كيف تكتشف مهاراتك وقدراتك وتطور من نفسك؟

هل حاولت يوماً ما أن تتعرف على مهاراتك وقدراتك التي منحك الله سبحانه وتعالى إياها، كم من مرة نظرت إلى الآخرين عندما ينجحوا ويتميزوا في شيء ما وشعرت في داخلك أنك تتمنى أن تكون مثلهم وتحظى بنفس النجاح والتميز.

هل يبدو الأمر صعباً أو مستحيلاً بالنسبة لك… عليك فقط أخذ الخطوة الأولى وهي التفكير جدياً فى اكتشاف مهاراتك وقدراتك والتعرف عليها.. ولكن كيف تكتشف ذاتك وتطورها… هنا يكمن السر الذي يميز بعض الأشخاص عن غيرهم وقد يجعل البعض مشهورين والبعض أغنياء والبعض قادة وزعماء.

وفي هذا المقال سنتعرف على الخطوات التي ستزيح الستار عن مهاراتك وقدراتك.. وسنأخذك في رحلة عبر عدة محطات وخطوات حتى تصل في النهاية إلى تحقيق ذاتك ومنها:

قد يبدو العنوان غريباً ولكنها البداية، جرب أن تسأل نفسك ما هي الأشياء التي تفعلها وتشعرك بالسعادة، قد تكون ممارسة هواية معينة كالسباحة والقراءة أو مشاهدة الأفلام الأجنبية أو الأفلام الكوميدية، أو إعداد نوع معين من الطعام، أو الخروج مع أصدقائك.

يشعر البعض بالسعادة والارتياح أثناء ممارسة العمل التطوعي مما قد يكشف عن جوانب إنسانية في الشخصية أو جوانب قيادية حيث يمكن للفرد أن يقود فريق عمل تطوعي.

كل شخص يضع نصب عينيه شخصية يتمنى يوماً ما عندما يكبر أن يصبح مثلها، وليست بالضرورة أن تكون هذه الشخصية مشهورة فقد تكون والده أو والدته أو أحد أقاربه، وقد يكون عالماً مشهوراً يخدم الإنسانية أو زعيماً معروفاً قاد شعبه لمزيد من التقدم.

والسؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك بعد تحديد مثلك الأعلى هو ما الذي أعجبك في الشخصية؟ هل قدرة الشخص على تحدي المعوقات أم ثقته في قدراته وإصراره على النجاح أم قدرة الشخص على البدء من الصفر حتى الوصول إلى القمة؟

قد تنظر إلى نفسك أحياناً أنك لا تستطيع أن تفعل كذا وكذا وتقول لنفسك لقد تعقدت الأمور وأصبحت فوق قدراتي، ولكن إذا وضعت أمامك أنك تستطيع أن تحل المشكلة ستفاجأ أنك وجدت حلولاً لم تكن تخطر على بالك، وهذا كله لمجرد أنك أرسلت رسالة إلى عقلك “أنك تستطيع”.

وأحياناً المشكلات التي تضعنا تحت ضغط هائل قد تساعدنا في اكتشاف قدراتنا، ونفاجأ في نهاية الأمر أننا فعلنا أشياء لم نكن نتصور أننا نستطيع فعلها ونقف أمام أنفسنا فخورين بقدراتنا ومهاراتنا التي لم نكن نعرفها لولا الظروف.

قد تستغرب الأمر في البداية، هل حقاً نستطيع معرفة مهاراتنا وقدراتنا من خلال الألعاب التي نفضلها، والإجابة بالطبع فنوعية الألعاب التي تلعبها قد تكشف جانباً مهماً في اهتماماتك وقد تستخدمها لتطوير بعض القدرات.

توجد مثلاً ألعاب التحدى والذكاء، وألعاب المغامرات، وألعاب الكلمات المتقاطعة، والألعاب أنواع منها ما هو فردي ومنها ما هو جماعي، وقد تكون لعبتك المفضلة هي كرة القدم مثلاً مما يعني أنك تحت الألعاب الجماعية وروح الفريق.

إذا كنت أنهيت مرحلة التعليم فعليك أن تعود بذاكرتك إلى مرحلة الدراسة وتتذكر أي المواد الدراسية كنت تفضلها، فمثلاً هل كنت ممن يحبون الرياضيات وإجراء العمليات الحسابية أم كنت تفضل مواد الحفظ مما قد يعكس أنك تتمتع بذاكرة جيدة؟

قد يرى الآخرون فيك ما لا تراه في نفسك، فمثلاً قد يراك البعض شخصية اجتماعية مما قد يجعل من المناسب لك مستقبلاً أن تفتح مشروعاً تجارياً، وقد يرى البعض أنك شخصية تهوى العطاء وخدمة الآخرين مما يجعل من المناسب لك العمل في الأعمال الخيرية والتطوعية.

تخيل إنه قد عرض عليك التدريس في إحدى الجامعات العلمية الشهيرة، فأي المجالات تفضل أن تقوم بالتدريس فيها؟ هل مجال المحاسبة أم التخطيط الاستراتيجي أم الإعلام أم ريادة الأعمال؟

بعد أن تحدد أي التخصصات تفضل التدريس به، ستجد نفسك لاإرادياً تنجذب ناحية اهتماماتك ومواهبك وقدراتك، مما يعني أنها إشارة إلى أنك تمتلك قدرات متميزة عن غيرك في هذا المجال.

كل شخص يريد أن يصل إلى النجاح عليه أن يضع أمام عينيه أهدافاً محددة وبناء على تلك الأهداف يضع خطة التنفيذ لكي يصل إلى تحقيق أهدافه، ولا بد أن تكون الأهداف ذكية Smart… كيف ذلك؟

إذا وضعت يدك على مهارة محددة تمتلكها عليك بتطوير قدراتك فيها بحضور الدورات التدريبية التي قد تكون متاحة أون لاين بما يناسب ظروف عملك، وشيئاً فشيئاً ستجد نفسك قد أصبحت مميزاً في مهارة بعينها، فمهاراتنا وقدراتنا كالنبات يزدهر متى وجد الاهتمام الكافي.

قد تكون لديك مهارة وقدرة خاصة في مجال ما مثل الكتابة سواء كتابة المقالات أو التحقيقات الصحفية أو القصص أو القصائد الشعرية، هذه المهارة قد تجعل منك في المستقبل كاتباً وأديباً معروفاً ينتظر الملايين مقالاته وتفتح أمامك أبواب الشهرة والنجاح.

تذكر دائماً أن الشخص المرن يستطيع التحكم في حياته بصورة أفضل ويتمكن من تحقيق أهدافه وتخطي الصعوبات التي تواجهه.

عليك أن تأخذ بزمام أمور حياتك وتكتشف مهاراتك وقدراتك لأنك تمتلك ثروة لا تقدر بثمن، حباك الله بها وميزك عن غيرك ولكن عليك أن تطلق لها العنان لتنطلق.