تريند 🔥

📱هواتف

أحبب ما تدرس إلى أن تدرس ما تحب … هل هذا ممكن؟

نور باكير
نور باكير

5 د

أنت الآن في آخر سنواتك الدراسية أو في بدايتها؟ واكتشفت أنّك تكره تخصصك الجامعي ولا تحبه؟ ولم يعد بإمكانك التحويل إلى تخصص آخر؟

حسنًا، لا بد أنّك تعاني من تخبط وعراك وحيرة وتلوم نفسك قائلًا: لماذا اخترت هذا التخصص منذ البداية؟ ليتني سمعت نصيحة فلان وأذعنت لنصيحة علان، ليتني فكرت أكثر وسألت أكثر عن التخصصات قبل الخوض في هذه المغامرة البائسة، الأحلام الوردية عن العمل الجيد فيما بعد لا تكفي كما يبدو كي أستطيع اجتياز فترة الجامعة بسلام وراحة ونجاح، وسيصبح الامتياز والمعدل العالي أمرًا بعيد المنال … وتقف حائرًا ضائعًا لا تعلم كيف عليك أن تتصرف حيال هذا الأمر، قد تصاب باكتئاب أو ترسب في السنة وتتوقف عن أخذ أي خطوة، فكل الحلول غير ممكنة، سيتجمد الزمن عندك ولكن رفاقك سيستمرون في التقدم والانتقال من سنة لأخرى، وفي لحظة ما سيكون عليك أن تأخذ خطوةً جديةً وتتجاوز هذا الشعور، وتقبل بما اخترته أو ما اختاره لك مكتب التنسيق أو معدلك في الثانوية العامة:


تذكّر أنّك لست وحدك من يشعر هكذا:

أجل صدقني لست وحدك، فلو أنّنا قمنا بإحصائية عن الطلاب الذين هم غير راضين عن تخصصاتهم لتفاجَأت بعددهم الكبير، ولعلك ستتفاجَأ أنّ أولئك الذين هم حقًا راضون عن تخصصاتهم بنسبة 100% نادرون تمًاما! إذًا ما الحل؟ حتمًا ستسأل نفسك إذًا هل سأقضي عمري كاملًا بتخصصٍ أكرهه ولا أستسيغه؟!


1- لا تكن حاسمًا بشأن كرهك للتخصص:

أرجوك لا تستخدم عبارات مثل: أنا أكره هذا التخصص، لن أفلح به ولا أستطيع التأقلم معه وعباراتٍ أخرى مثلها؛ لأنّها ستُطبع في ذهنك تلقائيًا، ولعلك ستؤمن أنّك فاشلٌ حقًا. الأمر الذي سيوقفك تمامًا عن التفكير بحلول، آمن بنفسك وانظر إلى تلك السنوات التي قطعتها به كيف قطعتها ولِمَ؟ انظر إلى الصورة كاملةً وكن حياديًا؛ لأنّك حين تكون كذلك ستستطيع إيجاد ألف حل وألف طريقة تساعدك على تخطي ما تمر به الآن.


2- جدد حماسك:

  • اكتشف تخصصك من جديد:

    أعطِ فرصةً لنفسك أن تكتشف تخصصك من جديد، ماذا يدرس وعلى ماذا يركز وما هي مجالات عمله، وماهي فرص عمله في المستقبل، وماذا ستستفيد إذا استمرت، أي كأنّك طالب مستجد يكتشف معالم تخصصه، فربما أنت لا تكرهه، ربما فقدت شغفك تجاهه وتحتاج إلى شيء يعيد حماس بداياتك.
  • ذكّر نفسك بسبب اختيارك للتخصص:

    البعض منا يختار تخصصه بناءً على ما يدره هذا التخصص من المال. حسنًا، ذكّر نفسك بالمال الذي ستكسبه وبالدولارات التي ستجنيها، البعض الآخر يطمح للعمل بشركة كبيرة وعالمية بعد تخرجه أيضًا تخيل نفسك وأنت تعمل بهذه الشركة، أجل عش قليًلا من أحلام اليقظة صدقني سيكون ذلك مفيدًا لك لتصبر على ما تعانيه، ربما اعتقدت لفترة أنّ هذا التخصص لن يحقق لك حلمك الأكبر أو الرسالة التي تسعى إليها، والتي قد تكون (المال – الشهرة – العلم – تقديم المعونة للآخرين …)، وعد وانظر في الخيارات الكثيرة التي يمكن أن تحقق بها هذا الحلم، غالبًا ستجد هذا التخصص من بينها.

