات مُتخصصة للطلبة حول العالم. أهم شيء في تلك المكتبة هو التنظيم، فيجب أن يكون لكل درس ملف خاص، وبداخل كل ملف يجب أن تكون المقاطع والصور مرتبة حسب التقسيمة التي ابتكرتها استنادًا على المرحلة الأولى سابقة الذكر.


3) الخريطة الذهنية البيولوجية

عند مذاكرة البيولوجيا كعلمٍ قائم بذاته على وجه الخصوص، سوف تتعامل مع الكثير من القطاعات والخلايا المختلفة، والتي تستوجب أن تكون واضحة وقابلة للفهم، وفهم تلك الأشياء لن يكون قويًّا إلا بطريقة مرئية تفاعلية، ألا وهي الخريطة الذهنية البيولوجية. ذلك مصطلح أنا ابتكرته، ففي الواقع تلك الخريطة ما هي إلا خريطة ذهنية عادية جدًا بها رأس وفروع، وبكل فرع أمثلة. لكن الآلية هنا مختلفة.

فتلك الخريطة عندما تُصنع على الحاسب الآلي سوف يكون بإمكانك إضافة صور ملونة إليها، وأيضًا إضافة باركود عند مسحه بالهاتف ينقلك إلى الفيديو الذي يذكرك بتلك النقطة، وهو ذات الفيديو الذي استعنت به في تكوين مكتبتك الإلكترونية، لذلك كل شيء مرتبط ببعضه البعض تمامًا. وفي النهاية كي تكون الخريطة مميزة بصريًّا، يمكنك إضافة بعض الرموز البيولوجية المُعينة مثل: خلية حيوانية صغيرة – رسم سريع للجهاز التناسلي – طائر صغير أو حيوان ثديي.


4) كلما كان أكبر، كلما كان أفضل!

ماذا أقصد؟ أقصد أنه كلما كانت الرؤية أوضح وأكثر تفاعلية، كلما رسخت في الذهن أسرع ولفترة أطول. أجل، ما معنى ذلك على كل حال؟ لا تستعجل، كل شيء سيأتي في ميعاده. أنا كدارس للبيولوجيا، تعودت عينيّ على الشرائح والقطاعات والحيوانات ليل نهار، وبالنسبة لي العيّنات الصغيرة تُعتبر الجحيم بذاته. ولذلك أنا أقدس الحجم الكبير، ولذلك سوف تُقدسه أنت أيضًا. عندما تتعامل مع بعض القطاعات أو دورات الحياة الهامة في البيولوجيا، احرص دائمًا على أن تحصل عليها بجودة عالية جدًا، ثم تذهب بها إلى أي مكتب دعايا وإعلان وتقوم بطباعتها على ملصق كبير بحجم 50 * 35 سم على الأقل، وتقوم بتعليقه في غرفتك ليكون أمام عينيك كل يوم وكل لحظة. تلك الآلية تُساعد على حفر الصورة في العقل، وتُسهل بشدة من حفظها واسترجاعها على المدى الطويل.


5) المعلومة الإضافية لن تضرّك بالتأكيد

في بعض الأحيان يكون الكتاب المدرسي أو الجامعي غامضًا بعض الشيء في أكثر من موضع، فبالتالي تكون المعلومة جافة تمامًا ويصعب فهمها. فالقاعدة الأولى في البيولوجيا ألّا تحفظ كل شيء بالكامل، فالفهم يأتي أولًا، ثم الحفظ. لذلك لا ضير على الإطلاق من الذهاب إلى الانترنت والبحث في المواقع الموثوقة (مثل NCBI) عن الشيء الذي تريد فهمه بشكلٍ أوسع، وبعدها تعود إلى درسك من جديد وتُضيف بعض الكلمات والعبارات التي تُسهل عليك فهمك تلك النقطة، ثم تنتقل للنقطة التي تليها وهكذا. وهذا في النهاية ينتج عنه درس كامل مُتكامل وبه ستصل لمرحلة تستطيع فيها أن تشرح الدرس لنفسك ولأقرانك كأنك أستاذ جامعيّ بالضبط، لأنك ببساطة تخطيت حدود الكتاب وأصبحت أعلى من مستواك الدراسي ذاته.

ذو صلة

6) الكلمات المفتاحية هي أهم شيء

عندما تنتهي من مذاكرة الدرس وفهمه وحفظه لأكثر من مرة، ثم تشرع في الدخول على لجنة الامتحان، في العادة ما تتصبب عرقًا وتنسى كل شيء، ويمكن أن تمر عليه ساعة كاملة بالامتحان وأنت لا تتذكر أي شيء على الإطلاق. حل تلك المشكلة هو الكلمات المفتاحية. فلنفترض أن الدرس عبارة عن 10 عناوين، وأنت تفهم تفاصيل كل عنوان، لكن في الامتحان أنت نسيت العنوان نفسه، فما الحل؟ الحل هو أنه عند حفظ ذلك العنوان، يجب أن تُعطيه كلمة خاصة، ففي نهاية الدرس تحصل على 10 كلمات، وكل كلمة ترمز لعنوان، وبعد ذلك يمكنك أن تُرتبهم في جملة ذات سجع مُعين تستطيع تذكرة بسهولة. وفي نهاية الوحدة تحصل على ثلاثة جمل ترمز لثلاثة دروس، أو بمعنى أصح لـ 30 عنوان رئيسي بداخلهم. وفي لجنة الامتحان فقط تذكر تلك الجمل واكتبها في المسودة، وسوف تستطيع استرجاع المنهج كاملًا عبر النظر إليها فقط!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة