الدورات التعليمية على الانترنت “الـ MOOCs”… هل إيجابيتها أكثر من سلبياتها؟
صارت الشبكة العنبكوتية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا وركنًا أساسيًا من كل أعمالنا وأفعالنا، حتى في التعليم بات الإنترنت وسيلة مهمة جداً للحصول على المعلومات التي نريدها وإيجاد كل الإجابات لتساؤلاتنا الغريبة والمعتادة منها ابتداءً من كيفية صناعة الكيك حتى التخلص من الصلع مروراً بمعرفة النظرية النسبية ونظرية التطور مع كل ما واجهها من انتقادات ومؤيدين ومعارضين… باختصار صار العلم والعالم بين يديك.
و لأن العلم لا يقتصر على معلومات تلملمها من هذا الموقع وذاك سواء كان من مصدر موثوق أو غير ذلك، فإنه يبقى للدورات التعليمية التي نحضرها في الجامعة وخارج الجامعة أهمية خاصة لا تخفى على أحد، وبات الإنترنت من أهم الوسائل التي تقدم هذه الدورات من خلال مواقع ومنصات متخصصة تضم خبراء ومحاضرين في مجالات كثيرة ومتنوعة، أغلب هذه الدورات تكون مجانية وهذا يجعلها متاحة لأكبر عدد من الأشخاص.
سأحاول وضع الدورات التعليمية عبر الانترنت على ميزان الإيجابيات والسلبيات ونوازن بينها لنحقق فائدة أكبر منها…
أولاً: ميزات و فوائد الدورات التعليمية عبر الانترنت
1. من أي مكان أنت… العلم بين يديك
جهاز حاسوب للاستخدام العادي وخط انترنت هو كل ما تحتاجه لحضور هذه الدورات، ما عليك إلا الجلوس في غرفتك بكل أريحية والبحث عما يناسبك والمعلومات التي تريد الحصول عليها وتسجيل الدخول في الكورس الذي تريده في الموقع الذي ترتاح في العمل عليه أو المحاضر الذي يجذبك أسلوبه..
لست بحاجة للذهاب كل يوم إلى الجامعة أو المعهد والجلوس في القاعة لسماع المحاضرة، بل من منزلك تستطيع حضور المحاضرات والفيديوهات وإعادتها لو احتاج الأمر وعجزت عن فهم أي شيء فيه دون إحراج، بل إنك ستحضر الدورة في قارة وربما يكون المحاضر في قارة أخرى يسجل المحاضرات منها..
2. الأريحية في حضور المحاضرات وسماعها
هل حدث وتأخرت عن إحدى المحاضرات في الجامعة فطردك الأستاذ منها؟ هنا لن يحدث شيء كهذا وستملك حرية اختيار الوقت في حضور الدزرة التعليمية ومشاهدة الفيديوهات التي يتضمنها دون أن تقلق من عدم التزامك بالوقت المخصص للمحاضرة والتأخر عنها والأهم من ذلك أنك تستطيع القيام بأعمالك كاملة دون أن تضطر لمقاطعتها أو الخروج من العمل مبكراً أو حتى الحصول على إجازات وبالتالي ربما تصل لمرحلة تجد نفسك فيها على مفترق طرق: إما العمل أو الدورات وتطوير نفسك والاختيار بين هذا وذاك، وكلاهما مهم في حياتك المهنية والشخصية.
لذلك تجد في هذه الدورات فرصة لتطوير مهاراتك المختلفة اللغوية والشخصية (soft skills) وحتى المهنية والعملية.
3. مواضيع مختلفة ومجالات كثيرة للتتعرف عليها وتصبح على علم بها
التقانة والتدريب، اللغات كافة، العلوم الإنسانية، الطب، الفلك والكيمياء وحتى الرياضيات… كل العلوم والمواد التي تخطر لك يمكن أن تجد لها دورات تعليمية على الانترنت حتى الرسم والتصميم يمكنك أن تتعلمه من منزلك من الصفر فأنت لست ملزماً بمعدّل ثانوية عامة أو اختبار قبول يجب أن تنجح فيه… بالتالي لديك الكثير من المجالات التي تستطيع أن تفيدك وتزيد خبراتك وثقافتك وتروي فضولك في معرفة شيء عن كل شيء.
4. التنوع في أساليب العرض والإلقاء
مادة واحدة وموضوع واحد وأساليب متنوعة وطرق مختلفة في العرض، كلما سمعت ذات الموضوع أو شاهدته من شخص مختلف ستكتشف الأمر من زاوية جديدة ووجهات نظر مختلفة وستتعلم عنه أموراً ربما لم تكن قد دققت عليها سابقاً.
إضافة أن الاستماع لأكثر من محاضر بالنسبة للأساتذة والمدربين مفيد جداً ليتعلموا منهم طرق متنوعة في تقديم المعلومة وإيصالها.
5. تحسين لغتك الانجليزية
بما أن أغلب هذه الدورات التعليمية مقدمة باللغة الانجليزية فإنك ستحصل على فائدة إضافية من خلال تحسين اللغة الانجليزية حيث أنه بات معروفاً أن أفضل طريقة لتحسين اللغة وتطويرها هي سماع الفيديوهات القصيرة وهناك في بعض الدورات ميزة كتابة العبارات ضمن سياق الكلام وبالتالي تساعدك لفهم ما يقوله المحاضر وزيادة رصيدك من الكلمات وتعويد أذنك على فهم ما تسمعه باللغة الانجليزية.
6. إضافة ممتازة لسيرتك الذاتية
لا يخفى على أحد كم من المهم أن تكون السيرة الذاتية غنية بالخبرة العلمية والعملية والجمع بين الأمرين صعب في حياة يستغرق العمل من الإنسان كل وقته وجهده وتستغرق مستلزمات الحياة كل ماله، فكما أسلفت تكون هذه الدورات أمراً مفيداً ومساعداً جداً للتطوير الذاتي والمهني والعلمي.
7. الثقة في المصدر
تمتلئ الانترنت بمعلومات لا مصدر لها ولا أساس لها من الصحة وأحياناً يكون من الصعب فعلاً التفريق بين المعلومات الصحيحة والمعلومات الملفقة وبهذه الطريقة تضمن أن ما تحصل عليه هي معلومات صحيحة من أناس يملكون الخبرة والعلم وهذا بحد ذاته ميزة أخرى.
ثانياً: سلبيات الدورات التعليمية عبر الانترنت
1. عدم الالتزام بالحضور
كما هي إيجابية حرية الاستماع للمحاضرات ومتابعتها، فهي كذلك سلبية لأن الشخص غير الملتزم لن يجد من يلزمه بحضور الدروس وإكمال الدورة وقد يبدأ بعدة دورات معاً ولا يكملها.
2. عدم وجود نافذة للتفاعل والنقاش في بعض الأحيان
من المهم جداً في أي دورة مهما كانت نوعها أو موضوعها أن يكون هناك تفاعل بين المدرب أو المحاضر والمتلقيين، وبين الحضور أنفسهم وهذا غالباً مفقود في هذه الدورات التعليمية ويسبب ملل للمتلقي أحياناً وتقل الفائدة المأخوذة منه.
3. حاجز اللغة
كما أن هذه الدورات تساعد في تطوير اللغة للشخص المتلقي، إلا أن هذه تعتبر سلبية لأنك تحتاج إلى مستوى معين جيد في اللغة حتى تستطيع أن تفهم أقل قدر ممكن مما يُقال دون أن يؤثر على مضمون الموضوع وهذا يعتبر عائق آخر في الاستفادة.
4. الاختصار وعدم التعمق
غالباً ما تكون هذه الدورات مختصرة المضمون وتعطي خلاصة مركزة عن موضوع ما دون التعمق والدخول في التفاصيل التي قد تحتاجها ولكنها تعطيك مفاتيح للبحث أكثر عما تريده بنفسك وتترك عليك المجهود الأكبر.
كما ترون فإن فوائد الدورات التعليمية عبر الانترنت تغلب على سلبياتها ومع ذلك فهي تكون عائقاً كبيراً لمن لا يستطيع الالتزام أو مستواه في اللغة الانجليزية ضعيف أو يحتاج للتفاعل أثناء الحضور حتى يستطيع الفهم؛ لن نعرف حتى نجرب..
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.