وبحسب نصيحة الخبراء في صحيفة  الغارديان: تذكّر أنّه لمجرد أنّك لا تحب تخصصك الآن، فهذا لا يعني أنّك ستشعر دائمًا بهذه الطريقة. تعرّف على مهنتك المستقبلية لترى ما إذا كانت تستحق تحمل دراسة المواد التي لا تعجبك.


3- تحدث إلى أساتذتك في الجامعة، وآخرين يعملون بنفس المهنة:

قالت ليزلي تايلور – المستشارة المهنية في جامعة برمنجهام سيتي -: “تحدث إلى مجموعة من المهنيين داخل الجامعة، عندما تتحدث إلى مدرّسك، حاول أن تفكر في جميع عناصر التخصص التي لا تحبها والسبب وراء ذلك”، سيساعدك هذا بتجديد شغفك ومعرفة ما إذا كان هناك سبب حقيقي وراء كرهك لتخصصك أم لا.


4- اكتشف سبب كرهك للتخصص

سأسألك سؤالًا واحدًا وأجب عليه بصراحة لماذا تكره تخصصك؟ هل تكرهه كمهنة أم تكرهه كدراسة؟ إجابتك ستحدد طريقة تعاملك مع المسألة.

  • فإن كنت تكره دراسته وتحبه كمهنة، فما سبب كرهك له للدرجة التي تجعلك لا تستمتع بدراسته؟ لعلك لا تكره دراسته ككل، لعل ما تكرهه هو طريقة التدريس، مادة غبية لا تستطيع دراستها أو أستاذ جامعي لا ينجح عنده إلّا القليل، فدعني أخبرك بحقيقةٍ ستساعدك حتمًا أنّ ما تمر به مؤقت فقط. اصبر لسنةٍ أو سنتين واعتبر حياتك الجامعية التذكرة التي توصلك إلى مهنة أحلامك، تذكيرك لنفسك بهذه الحقيقة سيمنحك الطاقة لتستمر!

تقول كارين بارنارد، مديرة خدمة الوظائف في UCL: “دراستك حاليًا لمواد لا تحبها الآن لا يعني أنّ حياتك المهنية ستقتصر على هذه المواد، فسبعين بالمئة من الأدوار الوظيفية لا تتطلب التركيز على مادة معينة”.

  • أمّا إذا كنت تكره مهنتك المستقبلية، فلا ريب أنّ الأمر سيكون أصعب قليلًا، لكن هل تخصصك محصور بمهنة واحدة؟ ابحث عن المجالات التي يمكن أن تعمل بها بشهادتك بعد التخرج، لا ريب أنّك ستجد عدة مجالات للعمل بها، ولا تدري ربما يعجبك واحدٌ من هذه المجالات، ويجدد حماسك تجاه رحلتك الدراسية.

لكن ماذا لو اطلعت على كل الفرص التي يمكن أن تعمل بها، ولم ترق لك أيةُ واحدة؟ حسنًا، لن أدعوك طبعًا إلى التوقف عن دراستك الجامعية أو التخلي نهائيًا عن مهنتك المستقبلية، اختر من قائمة المهن التي قرأت عنها واحدةً يمكنك تحملها ومعايشتها، واجعلها مهنتك المستقبلية، ثم ابحث عن أخرى تحبها و لا تتطلب شهادة تخصصية، اطلع عليها ووسع مداركك بها واستعن بمراجع ودورات وكتب وحاول العمل بها بدوام جزئي، ثم حاول الحصول على شهادةٍ أكاديمية بمهنتك هذه؛ لتجعل لنفسك فرصًا أكثر.

ربما يبدو الحصول على شهادة أكاديمية أخرى أمًرا صعبًا، لكن بعض الهيئات التعليمية كالأكاديمية العربية البريطانية على سبيل المثال تمنح شهادات ماجستير ودكتوراة في تخصصات متعددة لحاملي شهادات بكالوريوس أو ماجستير  مختلفة.

أخيرًا، هدفي الرئيسي هو تسليط الضوء على حلول ستساعدك على تخطِ ما تمر به حاليًا، الأمر الذي سيجعلك تجدد شغفك تجاه دراستك سواءً اخترت العمل بها أو بمهنة أخرى، وفي عصر الانفتاح الذي نعيشه والتعلم عن بعد صارت الخيارات كثيرةً للغاية أكثر من أن نتوقف عند دخولنا إلى فرع في الجامعة لا تحبه، وإذا وجدت فرصةً جيدةً لا تعوض، لا تتردد في استغلالها.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.